Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

“سانشيز” يشكر المغاربة من طنجة و قصرالمرادية يعتذر من الإمارات و الرئيس “تبون” يرد على خطاب الملك بمؤامرة العدس

بـقـلـم : بن بطوش

            في إحدى غرف النقاش الرقمية، و بينما نحن نتدارس الأوضاع…، قال أحد الصحراويين الذين فقدوا الأمل و قرروا الاستقرار بنواكشوط و التخلي عن الحلم وهو أحد العارفين بتفاصيل القضية و تاريخها، “سأضع لكم الخلاصة…، الدولة الصحراوية لم تعجز عن تحقيق النصر، بل الله عز وجل الذي لم يكتبه لنا، و لن يكتب لنا…، لأننا عصبة من المخادعين و الظلمة و القتلة و الخونة و اللصوص، نحن إذا ما فحصنا أنفسنا سنجد أننا لم نعد دولة و أننا من غير مؤسسات حقيقية، بل نحن كتيبة من الخونة يجاهرون الله بالعداء، نحن خطأ إستراتيجي تسببت فيه الجزائر و تورط فيه العالم اليساري و كان القياس أن يتركونا لحالنا نواجه المغرب”…

          و رغم أن هذا الرأي أغضبني إلا أن فيه عمق من الحقيقة، و لولا معرفتي بالرجل و صدقه و غيرته، لقلت أنه من الطابور الخامس، و أنه باع مبادئه بعرض الدنيا و أموال الرباط، لكني أعرفه و هو أحد الزهاد…، و الحقيقة أن الرباط استثمرت الزمن لتكشف نوايا الجزائر و القيادة، بأنهما منذ البداية لم يسطرا أهداف تخدم الشعب الصحراوي، و لم تكن لهما النية في ذلك، بل كل الأمر أنهما سعيا إلى مضايقة النظام المغربي…، و هذا ما جعل ملك المغرب في آخر خطاب له يصف العلاقات بين الجزائر و المغرب “بالمستقرة”، و هو وصف في غاية الذكاء، و كأنه يقول للعالم أن ما أنفقه الرئيس “تبون” من مقدرات الشعب الجزائري خلال زياراته إلى إيطاليا و البرتغال و روسيا و الصين…، لم يغير شيئا من الوضع في شمال إفريقيا، و أن الحال مستقر و أن الرباط متحكمة بشكل جدي في مجالها الإستراتيجي…، وأنه رغم ذلك فمرحبا “يقول الملك” بفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الدولتين.

          الجميع في وسائل الإعلام الجزائرية الرسمية، قرؤوا خطاب ملك المغرب من زاوية واحدة و سطحية، و إعتبر إستخدام القصر في الرباط لعبارة “علاقات مستقرة” لوصف الحال بين الجارتين بأنه مجرد محاولة من المخزن لتلطيف الأجواء، لكنها في الأصل عبارة قوية جدا و لها عمقها، و لم نفهم معناها إلا بعد مرور أسبوع عن الخطاب، خصوصا بعد أن أعلنت مجموعة HUAYOU الصينة من مدينة العيون المحتلة يوم 08 غشت 2023، عن قرارها إستثمار 20 مليار دولار بالصحراء الغربية لتشييد مصنع عملاق لإنتاج بطاريات و مكونات البطاريات التي تستخدم في السيارات الكهربائية عالية التكنولوجيا، و سيخلق هذا الإستثمار 13000 منصب شغل دائم، و يحدث هذا بعد مرور فقط أسبوعين من زيارة الرئيس الجزائري إلى بكين، حيث أعلن عن تخصيص 1.5 مليار دولار لبنك البريكس و فتح الجزائر أمام الشركات الصينة دون شروط…، كل هذا التنازل لأجل إصدار بيان للخارجية الصينية نشر على منصة سفارة الصين في الجزائر يدعم حقنا كشعب الصحراوي في تقرير المصير…، و هو ما إعتبر بعد إعلان المجموعة الصينية الإستثمار في الصحراء الغربية نكسة كبيرة للنظام الجزائري.

          ليس هذا فقط ما عنى به ملك المغرب بأن العلاقات المغربية الجزائرية مستقرة، فقد أنهى لتوه رئيس الوزراء الإسباني “سانشيز” زيارته إلى مدينة طنجة، و التي أمضى بها حوالي نصف شهر، و تجول في أزقتها و أكل في مطاعمها الشعبية من غير حرس و دون بهرجة إعلامية…، و كأنه جاء إليها ليشكر المغاربة على دعمه في حربه الإنتخابية التي أعادته بقوة للحياة السياسة، و أكدت أن المهاجرين المغاربة يشكلون نصف الرأي العام الأسباني، و كانت الجزائر قد تورطت قبل الإنتخابات في حملة قذرة مع اليسار الإسباني، إستهدفت “سانشيز” و أرادت شيطنة الرجل و علاقاته مع المغرب، و نشروا صورا مخلة له لم تجد لها ترويجا في غير الحسابات الرسمية الجزائرية، و لم يهتم لها الإعلام الإسباني و الأوروبي، فقط الحسابات الجزائرية من روجت لها، و كانت صورا خادشة للحياء و تظهر إفلاسا أخلاقيا لقصر المرادية، و بعد نتائج الإنتخابات الإسبانية، قال ملك المغاربة أن العلاقات مستقرة ليشرح للجزائر أنها مهما أنفقت على الأحزاب الإسبانية المتطرفة فالرباط تتحرك بمنطق شمولي أكبر، و تعرف كيف تعيد تركيب المشهد لما يخدمها.

          هذا ما كان يعني به ملك المغرب أن العلاقات بين البلدين مستقرة، و هو يبرق قصر المرادية بأن ما يقوم به محض عمل صبياني و متخلف، و لا يعبر عن الرقي…، و أن العداء بهذا المستوى يستحيل أن ينال من نظام المخزن و مصالح بلاد الاحتلال التي أحكمت السيطرة إستراتيجيا على المنطقة، و الدليل على أن الحليف الجزائري يتصرف بتصابي و يفجر في الخصومة مع الجميع، و يتسبب له ذلك في مواقف محرجة و يعود عليه بالمذلة، هو اضطرار الحليف الجزائري للإعتذار من حكام دولة الإمارات العربية، بعد الحملة الإعلامية الجزائرية التي وصفت أبوظبي بعاصمة المؤامرات، و دخول سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية على الخط بعد زيارتها مجمع “الخبر”، الجريدة التي لا تتوقف عن وصف خصوم الجزائر بأقبح النعوت، مما جعل قصر المرادية يرسل وزير خارجيته إلى تركيا للقاء سفير الإمارات “سعيد الظاهري” المقرب من أبناء الراحل “الشيخ زياد”، و الطلب منه نقل اعتذار قصر المرادية لحكام الإمارات عن ما بدر من الإعلام الجزائر و عن خطأ طرد السفير.

          لا زلنا أمام عبارة “العلاقات مستقرة”  التي أراها عبارة أقوى عبارة يمكن أن تصف وضع العلاقات بين البلدين، حيث كان من المنتظر أن يرد عليها الرئيس “تبون” في جلسته مع الصحافة بالتأكيد أو بالنفي أو حتى بالانتقاد…، لكن الرجل كانت له قضايا أعمق و قرر الخوض في ملف أعقد، و قال أنه لا يفهم كيف أن هناك أزمة عدس و فصوليا في فصل الصيف، عطفا على أن الإنسان الجزائري هو الأكثر إستهلاكا بين المغاربيين للعدس و الفصوليا، و أنه في فصل الصيف يكون الطلب على هذه المادة ضعيفا، و رغم ذلك فقد خلقوا له أزمة في هذا الفصل، و توعد المتسببين في الأزمة و من سيضبطهم من المحتكرين بالندم على مولده… !!؟

          ما قاله الرئيس “تبون” يؤكد أن العلاقات بين المغرب و الجزائر “مستقرة” جدا… جدا”، لأن دولة مثل المحتل حصلت على تحالفات عملاقة مع بريطانيا و أمريكا و إسرائيل…، و تحضى بإحترام روسيا و الصين…، و أصبحت تتحكم في الأمن الإستراتيجي داخل البلدان الأوروبية و تفكك الخلايا الإرهابية، و تتابع الوضع الإفريقي و توجهه، و تستثمر مع كبار العالم في الأحداث الكبرى كتنظيم كأس العالم…، كيف يمكن لها أن تخشى دولة لا تستطيع أجهزتها و مؤسساتها و أموالها و علمائها و فلاحيها و مهندسيها… تأمين العدس و الفصوليا لشعبها، و يعلن رئيسها الحرب على من يضارب في القطاني… !!؟، وهذه الدولة تنام فوق بحر من الغاز و لها رئيس بغاية السخاء، لدرجة أنه منح لبنك البريكس 1.5 مليار دولار و للشعب الفلسطيني الذي يتفوق على الجزائريين في إستهلاك اللحوم و الأسماك هبة بقيمة 30 مليون دولار، و أعطى للأفارقة مليار دولار تحت مسمى صندوق التنمية…، فعلا “الوضع مستقر”.

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد