Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

الجزائر تحشر أنفها في أزمة السودان و فرنسا تستعد لمراضاة الرباط في قضية الصحراء الغربية

بـقـلـم:بن بطوش

               مرة أخرى نجد أنفسنا أمام واقع غريب عن الرهان الذي قامرنا بأجيالنا و أرضنا لأجله، و مرة أخرى يلفظنا الواقع بعيدا عن الشعارات التي رددتها و ترددها الألسن في الأقبية السياسية و بيوت الحكم، ذات عنترية تحمس لها قادتنا و الحليف، ذلك أن قصر المرادية خرج علينا برسالة تخص الأزمة  في “بلاد النيل الأبيض” حيث تعالج خلافات العواصم الكبرى بدماء السودانيين، و تطيّب خواطر القوى الغاضبة بهدم المدن و ترويع الآمنين،…. و هي أخطر رسالة أوجعتنا كصحراويين منذ اندلاع الثورة الصحراوية، و أراها تتفوق في الوجع على بث القنوات الإعلامية الجزائرية اعتذارها للمحتل المغربي بعد نشرها خارطة تميز إقليم الصحراء الغربية عن التراب المغربي.

               و جاء في هذه الرسالة أن الجزائر بصفتها رئيسا للجامعة العربية، راسلت الأمين العام للأمم المتحدة و رئيس جمهورية جزر القمر، بصفتيه رئيس الاتحاد الإفريقي و الأمين التنفيذي لمنظمة “إيغاد”، لوضع خطة مستعجلة تنقذ السودان من دوامة العنف و تدفع الأطراف إلى الوقف الفوري للاقتتال، و تبني خيار الحوار مهما كان حجم الخلاف عميقا… !!

                  لكن الشق الخطير في الرسالة هي تلك العبارة التي  التي جاء فيها : “تدعو الجزائر إلى ضرورة تغليب المصلحة العليا للبلاد وحقن الدماء”،  لأن هذه الدعوة تتناقض مع نوايا حليفنا بخصوص قضيتنا؛ ففي الوقت الذي لا يتوقف فيه النظام الجزائري بدبلوماسييه و إعلامه و خبرائه و قادة جيشه و مدونيه و نشطائه  عن حث قيادتنا الصحراوية من أجل تسعير نار الحرب ضد المحتل المغربي و هو يعلم بأن موازين القوى العسكرية ليست في صالح جيشنا، و كأن دماء مقاتلينا لا تستحق الحقن كما دماء السودانيين…؟؟ !! و حتى لا يزايد علي قارئ في هذه العبارة، فإن الجميع داخل و خارج أرض اللجوء يعرف ما حدث يوم العيد، حين أباد جيش  المحتل المغربي فيلقا عن بكرته في منطقتي المحبس و حوزة، و من بقي منهم من الجرحى أجهزت عليه النيران الصديقة  من الجيش الجزائري حين إجلائهم، و هذه ليست مستملحة و لا تندرا، بل هو انتقام غير مبرر بالنيران الصديقة أثناء نقل الجرحى.

                رسالة الجزائر لن أصفها بطعنة الغدر، و لكنها أشعرتنا – للمرة الأولى- أن الجزائر الجديدة تستخدم أهالينا بأرض اللجوء كدروع بشرية في حرب استنزاف لا تاريخ في الأفق لنهايتها، و هي المرة الأولى التي يشعرنا فيها الحليف أننا لسنا سوى أكياس دماء احتياطية و أرواح تتناسل و تنذر لحرب ما عدنا نعلم إن هي عادلة فيما تنزله بنا أم ظالمة…؟؟؛ حرب يشخّص فيها أهالينا كل الأدوار؛ فهم وقود آتونها و عتاد سعيرها، و منهم قرابينها و فيهم القاتل و المقتول و المغدور و المسلوب، و تحت خيامهم أراملنا و أيتام شعبنا و معطوبو قضيتنا و عجزتها…

               و هذه الرسالة ليس زلة بل هو الواقع و الحقيقة التي لا يتوقف كبير الجيش الجزائري عن الإشارة إليها، و يكررها الرئيس “تبون” دون تردد كلما فجعته الصحافة بسؤال…، لكن سؤالنا الأكبر الآن هو: لماذا يلهج قادة “مكة الثوار” سعيا لحقن دماء السودانيين و يبيحون إراقة دماء الصحراويين؟ لماذا يجيّشون المنظمات و يسارعون لحل الأزمة السودانية و يفعّلون رئاسة الجامعة العربية؟ و في قضيتنا  الصحراوية يرسلون الأخ القائد “إبراهيم غالي” وحيدا إلى أدغال إفريقيا الموحشة و إلى مختبرات الكوكايين في أمريكا اللاتينية…، رغم أن  النظام الجزائري أول العارفين أن  قائدنا المسكين هو رجل    جد عاطفي؛ ففي في سبيل انتزاع ابتسامة  من امرأة  مستعد أن يتخلى عن كل ما جاء من أجله… !!؟

                نحن لا نسعى لانتزاع الإجابة من الحليف، بل نطلبها من البيت الأصفر المتخلي عن كرامته و كرامة الصحراويين، و المسلوب الإرادة و المتخلي عن العهد…، لأن حكام الجزائر أصبحوا يناقشون المعطيات و المستجدات بالكثير من العقلانية خوفا من أن تجرفهم العواطف إلى حرب شاملة مع عدونا الذي نسج تحالفات أكثر قوة، و منحته التفوق الاستراتيجيفي شمال إفريقيا، و أصبح يرعب حتى جيرانه الأوربيين، لأنه – و على ما يبدو-  فالرباط تقود “ماكرون” بهدوء و دون ضجيج إعلامي إلى نفس القاعة التي استضافت “سانشيز” حيث قدم التنازل الكبير، و قد نرى الرئيس الفرنسي عما قريب في الرباط يوقع مذكرة إعلان الاعتراف بأن الصحراء الغربية جزء من السيادة  المزعومة للمحتل المغربي، و حينها لن ينفع البيت الأصفر و لا قصر المرادية الندم، لأن الإهمال و ضعف البصيرة يقودان حتما  إلى الفشل.

               المعطيات المتراكمة و التسريبات التي حدثت في الإعلام الأمريكي، تؤكدان أن باريس ألقت ما بيمينها أمام الرباط، و أنها تحاول مراضاة نظام المخزن، فأجلت زيارة “تبون” و بدأت في تغيير النهج مع النظام الجزائري الذي انتظر أسابيع كي يهاتفه الإليزيه، و يخبره أن “ماكرون” اختار منتصف شهر يونيو كموعد لزيارة “تبون” إلى فرنسا، حيث تشير المصادر إلى أن “ماكرون” توصل بقبول الجزائر بالعروض الفرنسية و التي من ضمنها فتح الأسواق الجزائرية أمام المنتجات الفرنسية بما فيها السيارات الفرنسية ذات العلامات المصنعة بالمغرب، في إشارة من فرنسا العميقة إلى الرباط أن باريس لا مصلحة لها من هذه الزيارة المرتقبة  و أنها فقط من أجل شعار الذاكرة الجزائرية، رغبة من “تبون” في استرجاع بعض عناصر التاريخ الجزائري، و أن الزيارة التي سبق و أن قام بها  “ماكرون” إلى الجزائر حسمت فيها فرنسا كل شيء، و أن باريس هي الآمر الناهي في شمال إفريقيا، و أن هناك مهلة إلى يونيو أمام الرباط لتفاوض فيها الفرنسيين، و تصلح ما فسد من الروابط بين البلدين، و عند التوافق فستعمل باريس على الدفع بـ “تبون” لإصلاح الوضع مع الرباط.

             و لكي تظهر باريس حسن نواياها للمغرب، فقد بدأت بعدة إجراءات، أولها رفضها طلب الجزائر توظيف “الفيتو” الفرنسي لإبطال أي تقرير أمريكي يفرض حل الحكم الذاتي على الأطراف إذا ما نجحت الرباط في تمريره، ثم كف الإليزيه أذرعه الإعلامية عن المؤسسات الحاكمة في المغرب، و تجميد مذكرات البحث في حق مسؤولين مغاربة، و تمتيع المغني المغربي “سعد لمجرد” بالسراح المؤقت دون سابق إنذار و رغم حجم الاتهام و قوة الإعلام الفرنسي في هجومه على القضاء عند التساهل مع قضايا الاعتداءات الجنسية، و الحكم للاعب الكرة المغربي “أشرف حكيمي” بالبراءة في قضية الاعتداء الجنسي، و عدم انتقاد البرلمان الأوربي و لا باريس صفقة السلاح المبرمة بين أمريكا و الجيش المغربي، و توقف البرلمان الأوروبي عن عقد جلسات إدانة للرباط، و توجيه نيران قناة “فرانس 24” نحو الجزائر، و تجميد إصدار الأعمال الأدبية المعادية للرباط و عودة منظمة الـ MAK بقوة لشوارع باريس…

             هذه المستجدات و هذا التغيير في الموقف الفرنسي الفجائي، مصدره واشنطن، حيث تؤكد المعطيات أن فرنسا لم تعد تستطيع تليين الموقف الأمريكي من قضية العقوبات على الجزائر، و أنها أضحت مسألة وقت فقط ليتم تفعيل قانون CAATSA ضد الجزائر، خصوصا بعد التقرير الأمريكي الأخير عن علاقة ثلاثية جزائرية – صينية –إيرانية مشبوهة، تسعى لتقويض النفوذ الأمريكي في منطقتي الساحل و الصحراء و شمال إفريقيا، و اتهام واشنطن بشكل غير صريح للجزائر بالإضرار بالمصالح الأمريكية و تهديدها عن طريق جلب الصينين و الإيرانيين و حتى مرتزقة “الفاغنر”الروس إلى المنطقة، التي تراهن عليها أميركا و تخشى عليها أوروبا من الفوضى…، لدرجة أن هناك تقرير سري أمريكي ناقشه الإعلام الفرنسي، يتحدث عن تصنيف أمريكا للمغرب في رتبة أكثر أهمية من إسرائيل منذ جائحة كورونا…، فعل يعلم قادتنا في البيت الأصفر التعيس أننا خارج التصنيف؟ و أن العقوبات المترتبة عن قانون CAATSA ستشمل الدولة الصحراوية، خصوصا الجانب المتعلق بالمساعدات الإنسانية؟

 

        

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أنا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد