Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

أسرار جديدة في قضية فتح مكتب لـ”حركة الريف” بالجزائر… !!؟

بـقـلـم:بن بطوش

         يقول فأر لطيف في مذكراته، أنه ذات مرة و بينما هو يعيش في مزرعة بكل طمأنينة، اثار انتباهه سلوك غريب من صاحب المزرعة  لم يسبق له أن فعله عندما رآه يضع مصيدة للفئران في إحدى الزوايا حيث يُخزّن محاصيله الزراعية،…. شعر الفأر بالفزع و  الجزع و تحرك  بسرعة يطوف على  رفاقه الحيوانات التي تشاركه المكان كي يحذرهم؛ دخل على الدجاجة في قِنِّها حيث أخبرها بأن تأخذ حذرها لأن صاحب المزرعة نصب مصيدة بمخازن الحبوب، لكن الدجاجة تعجّبت من تحذيره و أخبرته أنه المقصود بهذه المصيدة و أن الأمر لا يخصُّها… و بعدها توجّه إلى الخروف و أبلغه بالنبأ الخطير، لكن الخروف – هو الآخر- استهزء من الفأر  و اتهمه بالتضليل و  شرح له بأن صاحب المزرعة يريد  فقط الانتقام لخسائره بسبب ما يسرقه الفأر  من المخازن… جرّ الفأر خيبته و توجه إلى البقرة، و طالبها  هي الأخرى أن تحتاط من المصيدة، لكن البقرة تبسمت بتهكم ثم نهرته و  انفعلت عليه و أخبرته أنه مزعج جدا، و أن تصرفاته اللصوصية ضايقت رب المزرعة الذي قرر التخلص منه، و قالت له أن الفخ المنصوب  هو مشكلته وحده و الأمر لا يعني الآخرين بشيء…. أحس الفأر بالإحباط  و الوحدة بعد أن تعذر عليه إقناع الحيوانات التي تقاسمه الحظيرة بخطورة ذلك الفخ القاتل و وجوب التخلص منه… فقرّر أن يأخذ حذره و أن لا يدخل المنطقة التي نصب فيها الكمين (المصيدة)…

     و ذات مساء،و بينما الفأر الحكيم منهمك في جحره، سمع صوت المصيدة و قد أطبقت فكيّها بقوة، و حمله فضوله لرؤية ما حدث، فشاهد تلك الآلة القاتلة و قد أمسكت بذيل ثعبان أسود، و كان الوقت ليلا و المكان مظلم، و حين سمعت زوجة صاحب المزرعة  الضجيج الذي أحدثته مقاومة الثعبان للتخلص من المصيدة، أسرعت  بشمعتها وسط الظلام  فانطفأت في الطريق و مدت يدها تتحسس  مكان المصيدة لتعيد نصب كمينها من جديد و تتحقق من الضحية التي كانت تعتقد بأنه لن يكون سوى فأر، لكن الثعبان  لذغها و مرّر السم إلى عروقها…، فسقطت و هي تصرخ، ليحضر زوجها بمصباح كاشف، و لما علم أنها تعرضت للدغة ثعبان، حملها على عجل إلى المستشفى، و هناك تم حقنها ببعض الأمصال ضد السموم و عاد بها زوجها إلى البيت، فقرر أن يذبح الدجاجة كي يطعمها لأن السم قوي و دوائه يحتاج إلى وجبة جيدة لتقوية المناعة…

         بعد يوم واحد لم تتحمل الزوجة المسكينة سم الثعبان و ماتت، و امتلئ البيت بالمعزّين و اضطر صاحب البيت لذبح الخروف كي يطعم زوّاره، و في يوم تشييع  جثمان زوجته وجد نفسه أمام عدد هائل من الأقارب و الأصحاب و الجيران، فكان لزاما عليه ذبح البقرة….  و بذلك نجا الفأر من المصيدة التي عصفت بكل سكان الحظيرة و بزوجة صاحب الحظيرة، بعدما ظن الجميع  أن الفخ نُصِب من أجل اصطياد فأر لطيف، الذي بمجرد أن رآى المصيدة هرع لتحذيرهم منها، لأنه كان يعي خطورة تلك الآلة، و كان حدسه قويا، و تحذيره لم يكن خوفا من المصيدة لأنه  بالفطرة يعرف كيف يتجنبها، بل كان يحذرهم من عواقبها و آثار السماح بنصبها  و بتواجد خطرها بينهم… اشتم الفأر المتبصر رائحة الكارثة، و كانت مشاعره صادقة و رؤيته على قدر من الحكمة و التبصر…

        لهذا في عصرنا الحالي تلجأ الدول التي تحترم نفسها إلى مراكز دراسات و إلى رأي الخبراء، ينفقون سنوات من المشورة  و التفكير للحسم في قرار مصيري و الخوض في وضع المخططات…. و سأترك لك أيها القارئ الكريم  حرية تركيب الأدوار و توزيع المهام في القصة التي تخص قضيتنا الصحراوية، عن ماهية الفأر؟ و إسم البقرة ؟ و من يكون صاحب الحظيرة؟ و ما تمثله المصيدة؟ … و سأترك لك هوامش استخلاص العبر من الثعبان الشيطاني و من غباء الخروف و إهمال الدجاجة و استخفاف البقرة…، و سأمر في هذا المقال لأبلغك أنه خلال مشاركتي في جلسة نقاش في غرفة حوارية  جمعت بين مثقفين عرب…، طرح أحد المصريين معلومات تتضمن سؤالا عن السبب الذي جعل الرئيس الراحل “عبد العزيز بوتفليقة” و قائد الجيش  الراحل” أحمد الگايد صالح”، يرفضان مقترحا فرنسيا في عهد الرئيس”فرانسوا هولاندا” بفتح مكتب لحركة الانفصال الريفية في الجزائر من أجل الضغط على الرباط … !!؟

       بقي جميع المشاركين في غرفة  النقاش صامتون؛ لأن لا أحد سبق أن سمع أو قرأ  بأن فرنسا /”هولاند” اقترحت – قبل سنوات- الفكرة، لكن الصحفي المصري قال بأن الأمر كتبت عنه الصحافة الفرنسية في حينه و لم ينتبه له أحد، و مر الخبر دون إحداث ضجيج إعلامي كبير، لتزامنه مع أحداث دولية أخرى غطت عليه، و  زاد في الشرح بأن الراحل”بوتفليقة” كان يدرك خطورة المخطط الفرنسي، و كان يُحس بأن هناك خبث فرنسي في الموضوع لا يتعلق فقط بمنح النظام الجزائري ورقة جديدة لمشاكسة الرباط، بل بمخطط  تستهدف من خلاله فرنسا إحكام قبضتها على  دول شمال إفريقيا  عقب “الربيع العربي”… و  مما  زاد من  قناعة “بوتفليقة”  بضرورة رفض فكرة فتح مكتب لـ “حركة الريف” أن لديه تجربة حيّة بين يديه عندما أقنعته فرنسا  في سبعينيات القرن الماضي، عندما كان وزيرا للخارجية، بتبني الثورة الصحراوية و استقبال اللاجئين بتندوف، و  ما فعلته خلال نصف قرن بمقدرات الجزائر، و كيف كان هذا التبني سببا من أسباب العشرية السوداء…، لهذا رفض تكرار التجربة بأخطائها.

         نحن هنا لا نُلقي برأينا و لا نتحامل على أصحاب “حركة الريف” و لا نطعن في  مشروعية قضيتنا الوطنية و لا نسوق الاتهامات لأحد…، بل ننقل الكلام كما قيل في غرفة النقاش و كما أريد للفكرة أن تكون، فالراحلان “بوتفليقة” و “الگايد صالح” أدركا أن خطة  فتح مكتب لـ “حركة الريف” فيها فخ خطير، قد يفتك بشعوب المنطقة و يدمرها، و أغلقا على فرنسا باب المحاولة بالرفض القاطع، ليس خوفا على نظام المخزن  المغربي من التمزيق، بل حتى لا يكون المكتب إسفينا جديدا يدق في خارطة الجزائر لتمزيقها تحت ذريعة المعاملة بالمثل…

        و اليوم بعدما قَبِل “شنقريحة” و معه “تبون” بالمغامرة، و  تم الإعلان عن افتتاح مكتب لـ “حركة الريف”، خرج انفصاليو حركة تحرير منطقة لقبايل، المعروفة بالـ MAK، يعلنون أنهم قرروا قبل متم هذه السنة (2024) إعلان قيام “دولة لقبايل” و عاصمتها تيزي وزو، و أعلنوا أنهم الآن يبحثون عن محتضن لحركتهم، كي يحصلوا على السلاح و الذخيرة من أجل إطلاق الكفاح المسلح، مما يعني أن الجزائر على أبواب عشرية سوداء جديدة….حركة “الماك” الآن أعدت ملفها، و تنوي التوجه به إلى الأمم المتحدة، كي تدرجه بشكل رسمي  أمام مجلس الأمن، يروم كشف معاناة ما تُسميه “الأمة القبايلية المحتلة التي تسعى للاستقلال عن الجزائر”، و اعتبار أن  أراضي  شعب لقبايل لا تنتمي إلى باقي التراب الجزائري…. و الخطير أن “فرحات مهنى” – و حسب المقربين منه- لا ينوي عرض الفكرة على الرباط للاعتراف باستقلال  “دولة لقبايل” فقط، بل ينوي التوجه بالملف إلى أبوظبي و من ثم إلى باقي دول مجلس التعاون الخليجي…

          و تقول بعض المعطيات أن تواصلا حصل فعليا في فرنسا بين حركة “الماك” و أفراد من المخابرات الإماراتية، و أنه سيُطلب من “محمد بن زايد آل نهيان” دعم الحركة للحصول على الاستقلال، و نحن نعلم حجم الأخطاء التي ارتكبها قصر المرادية في حق  رئيس الإمارات و كيف هاجم الإعلام الجزائري أبوظبي و اتهمها بأنها “عاصمة التخلاط”، و وصفت الجرائد و القنوات في دولة الحليف الجزائري حكامها بأقبح النعوت دون حياء، و اليوم الإمارات تجد بين يديها وسيلة للانتقام من النظام الجزائري، و الكل يعلم قوة الإمارات العربية إعلاميا و سياسيا و دبلوماسيا و إقتصاديا.

         لا نزال نُكرِّر ندائنا بأن الجزائر في حاجة إلى استراتيجيين كي تتجنب الوقوع في الأخطاء، ذلك أنه بالأمس سربت حسابات جزائرية بأن “جبّار مهنا”،  رئيس دائرة الاستعلام الخارجي (المخابرات الخارجية)، ضخ مبلغا كبيرا في حسابات ممثل مكتب الريف (المكتب المصيدة)، و أن تلك الأموال هي عربون وفاء من قصر المرادية بتعهداته تجاه الحركة، و أن ثمة تعهدات أخرى تتمثل في حماية أفرادها و ضمان سيولة لهم أثناء تنقلهم بدول العالم، حيث اشترط “الريفيون الجمهوريون” على الجزائر التكفل بكل مصاريفهم و أن يكون نزولهم في الفنادق الفاخرة، و تحركاتهم على متن طائرات خاصة، و أن تكون مساكنهم في دول أوروبية تحترم شروط الإقامة الفاخرة الدبلوماسية، و أن تكون مساكنهم محروسة من طرف شركات أمنية خاصة، فيما مكتبهم بوهران سيتردد عليه فرد واحد ليخبر النظام الجزائري بمستجدات عملهم و تحركاتهم.

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

 

        

        

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد