مقتل الرئيس الإيراني يُعرّي حقائق البيت الداخلي لطهران و الإمارات ترفع وثيرة حربها الناعمة ضد الجزائر… !!
بـقـلـم:بن بطوش
سبق و قلنا في مقالاتنا التي عالجنا فيها تراشق إيران و إسرائيل بالصواريخ و المُسيِّرات، بأن طهران بيتها أضعف من بيت العنكبوت، و أن قوتها تتركز في تأسيس المليشيات فقط، و أنها دولة هشة جدا من الداخل، و أن نظامها لازال قابعا في سبعينيات القرن الماضي، ذلك أنه بعد مقتل الرئيس الإيراني لا يوجد تفسير لدولة استثمرت أزيد من 100 مليار دولار، كي تحصل على تكنولوجيا تصنيع الكعكة النووية التي تدخلها النادي الضيق للدول النووية، اليوم تؤكد بأنها غير قادرة على إيجاد حطام طائرة رئيس البلاد؛ دولة لا تمتلك أسطولا للبحث و الإنقاذ في المناطق الوعرة… دولة توسلت العون من تركيا التي أرسلت مُسيِّرة واحدة من طراز “أقانجي”، مزودة بتكنولوجيا المسح الضوئي الثلاثي لتعذر الرؤيا بسبب المناخ، كي تعثر أخيرا على طائرة الرئيس الإيراني بعد مرور يوم كامل على حدوث الكارثة.
بسبب حادث مقتل الرئيس الإيراني، نحتاج لمن يجيبنا عن أسئلة طارئة، تتجاوز أسباب سقوط الطائرة و تترفّع عن احتمالات وجود خيانة داخل النظام الإيراني، و لا نريد لتلك الأجوبة أن تشرح حتى سبب اعتماد إيران على طائرة أمريكية قديمة الطراز منهوبة من شركة نفط عراقية…. نريد إجابة خارج صندوق نظرية التآمر و إمكانية تعرض الطائرة لهجوم كهرومغناطيسي أوقف محركها عن الدوران أو إمكانية تعرضها لتفجير داخلي كما حصل مع طائرة قائد الفاغنر “يافغيني بريغوجين”…، نريد فقط من يُهدأ هذه الحيرة و يمنحنا المنطق الذي يشرح سبب عجز المُسيِّرات الإيرانية عن المشاركة في البحث عن الرئيس الإيراني، الذي قضى أزيد من 20 ساعة دون أن يعلم شعبه أخبارا عنه، دون أن يُعرف مصيره، إذ كيف لدولة تُنفق المليارات على المليشيات عبر العالم لم تستطع توفير مروحية يابانية الصنع أو كورية المنشأ أو تركية التجميع أو حتى صينية الهوى لرئيسها و يكون طرازها حديثا و آمنا؟ … و فضلت إستخدام خردة من الحرب الباردة!!!!، طائرة خرجت من الخدمة في الجيش الأمريكي في تسعينيات القرن الماضي، و ظل وجودها مقتصرا عل أفلام هوليود التي حولتها إلى أسطورة في الجزء الثالث من فيلم “رامبو”، لتصبح bell – 412 مروحية أفلام سينمائية فقط، بينما طهران تعتبرها فخر المروحيات التي تحت يدها و خصصتها للرئيس… !!؟
مقتل الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي” هو فضيحة بكل المقاييس، لأنه و بعد التراشق بين إيران و إسرائيل بالصواريخ، اكتشف العالم أن الدولة الصفوية مجرد فقاعة صنعها الإعلام الغربي لإخافة الدول الخليجية، و أنها دولة الخرافات الحربية و العسكرية و العنتريات الخطابية القومجية،التي تُسوِّق لها الميلشيات في الدول التي تنخرها الطائفية و الإثنية…، و بعد سقوط المروحية و اكتشاف أن الحرس الجمهوري الرئاسي في إيران المكلف بسلامة الرئيس الإيراني لم يرافق “إبراهيم رئيسي” في مروحية حراسة ثانية، و أنه لم يكن يوجد أي موكب رئاسي، و لم يضع مسؤولو الأمن في القصر الرئاسي أي جهاز تحديد مواقع على المروحية …، حتى فرق الطوارئ لم تجتمع لتتوجه على عجل إلى موقع التحطم…، فهذا يؤكد أن ثمة شيء في البيت الإيراني الداخلي.
نغلق ملف الدولة الصفوية و النهاية التراجيدية لقصة اختفاء المروحية الرئاسية الإيرانية، بملاحظة أخيرة نقول فيها: إذا كانت طائرة الرئيس الإيراني بهذه الرداءة، إذن كيف هو حال المقاتلات الإيرانية و أسطول المروحيات الهجومية و الشحن العسكري؟ مع العلم أن إيران لم تقتني منذ عصر الشاه أي قطعة حربية تطير… !!؟، و بينما نحن ننتظر التقارير الدولية، نمر إلى الحرب الناعمة التي شنتها الإمارات العربية على الحليف الجزائري، و التي تهدد بانهيار الاقتصاد الجزائري، حيث سرب الإعلام الإسباني قبل يومين خبرا يؤكد أن مجموعة LA CAIXA و المجموعة الإماراتية TAQA، وضعوا اللمسات الأخيرة على خطة تنفيذ الاستحواذ على 100% من أسهم شركة NATURGY الإسبانية، التي تحتكر توريد الغاز إلى وحدات المعالجة و التخزين في إسبانيا و جنوب أوروبا، و هي الشركة الإسبانية التي وقعت العقد باسم الحكومة الإسبانية و بتفويض من الاتحاد الأوروبي لاحتكار الغاز الجزائري بثمن شبه مجاني و لمدة 20 سنة.
الإعلام الإسباني قال بأن قيمة صفقة الاستحواذ ستصل إلى 11 مليار دولار، و أن الشركة العملاقة الجزائرية “سوناطراك” المسؤولة عن توريد الغاز للشركة الإسبانية NATURGY، قدمت عرضا بنفس مبلغ الاستحواذ الذي تجهزه المجموعة الإماراتية، أي 11 مليار دولار، لكن الحكومة الإسبانية اعتبرته غير كافي، و طالبت حكومة “سانشيز” لإتمام الصفقة مع الجانب الجزائري مع تضمين حقوق التوريد الكاملة في العقد، أن تؤدي “سوناطراك” أرباح الحكومة الإسبانية التي ستجنيها من عائدات الغاز الجزائري لما تبقي من سنوات العقد، بتحديد متوسط سعر البيع في السوق الدولية بالتسعيرة الشتوية…. و حسب هذا التقييم فإن “سوناطراك” ستحتاج إلى أزيد من 50 مليار دولار لاستعادة عقود تصدير الغاز و احتكارها مع إسبانيا.
“سوناطراك” اعتبرت في ردة فعل هيئتها القانونية أنها صفقة غير عادلة، و أن التفويت مع الشركة الإماراتية TAQA تتضمن تسهيلات غير مبررة، فيما ترفض الحكومة الإسبانية العرض الجزائري الذي هو بنفس قيمة العرض الإماراتي و ترفض حتى التفاوض في تفاصيله، و هو ما شرحه الإعلام الاقتصادي في مدريد، بأن شركة TAQA الإماراتية شريك للحكومة الإسبانية في عدة استثمارات عبر العالم، و أن تفويت شركة NATURGY و عقودها بـ 11 مليار دولار فقط، هو يدخل في مجال المعاملات بين مدريد و أبو ظبي؛ لأن الشركة الإماراتية قدمت تنازلات بقيمة تتجاوز الأربعين مليار دولار في مواطن أخرى لصالح الحكومة الإسبانية.
قصر المرادية حتى اللحظة لم يخرج بأي تعليق رسمي تجاه ما تفعله الإمارات و إسبانيا بالمصالح الاقتصادية الجزائرية … و حسب الخبراء فإن استحواذ شركة TAQA الإماراتية سيجعل الجزائر تحت رحمة العملاق النفطي الإماراتي، الذي يتحكم في سعر الغاز بأوروبا، و قد يجعل الغاز الجزائري المار من الأنبوب المباشر بين الجزائر و إسبانيا يعود إلى الرباط عبر ضخه بالأنبوب المغاربي الموقوف، خصوصا و أن عملية الاستحواذ لا شروط إسبانية عليها، و غير معنية بالخلاف المغربي – الجزائري، لهذا فالنظام الجزائري يرى في الاستحواذ الإماراتي صفقة غير بريئة و غير أخلاقية و فيها محاولة لكسر كبرياء النظام الجزائري، و تحطيم الجزائر اقتصاديا و معاقبتها على مواقفها الرسمية.
لا تتوقف الحرب الناعمة الإماراتية ضد الحليف الجزائري هنا، بل أعلنت مجموعة “آبار” الإماراتية، المختصة في صناعة الدفاع عالية التكنولوجيا، رفقة الشركتين الألمانيتين “MERCEDES-BENZ” و “DAILMER” عن نقل أعمالها من الجزائر الى مكان آخر في شمال افريقيا (دون تحديد البلد)، والانسحاب من الاتفاقية المبرمة مع الجيش الجزائري لتركيب الشاحنات العسكرية في الوحدات الصناعية العسكرية التابعة للجيش الجزائري داخل الجزائر…
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك