Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

النظام الجزائري يُفاقم أزماته مع الدول العربية و الإمارات ترد بمنح الرباط 68 طائرة حربية من نوع “ميراج 2000-9”

بـقـلـم:بن بطوش

          لعمري ما كنت أظن أن الحليف الجزائري سيصل إلى سدرة تنتهي عندها كل الاحتمالات، و لن ألوم بعد اليوم “هنتاتة” الرابوني و صقور “الكزوار” في خياراتهم السياسية و العسكرية و الدبلوماسية الرديئة و الفاشلة، ذلك أن  حكام قصر المرادية الذين يشكلون المرجعية و المدرسة التي تنهل منه قيادتنا علمها في كيفية تدبير الأزمات، أصبحوا يشكلون أول نظام  مكشوف في العالم يتحرك استراتيجيا بخطة واحدة سهلة القراءة و التوقع، حتى أصبح النشطاء و المدونون ببساطة تفكيرهم و شغفهم و فضولهم -و لن أقول الخبراء- يعرفون الحركة التي تلي أي خرجة إعلامية للرئيس الجزائري “تبون”، إذ يقولون أن الجزائر إن هي قدمت عرضا لدولة منهكة و رفضته، فسوف تدفع تلك الدولة ثمن رفضها من عمل إرهابي أو من هجوم للميلشيات المسلحة…،

       و إذا كانت الدولة التي يختلف معها النظام الجزائري ذات نفوذ في العالم، فسوف يتم استهدافها إعلاميا بحملات سمجة، و سيصف الرئيس الجزائري قادتها في خرجاته الإعلامية  بالأشقاء و يدعو لهم بالهداية و سيتحداهم بعبارة: “الجزائر ما تركعش…”، و إذا كان الخلاف مع دولة عظمى فسنسمع الرئيس “تبون” يصف سلوكها المهين لمكة الثوار بالاحترام المتبادل، كما يقع مع أمريكا و كما حدث  سابقا مع فرنسا و مع روسيا يوم رفضت هذه الأخيرة السماح لقصر المرادية بالحصول على عضوية “البريكس”، و حينها وصف “سيرجي لافروف” النظام الجزائري بدولة لا هيبة لها و لا وزن في الساحة الدولية…، فيما رد “تبون” على “لافروف” بأن روسيا هي أقوى حليف للجزائر… !!

          الظاهرة الخطابية للرئيس “تبون” تؤكد أن ثمة عيوب قاتلة في بنية الحكم و أخذ القرار داخل قصر المرادية، و نحن كصحافة رأي مرغمون على فهم ميكانزيمات هذا النظام في مقالاتنا حتى نُشكل الصورة الحقيقية عن الاتجاه التي تنحاه البلاد دبلوماسيا و سياسيا و إقتصاديا…، لأن من شأن ذلك أن يعطينا تصورا مسبقا عن مصير قضيتنا الصحراوية؛ لأن النظام الجزائري الذي أصبحت خياراته دون استثناء تجانب الصواب، أصبح يُشعرنا أنه قد وصل إلى مستوى لم يعد معه يفرق بين الخيارات المضرة و الأخرى الصائبة.

       و حتى تفهم أيها القارئ الكريم ما يجري، فسوف نذكرك بما حدث في دولة تونس حين رفض “قيس سعيد” سنة 2020 أن يدعم موقف الجزائر في ليبيا، و بعدها تعرض منتجع سوسة الساحلي لهجوم إرهابي خلُف ضحايا، و حتى عندما قرر “قيس” عدم تسليم الناشطة ” أميرة بوراوي”، تعرض الشعب التونسي للتنكيل على الحدود، و في سنة 2011 كان الرئيس الموريتاني “محمد ولد عبد العزيز” قد تعرض لمحاولة اغتيال، و أصيب بجروح في تفجير سيارة مفخخة و إطلاق نار على موكبه بالعاصمة نواكشط، مباشرة بعد اتخاذه جملة قرارات لتقوية العلاقات مع الرباط…. كما لم يسلم أحد أبناءه الذي تم اغتياله  سنة  2015 داخل سيارته  و راجت أخبار عن استهدافه من طرف مُسيِّرة جزائرية .

          اليوم و كأن التاريخ يتكرر، و الرئيس الموريتاني الحالي ” محمد ولد الغزواني” ينجو من حادث رهيب داخل التراب الجزائري، و هو عائد من تندوف بعد مشاركته في تدشين المعبر البري بين البلدين، و يفقد أحد حراسه الشخصيين الذي عاد في تابوت ليدفن في مسقط رأسه، و بعدها ببضع أيام جماعات إسلامية في مالي تستهدف الأراضي الموريتانية و تُروِّع ساكنة الحدود من الجانب الموريتاني، في محاولة يبدو أنها تروم بعث رسائل إلى الرئيس الموريتاني الذي رفض المشاركة في المبادرة الجزائرية، لإنشاء إتحاد مغاربي يحمل اسم “الكيان” ليس فيه مكان للرباط، و كلنا سمعنا الرئيس الجزائري يتأسف على الخيار الموريتاني الذي قرر الانخراط في الإتحاد الأطلسي الإفريقي إلى جانب أمريكا و بريطانيا و إسبانيا و الدول الإفريقية  المطلة على المحيط الأطلسي.

          و بسبب اللقاء الأخير للرئيس الجزائري، و ما قاله عن أموال دولة الإمارات العربية، و إتهام ساستها بافتعال الفتن  في محيط الجزائر بليبيا و مالي و النيجر و موريتانيا و بوركينافاسو…، أصبحت الجزائر تتعرض لحملة شرسة حتى من أبنائها في المهجر، و الذين كانوا إلى الأمس القريب يدافعون عن خيارات قصر المرادية و قيادة “تبون” و رؤيته، حيث قال المدون “السعيد بن سديرة” من لندن على منصة اليوتوب في بث مباشر، أن الجزائر حين قررت معاداة الرباط لم تجد معارضة من أبنائها الذين شحذوا ألسنتهم و معارفهم و أرصدتهم اللغوية و قرروا الترافع لنصرة بلدهم ضد المغرب…، لكن عندما قرر قصر المرادية معاداة الرياض و أبو ظبي…، فإن الأمر حاد عن الصواب، و المواجهة مع الأشقاء  الخليجيين ستجعل الجزائر دولة منبوذة في محيطها، و أضاف “بن سديرة” أن الرئيس “تبون” يجب عليه أن ينجح في الانتخابات القادمة و أن يتم تمكينه من عهدة رئاسية ثانية؛ ليس لأن لديه رؤية أو يمتلك برامج تنموية قوية، بل لأنه مطالب بإصلاح العيوب التي تسبب فيها للجزائريين قبل أن يترك منصبه….  فهو حسب “بن سديرة” غير مُخيَّر و يجب عليه أن يستمر في منصبه و أن يصلح ما أفسده على الجزائريين.

       “بن سديرة” كجميع النشطاء و السياسيين في دولة الحليف الجزائر، يعلم حجم المصيبة التي وقع فيها  حُكام الجزائر  الحاليين بعد فتحهم جبهات عداء مع النيجر و مالي و موريتانيا و المغرب و بوركينافاسو و العربية السعودية و الإمارات…، هذه الأخيرة التي رد وزير خارجيتها السابق “أنور قرقاش”، على  تصريحات الرئيس “تبون” الأخيرة، في تغريدة جاء فيها ؛ “أن دولةٌ بعيدة تمارس الغمز واللمز.. ونحن نترفع عن الرد ونفضل الحِكمة…”، و بعد التدوينة بيومين سربت مصادر إعلامية أن الإمارات قررت تسريع عملية تسليم الرباط 68 مقاتلة من طراز merage2000-9 الفرنسية الصنع، بعدما أبدت باريس موافقتها على التحويل، مما يعني أن باريس أيضا لم تعد تكثرت لمواقف الجزائر و قد وصلت في إرضاء الرباط إلى مرحلة متقدمة.

       حتى قضيتنا الصحراوية لم تسلم من هذا العبث الجزائري، إذ و بعد تصريح “عطّاف” الذي قال فيه أن الرباط واهمة إذا اعتبرت أن الملف قد طوي إلى الأبد، و ما جاء في الندوة الصحفية للرئيس “تبون” بأن قضية الصحراء الغربية مسألة تصفية استعمار و أنه بالقليل من الذكاء و الحكمة يمكن حل الملف، استدعت الرباط المبعوث الشخصي للأمين العام في ملف الصحراء الغربية، “دي ميستورا”، و استقبله وزير الخارجية “ناصر بوريطة” أمام وسائل الإعلام، و أبلغه بشروط الرباط التعجيزية (اللاءات الثلاثة)  من أجل استئناف الموائد المستديرة، و أخبره أن تلك الموائد لا يمكن أن تحصل إلا إذا كانت الجزائر طرفا فيها و أن تأتي للتفاوض تحت مظلة الحكم الذاتي…، مما يعني أن الرباط ردت على “عطّاف” و “تبون”، بأن الملف في مراحله الأخيرة و أن ما بقي من التفاوض بشأنه هو الصيغة التي سيختارها أهل الصحراء للحكم الذاتي، و غير هذا فالجزائر ستظل تحتفظ باللاجئين و  أن الرباط التي أنهت إجراءات  تسليم ملكية سماء الصحراء الغربية بعد رفع اليد الإسبانية على ترابها و سمائها و بحرها، ستحتفظ بالصحراء الغربية.

       لم تنتهي آثار اللقاء الصحفي الجزائري عند هذا المنحى، فبعد حديث الرئيس “تبون” عن إتحاد مغاربي غير موجه ضد أي دولة، و تأسفه على خيار موريتانيا، قال أن “قيس سعيد” و “محمد المنفي” (ليبيا) على توافق تام مع الجزائر لإنشاء “الكيان” الذي سيكون بديلا عن المغرب العربي الذي تعذر إطلاقه…، بعدها مباشرة نشر المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي الليبي “محمد المنفي” تدوينة على صفحة المجلس تقول، أنهيوم الأربعاء بمقر المجلس، استقبل الرئيس الليبي المكلف بتسيير أعمال وزارة الخارجية والتعاون الدولي”الطاهر الباعور”، الذي قدم للرئيس إحاطةً كاملةً عن آخر المستجدات السياسية واطلعه على نتائج عمل زيارته لعدد من الدول وحضوره لبعض اللقاءات الدولية، بالإضافة لتطورات الأوضاع السياسية، ودور الاتحاد الإفريقي، والعمل على تفعيل دور “اتحاد المغرب العربي”، هذه العبارة الأخيرة اعتبرها الإعلام الليبي رد نهائي من الرئيس الليبي على مبادرة “الكيان”، التي اقترحها الرئيس الجزائري كبديل عن الاتحاد المغاربي، و أن ليبيا ترفض أي اتحاد بديلا عن المغرب العربي، و تسعى لإصلاحه و إعادة إطلاق مبادرته.

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد