Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

“ماكرون” يراسل الملك باعتراف لا يأتيه الباطل من بين يديه، و “عطاف”يؤكد “كنا نعلم بالأمر منذ لقاء “ماكرون” و “تبون” بإيطاليا.

بـقـلـم :بن بطوش

         كانت نيتنا و نحن نخيط هذا الجرح العظيم الذي أحدثته فرنسا الخبيثة في صدورنا، أن نبدأ هذا المقال بالتهديدات الجزائرية لباريس و التي يتنمر عليها العالم في مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الحدث شرط، و ما جرى من تطورات خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، مرعب جدا، على المستوى العربي و الجهوي و الثوري…، فقد إرتجفت صدورنا كثوار و شعب يبحث عن التحرر بعد خبر مقتل قائد حركة حماس “إسماعيل هنية”، و أفزعنا ما تسرب من أسرار بالتزامن مع تنفيذ العملية الجبانة في عمق دولة لا أحد من العقلاء يدري كيف أقنعت القومجيين العرب أنها نووية، هذه الجريمة و توقيتها و أسلوبها…،يحتاج إلى قراءة متأنية، لأنها بشكل أو بآخر تريد قيادتنا أن تربطها بالقضية الصحراوية أو تجعلها تتقاطع معها في زاوية ما، عطفا على تحركات إيران التي ورطت الفلسطينيين في حرب ظالمة مع الكيان الغاصب المدعوم من كل قوى العالم، و التي أصبحت تمتلك أسهما في قضيتنا منذ أصبح “السعيد شنقريحة” قائدا للجيش الجزائري،  و معه الرئيس “عبد المجيد تبون” رئيسا لدولة التي تحتضن ثورتنا و ترعى بيضتها.

         ما حصل لـ “هنية” في طهران التي أصبحت تمتهن التجارة في المآسي، هي خيانة يشيب لها الولدان و كانت لتزول من هولها الجبال، و أثبتت أن الكيان الغاصب لم يكن بعد الـ 07 من أكتوبر يستهدف حركة حماس، لأن وجود الحركة يمنح الجيش الإسرائيلي شرعية الإبادة الجماعية في غزة، المحتل كان منذ ذاك التاريخ يبيد الفلسطينيين، و بعد أن أفرغ غزة من أهلها و جعلها خاوية على عروشها و نزح منها مليون و نصف غزاوي، و مات فيها أزيد من 80 ألف نصفهم من الأطفال…، قررت إسرائيل أخيرا استهداف رأس حماس، و كانت خططها تهدف لضرب الفندق بالدوحة أين تقيم قيادات حماس، لكن أمريكا رفضت الخطة، و طلبت من قطر تحريك القيادات في الحركة إلى خارج قطر، و بالفعل أبلغت سلطات الدوحة واشنطن أنها أقنعت “إسماعيل هنية” و من معه بحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، بعدما لم يتمكن “هنية” و من معه من حضور جنازة الراحل “إبراهيم رئيسي” الذي توفي في حادث المروحية.

         المخابرات الأمريكية في قاعدة “العديد” التي أصبحت منذ الـ 07 أكتوبر قاعدة مشتركة بين الأمريكيين و الإسرائيليين،  طلبت من القطريين التنسيق بشكل مباشر مع الموساد الإسرائيلي بخصوص خروج “هنية” و من معه إلى طهران، و جرى الاتفاق على عدم استهداف طائرته، و بعد وصوله إلى طهران تعرف الموساد على إحداثيات إقامته من الإيرانيين، و كانت هدية الرئيس الإيراني الجديد لإسرائيل بالاتفاق مع المرشد الأعلى،أنهم أخمدوا الدفاعات الجوية، و تركوا الطائرات الإسرائيلية تصل إلى عمق البلاد، و تقصف بكل عنف مكان إقامة “إسماعيل هنية”، الذي تفرقت دماءه بين الخونة من الفرس و  العربان و أعداءه، و الكل يتحدث بعد تلك الجريمة عن صفقة لحفظ حياة الرئيس الإيراني الجديد، و معه المرشد الأعلى مقابل السماح بقتل زعيم حركة حماس.

         كلنا نعلم أسباب الخيانة الإيرانية – القطرية لحركة حماس، لكننا سنستمر في طرح الأسئلة…، لأن مقتل الرجل ليس لغزا بقدر ما هو قهر لمشاعر الثوار عبر العالم، و الذين يتشاركون المصير و يتعرضون للخيانات من الأيدي التي ظنوا أنها مصدر الأمان و الطمأنينة، و ما تعرض له “هنية” من خيانة في قلب طهران يتكرر مع القضية الصحراوية بشكل كربوني، مع إختلاف سيناريو الأحداث، و إن كان المحتل المغربي يتعفف من إغتيال قيادات الدولة الصحراوية، فإن كل مخططاته هدفها تنفيد إغتيال مختلف، يريها إبادة جماعية لمعنويات الشعب الصحراوي، لا دماء فيها و لا بطولات و لا شهداء عدا قضيتنا…، خطة المحتل تلخصها رسالة الرئيس الفرنسي إلى القصر في الرباط، التي جاءت بصيغة الاعتذار و فيها عبارة مجحفة و مؤلمة تقول “أن فرنسا تعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية”، و هذا يعني أن فرنسا بكل جبروتها ستميل كل الميل إلى جهة الرباط، و ستدافع عن هذا الخيار و كأنه قضيتها الأولى والأخيرة.

         المضحك – المبكي أن النظام الجزائري أنصت لرأينا الصحفي المتواضع و دفع بالوزير “عطاف”، لعقد الندوة الصحفية التي غاب عنها المكون الصحراوي صاحب القضية، و تلى وزيرالخارجية الجزائري لأزيد من 10 دقائق ما كتب له في الأوراق، فكان خطابا بلغة دبلوماسية يميل إلى العنف و العنترية و غير مختلف عن البيان المسحوب، و كاد الدبلوماسي الأول في الجزائر أن يفلقنا ضحكا حين أوحى إلينا بأن الجزائر تنوي معاقبة فرنسا، و أن قصر المرادية استدعى السفير بأثر فوري من أجل دفع فرنسا للندم…، و للتذكير فذلك السفير هو نفسه الذي سحبته الجزائر من إسبانيا و سبق سحبه من باريس في حادث التصريحات المستفزة من الرئيس الفرنسي…، و كلنا انتظرنا القرار الصعب و الشجاع  المؤلم لباريس، بأن يعلن “عطاف” تعطيل كل الاتفاقيات الاقتصادية مع فرنسا بما فيها الاتفاق الذي بموجبه تحصل باريس على الغاز الجزائري بثمن رمزي جدا…، لكن الأمر لم يحدث، و قال “عطاف” أن فرنسا ستتحمل تبيعات قرارها، و اكتفى بوصف باريس بالمستعمر القديم.

         ما تلاه الوزير “عطاف” لم يجد صداه في الإعلام الفرنسي المنشغل بالأولمبياد، و لم ترد عليه الحكومة الفرنسية المؤقتة، مع العلم أن “عطاف” إتهم الحكومة الفرنسية في هذا الاعتراف ظلما و عدوانا، لأن الرسالة التي تلقاها ملك المغرب صدرت عن الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، و رد عليها القصر في الرباط بأن أجاب عليها بارتياح و حقق للرئيس الفرنسي -أخيرا-رغبته بدعوته لزيارة الرباط.

         حتى الآن تبدوا الأمور طبيعية و تتحمل فرنسا كل اللوم و العتاب، لكن بالعودة إلى ما قاله الوزير “عطاف” في الندوة الصحفية، عن اللقاء الذي جمع الرئيس الجزائري بالرئيس الفرنسي في قمة السبع بإيطاليا، و ما تسرب بعدها بأن فرنسا من أصرت على مشاركة الرئيس الجزائري، و كيف ظهر “ماكرون” و هو في وئام و مودة مع “عبد المجيد تبون” أثناء مشيهما في حديقة القصر بإيطاليا و يمسكان بأيدي بعضهما في مشهد رومانسي، يوضح أن الرئيس الجزائري كان على علم و دراية بالأمر، و لا أحد يدري إن أخطر القيادة الصحراوية أم لا، و منذ ذاك الحين و النظام الجزائري يعامل فرنسا بكل طيبة و مودة، و يمكنها من الصفقات العمومية الجزائرية، و يحصل منها بالمقابل على التقارير المخابراتية و صور الأقمار لما يحصل بالحدود الجزائرية البعيدة.

         ما قاله “عطاف” بأن الجزائر كانت على إطلاع بالموقف الفرنسي منذ شهور، يؤكد أن ثمة صفقة مرت في الخفاء بين الإليزيه و قصر المرادية، و أن ما تقوم به الجزائر من ردة فعل و ندوة “عطاف” و سحب السفير…، محظ مشهد درامي لتظليل الرأي العام الصحراوي، و ما يؤكد الأمر هو الصفحات الرسمية التي يُصرِّف فيها النظام الجزائري مواقفه على مواقع التواصل الاجتماعي، و التي تعود لصحفيين كـ “حفيظ الدراجي” الذي إحتفل رفقة عدد من الصحفيين الجزائريين في قناة الجزيرة بالعيد الوطني الفرنسي منذ أيام قليلة، و تلقت فيه فرنسا “ماكرون” رسالة من الرئيس الجزائري الذي كان يعلم الموقف الفرنسي منذ القمة في روما، حيث جاء في تدوينة الصحفي الرياضي “حفيظ دراجي” أن الجزائر آن لها أن تقدم مصلحتها على باقي المصالح و أن تتعامل بالبراغماتية اللازمة مع القضايا التي تتبناها، و أن لا مزيد من التضحية…، و هي رسالة واضحة، لا تحتاج إلى قراءات، و المعني بها الأول هو الشعب الصحراوي.

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمكنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد