Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

جمعيات حقوقية وهيئات إعلامية صحراوية بالأرض المحتلة تتضامن مع الحقوقي المغربي “عزيز غالي” …. و لكن !!!؟

بـقـلـم : الغضنفر

          و أخيرا عبرت القيادة الصحراوية  عن موقفها من  قضية الرفيق “عزيز غالي”، حيث نشرت وكالة الأنباء الصحراوية (واص)، يوم 18 ديسمبر  2024 (أي ساعات قليلة  بعد ظهور مقالي الأول)، بيانا  مشتركا يحمل توقيع 22 جمعية حقوقية وهيئة إعلامية صحراوية بالأرض المحتلة،  أو ما أصبح يصطلح عليه بـ “آلية تنسيق العمل الحقوقي بالمناطق المحتلة”، تُعبر من خلاله  هذه الإطارات عن  تضامنها مع   رئيس “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان”، الذي يتعرض لهجمة إعلامية على خلفية تصريحاته بخصوص موقفه من القضية الصحراويةـ  و تمجد العمل الحقوقي الذي قامت به جمعيته  في  فضح الانتهاكات التي تعرض لها الصحراويون  المطالبون بحقهم في تقرير المصير و الاستقلال.

       الحقيقة أنني عندما ختمت مقالي الأول – بخصوص هذا الموضوع- بسؤال حول ما إذا كان علينا كمناضلين بالأرض المحتلة أن نتضامن مع “عزيز غالي”؟ أم أن نمتثل لتعليمات “إبراهيم غالي”  الآمرة بالقطع  و الانسحاب من الجمعيات المغربية؟… كان هدفي أن أُبيِّن بأن التعليمات التي أصدرتها القيادة الصحراوية مؤخرا، تنزيلا لمخرجات المؤتمر السادس عشر للتنظيم السياسي، هي تعليمات  متسرعة وغير مدروسة و غبية إلى حد كبير؛ لأنها  تُقيِّد العمل النضالي بالأرض المحتلة بسلاسل  انتظارية التعليمات الفوقية و  بيروقراطية  اتخاذ القرارات، و  تنزع عنه روح  المبادرة و الخلق و الإبداع و  الانفتاح على إطارات سياسية و حقوقية أجنبية، بما أن كل التحركات و الأنشطة النضالية  بمدن الصحراء الغربية و جنوب المغرب لا  يمكن أن تحدث “إلا بأمر من مكتب شؤون الأرض المحتلة، أو باقتراح من الداخل و موافقة مركزية” (كما جاء في ختام التعليمة 1  من التعليمات الـ12).

         البيروقراطية  ظهرت جليا في  البيان التضامني  الصحراوي مع الرفيق “عزيز غالي”، حيث أن ديباجته لم تبدعها أقلام الإطارات الموقعة للبيان، و لم تتم كتابته بمدينة العيون المحتلة، بل هو بيان أنتجته القيادة  بالرابوني، و ذيَّلته بأسماء 22  جمعية حقوقية وهيئة إعلامية صحراوية بالأرض المحتلة، و قامت بنشره في “واص”، لتعطي الانطباع بأن الساحة النضالية  تعرف حركة حقوقية وازنة و تجاوزت خلافاتها و توحّدت من أجل كتابة  بيان مشترك، و الحال أن العديد من تلك الجمعيات الحقوقية  – باستثناء ثلاث إلى أربع جمعيات- لم يعد لها وجود في الساحة،  و بعضها لا ينشط فيها سوى شخص أو شخصين، و معظم تلك الإطارات الحقوقية مجرد دكاكين فارغة موروثة عن الحقبة “البولسانية” في إدارة “مكتب كناريا”.

         في هذا البيان التضامني هناك غياب لجمعيات حقوقية  أخرى،  لها  دورها بالصحراء الغربية ، كـ “منتدى المستقبل للمرأة الصحراوية” ، الذي تترأسه الأم “سكينة جد اهلو”، … و أتساءل إن كان هذا الأمر جاء سهوا نتيجة السباق مع الوقت لإصدار البيان؟ أم  هو   تغييب عن قصد و كنوع من العقاب لرئيسة المنتدى بسبب رفضها  مؤخرا السفر إلى المخيمات عبر الأراضي الموريتانية، للمشاركة في الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسون لتأسيس “الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية”. كما لوحظ  كذلك  في  البيان التضامني إقصاء متعمد للجمعيات الصحراوية بمنطقة واد نون،  بمنطق أن جنوب المغرب (گليميم/طنطان/آسا) ليس بأرض نزاع، على الرغم بأن المجال الجغرافي لتواجد الشعب الصحراوي هو أكبر من  مساحة الصحراء الغربية و يمتد من “كْحال أرگان إلى كْحال أدرار”، أي من المدن و المداشر الموجودة جنوب المغرب إلى المنطقة الموجودة شمال موريتانيا، انطلاقا من نواذيبو غربا إلى الزويرات شرقا.

       هناك ملاحظة وجب الانتباه إليها و هو أن القيادة الصحراوية وقعت في تناقض مع نفسها  بعدما اضطرت إلى تضمين اسم “تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان بالصحراء الغربية” (كوديسا) ضمن الجمعيات الموَقِّعة على البيان، و أدرجته ضمن “آلية تنسيق العمل الحقوقي بالمناطق المحتلة”،  بالرغم  من أن وزارة  شؤون الأرض المحتلة   تصر على  تهميش هذه المنظمة الحقوقية و لا تعترف بها ضمن الإطارات التابعة للتنظيم السياسي، منذ أن تمت إزاحة “امينتو حيدر” من رئاستها، بل و لم يتم -إلى حدود الساعة- التنسيق مع أعضاء “كوديسا” أو إشراكهم في  مخطط “لحسن دليل” من أجل بلورة “آلية التنسيق لمدينة العيون المحتلة”…. و  ظهور اسم “كوديسا” في البيان التضامني   مع “عزيز غالي” فرضه  فقط واقع أن أعضاء فرع”الجمعية المغربية لحقوق الإنسان” بمدينة العيون المحتلة هم أنفسهم مناضلو “كوديسا”.

      هناك بعض الأسئلة التي يجب طرحها لنفهم درجة الإفلاس النضالي الحالي من بينها:  لماذا لم يصدر البيان التضامني مع “عزيز غالي” باسم القيادة الصحراوية؟ أو  على الأقل باسم ذراعها الحقوقي”AFAPREDESA؟ و لماذا  تمت الاستعانة بأسماء جمعيات بالأرض المحتلة أغلبها لا أثر و لا أنشطة لها في منظومة النضال  بالجبهة الداخلية ؟  و هل  هذا البيان  في صالح الرفيق “عزيز غالي” أم سيزيد من ضغوط الرأي العام المغربي عليه باعتباره  مواطنا خرج عن ما يسميه المحتل المغربي “الإجماع الوطني حول مغربية الصحراء”؟

       الحقيقة أن  قيادتنا الصحراوية  منذ تولي “إبراهيم غالي” تفتقد إلى روح الشجاعة  و المبادرة و التفكير خارج الصندوق،  وتترك تدبير كل أمور قضيتنا الوطنية للنظام الجزائري، عكس ما كان يفعله الراحل “محمد عبد العزيز” الذي  يسجّل له التاريخ أنه تجاوب إيجابا  مع الرسالة التي رفعها، سنة 2006،  “عبدالله الحريف”، الكاتب الوطني  آنذاك لحزب “النهج الديمقراطي”  إلى  كل من النظام المغربي و جبهة البوليساريو، طالبهما فيها  بفتح مفاوضات مباشرة من أجل الوصول إلى حل للقضية الصحراوية.

      اليوم عندما نرى بيانا تضامنيا  مع “عزيز غالي” يحمل توقيع 22 جمعية حقوقية وهيئة إعلامية صحراوية بالأرض المحتلة، فذلك  سيزيد من الهجمة الإعلامية على هذا الأخير ، ناهيك على أن هذا العدد الكبير من الجمعيات يُعطي الانطباع بأن المحتل المغربي يسمح بتأسيس الجمعيات  الصحراوية الموالية لجبهة البوليساريو بمدن الصحراء الغربية التي يسيطر عليها.

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد