ضحايا خلال تمرين عسكري بالذخيرة الحية للجيش الجزائري و عملية إرهابية بتونس مباشرة بعد القمة العسكرية الرباعية بالجزائر
بـقـلـم : بن بطوش
من أين البدء وسط هذا الكم الهائل من الأخبار المرعبة و المثيرة للخوف، ذلك أن كبير الجيش الجزائري، “سعيد شنقريحة”، الذي أحس بقسوة المرحلة و شدتها على مستقبل البلاد، أراد أن يصرخ بعنف من خلال تمرين عسكري بالذخيرة الحية، و على بعد أميال قليلة من الحدود مع تراب العدو المغربي و الصحراء الغربية، جرى خلالها إعادة تجريب نفس العتاد الذي أصبح حتى المدنيون يحفظون أسماء مكوناته و يعرفون قدراته عن ظهر قلب من خلال ما يجري في بؤر القتال بأوكرانيا…، لكن هذه المرة تقول المصادر العسكرية بمنتدى التسليح العربي أنه جرى تجريب “تكتيك عسكري” جديد، طوره بعض ضباط العمليات الميدانية الجزائريين.
غير أن القهر الذي نزل بنا كشعب صحراوي يرى في الجيش الجزائري الحصن الذي يحمي قضيتنا من أي اندثار، جاءنا من الكريملن و مشاهد المسيّرة التي زارت قبة المبنى و رمز القوة و السيادة الروسية، و كيف فجّرت تلك المسيّرة نفسها بعدما وصلت إلى هدفها و لم تعترضها الدفاعات الأرضية و لم تزعجها أدوات التشويش و لم تسقطها صواريخ بطاريات الـ S-500 و لا S-600…، و أوصلت الرسالة التي أرادت واشنطن أن تبرق بها بشكل شخصي للقيصر “بوتين”، و كأنها حمامة رشيقة تخطت كل نسور و صقور السماء، و نحن لا نعلم أي تكنولوجيا استعرضتها الولايات المتحدة في هذا الاختراق، لأنه حوار بين موسكو و واشنطن، نجهل في عالمنا الثالث لغته العلمية و التكنولوجية..
و لأن #التمرين العسكري الجزائري جرى كاملا بالسلاح الروسي، و أظهر لنا الإعلام العسكري الجزائري صورا لاستخدام بطاريات S-300 بنسخيتها، و تأكد لنا أن الجزائر لا تمتلك النسخة S-400 التي تشغلها سوريا المنكوبة، و التي عجزت عن اكتشاف سرب مقاتلات أردنية داخل الأجواء السورية، قبل الاجتماع الذي شهد التصويت لعودة دمشق إلى الجامعة العربية، حيث استهدفت طائرات الـ F16 محطات التنقية قرب بلدة “خراب الشحم” في ريف درعا الغربي، و كان الهدف تدمير مصنع تابع لـ “حزب الله”، متخصص في إنتاج المخدرات القوية من نوع “الكبتاغون”.
و الأشد صعوبة على فهمنا أن الأردن لم تبلغ النظام السوري بتفاصيل العملية العسكرية، خوفا من تسريب المعلومات و إجهاض عملية الاستهداف، و أن المقاتلات الأردنية نجحت في التشويش على رادارات الدفاعات الجوية السورية المشتغلة على نظامS-400، و لم تبلغ النظام السوري بالتفاصيل إلا عند انتهاء العملية.
لا أعتزم تقديم استنتاجات عسكرية كي ألبسها للجيش الجزائري، و لكن سأنقل لكم معظم المعلومات التي جمعتها من خبراء جزائريين تواصلت معهم في غرف النقاش بعدة مواقع، و منهم من يمارس المعارضة، و منهم من لا يزال في الخدمة، حيث أبلغنا أحد العاملين على سلاح المدرعات الجزائري، بأن الجيش الجزائري يمتلك عتادا كثيرا و مختلفا، لكنه يعاني من مشاكل الصيانة بالدرجة الأولى و أن جزأه الأكبر خارج الخدمة مؤقتا، و أن الصيانة لا تحصل إلا ساعات قبل التمارين العسكرية أو عندما تكون هناك زيارة مبرمجة لقيادات الجيش.
و قد سبق أن تحدث ” قرميط بونويرة” (الكاتب الخاص لقائد الجيش السابق “أحمد القايد صالح”)، عن نفس الأمر، قبل إعدامه، و أضاف أن هناك اختلاف بين التكوين العلمي للجندي أو الضابط و بين العتاد، على اعتبار أن الجندي الجزائري يمر من مدارس الدولة الجزائرية التي تعتمد المناهج الغربية-الفرنسية، و عند دخوله إلى الجيش يكتشف أن العتاد و العقيدة و كتب الإرشادات روسية، بمعنى أن الجندي يحتاج فترة طويلة ليفهم و يتأقلم مع الجندية و الأسلحة، و هذا ما يفسر كثرة الأخطاء العسكرية خلال التمارين، و يفسر أيضا حصول كوارث كتلك التي وقعت في التمرين الأخير ببشّار أمام أعين قائد الجيش “شنقريحة”، حيث قال لنا أحد الجنود أن طائرة سوخوي استهدفت بالخطأ آلية عسكرية جزائرية و لم يستطع الطيار التفريق بين المدرعة التابعة للجيش و بين المدرعة المتلاشية (الهدف)، و نتج عن الخطأ استشهاد النقيب ” محمد تناح “، من الناحية العسكرية الثانية.
هذا #التمرين الأخير و الذي قال عنه معظم الخبراء العسكريين، أنه تم برمجته في اللحظات الأخيرة كردة فعل على الإعلان المشترك بين المحتل المغربي و الولايات المتحدة الأمريكية تنظيم نسخة أخرى من “الأسد الإفريقي”، لكن ثمة من الجزائريين من ألقى علينا قولا ثقيلا، و اعتبر التمرين الجزائري الأخير بمنطقة بشّار، فيه رسالة عنيفة إلى الرباط من قيادة الجيش الجزائري، و أن المخابرات العسكرية الجزائرية لم تستطع أن تقوم بعمل أكثر ضررا للرباط، و حتى استفزازاتها تكون غير مدروسة و تفتقد للمجازفة، و أن أقصى ما يمكن القيام به حاليا هو بعث رسائل حربية، حيث قامت قيادة الجيش خلال هذا #التمرين بوضع أعلام حمراء على رأس الأهداف (في إشارة إلى لون العلم المغربي)، و تم تصوير تلك الأعلام و هي تتطاير بعد استهدافها.
كما تزامن #التمرين العسكري مع الحادث #الإرهابي الذي هز دولة تونس، و استهدف كنيس يهودي ببلدة جربة أثناء إحياء القدّاس، مما جعل الكثيرين يؤكدون أن العمل الذي استهدف يهود تونس مدبر، و يحمل رسائل تظهر امتعاض النظام الجزائري من التقارب التونسي – المغربي، و فيه محاولة لمعاقبة قصر قرطاج، بعد تخلفه عن المشاركة في القمة العسكرية التي حضرتها مصر و ليبيا إلى جانب القيادة الصحراوية، و بالتالي فوتت على الجزائر فرصة ذهبية لعزل الرباط مغاربيا رفقة موريتانيا، التي بدأ النظام الجزائري يروج عبر وسائل التواصل لأخبار قرب حصول انقلاب عسكري بها.
النظام الجزائري يعرف أن “قيس السعيد” يؤمن بباريس و يتبع الإليزيه في كل مبادراته السياسية و الدبلوماسية، و أن الود الذي أظهره “قيس” لـ “تبون” كان لغرض الحصول على الامتيازات الطاقية و المادية، لكن الوضع تفجر بسبب قضية “بوراوي” التي أظهرت أن الروابط بين قصر المرادية و قصر قرطاج أوهن من بيت العنكبوت، و حين كان الإليزيه على خلاف مع الرباط كانت تونس تضع كل البيض في سلة قصر المرادية و لا تعر اهتماما لردّات فعل الرباط.
و اليوم بعد أن تلطف الجو بين الرباط و باريس، و أعلن البرلمان الأوروبي بشكل رسمي هذا الأسبوع عدم توفر دليل إدانة للرباط بخصوص قضية التجسس، التي أصبحت تعرف لدى الرأي العام الدولي بقضية “بيغاسوس”، و تحفظ البرلمان الأوروبي على مناقشة ملف #Marocgate، و حصول إسبانيا على وعود أوروبية بتمويل مشاريع الرباط القاري مع المغرب عبر طنجة….، كل هذا جعل تونس تؤمن بقوة الرباط و قدرة النظام المغربي على تطويع المواقف الأوروبية الصلبة و المستعصية، و تونس عبر إعلامها اليوم تنظر إلى المحتل المغربي بنظرة المعجب و المنبهر.
و ما حصل في جربة بتونس يذكرنا بالعمليات الإرهابية التي تحصل في هذا البلد كلما كبرت الفجوة السياسية بين الجزائر و تونس؛ و كالعادة لا تتبني أي جهة ذلك الهجوم بما في ذلك “القاعدة” و “تنظيم الدولة الإسلامية”، و تتكرر تلك العمليات بنفس الأسلوب و بنفس التنفيذ، عبر هجوم بأسلحة على سياح أو معبد يهودي لإعطاء الانطباع أن الأمر يرتبط بالتطرف الديني، و هي صورة مكررة عن الهجوم الذي جعل الرباط تتهم الجزائر بالإرهاب حين استهدف ملثمون بأسلحة رشاشة سياحا بمراكش،سنة 1991، فيما يعرف بحادثة “فندق أسني”.
نفس البصمة نجدها يوم الاعتداء على الشاحنات المغربية بمالي، و المضحك أن المخابرات العسكرية الجزائرية تقدم تقارير على أنها مستهدفة من طرف الجماعات الإرهابية، و أنها الحامي الحصري للدول المغاربية من خطر الجماعات المسلحة و #الإرهاب العابر للنوايا، و من المنتظر أن تتدخل لدى السلطات التونسية و تعرض خبرتها و تعاطفها مع هذا البلد الجريح و المحبط.
لن أضيف المزيد من التفاصيل إلى أن تتوفر المعطيات الصحفية الدقيقة، حتى نقدم لكم حصة إخبارية متكاملة و ذات مصداقية مطلقة، لأن توجيه القارئ باستخدام الحدس الصحفي أو باستعمال التنجيم الإعلامي، هو نوع من التضليل لا نريد التورط فيه أكثر، و نحن حصرنا هذا المقال فيما توفر من معطيات و شهادات من داخل مطبخ الجيش الجزائري، والتي تقول أن النظام الجزائري الحالي عاد إلى سياسة “الأعمال القذرة” لتصريف أزماته.
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك
تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة