Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

النظام الجزائري يعرض على أمريكا ثرواته النادرة بعد فشل صفقة المعادن النادرة بين “زيلينسكي” و نسور واشنطن …

بـقـلـم:بن بطوش 

      لعمري ما ظننت أن الوضع بهذا السوء؛ ذلك أنه و أثناء جولتنا على وسائل التواصل الاجتماعي لتعقب الأخبار و التحاليل و قراءة طالع القضية الصحراوية و الوضع الجيوسياسي لهذا الركن من القارة المقهورة، صادفت مشهدين مصورين لم أجد لهما وصفا، و قررت أن أطرحهما للنقاش في هذا المقال لعلي أجد تفسيرا منطقيا لهما:  المشهد الأول يوثق لنجاح أول اختبار دفع إلكتروني في الجزائر بحضور مسؤولين كبار، و  المشهد الثاني ثلاثة طيارين جزائريين يقومون بتداريب باستخدام مجسمات طائرات  خشبية موصولة بسلك….

       المشهدان أرعباني جدا و جعلني أعيد  التفكير في حقيقة هذه الدولة التي نعتبرها حليفنا  و صمام أمان قضيتنا و مشروعنا الوطني؛ لأنهما يوثقان لوضع شاذ في دولة يُفترض فيها أنها تمتلك نفس مقومات دول الخليج من الثروات…، و دفعاني للتساؤل عن المسافة  الزمنية التي تتخلف فيها الجزائر عن سنة 2025، لأن  أسلوب التدريب على الطيران هو نفسه الذي كان يُستخدم لتدريب طياري الحرب العالمية الأولى…، و تقنية الدفع الإلكتروني ظهرت في أمريكا سنة 1950 و أصبحت شائعة عبر العالم بعد تعميم الربط الشبكي…، لهذا يجب أن نحدد حجم الهوة  التكنولوجية بين الدولة الجزائرية و برامج الستار لينك، لنعلم كم يفصلها عن صراع المواقع مع جبابرة الذكاء الصناعي، و كم يلزم أحفاد الشهداء ليصلوا إلى المستوى الذي ينافسون فيه الهند و الصين و البرازيل و روسيا و أمريكا…، و هل يعلم النظام الجزائري أنه بنشره للتسجيلين يكون قد وثق صوتا و صورة لواقع تخلفه و بداية خروجه من عصر الظلمات و دخوله عصر الأنوار؟ و هل يُدرك بأن أمامه مسافة نصف قرن و نيف من العمل و التطور كي يصل إلى عصر الثورة الصناعية و منها إلى ثورة الذكاء الصناعي؟

        هذا الوضع المقلق جعلني أضع مقارنة بسيطة بين أخبار الرباط و أخبار الجزائر، لأنه في الوقت الذي تُعلن فيه الجزائر عن نجاح أول عملية دفع باستخدام نظام الدفع الإلكتروني، و بينما يظهر الطيارون الجزائريون و هم يتدربون بوسائل بدائية مُخجلة، تكون الرباط قد توصلت بأول دفعة من مروحيات “الأباتشي” مع أنظمة التدريب و الصيانة، و هي أنظمة جد متطورة، و تُعِد فيه العُدة للإعلان عن أول صفقاتها مع الرئيس  الأمريكي “ترامب”، بشراء مقاتلات الجيل الخامس F-35 التي كانت مُعدَّة لتركيا و الآن هي معروضة للبيع، و نشرت الصحف و المنصات في المغرب أخبارا تفيد بأنها أطلقت مناقصة دولية لتجهيز ملاعب المونديال و القطارات و المطارات و الفنادق بالجيل السادس من الربط الشبكي…، فيما الحليف الجزائري لايزال يُصارع لإنجاح عملية الدفع الإلكتروني.

        منصة المقارنات تزداد كيل بعير إلى الرباط، مع قراءتنا لما نشرته الصحف الإسبانية نقلا عن الجنرال المتقاعد “خافيير أغليسياس” الذي قال بأن “على مدريد أن تتعامل مع الرباط كشريك و أن تربح وده، لأن الوضع أصبح مختلف و أي تهور لاختبار صبر الرباط سيكون مكلفا جدا للإسبان”… ، هذا الرأي يؤكد أن الرباط نجحت فعلا في السيطرة على كبرياء الأيبيريين الذين كانوا يتحدثون في إعلامهم خلال أزمة “بن بطوش” بتعالي كبير و لا يترددون في تهديد الرباط بالحرب، اليوم هم يسعون مكرهين للسلم مع النظام المخزني، بينما لا يهمهم وضع العلاقات مع الحليف الجزائري، و اعترافهم بسلطة الرباط على الصحراء الغربية دليل على عدم خوف الإسبان من ردة فعل قصر المرادية، و نفس الإسقاط يمكن إحداثه على العلاقات مع فرنسا.

        نصل الآن إلى حجر الزاوية في المقارنات، و لنفهم كيف قلبت الرباط كل الموازين إستراتيجيا فيما لا يزال قصر المرادية يظهر الارتباك و الارتجال، يقدم خطوة و يتراجع عشرا؛ فالرباط كانت تراهن خلال الانتخابات الأمريكية الأولى على المرشحة “هيلاري كلينتون” لدرجة أنه موّل جزءا من حملتها الانتخابية، و حين فاز “ترامب” اعتقدنا أن الرجل سوف ينتقم من النظام المخزني و سيكون الشعب الصحراوي على موعد مع عصر ذهبي، لكن بعد أشهر قليلة أظهر الرئيس الجديد “ترامب” مودة كبيرة للرباط، و سمح بفتح مخازن الأسلحة الأمريكية المحرمة على العرب ليحصل جيش الاحتلال المغربي على صفقات غيرت موازين القوى في المنطقة، و قبل نهاية ولايته أهدى المغاربة اعترافا لا يزال غصة في حناجرنا.

       الشكل الذي ظهرت عليه العلاقات الأمريكية المغربية في عصر “ترامب”، جعلت كبار الاستراتيجيين في فرنسا و إسبانيا يطلقون على النظام المغربي لقب “أنبياء الدبلوماسية”، خلال تلك الفترة كانت الجزائر تخسر حروبها الدبلوماسية مع الرباط تواليا، و في كل خسارة يحصل قصر المراية على عداء جديد مع دولة أوروبية أو إفريقيا، إلى أن فقد في النهاية علاقاته مع موسكو…، و مع وصول “ترامب” للعهدة الثانية، قرر النظام الجزائري التخلص من علاقاته مع موسكو و إغراء النظام الأمريكي بأي طريقة، فعرض “بوقادوم” على واشنطن مساعدة بخمس مليارات لإعمار الأراضي التي فتكت بها النيران، و قدم مقترحات لتمويل خطط أمريكية في حربها الاقتصادية على الصين…، و وقع صفقات مع منظمات الضغط و مكاتب التأثير، خصوصا مع شركة BGR GROUP ، و هي مجموعة لوبينغ إسرائيلية داخل أمريكا.

       و أخيرا و هذا أخطر المقترحات، أن السفير “بوقادوم” الشهير بعبارته: “يمكنكي التحدث بلسان الجزائر” التي جامل بها وزيرة الخارجية الإسبانية، أعلن عبر وسائل الإعلام الأمريكية بأن الجزائر مستعدة لمناقشة قضية المعادن النادرة مع الإدارة الأمريكية، بعد فشل صفقة “زلينسكي” مع واشنطن، في عرض خرافي لتعويض الأمريكيين على خسائرهم التي تبلغ 500 مليار دولار في حرب لا يعرف عنها الشعب الجزائري غير أنها تدور بين روسيا و الغرب.

       حتى الآن على منصة المقارنات، نرى أن الرباط لم تقدم تنازلات كثيرة و لم تضحي بثروات وطنه مقابل إرضاء رجل الأعمال الشره، و المصيبة أن أمريكا حتى كتابة هذه الأسطر تتجاهل العرض الجزائري، الذي يبدو في صورته كتضحية لأجل سواد أعيننا كشعب صحراوي، و وجب منا أن نمتن له و أن نقدسه و نقدره، لكن في جوهره هو مجرد عرض لإنقاذ ماء وجه النظام الجزائري الحالي الذي خسر كل شيء، و يرى في العلاقات مع أمريكا البطاقة الرابحة التي ستصلح كل شيء.

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد