Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

هجوم السمارة المحتلة … تجسيد لمقولة: “يفعل الغبي بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه”‘

بـقـلـم : بن بطوش

      أحاول قدر الجهد أن أكون قومجيا صحراويا حتى النخاع، و أن أنحرف بخطي التحريري للدفاع عن البيت الأصفر و لأظهر الجانب المشرق من تفكير “الهنتاتة” و إن كانت كل جوانبهم داكنة و قاتمة و تقطر بالسواد…، لكنهم بغبائهم يفسدون خطتي الصحفية، و يدفعون بي للكفر بسياساتهم التي قادت القضية الوطنية إلى الوضع الذي فيه اليوم، فما يفعله الغبي بنفسه لا يستطيع العدو أن يفعله به…. و من أراد التأكد من هذه الحكمة و تطابقها في الفعل و المعنى مع سلوك قيادتنا، فليكتفي بمراقبة أخبار البيت الأصفر و سياسة “الهنتاتة” و عنتريات غربان الرابوني.

      كان القياس أن نندفع على هذا الموقع الحر لتبجيل الهجوم الأخير لمقاتلي الجيش الشعبي على محيط مدينة السمارة المحتلة، و أن نعتبر هذا الاستهداف منعطفا في حربنا مع  جيش المحتل المغربي، لولا أنها وقعت في ظرف دقيق جدا، مباشرة بعد 24 ساعة على تقديم السيناتور الجمهوري الأمريكي  “جو ويلسون” لمقترح قانون يطالب فيه الكونغرس الأمريكي بتصنيف  تنظيمنا السياسي و ممثلنا الشرعي و الوحيد، “جبهة البوليساريو”ن كمنظمة إرهابية، و قد أرفق مع مقترحه  ما أسماه دلائل على حصول الجيش الشعبي الصحراوي عبر الجزائر على أسلحة و مسيرات إيرانية الصنع، و وضع رهن إشارة الكونغرس معطيات تكشف خضوع فيالق من الجيش الشعبي الصحراوي لتداريب داخل مراكز “الحرس الثوري” الإيراني بكل من سوريا الأسد و إيران و جنوب لبنان حيث منطقة نفوذ “حزب الله”.

      للحظة اعتقدت بأن الهجوم  على مدينة السمارة المحتلة هو سيناريو مفبرك من طرف المحتل المغربي لتوفير المزيد من الدلائل للكونغرس الامريكي، لولا أن  هذه الفرضية سرعان ما تبددت بعد ما خرجت قيادتنا الغبية ببيان تتبنى فيه العملية و يتم نشر الخبر على التلفزيون الجزائري الرسمي،    ذلك أن تجرأ  مقاتلين من الجيش الصحراوي على مهاجمة محيط مدينة السمارة المحتلة، و أحد مراكز “المينورسو” الذي أصيب بمقذوف صاروخي مباشر…، دفعني للتريث و البحث عن الأسباب التي جعلت النظام الجزائري يمنح الضوء الأخضر للقيادة الصحراوية من أجل القيام بهذه المغامرة الخطيرة في هذا التوقيت بأسلحة إيرانية، لأننا نتحدث عن استخدام لصاروخ “أريش” الإيراني الصنع حسب ما تم تداوله من صور و ما تم رصده من آثار و بقايا للصواريخ أو المقذوفات التي استخدمت في الهجوم،…

      و كان من بين تساؤلاتي: هل ثمة علاقة بين هذا الهجوم و الصفقات التي وقعتها شركات المحروقات العملاقة الأمريكية -الإسرائيلية مع قصر المرادية؟؟؟ و أيضا مع المفاوضات السرية التي يجريها النظام الجزائري مع قصر الإليزيه بشكل سري في منتجعات الألب السويسرية…!  ؟، أم أن الهجوم هو محض  مناورة من قيادتنا الصحراوية حتى لا تسلم الأسلحة الإيرانية للنظام الجزائري بدعوى أن معظمها تم استهلاكه في عمليات القصف و الدك ضد الجيش المغربي !!!؟؟؟ ام أن العملية برمتها تجسد صرخة مقاتلين صحراوين لإسماع الصوت و لمنع القضية الصحراوية من الاندثار إعلاميا، بعد سطوة أخبار الحرب  الإسرائيلية-الإيرانية، و صفقات غزة على المشهد العالمي و تراجع أخبار أوكرانيا للصف الثاني، مع تسجيل غياب كلي لأخبار القضية الصحراوية…!  

      في الواقع الهجوم الصحراوي كان رسالة من قصر المرادية، و لا علاقة له بالقيادة الصحراوية، موجهة للرباط بالقول أن القيادة الجزائرية استوعبت قواعد اللعبة السياسية الدولية، و أنه لا يخيفها تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية، و أن فلسفة أمريكا /”ترامب” مبنية على منطق ماكينة حساب للأموال، و ما دامت واشنطن ستحصل على المال من قصر المرادية، فلن تقوم بأي مناورة سياسية تضر بمصالح الجزائر، و أن الجزائر لديها الأذرع التي يمكنها أن تشن حربا بالوكالة و تصل إلى عمق المدن بالصحراء الغربية، و بالتالي يمكنها أن تشوش على المشاريع و ما يجري من تطور و تنمية في الصحراء الغربية، و أن  النظام الموريتاني ليس بكامل صفوفه إلى جانب الرباط، و أن داخله لا تزال توجد مؤسسات و قيادات تؤمن بالعلاقات مع الجزائر و تدافع عنها و تشتغل لتحقيق أجنداتها بالمنطقة   و توفر الظروف و الغطاء لتحركات الجيش الشعبي داخل بلاد شنقيط، و أن الوصول إلى النقطة التي تم منها إطلاق المتفجرات أو المقذوفات الإيرانية الصنع، لم يكن ليحدث لولا استخدام التراب الموريتاني، لأن رادارات الرصد لجيش الاحتلال المغربي تراقب حركة المقاتلين الصحراويين حتى فوق التراب الجزائري، بمعنى أنه جرى استخدام التمويه بالمرور عبر التراب الموريتاني، و باستخدام مرة أخرى أفراد موريتانيين و عربات موريتانية.

      المثير في هذه العملية هي ردة فعل  جيش المحتل المغربي، حيث تمت ملاحقة المقاتلين الصحراويين المنفذين للعملية، و تم قصفهم بصواريخ hellfire من مُسيِّرة، مما دفع الجميع للتساؤل هل الرباط كانت تراقب  تحرك المقاتلين و سمحت بوصولهم إلى ذلك العمق، كي توفر الدليل الحي للكونغرس الأمريكي و تنهي الجدال داخل هذا المجلس الأمريكي و تحسم تصويته بتصنيف الدولة الصحراوية ضمن أضلاع الإرهاب، أم بالفعل تم مفاجأة الجيش المغربي بهذا الاختراق لكن ردة الفعل كانت سريعة… !!؟

      الحقيقة وسط غياب معطيات ميدانية دقيقة يصعب إدراكها، لأن الاختراق في حال أنه وقع على غفلة من جيش الاحتلال، فسيكون علامة على وجود خلل في الدفاعات و هذا أمر مستبعد لأنه لم يتكرر منذ سنة تقريبا، و مركب الخلل يوجد حسب المعطيات حتى الآن في العمق الأمني الإستراتيجي الموريتاني…، لكن إن كانت الرباط هي من سهلت وصول المقاتلين الصحراويين الشهداء الصحراويين للإطلاق على محيط السمارة المحتلة، فهذا يؤكد بأن الرباط تشتغل وفق خطة مدروسة، و أنها ورطت القيادة الصحراوية  و النظام الجزائري في عمل إرهابي، و كشفت للعالم أن تأثير إيران وصل إلى أبعد نقطة صراع في شمال إفريقيا، و أن أي تحرك عسكري للجيش المغربي في المستقبل سيكون مبني على مبدأ “التطهير”، و هذا يعني أن المنطقة المحرمة المحاذية لموريتانيا و للحليف الجزائري قد تبخرت إلى الأبد.

      أما العقود التي تم توقيعها من طرف النظام الجزائري مع شركتين  عملاقتين أمريكيتين للمحروقات  “شيفرون الأمريكية” و “إيكسون موبيل”، و علاقتها بالثقة التي حصل عليها مقاتلو الجيش الشعبي الصحراوي لتنفيذ هذا الهجوم على مدينة السمارة المحتلة، فهي عقود كانت بحمولة سياسية أكثر منها اقتصادية ، بدليل أن وزير الخارجية الجزائري “أحمد عطاف” هو من أوكلت له مهمة الحديث عن الموضوع و ليس وزير الاقتصاد أو مدير عام “سوناطراك”، لأن لهاتين الشركتين امتداد داخل مراكز القرار الأمريكي بواشنطن، بعدما عجزت صفقة اللوبينغ مع مجموعة BGR التي كان قد وقعها “صبري بوقادوم” مع المجموعة الإسرائيلية لتلميع صورة الجزائر داخل المؤسسات الأمريكية.

      فالنظام الجزائري يعرف جيدا بأن أمريكا-ترامب من المستحيل أن تسقط اعترافها بسلطة الرباط على الصحراء الغربية، و أن الهدف من  اللجوء إلى إرضاء أمريكا و منحها عقود استغلال حقول محروقات و معادن نادرة، هو فقط لإظهار حسن نية النظام الجزائري، الذي وجهت إليه السفيرة الأمريكية تنبيها قبيل انتهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية، بسبب التصريحات التي كان يدلي بها سياسيو قصر المرادية، و أيضا بسبب وجود أثار تمويلية جزائرية للبرنامج النووي الإيراني، و هذا ليس كلاما عابرا بل تقارير استخباراتية مالية من نظام SWIFT تم رفعه للاتحاد الأوروبي و البيت الأبيض و الناتو، يخبر بأن النظام الجزائري كان قد وافق على تقديم قروض تمويلية للنظام الإيراني للمشاركة في البرنامج النووي، مقابل الحصول على رؤوس و صواريخ نووية بعد النجاح في الإنتاج، …. و القبول الجزائري بالمشاركة في تلك المغامرة الإيرانية جاء كرد فعل على رفض كل من قطر و تركيا تمويل البرنامج النووي الإيراني، الذي كان يشتكي من صعوبات مالية بسبب الحصار…. (سنعود للموضوع بتفاصيل أكثر) 

 

     

     

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

                  

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد