“يحيا السنوار” حي أم ميت ؟ و ما الدور الذي لعبته الجزائر في تسهيل المخططات القذرة لطهران ضد الشعب الفلسطيني… !!؟
بـقـلـم بن بطوش
أظن أن الفلسطينيين وصلوا إلى نقطة لم يسبقهم إليها أحد من الأقوام؛ فهم لا يعرفون من هم خصومهم و لأجل ماذا يحاربون…؟؟؟، لأن الصراع تجاوز البعد الديني و العقدي إذ أن الحرب في غزة لم تعد حرب تحرير و لا حرب مقدسات، بقدر ما أن الجميع يريد تحويل غزة إلى مساحة لفض النزاعات… الكل يقتل الفلسطينيين ليُثبت للآخرين أنه الأحرس على مصالح إسرائيل من الإسرائيليين أنفسهم، ذلك أن جريدة “الفايننشال تايمز” البريطانية الشهيرة، نشرت مقالا مشتركا من إنجاز “وليام بيرنز”، مدير المخابرات الأمريكية CIA، و “ريتشارد مور”، مدير المخابرات البريطانية MI-6، اللذان يرأسان أقوى جهازين استخباريين على الإطلاق في هذا العالم، حيث بدأ المقال بتمجيد التعاون بين الجهازين و الدولتين، و عرّج على الأزمات في الشرق الأوسط، و الحرب الأوكرانية، ثم فتح هامشا لتحليل اغتيال قائد حماس “إسماعيل هنية”، و قالا أن لديهما أدلة تؤكد مقتل “يحيا السنوار” قبل “هنية” بأيام على يد “الحرس الثوري” الإيراني… !!؟
المقال أحبط النظام الصفوي في طهران، الذي لم يرد بالنفي أو التأكيد إلى الآن، و سعى لحجب الخبر باستخدام الهجمات الإلكترونية عن طريق الإغراق بالتبليغات، لكن الصفحات تناقلته على نطاق واسع، و يقول المديران و الخبيران الأمنيان، أن قرار اغتيال “هنية” تم الحسم فيه أسبوعا قبل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، “مسعود بزشكيان”، الذي لم يكن يعلم بدوره بأن “الحرس الثوري” الإيراني قرر تصفية كبير حركة “حماس”، و السبب في ذلك أن “هنية” احتج على الإيرانيين و أبلغهم بأنه غاضب جدا بسبب تعرض “السنوار” للغدر في أحد الدهاليز، من طرف عناصر شيعية مندسة ضمن فيالق المقاومة…، و بالخصوص الذين أرسلتهم إيران و “حزب الله” لتشكيل فريق الدعم الفني و التقني داخل “كتائب القسام”…، فيما كان “الحرس الثوري” يرفض إعلان وفاة ” يحيا السنوار” و طلب من “هنية” التريث في الأمر؛ لأن طهران كانت تنوي منح إسرائيل فرصة السبق و إذاعة الخبر، للحصول على بعض الامتيازات و التوافقات، و كانت إسرائيل بالمقابل ستستثمر الخبر لتصلح صورتها داخليا، لأن إسقاط “السنوار” ترى فيه تل أبيب كسرا لهيبة المقاومة و ضربا لمعنويات المقاتلين الفلسطينيين…
صقور “الحرس الثوري” ضغطوا على “هنية” كي يسمح لطهران بالحصول على جثمان ” يحيا السنوار”، لكن “هنية” انتبه إلى اللعبة القذرة التي يحاول بها الإيرانيون إرضاء إسرائيل، و التي كانت بدورها تنتظر فقط الضوء الأخضر من واشنطن لبدأ الحرب الشاملة و جر إيران إلى أتون المواجهة المباشرة، و بعد اغتيال “هنية” ضمنت إيران عبر قيادتها المندسة داخل المقاومة استمرار ولاء “حماس” للإبقاء على الحرب في غزة، و تبات المقاومة على ما خطط له كبار “الحرس الثوري” و المرشد الديني، و ضغطت إيران حتى تعلن الحركة عن تعيين “السنوار” خلفا لـ “هنية” حتى لا ينتبه أحد إلى مقتله، و إبقاء الشك داخل إسرائيل بأن الرجل لا يزال حيا…، و أن تعرضه للاغتيال و الغدر داخل الأنفاق محض إشاعة، و لتأكيد الأمر أرسلت “حماس” رسالة تهنئة إلى الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون” موقعة باسم “يحيا السنوار”، لكن الرئيس الجزائري و مدير مكتبه و زارة الخارجية الجزائرية تجاهلوا الرسالة، و لم يعلنوا عن توصلهم بها، و لم تُنشر تفاصيلها على وسائل الإعلام الجزائرية…، و أعلنت قناة الجزيرة أن قائد “حماس” الجديد، “يحيا السنوار”، أرسل برقية تهنئة للرئيس الجزائري على نجاحه الباهر في الانتخابات، لكن المعلوم أن مياه الود لم تكن تجري بين النظام الجزائري و “يحيا السنوار”، و سبق للرئيس “تبون” أن عبّر للرئيس الإيراني الراحل، “إبراهيم رئيسي”، عن عدم ارتياحه للرجل، خلال لقائهما على هامش منتدى الدول المصدرة للغاز بالجزائر…، و تصفية “السنوار” قد يكون قرارا استشيرت فيه قطر و الجزائر…، و تم إتخاذه فوق التراب الجزائري خلال قمة الغاز.
و حسب التقرير – المقال الذي نشرته “الفايننشال تايمز” ، فإن الجهازين الاستخبارتيين أبلغا إسرائيل بما فعلته الدولة الصفوية مع “يحيا السنوار”، و الجميع عبر العالم ينتظر موعد السابع من أكتوبر المقبل، لإحياء ذكرى تلك الأحداث التي أطلقت شرارة الحرب على غزة، و إذا لم يظهر “السنوار” ليخاطب الفلسطينيين خلال هذا الموعد، فستكون إيران أمام وضع محبط جدا، عليها أن تقدم التبرير على الأسباب الحقيقية لتصفية “السنوار” و “هنية”، و أن تكشف أي الأنظمة العربية سمح لها بذلك…؟،لأن مقال الجريدة البريطانية فضحها و أفقدها ورقة الصلح التي كانت ستجعلها تستعطف إسرائيل، و تشترط عليها عدم استهداف الجيش الإسرائيلي للجنرالات و السياسيين و المرشدين الإيرانيين خلال تحركاتهم بالشرق الأوسط.
إسرائيل تُؤكد في ردَّات فعلها أن ترفض التسوية مع الصفويين و “حزب الله” و “حماس” التي تحولت إلى أداة في أيديهم، و ترفض كل عروضهم و ترفض الجلوس معهم على طاولة التفاوض و ترفض هداياهم، و تنوي مواصلة الحرب ضدهم إلى أبعد نقطة، و الدليل هو الهجوم الالكتروني الأخير على “حزب الله” و دبلوماسيين إيرانيين، بتفجير أجهزة الاتصال عن بعد من نوع “PAGER” التي تستخدمها المخابرات الإيرانية للتواصل بالرسائل القصيرة، و الغريب أنها من صنع إيراني بعدما توقف إنتاجها في الدول المتطورة…، و هو الهجوم الذي خلف حتى الآن 11 قتيل و أزيد من 4000 جريح داخل دولة لبنان، و إلى حدود كتابة هذه الأسطر فإن جميع المستشفيات في بيروت ممتلئة عن آخرها بسبب هذه الهجمة التقنية، مما يؤكد أن “حزب الله” و الدولة اللبنانية لا يمتلكان الآن أي مستشفى قادر على إستقبال الجرحى في حالة نشوب حرب مع الكيان الغاصب، و خروج “حسن نصر الله” للقول أن “حزب الله” لا يعرف أي نوع من الحروب هاته التي شنتها إسرائيل، يؤكد ان ثمة هوة تقنية سحيقة جدا بين الصفويين و شيّعهم من جهة و الإسرائيليين وحلفائهم من جهة أخرى.
هذا الهجوم الالكتروني هو الأول في التاريخ الذي يتم بتفجير مكثفات و بطاريات أجهزة الاتصال عبر استغلال ثغرة تقنية، تسمح بشحن الجهاز عن بعد بموجات كهرومغناطيسية تسبب تلفا في البطارية و المكثفات، و يؤدي ذلك إلى تضخمها و بالتالي تفجيرها…، و لجأت إسرائيل إلى هذه التكنولوجيا بعد ضغط أمريكي لمنع الجيش الإسرائيلي من الهجوم على جنوب لبنان بالطيران، و بالتالي جر الجميع إلى حرب شاملة…، مما يجعلنا نطرح الأسئلة المخيفة، هل فعلا يوجد جيش عربي قادر على مواجهة إسرائيل، عطفا على أن الحليف الجزائري يقدم نفسه كدولة تتعرض للمؤامرات الإسرائيلية، و يستثمر ملايير الدولارات كما تفعل إيران لشراء عتاد روسي ضخم تهزمه مسيرة أمريكية بحجم كف اليد…؟ !!!، كما و سبق للرئيس “تبون” أن دعا مصر لفتح حدودها أمام الجيش الجزائري…؟
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك