من الشيوعية إلى التشيّع: أدلة تقنية تكشف إرسال القيادة الصحراوية لبعثات إلى إيران من أجل الدراسة و التدريب… !!
بـقـلـم : بن بطوش
نشرت القناة الألمانية DW على موقعها الإلكتروني جملة تساؤلات عن الكيفية التي سترد بها روسيا، بعد أن فرض الإتحاد الأوروبي عقوبات شديدة على قوات “الفاغنر”، و قالت القناة في تحليلها أن القانون الدولي يجد صعوبة بالغة في التعامل مع هذا الكيان المتخفي و الذي لا يمتلك حتى الصفة الكاملة ليكون شركة، و لا يوجد له مقر في أية دولة في العالم، و منتشر في دول كثيرة كسوريا و ليبيا و مالي…، و يحصل على عائدات ضخمة من الناتج القومي للدول الفقيرة، أو يقايض خدماته بالثروات الطبيعية لهذه الدول.
لكن القناة نسيت أن تذكر الإحراج الذي تسبب فيه القرار الأوروبي للقضية الصحراوية و للحليف الجزائري الذي يعد المناول الأول لهذه الشركة في إفريقيا، و يعتبر كبير الدبلوماسيين “لعمامرة” أحد أهم سماسرة هذه الشركة، و المسؤول عن كل تعاقداتها في إفريقيا، و أنه من أدخلها إلى مالي و إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين و يدافع بشراسة للإبقاء عليها في ليبيا و منحها صلاحيات عسكرية أوسع، فيما موسكو تتبرأ منها و تعتبرها كيانا لا ينتمي للدولة الروسية الرسمية و لا يمثلها.
و قبل الخوض في مزيد من التحليل بخصوص هذا الموضوع، نعرف جيدا أن هناك من سيتهم مقالنا بالإمعان في ربط القضية الصحراوية بكل ما هو غير قانوني و يخرج عن الشرعية الدولية، غير أن المعطيات المتوفرة حتى الآن تزيد من الربط بين قضيتنا الوطنية و مرتزقة “الفاغنر”، حيث نشرت إحدى الصفحات المقربة من جيش الإحتلال المغربي بعض المعدات العسكرية التي تم العثور عليها، لدى مقاتلي الجيش الشعبي الصحراوي الذين جرى أسرهم، و أيضا داخل المركبات التي تم قصفها من طرف سلاح “الدرون” الشيطاني، و عجزت القيادة عن استرجاع الجثث و المعدات التي كانت بحوزة المقاتلين، حيث تتكون تلك الأدوات من تجهيزات متشابهة لتلك التي تظهر لدى مرتزقة “الفاغنر” بدءا من اللباس وصولا إلى تجهيزات تحديد المواقع و توجيه القذائف و الرصد و التواصل…، و بعض المعلبات و المكملات الغذائية و الأدوية الغريبة التي تستخدمها قوات “الفاغنر” في سوريا و ليبيا…، و التي تمنح المقاتلين مقاومة أكبر للظروف الصعبة، و تحفزهم على الشراسة.
تورط القضية الصحراوية لا يقف عند هذه الحدود، و المغامرة التي تقودها القيادة الصحراوية و الحليف الجزائري بتوزيع أسهم الدولة الصحراوية على الدول المارقة و الكيانات الشيطانية، تزداد كلما ضعف حضور القضية السياسي في المجتمع الدولي و كلما زادت الرباط من الضغوط أمميا، ذلك أنه و أثناء تقييم أداء موقعنا الحر،”الصحراءويكيليكس”، و مقارنته بمجموع المواقع الإعلامية الصحراوية التي لها خط تحريري يوافق خطنا أو يختلف معه في المقاربة…، اكتشفنا أن كل المواقع الصحراوية التي تمارس مسح زجاج نوافذ البيت الأصفر قد أصبح لها متابعون من خارج المخيمات و التراب الجزائري و أيضا من خارج الصحراء الغربية، و أنها تحقق نسب متابعة كبيرة في دولة إيران، الشيء الذي زاد من استغرابنا ؟ !!! و دفعنا للتحقيق في الموضوع من أجل فهم سبب وجود جمهور متابع للمواقع الصحراوية المقربة من البيت الأصفر في طهران، مع أن الشعب الإيراني لا يقرا باللغة العربية و لا تهمه أخبار قضيتنا لا من بعيد أو قريب.
و بينما نحن نخضع تلك المواقع للاستشارة التقنية التي يوفرها موقع alexa.com الأمريكي التابع لمجموعة أمازون، عملاقة المجال الرقمي، عثرنا على ما يثير العجب و يزيد من تخوفاتنا كرأي عام صحراوي يرفض بالمطلق أن يجري تفويت أسهم قضيته الوطنية لأي كيان أو دولة تتاجر بالقضايا التحررية، أو تحول المناطق ذات النزاعات السياسية إلى مستنقعات للدماء و برك لتصفية الحسابات بين الدول، إذ منحنا الموقع معطيات تقول على سبيل المثال : أن موقع “المستقبل الصحراوي” الذي ترتيبه عالميا 1,085,978 يحقق نسبة متابعة داخل المغرب تصل إلى 44.9%، بينما المفاجئة أنه يحقق داخل دولة إيران نسبة متابعة تصل إلى 31.3%، فيما الباقي من النسبة موزع على دول العالم، و هذا يجعلنا نتساءل عن سبب تحقيق “المستقبل الصحراوي” لنسبة كبيرة من المتابعة داخل دولة لا يتحدث شعبها اللغة العربية، و تبعد عن حدودنا بآلاف الكيلومترات، و لا تجمعنا بها أي عقيدة و لا أي قناعة أو حتى إيديولوجيا.
و حتى لا نقدم الأحكام بناءا على حالة واحدة، و لكي نكون أكثر إنصافا بحثنا عن مواقع صحراوية أكثر تأثيرا في الرأي العام الصحراوي، و اكتشفنا أن “وكالة الأنباء الصحراوية” ذات التصنيف الدولي المتقدم 180.173، بدورها لديها نسبة متابعة في إيران تصل إلى 6.3%، و موقع “صمود” الذي تصنيفه الدولي 132.035، يحقق نسبة متابعة من داخل التراب الإيراني تصل إلى 5%، و هذه المواقع هي صوت البيت الأصفر و جيشه الإعلامي، ليدفعنا هذا المستجد الخطير الذي يزكي طرح المحتل المغربي و اتهاماته للقادة الصحراويين و الحليف الجزائري بالميل لتحويل الدولة الصحراوية إلى “حزب الله” جديد في الغرب الإفريقي….
و ثمة تفسير منفرد لهذه الظاهرة التي تزيد من صبيب خوفنا، و التي يُتَّهَمَ فيها البيت الأصفر و الحليف ببيع أسهم القضية لطهران…، يفيد بأن القياس يقتضي أن تكون نسبة المتابعة مرتفعة في جزر الكناري لأن فيها جالية صحراوية مهمة، أو بدولة إسبانيا حيث يستقر معظم الصحراويين الذين يجدون في مدريد الإحساس المفقود بالأمان، أو أن تحقق تلك المواقع متابعة كبيرة في موريتانيا حيث أكبر جالية صحراوية و حيث التعاطف بين أبناء العمومة مع قضيتنا…، لكن أن نجد متابعة عالية جدا من داخل التراب الإيراني…، فالأمر مثير للتساؤل و الحيرة و الخوف في آن واحد، و لا نجد له من تفسير غير أن القيادة و الحليف الجزائري تعاقدا سرا مع طهران، كي تعوض كوبا و ليبيا في تكوين المقاتلين، و فتح أبواب الثكنات و الجامعات في وجه من لم يستطع اللحاق بالجامعات الجزائرية، بعدما تخلت دول كثيرة عن القضية الصحراوية بينها كوبا و فنزويلا و ليبيا و سوريا و نيجيريا و حتى جنوب إفريقيا…، التي انطفأت جمرتها و بردت نارها و لم نعد نجد فيها ذلك الدعم القوي.
هذه المعطيات التقنية تكفي لتورط دولتنا عن بكرتها، و تشفع لإدعاءات المحتل المغربي بأنه فعلا ثمة جزء من جبل الجليد قد ظهر في موقع alexa.com، يكشف تورط قيادتنا الصحراوية بمباركة من الجزائر في التطبيع مع إيران، و يبرر للعدو المغربي تطبيعه العسكري بصفقات مجنونة مع تل أبيب، و يفضح وجود رابط قوي بين الدولة الصفوية و القضية الصحراوية، و المثير للخوف أن الجالية الكبيرة التي تتابع دراستها و تكوينها العسكري بإيران، ستعود عما قريب إلى المخيمات من أجل تحويل العقيدة العسكرية للجيش الشعبي الذي سيصبح تكوينه قريبا من الشكل “الحوثي” في اليمن، و المصيبة أن المقاتلين سينقلون إلى المخيمات كل مظاهر التشيع و سيقضون على العقيدة السنية و سيمنحون لطهرن الذريعة للتواجد بعيدا عن حدودها بآلالف الأميال، و ستنحرف قضيتنا عن مسارها لتصبح قضية تصلح فقط لتصفية الحسابات بين الشيعة و السنة.

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك