Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

القصف الإسرائيلي لإيران يؤدي إلى مقتل ضباط من الجيش الجزائري كانوا يتلقون تداريب بمراكز الحرس الثوري … ؟!!

بـقـلـم : بن بطوش

     يبدو أن حلفاء إيران قد تخلوا عنها، و يبدو أن سيناريو تدمير العراق يتكرر مع إيران…،  ذلك أن ملف التفتيش و المفاعلات و التخصيب و البرامج السرية كانت  دائما هي الذريعة، لكن الهدف هو إسقاط النظام…، ففي تصريح غريب من القيادة الأمريكية قال “دونالد ترامب” أنه طلب من “نتنياهو” عدم اغتيال المرشد الأعلى الإيراني “خامينئي”، فهل يعني هذا أن واشنطن تريد الرجل حيا لإعدامه بعد محاكمة تستمر لأشهر كما فعل “بوش_الإبن” مع “صدام حسين”؟ أم أن ثمة أمل في أن يعلن المرشد الإيراني توبته عن التخطيط للبرامج النووية؟ أم سيُستخدَم الرجل كما استُخدِم “أسامة بن لادن” لدفع الكونغرس الأمريكي للمصادقة بسخاء على رفع ميزانية الجيش الأمريكي أكثر فأكثر، و تبدأ قصة مطاردته بين الجبال و في الكهوف… !!؟

     هذا مجرد تأمل في الأحداث و تأويل لتصريحات القيادات في أمريكا و باريس و تل أبيب و لندن…، لكن ما تم الإجماع عليه بعد مشاهد الدمار بين طهران و تل أبيب، هو أن هذه الحرب ستكون تكاليفها الإنسانية ثقيلة ، و سيسجل التاريخ أن الصفويين و الصهاينة دفعا من خلالها فواتير حساب ما وقع في غزة…، فيما يضل الغموض يُخيّم على دور دول الخليج و يثير الاستفهام  حول طبيعة تعاطيها مع هذه الحرب،  خصوصا أنه جرى يوم الاثنين 16 يونيو 2025  رصد ثلاث مقاتلات قطرية تستبيح الأجواء الإيرانية و تطيرا جنبا إلى جنب مع الأسراب الإسرائيلية، و تصل إلى عمق طهران، ثم إلى جنوبه و تعود إلى قواعدها في الدوحة (انظر الصورة أسفل المقال)،  و لأن الرياض – قبل بدأ الحرب- كانت قد قررت رفع إنتاج “أوبيك”، و حتى الدول التي تنتج المحروقات خارج “أوبيك” تواصلت معها واشنطن و طالبتها برفع الإنتاج، أما العراق فأطلقت حملة ضد الشيعة و أحيت ذكرى إعدام “صدام حسين” لتجدد مشاعر الكره ضد الرافضة، و قالت الصفحات أن إعدامه كان مطلبا إيرانيا، بعد أن عُرِض عليه المنفى بروسيا، لكن طهران كانت تريد إعدامه لتُشفي صدور العائلات التي فقدت أحبابها في الحرب العراقية – الإيرانية، و لتنتقم من خسارتها  في تلك الحرب.

     ثمة جناح إعلامي داخل أمريكا تقوده “الوول ستريت جورنال” يقدم معطيات دون أن يمنح خبرا كاملا، تلك المعطيات تشير إلى أن دول الخليج جلست مع “ترامب” و “نتنياهو” و تم إبلاغها بخطة الحرب، و علمت خلال ذلك الاجتماع بأن أهداف إسرائيل كانت تدمير القدرات النووية الإيرانية، لكن دول الخليج اشترطت إسقاط نظام الملالي…، غير أن  بعض الملاحظين يشككون في الجناح الإعلامي الذي يروج لهذا الكلام  بمبرر أن من تحركه هي الآلة الإعلامية الإسرائيلية، و جريدة “الوول ستريت” هي جزء من الكيان الإعلامي العبري داخل أمريكا، و هدفها من ترويج مثل هذه الأخبار هو بحثها عن السند لهذه الحرب، و إظهار دول الخليج في صفها، لكن بعد انتشار الأخبار دعت دول الخليج إلى اجتماع عاجل للجامعة العربية و تمت إدانة العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران… !!، لكن يبدو أنها إدانة على شكل تقية حتى لا توجه إيران ترسانتها الصاروخية إلى شبه الجزيرة العربية.

     في المقابل تقول “الواشنطن بوسط” أن إسرائيل اتخذت قرار الحرب لوحدها، و أن حتى البيت الأبيض تفاجأ بالحرب على إيران، و أن “ترامب” يحاول دفع الطرفين لوقف هذا الجنون، و أن طلبه إخلاء طهران هو للضغط على القيادات الصفوية من أجل الخضوع لإملاءات واشنطن و القبول بوقف التخصيب النووي دون شروط، و أن تحريك أمريكا لأسطولها من طائرات التزود بالوقود نحو الخليج، هو إجراء استباقي في حال فشلت إسرائيل في حسم هذه الحرب، و استمرار إيران في قصف المدن العبرية بشكل مباشر باستخدام أسلوب الإغراق الصاروخي.

     لكن الجزء الغامض في هذه الحرب، هو التخلي الواضح لحلفاء إيران عن دعمها؛ فالصين أكتفت بإدانة العدوان و رفضت الاستجابة للطلب العاجل و تسليم إيران دفعة الأسلحة التي تم التعاقد عليها قبل أشهر، و تتضمن طائرات J-20  و أنظمة دفاع متوسطة المدى “SKY DRAGON“، فيما نشرت الحسابات الباكستانية الرسمية تكذيبا لما صرح به الصحفي “عبد الباري عطوان”، بأن باكستان ستزود الحرس الثوري بدفعة من الصواريخ المتطورة جدا و بعيدة المدى، و قالت الصفحات الباكستانية أن هذا الصحفي يقول كلاما غير مسؤول… فيما اكتفت الجزائر بمكالمة أجراها الوزير “أحمد عطاف” مع نظيره الإيراني، و أبدى تضامنه مع القيادة الإيرانية، لكن روسيا الحليف الأكبر للصفويين، أظهر نوعا من التفهم للهجوم الإسرائيلي، و دار بينه و بين الرئيس الأمريكي حوارا هاتفيا وصلت مدته 50 دقيقة، دون الكشف عن فحوى الحوار، و ثمة إشارات صحفية تنسب للإمارات العربية إبلاغ روسيا بأن على إيران تسليم ترسانتها الباليستية و وقف أنشطتها النووية قبل بدأ الحديث عن السلام في الشرق الأوسط…،  بل حتى الحوثيون اكتفوا بمتابعة قتال القرن على التلفاز، و الميلشيات التي كانت تروع السوريين و اللبنانيين و العراقيين…، اختفت من فوق الأرض و بدأت في التدوين على مواقع التواصل.

     المشهد العام يُظهِر أن ما يجري لإيران هو نسخة كربونية لما حدث للعراق، فبعد سنوات من الحصار و العقوبات، بدأت الحرب المباشرة ذات البعد الديني، فالإيرانيين يرونها جهاد ضد الكفر و الطغيان، و الإسرائيليون يرونها حربا مقدسة باسم الرب ضد الشيطان الأكبر…، لكن كلاهما غايته السيطرة على جزيرة العرب، و التورط في هذه الحرب من أي جهة عربية هو سلوك نشاز، لأن القوتان تهددان مصالح العرب في الجزيرة، لهذا سارع الحليف الجزائري إلى تكذيب ما نشره حساب INTELEGENCE 24 عن قصف إسرائيل لمقر الحرس الثوري الذي كان به ضباط و متدربون من الجيش الجزائري، لترد الصفحة بنشر أسماء الضباط الشهداء في هذه الحرب و بينهم الملحق العسكري الجزائري، و هم “لمين زوقار”، “مصطفى دحروش”، “السعيد راشدي”، “تاج الدين ماغولي”، فيما مصير 1400 متدرب جزائري متفرقون على عدة مراكز تكوين بالتراب الإيراني لم يشر إلى مصيرهم…. و هذا الأمر يفسر  لنا ما سبق ان كشفنا عنه في مقال سابق بأن  موقعنا الإعلامي يحظى بمتابعة كبيرة  في إيران.

     و كملاحظة أخيرة، فالإيرانيون استجابوا لتحذيرات الرئيس الأمريكي و هم يحتشدون في مخارج العاصمة هروبا من الجحيم، و منهم من وصل إلى الحدود الباكستانية حسب ما نشرته وكالة “أسوشيد”، كما ثم الآن نشر صور السجناء و هم يفرون أو تم إطلاق سراحهم من طرف أحد الأجنحة داخل النظام الإيراني، الذي يريد إسقاط “ولاية الفقيه” و يرفضها، و هذا يذكرنا بما حدث في سوريا قبل فرار الرئيس “بشار الأسد” إلى موسكو… صدقوني إيران بعد هذه الحرب لن تكون نفس إيران قبلها، و إن قبلت بشروط أمريكا و إسرائيل، و هي تدفع اليوم فواتير متأخرة السداد عما فعلته في جزيرة العرب بالعراق و اليمن و جنوب لبنان و في غزة و الضفة الغربية…، طهران اليوم تدفع ثمن عدائها للسُّنَّة، و الأكثر أن إيران أشعلت محيطها و الحروب من حولها في كل الدول و المعابر و المضايق بخليج بحر العرب… ألا يذكرك أيها القارئ الكريم  عداء إيران مع محيطها بدولة ما… !!، و ما أخشاه أن لا يستخلص قصر المرادية الدروس  من هذه الحرب… !!

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

    

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد