Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

“تبون” يتورط مع شعب الموزمبيق و المخابرات الجزائرية تُفبرك “وثيقة سرية” لشرخ العلاقات بين القاهرة و الرباط

بـقـلـم: بن بطوش

     أظن أن المسافة بدأت تتسع بين عدونا المغربي و حليفنا الجزائري، و كأن قصر المرادية أضاع إستراتيجياته و نذر سياسته للإرتجال، فبعد أن تورط في دعم نظام “بشّار الأسد”، في وقت توقع العالم سقوطه، و كان ذلك الدعم سبب في نقمة الشعب السوري على الجزائر دولة و شعبا، و إنتقم الثوار من قصر المرادية بتحويل سفارة الجزائر في دمشق إلى مرحاض عمومي (أكرمكم الله)…، عاد الرئيس “عبد المجيد تبون” ليورط الجزائر مع شعب الموزمبيق و هو يقدم شهادته للرئيس “دانييل تشابو”، الذي حصل على أغلبية مريحة بلغت 71%، بأنه رجل نزيه و فاز بالرئاسة في انتخابات نزيهة، و المذهل أن الرئيس الموزمبيقي  بنفسه، قبل إشتعال الشوارع في المزمبيق و قبل أن يشهد له الرئيس الجزائري بالطهارة الانتخابية، إعترف أن الانتخابات شابتها الخروقات و أن شيئا ما حدث في الكواليس أغضب الشعب الموزمبيقي و أثر على الديموقراطية في هذا البلد… !!

     أي إحراج وقع فيه قصر المرادية، بعد أن إستيقظ الجميع، صباح الأربعاء 25 دجنبر 2024 على خبر أن الرئيس الموزمبيقي الفائز بالإنتخابات المزورة، قد أعلن رغبته في التخلي عن الحكم و إعادة تنظيم انتخابات جديدة، فيما لا تزال الصحافة الرسمية في الجزائر تصفه بالرئيس  المُنتخب و ترمي الورود أسفل قدميه و تلقبه بصديق الجزائر الكبير…، فيما صحافة الموزمبيق وصفت موقف الجزائر بالمتخاذل، و قال منافسو “دانييل تشابو” بأن  النظام الجزائري أصبح يمتهن شهادة الزور دوليا، و أن أي نظام غير شرعي أراد الحصول على دعم خارجي، فما عليه غير إستدعاء سفير الجزائر.

      تكرار هذه المواقف و تورط الحليف في خيارات خاسرة، يجعلنا كصحافة رأي نفقد الإيمان بقدرات الجزائر ككيان سياسي متبصر و خبير بالنوازل الدبلوماسية و الإستراتيجية، و كنا قد قلنا في مقالنا عن جرد العهدة الأولى للرئيس “عبد المجيد تبون”، بأن هذا الأخير منذ وصوله إلى قصر المرادية و هو يمشي في حقل الألغام السياسي دون بوصلة و دون معرفة بخفايا الطريق و مساراته، و أن المستفيد الوحيد من أخطائه هم قيادات الجيش، و الدليل هو ما وافق عليه “تبون” من تعديلات دستورية تخص صلاحيات قائد الجيش، و نقل قرار الحرب و السلم من قصر المرادية إلى ثكنة بن عكنون، ليصبح قرارا يخرج من مشكاة الثكنات العسكرية و لا رأي فيه لرأس البلاد.

      و الخطير أن القيادة العسكرية في الجزائر ليست أكثر تبصرا من قصر المرادية، ذلك أن وثيقة نشرت على قناة تابعة للجيش الجزائري بمنصة اليوتيوب تحت إسم “قناة المعرفة” و على الحساب الخاص لهذه القناة بمنصة X، و التي يديره جندي جزائري برتبة ضابط صف، روّج لها الإعلام الرسمي الجزائري بالقول أنها تسريب مخابراتي تحصلت عليه الأجهزة الجزائرية، عبارة عن “مراسلة” وجهها السفير المغربي لوزارة الخارجية تحت ختم “سري”، و ذات تشفير مخابراتي يخبر فيها السفير سلطات بلده أنه يذكرهم بأن البعثة تحصلت على “ملفات حساسة”  (دون ذكر محتوى الملفات)

      و تضيف الوثيقة أنه جرى تسليم تلك الملفات إلى الصحفيين المعارضيين للنظام المصري “محمد ناصر” و “معتز مطر”، و ختمت الوثيقة بتقرير عن المؤسسات الإعلامية المصرية، مكون من ثلاثة أسطر و نصف، يصف فيه ظروف إشتغال الصحفيين في مصر بالصعبة نتيجة التضييق على حرية الصحافة و نتيجة توسع صلاحيات الهيئة العامة للإستعلامات سنة 2018.

      من ينظر إلى الوثيقة سيشعر بأنها مزحة، و سينتبه قبل أن يقرأ محتواها المخابراتي الذي كتبه دبلوماسي، إلى ختم الرسالة – الوثيقة، و الذي كتب بالخط الجزائري المشتق من الخط العثماني، و هو نفس الخط الذي يوجد في جواز السفر الجزائري، و العالم كله يعرف أن ختم الخارجية المغربية لا يستخدم فيه حتى الخط المغربي بل خط الطباعة العربي المتوفر على أي نظام وندوز، و الذي طوّره “مأمون صقال”، المهندس و الخطاط و المحاضر السوري الشهير في علم الزخارف، و كان على الذي صنع الوثيقة أن يبحث عن بلاغات وزارة الخارجية لدولة الاحتلال المغربي كي ينتبه إلى الأختام التي تضم إسم المملكة بخط الطباعة المشتق من خط النسخ.

      ثاني الملاحظات أن السفير المغربي “أيت واعلي”، هو من وقعها و ليس الملحق الأمني أو العسكري، و جاء في التوقيع “سفير صاحب الجلالة ملك المملكة المغربية”، بينما في المراسلات التي سبق لحساب “كريس كولمان” أن سربها بعد قرصنة حساب الوزيرة المنتدبة في الخارجية “امباركة بوعيدة”، كانت جل مراسلاتها التي نشرت تحمل إسم الموقع فقط دون صفته أو منصبه، و هذا يؤكد أن من حرر الوثيقة لم يكلف نفسه عناء البحث عن مراسلات رسمية لصناعة وثيقة تشبه تلك المراسلات شكلا…

      أما مضمونا و لتعكير العلاقات بين الرباط و القاهرة لا يمكن الإعتماد على “وثيقة مُسربة” مليئة بالأخطاء، و تتضمن مراسلة يعترف فيها السفير – بغباء – أن البعثة سلّمت معطيات حساسة إلى صحفيين لضرب صورة مصر،  و هو تصرف لا يمكن لعاقل أن يصدقه لأن السفير لا يمكنه أخذ المبادرة دون أخذ الإذن  المسبق من رؤساءه المباشرين، أو على الأقل إرسال تلك “الملفات الحساسة” إلى الأجهزة المختصة لدراستها و  الخروج بالقرارات المناسبة لاستغلالها… فلخلق نوع من الازمة بين دولتين يحتاج الأمر  لزلة في شكل قرار سيادي، كما فعل “رمطان لعمامرة” يوم صرح لوسائل الإعلام الدولية أن من حق إثيوبيا أن تملئ سد النهضة بمياه النيل متى رأت ذلك مناسبا و ممكنا، و أن تحقق تنمية بلدها دون العودة إلى مشورة دول المصب.

      و الظاهر أن الجزائر تشعر بأنها تتذيل السباق المخابراتي في المنطقة، خصوصا بعد أن عاد الإعلام الإسباني لينشر تقارير عن إختراق مخابراتي جديد حققه المحتل المغربي، و إستهدف هذه المرة قيادات عسكرية، و قال التقرير أن الرباط تعرف أدق التفاصيل داخل الجيش الإسباني و بالتالي فالرباط تتسلح بناءا على تلك المعطيات.

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد