Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

النضال الصحراوي تائه بين واجب التضامن مع “عزيز غالي” و ضرورة الامتثال لتعليمات “إبراهيم غالي”

بـقـلـم: الغضنفر

         لا تزال تصريحات “عزيز غالي”، رئيس “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان”، حول  القضية الصحراوية، تُثير الكثير من الجدل الممزوج بإشاعة اعتقاله على خلفية  الكلام الذي تفوه به، حيث قال بأن  “موقف الجمعية في مؤتمرها الخامس كانت مع تقرير المصير في الصحراء، وبعدها مع جلوس الأطراف  حول طاولة المفاوضات أصبح موقفها هو دعم حل تفاوضي يرضي جميع الأطراف ويجنّب المنطقة الحرب“، وشدّد على أن “التفاوض يعني أن هناك نقاشًا مستمرًا و أن الأمر غير محسوم، وموقف الجمعية هو التوصل إلى حل مرضٍ لجميع الأطراف، وليس حلاً على حساب طرف آخر“،  موضحا بأن الأمم المتحدة لا تدعم مخطط الحكم الذاتي، بالقول: “إذا كان هناك دعم، لماذا يستمر التفاوض؟“.

       هذه التصريحات التقطتها العديد من المنابر و الصفحات الفايسبوكية  الصحراوية و روّجت لها كثيرا  كانتصار و فتح مبين، و كأنها جاءت على لسان مسؤول أممي، أو فاعل سياسي مؤثر في ملف نزاع الصحراء الغربية، على الرغم من أن المتابعين للقضية الصحراوية يعرفون جيدا بأن ما  قاله “عزيز غالي” ليس بكلام جديد؛ بل هو مجرد تذكير و اجترار لمواقف  سابقة للجمعية التي يرأسها، أو بالأحرى هو استحضار للموقف الذي  يتبناه – منذ  سنوات طويلة- الحزب اليساري الراديكالي المغربي،  المعروف بـ “النهج الديمقراطي”، الذي ليس له أية قاعدة شعبية  بالمغرب و الذي  يتشكل  أساسا من  العناصر  المتبقية من حركة “إلى الأمام” و  المدافعين عن  الفكر الماركسي اللينيني، الذين  يتقاسمون مع تنظيمنا السياسي (جبهة البوليساريو) أوزار الدفاع عن الشيوعية و محاولة زرعها في مجتمع مسلم.

        نظام الاحتلال المغربي تعامل بهدوء مع تصريحات”عزيز غالي” و لم يُقدِم – لحدود الساعة- على اعتقاله، لأنه يعرف بأن الأخير لم يتفوه إلا بما تتبناه جمعيته و التيار السياسي الذي ينتمي إليه كموقف علني من نزاع الصحراء الغربية، عكس ما أقدم عليه نظام الحليف الجزائري  الانفعالي الذي تورط حقوقيا في قضية اعتقاله للكاتب الفرنسي/الجزائري “بوعلام صنصال” و  ما زال يتكبد نتائج هذا الاعتقال… و اليوم يجد النظام الجزائري نفسه في مأزق و يحاول أن يجد مخرجا لهذه القضية تحفظ ماء وجه قصر المرادية،

          تصريحات رئيس AMDH “عزيز غالي” خدمت بطريقة غير مباشرة النظام المخزني و برّرت لصالحه السياسة التضييقية و القمعية التي يمارسها ضد أنشطة هذه الجمعية ، لأن تصريحات “عزيز غالي” عرّته أمام بسطاء الشعب المغربي  و  كشفته أمام أولئك الذين لم يكونوا على إطلاع بموقف الجمعية من نزاع الصحراء الغربية،   و أبانت عن الوجه  الآخر للعمل الحقوقي و كيف يتم استغلاله لتصريف صراع سياسي يستهدف نظام بلدهم، و  هو ما يفسر الهجمة الإعلامية التي يتعرض لها “عزيز غالي” و التي قد تؤدي مستقبلا إلى انقسامات داخل الجمعية، خصوصا وأن العديد من التيارات السياسية داخل الجمعية لا تؤيد موقف “النهج الديمقراطي” بخصوص القضية الصحراوية.

         بالنسبة لنا كمناضلين بالأرض المحتلة،  نحن نعرف جيدا – منذ سنين طويلة- بأن “عزيز غالي” و رفاقه في “النهج الديمقراطي” لهم مواقف داعمة لقضيتنا الصحراوية، و لذلك فالعديد من المناضلين المخضرمين الصحراويين هم أعضاء في هذا الحزب المغربي، على رأسهم “حمود إيگيليد“، و نعرف بأن “عزيز غالي” له مواقف أكثر تطرفا مما صرح به في “بودكاست” المنشورعبر صفحات موقع “عربي21″، و التي لطالما  عبّر عنها في جلساته  الخاصة مع الرفاق في منظمة “كوديسا”،  كان آخرها ما كشف عنه خلال الجولة التي قام بها خلال شهر نونبر الماضي، بكل من العيون و طانطان و آسا، من أجل  عقد لقاءات تنظيمية، و التي صرح خلالها عن اصطفافه إلى جانب شعبنا الصحراوي و مطالبه في الاستفادة من خيرات أرضه بناءا على قرار المحكمة الأوروبية الأخير، و حث على ضرورة التنسيق مع الجمعية النرويجية المساندة لقضتنا الوطنية، التي يرأسها “إيريك هاغن”، و  نصح بالاستلهام  كذلك من التجربة الفلسطينية مؤكدا على أنه مستعد  للتوسط من أجل تمكين المناضلين الصحراويين من دورات تكوينية  بالخارج بإشراف من خبراء فلسطينيين أو جلب مراقبين دوليين إلى المنطقة.

          من جانبها، القيادة الصحراوية  تدرك جيدا بأن موقف حزب “النهج الديمقراطي” المغربي من قضيتنا الوطنية- و إن كان يتناغم مع حلمنا في تحرير الوطن عبر تمكين شعبنا في تقرير مصيره- إلا أنه ليس موقفا من أجل سواد عيون الشعب الصحراوي، بل مجرد ورقة لهؤلاء اليساريين الراديكاليين من أجل خلق نوع من الاستفزاز و المعارضة للنظام المخزني، و بالتالي فإن تنظيمنا السياسي تعامل مع موقفهم بخصوص الصحراء الغربية بنوع من البراغماتية و الانتهازية بمنطق “عدو عدوي صديقي”، و لذلك حاولت  قيادتنا، ابتداءا من سنة 2003،   إعطاء تعليمات للمناضلين الصحراويين على الانخراط في التنظيمات المغربية  السياسية و الحقوقية، سواء كانت ذات توجه يساري أو إسلامي (جماعة العدل و الإحسان)،   لخلق شرخ في ما يسميه المحتل المغربي “الإجماع الوطني حول مغربية الصحراء”، و لذلك رأينا حضور بعض الوجوه المغربية المنتمية لـ “النهج الديمقراطي” في مؤتمرات تنظيمنا السياسي… و لذلك يمكن اعتبار الفروع “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان” بكل من مدن العيون و السمارة  و الطنطان و آسا، بمثابة إطارات حقوقية تابعة لتنظيمنا السياسي بالرابوني أكثر من تبعيتها لمركزية الجمعية بالرباط.

        الغريب أن القيادة الصحراوية، رضوخا لضغوطات بعض الوجوه المحتكرة لمنظومة النضال بالأرض المحتلة و التي تُحارب بخلفية قبلية مقيتة منظمة “كوديسا” و العمل المهم الذي تقوم به داخليا و خارجيا، غيّرت في السنة الأخيرة أسلوب التعاطي مع التنظيمات المغربية، حيث أرسلت وزارة شؤون الأرض المحتلة و الجاليات، في منتصف شهر غشت  2024،  12 تعليمة تأطيرية، كنوع من التنزيل لمخرجات المؤتمر السادس عشر الأخير، كورقة طريق من أجل إعادة ترتيب  منظومة نضال الجبهة الداخلية،  حيث تنص التعليمة التاسعة في هذه المراسلة على ما يلي: يُمنع على مناضلي الأرض المحتلة الانخراط في التنظيمات الحقوقية المغربية أو التنصّب لتمثيلها في المناطق المحتلة، فهي تبقى تنظيمات خاصة بالمجال الجغرافي المغربي المتعارف عليه، و لا شرعية لوجودها بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية مهما كانت جريئة في موقفا بخصوص قضية الشعب الصحراوي، و يكفي هنا الاكتفاء بالتنسيق معها مركزيا من موقع صحراوي/مغربي، مع وجوب إخبار المكتب (مكتب كناريا) و التنسيق معه في تلك الخطوات“.

          استغلالا لهذه التعليمة حاولت بعض الوجوه الاسترزاقية التي تسعى للاصطياد في المياه العكرة للتموقع  في الساحة النضالية بمدينة العيون المحتلة، تخوين أعضاء “كوديسا” من خلال الإدعاء بأنهم  لا يمتثلون لتعليمات التنظيم السياسي من خلال استقبالهم لـ “عزيز غالي” و مواصلتهم الانخراط في فروع جمعيته بجنوب المغرب و المدن المحتلة….. ليبقى السؤال المطروح هل علينا كمناضلين التضامن مع الرفيق”عزيز غالي” ضد الهجمة الشرسة التي تستهدفه حاليا على خلفية تصريحاته الجديدة_القديمة؟ أم علينا الامتثال لتعليمات الأخ “إبراهيم غالي”؟

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد