في خطوة عدائية و غير مبررة من الشعب الموريتاني الشقيق ضد القضية الصحراوية و مصالحها الإقليمية، أطلق نشطاء موريتانيون مؤثرون، في مقدمتهم الكاتب و المحلل السياسي “محمد فو”، حملة تطالب سلطات بلادهم بسحب الاعتراف بالجمهورية الصحراوية، و التقارب أكثر مع الرباط، و قد استخدموا مجموعة من العبارات و الأوصاف المنتقدة للدولة و الشعب الصحراويين من قبيل “مليشيات البوليساريو”، “الجماعات المسلحة للدولة الصحراوية”…، و طالبوا في حملتهم الرئيس الموريتاني بما أسموه العدول على الاستمرار في مغامرة هذا الاعتراف.
و رغم أن حملة #إسحبوا_الإعتراف تلقى مقاومة شديدة من التيار الموالي لمشروع الدولة الصحراوية داخل موريتانيا، إلا أنه – و حسب الملاحظ – فإن الداعمين لهذه الحملة في تزايد مضطرد…، و قد خلفت هذه الهجمة الإعلامية الموريتانية على الدولة الصحراوية صدى سيء في نفوس الشعب الصحراوي الذي يتساءل عن سبب صمت المسؤولين في دولة موريتانيا ؟ و أيضا في البيت الأصفر، و عدم إثارة الأمر بشكل رسمي، لمعرفة موقف الدولة الموريتانية من هذه الحملة التي من الواضح أنها مدروسة و ممنهجة، و إذا ما كان للنظام الموريتاني أي نية بسحب الاعتراف و العودة إلى المربع الأول للصراع؟
و قد وضع النشطاء في حملتهم هاته مقارنة بين دولة الهند التي سحبت الاعتراف و الحكومات الموريتانية المتعاقبة، واصفين الخيار الهندي بالذكي، و يتهم النشطاء سلطات البلاد بعدم الوضوح في المواقف، و يعتبرون أن وقوفها على نفس المسافة في الملف الصحراوي فيه إضرار بمستقبل دولة موريتانيا، و يعتبرون المعسكر الداعم للقضية الصحراوية فاشلا ( في إشارة إلى الجزائر) و غير قادر على الإبداع و خلق تنمية جهوية و مجالية، عكس المغرب الذي استطاع في ظرف 20 سنة بناء اقتصاد قوي و تنافسي، و له دبلوماسية متمرسة ذات قدرة كبيرة على مواجهة دول أوربا الذين كانوا يعتبرون إلى الأمس القريب قوى عالمية لا تقهر.
يحدث هذا في وقت تمر فيه العلاقات بين الرباط و نواكشوط بفترة انتعاش، بينما تنتكس العلاقة بين الجزائر و دولة شنقيط، خصوصا مع بروز علامات تؤكد تورط النظام الجزائري – حسب مصادر موريتانية- في محاولة انقلابية على الرئيس “ولد الغزواني”.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك