Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

“شنقريحة”: من التفكير في إشعال حرب مع الرباط إلى التخطيط لانقلابات بدول الساحل (الجزء الأول)

بـقـلـم : بن بطوش

         ثمة عبارة تتكرر في كتب التنمية الذاتية و التأهيل الذهني، تقول أن “المنسحب لا يفوز و أن الفائز لا ينسحب”… تبدو العبارة غاية في البساطة و قاعدة بديهية، لكن تأملها يكشف أنها أكثر من ذلك، فالمُنسحِب حُرِم من الفوز و لا حق له في النصر، بينما المنتصر هو إنسان تحمل و قرر أن يواجه مخاوفه، و حين ننظر إلى هذا المبدأ – القاعدة من زاوية تفكير قيادتنا الصحراوية في صراعها مع المحتل المغربي، نكتشف أننا كشعب صحراوي ضحية  قرار الانسحاب منذ نصف قرن، و أن ذلك الانسحاب هو ما حرمنا  و يحرمنا النصر و هوما يجعلنا اليوم في موقف التنازل عن كل شيء لقاء بحثنا على دائرة الراحة… !!

         قد يقول قائل: كيف لكاتب هذا المقال أن يدعي بأن الجيش الشعبي الصحراوي و معه “الهنتاتة” و غربان البيت الأصفر المقهور،  قد انسحبوا و هم لا يزالون يحملون السلاح و يقاتلون الشيطان “يعني” و ينشرون البلاغات…، و لا يزال الشعب الصحراوي كل يوم يملئ المدافن و يقيم العزاء لقوافل الشهداء…، الجواب على هذا الاستغراب يكون في التذكير بأن خروج أهالينا من تراب الصحراء الغربية إلى أرض اللجوء كان هروبا و انسحابا و تخليا طوعيا عن الارض و تنازلا عن الوطن…، و لا يوجد وصف ليوم قرر الآباء ترك الديار و مدابرة الأرض و ترك الإرث و الزهد في الوطن، غير الانسحاب … !!؛ فحين ضمت روسيا إقليمي دونستيك و لوغانسك بقوة السلاح، و أخضعته للانتخابات تحت حراسة الرشاشات، نشر الروس شائعات أنهم سيُبيديون السكان لتعلقهم بالنظام الأوكراني، و أن عليهم النجاة من الإبادة بالزحف نحو العاصمة كييف و إفراغ القرى، لكن مواطنو لوغانسك و دونستيك رفضوا ترك أراضيهم و منازلهم و رحبوا بالموت الجماعي، و هم اليوم يعيشون في ديارهم رغم الحرب و رغم الخوف و رغم الجبروت الروسي…، هم اليوم يحظون باحترام الروس و الأوكرانيين و العالم، لأنهم تشبثوا بديارهم و أراضيهم و قناعتهم و لم ينسحوا…. قد تخسر روسيا الحرب و قد تخسر أوكرانيا معها، لأن لا منتصر فيها بعد هذا الأمد، لكن شعب لوغانسك و دونيستيك سيكون الطرف الرابح.

         هروب أهالينا قبل نصف قرن من الديار، و تفضيلهم لحياة الضياع على حياة الصبر و المقاومة من داخل البيت، منحت المحتل المغربي هدية كبيرة، ذلك أنه اليوم يواجه خطط الجيش الصحراوي و أقصافة و توغلاته بأقل جهد، و لا يحتاج لغير بضعة أجهزة رصد لتحديد مسارمركبات مقاتلينا، ثم يوجه ترسانته ليحصد أرواح المقاتلين ثم ينشر صور السيارات محترقة و حولها جثت و أشلاء الشهداء، لهذا لأمل لنا في النصر و النجاة و العودة إلى الديار دون أن نحصل على موافقة العدو، الذي حسم المعارك العسكرية السابقة بعد بنائه جدار الذل و العار، و اليوم يحسم لصالحه معارك هذا الجيل بالتكنولوجيا.

         ما يزكي هذا الرأي هو التسريب الذي حدث في الإعلام الإسباني، و الذي يقول أن كبار قادة الجيش الإيبيري، عقدوا اجتماعا طارئا بعد أن نشر الإعلام الأمريكي خبر تسلُّم الرباط لأول دفعة من راجمات “الهيمارس”، التي يبلغ مداها إلى 500KM… الخبر في الإعلام الأمريكي لم يكن ليغضب قيادة الجيش الإسباني، لكن النقطة التي جعلت مخاوف الإسبان تظهر في إعلامهم، كونها الصفقة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكي من نوعها، التي تبيع فيها واشنطن سلاحا إلى دولة غير إسرائيل و تمنحها شيفرة التحكم المستقلة، بمعنى أن الرباط عندما تتعاقد مع شركات التصنيع أو الحكومات، فهي تضع شروطا معينة، بناءا على أداء السلاح في المعارك التي شاركت بها…

         و لأشرح لك أيها القارئ أكثر، سأخبرك أن هذه راجمة “الهيمارس” هي الآن تشارك في الحرب الأوكرانية ضد الجيش الروسي، و تعتبر سلاح حسم للمعارك و راجمة إستراتيجية تمسح المدن و القرى، و تتيح للقوات البرية و الدبابات إمكانية التقدم دون مشاكل، و هي متخصصة في تدمير الأنفاق…. و حينما التقى الرئيس الأمريكي “ترامب” بالرئيس الأوكراني “زيلينسكي” في ذلك اللقاء الشهير داخل البيت الأبيض، و الملاسنات التي حدثت بين الرجلين، و بعد عودة الرئيس الأوكراني إلى بلاده، قام نظام “ستارلينك” بتعطيل أنظمة “الهيمارس” عقابا للرئيس الأوكراني على عدم تأدبه مع الرئيس الأمريكي في الحوار أمام وسائل الإعلام، و رفضه توقيع صفقة المعادن النفيسة، و كانت سببا في ضعف و تراجع الجيش الأوكراني، إذ أن فيالقا من الخطوط الأمامية في الجيش الأوكراني سلموا أنفسهم للجيش الروسي بعد تعطل الراجمة حيث وجدوا أنفسهم دون غطاء صاروخي، ليعرض الإعلام في موسكو استسلامهم في وسائل الإعلام بشكل مهين…، و نفس الأمر حصل مع الطائرات الحربية الباكستانية من طراز الـ F-16، التي لم تشتغل خلال الحرب مع الهند، ليخرج وزير الدفاع الباكستاني و يقول أنها أصبحت تصلح للاستعراض العسكري فقط.

         الرباط اشترطت في صفقة راجمات “الهيمارس” الحصول على الشيفرة الخاصة بالتحكم، و التي تُتيح إعادة برمجة الحواسيب الخاصة بهذا السلاح في حال تم وقف عمله عن بعد من طرف شركة الملياردير الأمريكي “إيلون ماسك”، و الأكثر من هذا أن الرباط طلبت الحصول على الراجمات في ظرف قياسي و من المخزون الإستراتيجي الأمريكي المخصص لدعم الدول الصديقة و الحليفة لأمريكا، في حال تورطها في نزاعات فجائية، و هي الصفقة التي أضيفت إليها عربات عسكرية من نوع M-ATV، و المتخصصة في تدمير الألغام باستخدام العجلات فقط عبر التجول بحقل الألغام و دهس تلك الألغام، و قد ظهرت تلك العربات في شوارع المدن المغربية و هي تحمل علامة SDAF، التي هي اختصار لعبارة Special Defense Acquisition Fund.

       و هذطا كله يدخل في إطار برنامج أمريكي لدعم حلفاء أمريكا في الأزمات المستعجلة، مما يدفعنا لطرح السؤال: هل ستتحرك الرباط شرق جدار الذل و العار، لضم المنطقة المحرمة و جعل الحدود بين الصحراء الغربية و الجزائر تصل مرحلة الصفر ؟ أم أن القضية أكبر من ذلك و تتعلق بخطة حرب كاملة؟!! … خصوصا و أن المعطيات تفيد بأن “شنقريحة” لم يعد بإمكانه افتعال حرب ضد الجيش المغربي  بعدما ورط الجزائر في عداء مع محيطها الإقليمي و بالتالي بدأ يفكر في  تدبير انقلابات بدول الساحل لإعادة التفوق الجيواستراتيجي للجزائر …. (يتبع)

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد