Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

زعيم “الفاغنر” يتمرد على “بوتين” و يكشف تورط النظام الجزائري في إدخال مجموعته المسلحة إلى إفريقيا

بـقـلـم :بن بطوش

         ننطلق من آخر تطورات قضية تداول خبر طرد السفير الإماراتي بالجزائر الذي عكر الأجواء داخل الجامعة العربية قبيل عيد الأضحى المبارك، و وضع  النظام الجزائري في موقع محرج خصوصا بعد دخول الإعلام  القطري على خط الخلاف، الذي أدار ظهره للإبادات التي تقوم بها القوات الروسية و قوات #الفاغنر داخل #سوريا، و التي تتسابق – حسب تسريبات مختلف وسائل الإعلام – لقتل أكبر عدد ممكن في مناطق النزاع السورية من أجل الضغط على نظام ” بشار الأسد” و منعه من نقل “شبِّيحته” إلى روسيا و استخدامهم كجنود احتياط في حالة حاول قائد “الفاغنر” تكرار تمرده ضد “بوتين”؛ فقد فضَّل الإعلام القطري التركيز على ما أسماه تورط “بن زايد”، رئيس دولة الإمارات في عمليات الاستخبار لصالح تل أبيب.

    و حتى يزيد هذا الإعلام من النفث في نار الفتنة و إذكاء سعيرها بين الدولتين الشقيقتين؛ الجزائر و الإمارات، فقد أشار موقع “جلاء” القطري نقلا عن المدون و المؤثر الجزائري المعارض لقصر المرادية “أمير ديزد” (AMIR_DZ)، أن الإمارات العربية بدأت في تسريب فيديوهات فضائحية لشخصيات عسكرية و سياسية و حزبية و مقربين من قصر المرادية، ممن تورطوا مع #شبكة _الدعارة التي يمتلكها و يديرها الجزائري “رياض بيراط”، و المتخصص في بيع الفتيات الجزائريات – حسب ما صرح به “أمير ديزد”- لدور الدعارة في الخليج.

         المنصات القطرية و ضمنها قناة “الجلاء” تقول بأن المعارض الجزائري “أمير ديزد” تحصل على 18 مقطع فيديو مسجل لـ 13 شخصية جزائرية رفيعة، و أن المقاطع توثق لعمليات زيارة منتظمة من القيادات الجزائرية لدور الدعارة الراقية في الإمارات العربية، و تؤكد هذه المنصات بأن أبوظبي ترفض أن يمر حادث  ترويج خبر طرد السفير الجزائري دون عقاب، مما يؤكد أن العملية الإعلامية التي باشرتها قطر لإعادة النبش في جمر الأزمة بين الدولتين العربيتين، فيه بعض الخبث، و كأن قطر تريد أن تحرك “النيف” الجزائري بالضغط على جرح المهانة، كي تدفع بقصر المرادية للتورط في ردة فعل تصعيدية تشغل العالم العربي بحرب إعلامية و سياسية ودبلوماسية بين الإمارات العربية و الجزائر، و تزيد من الاصطفافات و التصدعات و التقسيم الإيديولوجي داخل الجامعة العربية.

         كنا في حاجة إلى هذا المدخل لأننا بصدد المعالجة التحليلية لملف شديد التعقيد، و لدينا كمية من المعلومات نرجوا التوفيق في وضعها في سياقها الصحيح، و ترتبط بتواصل حرب التصريحات و الفضائح التي تستهدف نظام الحليف الجزائري بشكل جنوني، و هذه المرة من عمق تمرد قوات “الفاغنر” الذي حصل في روسيا، و لن نقول انقلابا لأن شروط حصوله لم تكتمل، حيث اعترف “بريغوجين”، زعيم المجموعة، بنفسه أنه لم يكن يستهدف إسقاط عرش القيصر “بوتين”، بل حرَّكته خلافاته مع قيادات في الجيش، و نحن لن نتطرق إلى فصول التمرد، بل سنكتفي بالجزء الذي يهمنا كشعب صحراوي يرتبط مصيره بمصير  نظام دولة الحليف الجزائري…، إذ واصل “بريغوجين” تفجير الأسرار، و قال كلمة غاية في الخطورة، حين صرح بأن قائد الجيش الجزائري “شنقريحة” اتصل به و طلب مده بـ 10.000 من مقاتلي “الفاغنر”…. !!؟؟؟

        و قال  أيضا “بريغوجين” في المقطع الذي سنرفقه  بهذا المقال، أنه لن يرسل قوات إضافية إلى الجزائر، حيث كشف أنه يمتلك ثكنة  عسكرية في الجزائر  تضم  5000 مقاتل، و استخدم مصطلح “يمتلك” و لم يقل يشارك أو يتواجد أو ينشر أو أن له قوات في الجزائر تحت القيادة الجزائرية…، بل استخدم عن قصد كلمة “يمتلك”، و هذه الكلمة في حاجة إلى تفسير و تحليل و وجب ربطها مع التقارير الاستخباراتية للمحتل المغربي،حين اتهم الجزائر بالتعاقد مع مرتزقة “الفاغنر”، و الأكثر أنه أشار إلى مساهمتهم في تدريب مقاتلي الجيش الشعبي الصحراوي، رفقة خبراء من قيادات “الحرس الثوري الإيراني”، و أيضا وجب ربطها بكلمة الرئيس الجزائري الذي صرَّح خلال زيارته لموسكو أن الجزائر هي من كانت وراء دخول الروس إلى شمال إفريقيا.

         تصريحات قائد “الفاغنر” لم تتوقف هنا، بل أضاف أنه يرفض تلبية دعوة قائد الجيش الجزائري، و يرفض الأموال الضخمة الجزائر، حيث عبَّر عن هذا الأمر بالقول: “لن تغرينا أموال البترول”، مستخدما مصطلح “الإغراء” الذي يدفعنا للتساؤل عن حجم الأموال التي وعد بها “شنقريحة”، قائد المرتزقة “بريغوجين”، و عن الأجور التي اقترحها للـ 10.000 مقاتل لأن الأمر متعلق بالإغراء، و المعلوم ان الراتب العادي لأصغر مقاتل في هذه المجموعة هو 12000 دولار شهريا،  و الأكثر من هذا، نحن مجبرون على طرح السؤال الأخطر كي نكشف ماهية المهمة التي يريد “شنقريحة” إنجازها بمجموع قوات تبلغ 15.000 مقاتل من “الفاغنر”، الذي يُطلق عليهم “ماغول العصر”… !!؟، ثم لماذا لم يتصل “تبون” الذي يحمل صفة وزير الدفاع و رئيس البلاد بـ “بوتين” أو “بريغوجين” للتعاقد مع المرتزقة “الفاغنر”، و اتصل “شنقريحة”؟ و هل ثمة مياه تجري أسفل قصر المرادية لا يعلم بها الرئيس “عبد المجيد تبون”…؟

         نجيب على الأسئلة من المعطيات التي نتوفر عليها، و نُعرِّف أولا من هي مجموعة “الفاغنر” بعيدا عن التعريف التقليدي و لماذا يوصفون بـأنهم “ماغول العصر”…،  فهم النسخة الروسية لقوات “البلاك ووتر” (BLACKWATER) الأمريكية، و هم مجموعة مقاتلين أغلبهم من السجناء جرى شراء ما تبقى من عقوباتهم السجنية من طرف الشركة العسكرية الأم “فاغنر”،  و هذه الشركة – حسب التقارير الدولية- تُفضل توكيل مهمة القيادة الميدانية للمعارك، إلى عناصر يتم تأهيلهم بعد جلبهم من التنظيمات السرية و  شبكات الجريمة المنظمة (المافيا)  و إغرائهم بالأموال و مشروع الشركة، و يمنحون الأولية في العمل لسجناء الجيش الروسي سيئي السمعة…، و يتم انتقائهم بعناية.

     و شكل نجاح “البلاك ووتر” في العراق و أفغانستان مرجعا لهذه التجربة الروسية، لكن الفرق بين “البلاك ووتر” و “الفاغنر” أن الولايات المتحدة الأمريكية استشعرت تعاظم دورهذه المجوعة المسلحة و  قامت بحل الشركة، فيما عجزت محاولة “بوتين” فعل نفس الأمر…،مما تسبب في شرخ بين “بوتين” و  طباخه “بريغوجين”…. هذا الأخير الذي أصبح يعصي أوامر قائد الجيش الروسي و يتمرد على “بوتين”، و بدأ بتحصين قواته و الاستقلال بها بالحصول على تسليح متطور جدا عبر امتلاكه شركات تصنيع للسلاح داخل و خارج روسيا، و أسس شركات عسكرية فرعية حتى يُصَعِّبُ مهمة القضاء على مقاتلي “الفاغنر”، الذين أصبحت لهم قوات جوية و تمتلك المسيرات الهجومية و لها وحدة استخبار و مركز إدارة…، و أصبحت تتعاقد  كذلك مع حكومات دون وساطة موسكو، و تميزها عقيدة قتالية غير أخلاقية، بمعنى  أن قوات “الفاغنر”  لا تحتفظ بالأسرى، و لا يلتزمون باتفاقية جنيف، و يستهدفون كل الأجسام المتحركة بما فيهم الأطفال و النساء و الشيوخ…، و تُجهِز هذه القوات على خصومها في عين المكان، و لكم أن تتخيلوا حجم المجازر التي يقومون بها في مناطق انتشارهم بكل من أوكرانيا اليمن و سوريا و مالي…

          و حسب معهد الدراسات الإستراتيجي الألماني فهذه الشركة تنشر قواتها في أزيد من 30 دولة، لذلك تخيلوا أن جيشا بهذه الوحشية (ماغول العصر)  يمتلك ثكنة في الجزائر، و أن “شنقريحة”طلب مدَّه بـ 10.000 مقاتل إضافية كي يستخدمهم في عمليات تأديب الأزواد الثائرين منذ أسابيع ضد قصر المرادية، و كأن “شنقريحة”، و من حوله يحاول تكرار سيناريو العشرية السوداء و إبادة قبائل الأزواد عن بكرتهم…

            و نحن هنا ننطلق دوما من مرجعية تصريحات “بريغوجين” التي كلما أعدنا الإنصات لعباراتها إلا وزادت من حيرتنا، كيف أن الجزائر التي كسرت كل الأرقام القياسية في القيام بالتمارين العسكرية التكتيكية، الليلية و الصباحية و المسائية و الفجرية، و أبدعت لتلك التمارين أسماءا مختلفة تذكرنا بمصطلحات سلسلة الرسوم المتحركة “غراندايز” كـ : “فجر” و “عاصفة” و “اكتساح” و “غضب” و “صاعقة” و “تحدي” و “رعد” و “الحزم” و “الفصل 2023″…، و في الأخير يُحْتفظُ بهذا الجيش في الثكنات و يتم الاستعانة بمقاتلين من “الفاغنر” لإخماد تمرد لبضع قبائل من الأزواد…، مما يفتح هامش التأويل و الاجتهاد عن الوضعية الحقيقية للجيش الجزائري، و هل هو غير صالح للحروب و أنه جاهز فقط لتمارين ما بعد صلاة العصر؟ أم أن النظام الجزائري يخشى من حصول النكسة في حربه ضد التمرد و يظهر هذا الجيش بدون فعالية ؟ أم أن الجزائر لها جيش يصلح لحرب واحدة فقط، و يخشى “شنقريحة” استنزافه في حرب داخلية، و يُبقي عليه في كامل جاهزية لرد أي هجوم في حالة حصول حرب مع الجيران ؟ أم أن “شنقريحة” يريد جيشا أكثر شراسة مما يتوفر بين يده في حربه ضد التمرد و الانفصال و يهدف للتنكيل بالأزواد و إحداث مجازر فيهم… !!؟.

         الحقيقة أن كلمة “بريغوجين” و تفجيره للحقائق عن طلب قائد الجيش الجزائري، يضعنا أمام الشك المطلق في قدرات الجيش الجزائري و تسليحه، و يعيدنا إلى التقارير الاستخباراتية التي منحتها فرنسا لـ “شنقريحة” و تخبره بالتفوق التقني و النوعي للجيش المغربي و تحذره من التورط في أي حرب في الوضع الحالي، و عن تسَرُّب الشك لقلب قائد الجيش الجزائري الذي يريد إثبات العكس عبر نشر مشاهد هوليودية من التمارين التكتيكية، و بالمقابل يرفض وضع جيشه أمام اختبار حقيقي – داخلي.

 

https://www.facebook.com/Saharawikileaks/videos/807275437777441/

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد