Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

لاجئون إلى الأبد!!

           في إطار  تفاعلنا مع ما نتوصل به على بريدنا الإلكتروني من آراء و ملاحظات و انتقادات، وجدنا مقالا تحت عنوان: “لاجئون إلى الأبد !!“، لا يحمل توقيع كاتبه، الذي يبدو بأنه  من أهالينا القاطنين في أرض اللجوء بمخيمات تندوف،  و الذي يعطي صورة عن الوضع الكارثي هناك.

         و نظرا لأهمية ما جاء فيه و تقاطعها مع ما نكتبه على موقعنا الإعلامي ارتأينا أن ننشر هذا المقال الذي كان على الشكل التالي:  

        وأنت تتجول في الرابوني والولايات (المخيمات) كل شيء يبدو عادي على المستويين الرسمي والشعبي لا شيء يوحي بأننا في حالة حرب ولا حتى بأننا أصحاب قضية!!..على المستوى الرسمي لدينا حكومة (حرب) تتألف من ثلاثين وزيرا ووزيرة تجتمع بشكل دوري (تناقش التحضير للذكريات و المياه وغيرها من الأمور التقنية) وفقط.

       تتحدث في كل شي الا المصير أو الحرب!!!  بعذر أن هنالك قيادة سياسية (الأمانة الوطنية) وهي الأخرى تجتمع بشكل دوري ولا تغير شيء ولا تناقش القضايا المصيرية كالحرب والعلاقة مع الحلفاء والمالية بحجة أن الرئيس يحتكر هذه الملفات لنفسه.

       وكلا الهيئتين (الحكومة و الأمانة الوطنية) يتنافس أغلب أعضائها ويبدعون في شيء واحد هو جعل مناصبهم  (مؤسساتهم) ذات مردود مادي مدرار، بدءا من بيع الفيزات (التأشيرات) في بعض الوزارات و تراخيص الخروج وتراخيص المحروقات عند أخرى، وصولا إلى صهاريج المحروقات (كوبات) التي تمتلكها أغلبية المؤسسات والنواحي العسكرية، وبهذه الطريقة تحولت  المؤسسات إلى أشبه بدكاكين ( ابيتيگات).

     و كأن الگرگارات لم تضيع، وكأن الأراضي المحررة ليست محرمة وكأن مسيرات الاحتلال لا تحصد أرواح الصحراويين صباح مساء، وكأن الاحتلال لا يتعزز يوما  بعد آخر باعتراف جديد بمغربية الأراضي الصحراوية، وكأن الوضع الداخلي في أحسن حالاته.

      على المستوى الشعبي ترى التجارة ووكالات الأسفار والبناء بالإسمنت المسلح، والتسابق على الهجرة، مع بعض الامتعاض من التضييق على حركة التنقل (الترخيص) لكن هناك تعايش مع تلك الصعوبات، تماما كالتعايش مع أخبار تجارة المخدرات، المهلويسات (الفنيد) وانتشار السلاح التي أصبحت من يوميات اللجوء.

       والمراقب للسلوك الجماعي للمواطنين لا يحتاج إلى قدر كبير من النباهة ليكتشف ان الجميع يعمل على تقرير المصير الشخصي و بكل الطرق المتاحة؛ من استطاع للهجرة سبيلا، لا يدخر جهدا في ذلك ومن لم يستطع يبحث عن جنسيات الدول المجاورة و هكذا دواليك، وفي ذلك إشارة إلى القنوط و اليأس  من تقرير المصير الجماعي،  و التعامل مع القضية على أنها ملك خاص لمجموعة من الأشخاص تسمى القيادة تفعل بها ما تشاء وهي التي أوصلتها إلى هذا الحال.

       و النخبة ليست بأفضل حال فهي تنقسم  بين التواطؤ و التورط و بين التقاعس والتفريط؛ القسم الاول :يتمثل في اغلب السفراء والممثلين والمدراء النافذين و غيرها من المناصب المدرارة، اختار أصحابه العيش على حساب الشعب والقضية والتورط مع القيادات التي حولت المؤسسات الوطنية إلى “ابيتيگات” وترك المصير للزمن والمجهول، بل أصبحوا أبواقا يرفعون خطاب الوطنية وشعارات التخوين في وجه كل من ينتقد هذا الواقع الذي يقتاتون منه!!

      والقسم الثاني عمد أصحابه إلى تقرير مصيرهم الشخصي بالهجرة إلى أوروبا أو إلى الدول المجاورة مثلهم مثل العامة و آثروا الصمت مفضلين التفريط بمصير أبنائهم على مواجهة الواقع ودفع ثمن الإصلاح.

      بين قيادة فاشلة عسكريا ودبلوماسيا ومتمسكة بالسلطة و تجديد لنفسها في كل كرنفال سياسي (مؤتمر)!! وبين نخبة منقسمة بين التورط والتفريط وشعب مُغيَّب ومُتقبل لتغييبه ولكل المضايقات والصعوبات التي يرزح تحتها، يصبح واقع اللجوء شبه أبدي و الخروج من متاهته شبه مستحيل.

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد