مجموعة من الشباب بمخيمات اللاجئين الصحراويين تحرق سيارة الوكيل العسكري و عائلات تحتج على اعتقال أبناءها
بقلم : القطامي
علاقة بموضوع الأحداث التي شهدتها مخيمات تندوف في الأيام الأخيرة على خلفية تورط قياديين صحراويين في تهريب “الكزوار” نحو موريتانيا، قام مجموعة من الشباب الصحراوي الغاضب، حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل من يوم الأربعاء 03 ماي 2023، بإضرام النار في سيارة المصلحة الخاصة بالوكيل العسكري للجبهة، “سيدي ابراهيم مولاي الزين”، التي كانت مركونة أمام منزله بدائرة بير لحلو بمخيم السمارة، و ذلك انتقاما من العنف و الاعتقال الذي طال رفاقهم، على رأسهم الشاب الصحراوي “سالم ولد ماء العينين ولد السويد”، الذي تتهمه السلطات الصحراوية بكونه احد المحرضين على أعمال الشغب الأخيرة، التي تم خلالها صفع القيادي العسكري”محمد لمين المحجوب”، المدير السابق للشرطة و الذي يعمل حاليا بالأمن العسكري.
من جهتهم، نظم أفراد عائلة “سالم ولد ماء العينين ولد السويد” يوم الخميس 2023.05.04، اعتصاما مفتوحا بالرابوني للمطالبة بفتح تحقيق نزيه في الموضوع و إطلاق سراح ابنهم بدون قيد أو شرط، موضحين بأن اعتقال هذا الأخير كان ظلما و عدوانا في حقه، و أن مثل هذه التصرفات و الاعتقالات العشوائية لا تخدم مصلحة أحد.
للأسف، ما يحدث في مخيمات أهالينا ، سواء تعلق الأمر بأفعال الساكنة أو السلطات يؤكد من جديد بأن قيادتنا و مواطنينا هناك بأرض اللجوء لم يستطيعوا تجسيد مفهوم الدولة على أرض الواقع، رغم مرور ما يقارب الخمسين سنة من إعلان قيام الجمهورية الصحراوية؛ فالمواطن يتصرف كما كان يتصرف الأجداد يستقوي بالقبيلة كلما أحس بظلم، في ظل هشاشة مؤسسات الدولة التي سيطر عليها “الهنتاتة” منذ تولي الأخ “إبراهيم غالي”، و من جانبها الحكومة الصحراوية لا تفعّل القانون و نصوص الدستور و تلجأ إلى وساطات الأعيان لتهدئة الأوضاع أو تقوم باعتقالات على خلفيات انتقامية أكثر منها قانونية.
فلا مخرج لقضيتنا الصحراوية من المأزق التاريخي الذي تعيش حاليا، سواء بالمخيمات أو على المستوى الدولي، إلا بالعودة إلى مبدأ الوحدة الوطنية الذي يُلغي القبيلة كبنية موازية للدولة، و كذلك التمسك بمنطق الدولة، كما هو معمول بها في جميع الدول الحقيقية، كقوة فوق الجميع على أساس الدستور والقانون والعدالة والمساواة؛ ذلك أن استخدام القبيلة سياسيا أو حقوقيا أو اجتماعيا سواء لانتزاع حقوق أو للتملص من واجبات، هو بمثابة تقهقر حضاري و عودة إلى مرحلة ما قبل الإسلام، وليس ما قبل الاحتلال.
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك
تنويه: نخبركم أنا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم