بعد نكسة “اسود الاطلس” أمام منتخب “البافانا – بافانا”، أصبح رسميا منتخب جنوب إفريقيا العنيد عقدة لمنتخب المغرب، حيث استطاع إخراجه من دور الـ 16 و إنهاء مسيرته، رغم أن منتخب المحتل المغربي دخل المنافسة في ثوب المرشح الأول عطفا على نتائجه الأخيرة في كأس العالم، و ترسانة نجومه التي تلعب لأعتى الأندية الأوروبية…، فسجل المنتخب الجنوب إفريقي في الجولة الثانية من اللقاء هدف مباغث من عمق الدفاع، نتيجة خلل في التغطية و عدم الضغط، و أضاع نجم منتخب المغرب و لاعب باريس سان جرمان، “أشرف حكيمي”، ضربة جزاء، كانت ستقلب موازين المقابلة و تدخل الشك في قلوب لاعبي منتخب “الأولاد”، لكن ضياعها زاد من حماس لاعبي فريقي “ساندوانز” الذي يشكل ثلثي المنتخب الجنوب إفريقي، و تمكنوا من إضافة هدف ثاني من ركلة حرة مباشرة تبعد بحوالي 15 متر.
هذه التفاصيل تبدو طبيعية و عادية في مقابلة لكرة القدم، و الهزيمة أمر وارد و سبق لمنتخبات توجت بكأس العالم أن تعرضت للنكسات…، كما حدث مع منتخب “الديكة” الفرنسي الذي غادر دورة اليابان 2002 من الدور الأول و هو الذي توج في دورة فرنسا 1998، و فشل في تجاوز الدور الثاني في كأس أوروبا رغم أنه بطل العالم و يضم في صفوفه أعظم لاعب في التاريخ “زين الدين زيدان” رفقة أسطول من النجوم، و لم نسمع في نكسات المنتخبات الأوروبية أن جماهير و شعوب منتخبات أخرى خرجت للاحتفال بهزائم جيرانهم و تعمدوا إلى حرق رموزها… لم يحدث هذا حتى في أوج الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي و الغربي.
نحن هنا لا نتعاطف مع المحتل المغربي، بل نحن أمام امتحان الشعوب، لأن كرة القدم ليست رياضة الأنظمة و لا يلعبها السياسيون، بقدر ما أنها مجنونة الشعوب المسحوقة، و هي أشبه بمسكن للآلام التي يصبحون و يبيتون عليها، و خروج الشعب الجزائري عن بكرته للاحتفال بحزن و نكسة الشعب المغربي، يحمل الكثير من الكلام و الرسائل الخطيرة، و يؤكد أنه يستحيل إصلاح الوضع الحالي و توحيد الأمة، لأن خلافنا كصحراويين ليس مع الإخوة المغاربة بل مع نظام المخزن، و استهداف مشاعر الشعب المغربي من طرف أشقاءهم الجزائريين سيزيد من توحيده ضد قضيتنا و سيزيد من لُحمة هذا الشعب مع سلطات بلادهم ضد قضيتنا، و الأكثر أنه سيؤكد أطروحة النظام المغربي الذي يتبنى شعار “ليعلم العالم مع من حشرنا الله في الجوار”.
ما قامت به الجماهير الجزائرية و هي تشعل الشماريخ في الشوارع و تطلق منبهات السيارات و ترفع الأعلام الجزائرية و تحرق رموز الدولة المغربية، و تصرح لميكروفون الشارع بعبارات الشماتة و الفرحة بهزيمة الجار…، يؤكد أن النظام الجزائري نجح في تدجين الشعب الجزائري و دفعه إلى أن يصبح حاقدا على الشعب المغربي بسبب إنجاز منتخب بلاده في قطر، و يؤكد أن ذلك الإنجاز تسبب في جرح عميق للنظام الجزائري الذي منع التظاهر نصرة و غضبا لأهل غزة، و أباح الخروج احتفالا بنكسة الجماهير المغربية و نكاية في حزنهم.
و المحزن أكثر أن سفير دولة جنوب إفريقيا أهدى الانتصار إلى الشعب الصحراوي، و هذا منتهى الإهانة لقضيتنا و لقيادتنا التي لم تحقق منذ 2020 أي انتصار يدخل الفرح على قلوبنا في ملف صراعنا مع المحتل المغربي، و يؤكد مدى عجز الحليف عن منحنا فرحة تنسينا نكبة الكركرات و ما تلاها خلال أربع سنوات، كان انتظارا طويلا حتى أهدتنا جنوب إفريقيا نصرا بعيدا عن الدبلوماسية و السياسة و الاقتصاد…، نصرا لا يغني و لا يسمن من هزائم السياسة، منحتنا نصرا نسد به جوع الهزائم في طريق استقلال الوطن و ننسى به دماء الشهداء الذين اصطادتهم الدرونات في حرب غير متكافئة…
و رغم الإهداء لم تخرج الجماهير الصحراوية إلى الشوارع بمدن الصحراء الغربية للاحتفال، بل خرج الشعب الجزائري الذي أظهر أنه يعيش بمركبات نقص خطيرة رغم أنه يحيا في وطن بمقدرات هائلة، و أظن أنه كان على الدبلوماسي الجنوب إفريقي أن يهدي النصر الكروي إلى الشعب الجزائري، و أن التعبير في تلك التدوينة قد خانه.
عن طاقم “الصحراء ويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك
تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة