Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

عودة “دونالد ترامب” إلى البيت الأبيض تخلط أوراق قصر المرادية و تضع القيادة الصحراوية أمام الاختبار الأصعب في تاريخها … !!

بـقـلـم : بن بطوش

      بأسلوب الكوميديا السوداء في السينما المصرية نقول: “صَوِّتي يا انشراح…، صَوِّتي يا وْلِيَّة”، و بلسان رجل الدين و مفتي النوازل نقول لـ “الهنتاتة”: “جاكم الموت يا تاركي الصلاة”، لكن باللغة المغاربية و تعابيرهم المأثورة نقول: “ما قدُّو فيل، زادوه فيلة”؛ ذاك حال القضية الصحراوية الذي لا يمكن أن يكون أكثر سوءا من حال الحليف الجزائري، و حليفه الإيراني الذي يستثمر في قضيتنا  الوطنية و يريد موقع قدم في هذه المنطقة الإفريقية التي لا تتسع للمزيد من الأزمات…، لأن فوز “دونالد ترامب” ليس مجرد عودة للوضع القديم، الذي وصفته حسابات الرسمية في الدولة الصحراوية و الجزائر الرسمية بإحياء تغريدة على منصة تركها “ترامب” و هي تحمل إسم “تويتر” و عاد إليها و هي تحمل اسم منصة “إكس” (X)، بل الأمر أعمق من ذلك و أعقد، و عودته هي عودة الوجع و الألم و الشر للقضية و للشعب الصحراويين.

      فكمية الكمد الذي أصبحنا نعيشه و غياب الأفق أو عدم امتلاكنا لخيط ناظم يسمح لنا بإعادة صياغة فكرة أمل نبني عليها الخطاب الحماسي، يدفعنا للتنمر على أوجاعنا و السخرية منها، لكن وسط هذه المرثية التي فُرض علينا نظمها، وجب منا طرح الكثير من الأسئلة التي سنُجيب على بعضها و نترك الآخر للمستقبل كي يحسم فيه، بالقول: هل ما يحدث مجرد صدفة و سوء حظ لنا؟ أم هو تخطيط و نظرة إستراتيجية من المحتل المغربي و خبرائه؟ ….و لماذا الحليف الجزائري لا يمتلك هذا الحظ و ليس لديه استراتيجيين يستطيعون توقع النكسات و تغيير المسار لتجنبها؟… لماذا يخطأ قصر المرادية في كل مرة؟… و لماذا  فشلت قيادتنا بهذه الطريقة المعيبة و المهينة و المذلة؟…. و أين تنتهي حدود الصدفة و الحظ في توالي النكسات لقضيتنا و المكتسبات لمحتل أراضينا؟ …. و أين يبدأ التخطيط الاستراتيجي و قدرات الرجال على ليّ أعناق الأحداث و جعلها تخضع لرغبات السياسيين و تحقق طموح الشعوب… !!؟

      أيها القارئ الكريم هذه الأسئلة ليست مجرد ردة فعل صحفية، بقدر ما أنها محاولة للفهم و فلسفة صحفية لجمع الخيوط مع بعضها، بهدف صياغة الضمادات التي سنداري بها هذا الجرح الجديد – القديم…، عطفا على المعطيات التي تقول أن الصدفة هي أن ينجح الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” و يكتسح الانتخابات الأمريكية، في نفس اليوم الذي يحتفل فيه المحتل المغربي بذكرى زحفه الغادر على أراضينا فيما يُعرف بـ “المسيرة الخضراء”… الصدفة أن يعيش المغاربة فرحتين و يجعلون من عودة “ترامب” عيدا ديبلوماسيا لهم، لأنه نفسه الرجل الذي نجح في عهدته الأولى على حساب صديقة الرباط “هيلاري كلينتون”، حيث سرب الإعلام الأمريكي حينها  وثائق تقول بأن المغرب ساعد “هيلاري” في حملتها لإسقاط و منع وصول “ترامب”، و كان القياس أن يُعادي “ترامب مصالح المغرب بعد نجاحه في المرة الأولى، لكن ما حصل أن الرجل اعترف بسيادة المحتل على الصحراء الغربية، و تم تليين موقفه لصالح الرباط مما يؤكد أن ثمة عمل ضخم يقوم به النظام المخزني، و أن اللوبيات المغربية متوحشة و متوغلة و تؤثر في القرار السيادي الأمريكي، و أن الرباط تبني علاقاتها على المصالح الاستراتيجية و تتفوق في الحسابات التوقعات.

      اليوم “ترامب” هو أكثر الرؤساء الأمريكيين قربا من الرباط، و كان من المفروض أن نفرح نحن الصحراويون لعودته لأنه وعد بإنهاء الحرب في غزة و أوكرانيا…، لكن في حالتنا فعودته فيها الكثير من الوجع لنا و الكوابيس لقضيتنا، و تشرح ما سبق الانتخابات الأمريكية من أحداث، كزيارة “ماكرون” إلى المغرب التي – حسب ما جمعناه من معطيات، و ما تم تسريبه في غرف النقاش- كانت بإلحاح فرنسي، و أن فرنسا قدمت تنازلات ضخمة حتى تقبل الرباط بإرسال دعوة رسمية للرئيس “ماكرون” قبيل الانتخابات الأمريكية، و المعطيات تقول أن اللوبي المغربي في فرنسا و المسيطر على الإعلام و الذي يقوده رجل الأعمال اليهودي من أصول مغربية، “باتريك دراهي”، وزير الإعلام الفرنسي السابق و مالك مجموعة SFR و قناة BFM-TV و قائد اللوبي الإعلامي في فرنسا، ….و أيضا “ريشارد أتياس”، مؤسس منتدى نيويورك والمؤسس المشارك لمبادرة “كلينتون العالمية” ومؤتمر الحائزين على “جائزة نوبل” و المنتج التنفيذي لمنتدى “دافوس”…. و “سيدني توليدانو”،  الرئيس الحالي لمجموعة “كريستيان ديور” العالمية…، و آخرون، رفضوا مقترحات فرنسية لدعم المرشحة “هاريس” في الانتخابات الأمريكية و قرروا المراهنة على دعم “ترامب”، و هم نافذون و يؤثرون في الرأي العام الأمريكي.

      باريس عمدت إلى دراسة الوضع الأمريكي، و علمت أن العالم بأسره،- عدا أوروبا- يريد عودة “ترامب”، الشيء الذي جعل قصر الإليزيه يبلغ قصر المرادية بأن فرنسا قررت الاعتراف للرباط بسيطرتها على الصحراء الغربية، و أن على الجزائر أن تبحث عن الصلح مع الرباط؛ لأن عودة “ترامب” إلى البيت الأبيض أصبحت قدرا لا مفر منه، و الرباط إلى جانب دول الخليج يدعمون “ترامب” بقوة و سيؤثر هذا الدعم على المؤسسات الأمريكية، التي بدورها ستعمل للتأثير في الرأي العام الأمريكي و توجيهه للتصويت لصالح “أبو إيفانكا”…، و هنا نعود لنتساءل عن سبب عجز النظام الجزائري عن رؤية و استقراء هذا التحول و أن عودة “ترامب” إلى البيت الأبيض أمر لا مفر منه؟ أم أن قصر المرادية لا يمتلك الإستراتيجيين و يكتفي بتوقعات العرافة اللبنانية “ليلى عبد اللطيف”، التي توقعت وصول امرأة إلى البيت الأبيض، فحاق بمن تبع أراجيفها الندم و الخيبة؟

      المصيبة أن الحليف الجزائري لم يكتفي بالخطأ في الرهان و التوقع، بل نلوم عليه و نعاتبه على سياسة العداء المطلق، بمعنى أن قصر المرادية لا يترك مساحة للإصلاح في خصامه، و عندما أعلن العداء على باريس كان وراء دفع فرنسا العميقة لوضع كل البيض في سلة الرباط، و الاكتفاء في علاقاتها مع الجزائر بما تجنيه من اتفاقية “إيفيان”، و هذا يؤكد أن الحكام الحاليين الذين يدبرون الشأن الجزائري هم الأكثر نفعية للرباط، و أن التطرف في الخصام يجعل الرباط تحقق النقاط و يدفع الدول إلى المراهنة عليها بما أنها تدير خلافها مع الدول بوضوح و تضع شروطها دون أن تتنازل و تستخدم أساليب حصار و خصام متطورة جدا، دون جلبة أو جعجعة، و تراهن على  مصالح إستراتيجية لتغيير مواقف الدول، و لا أظن أن “ترامب” مثل “جو بايدن” سيكتفي بتجاهل التصريحات، فقد يعاقب الحليف على ما يقوله الرئيس “عبد المجيد تبون” في لقاءاته الصحفية و قد يفتح  من جديد ملف طلبه من “بوتين” مساعدته لتدمير الدولار و التخلص منه.

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد