Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

روسيا تتبرأ من قضيتنا الصحراوية طمعا في إنجاح القمة، و تعفي الجزائر و أربع دول إفريقية من دفع فواتير شركة “الفاغنر”

بـقـلـم : بن بطوش

         نجزم اليوم…، بعد ما حدث في موسكو بأن المعسكر الشرقي الذي خرجت قضيتنا من رحمه، قد لفظنا و تنكر لنا و اضطهد قضيتنا و أدخلنا نفق الانتظار الكبير، و جعل من هذا الانتظار المميت طقسا يوميا يقتل فينا الأمل، و أفرغنا من الأماني حتى باتت كل غايتنا كشعب يائس أن نصل إلى الموت سالمين، و نسكن كجميع من سبقونا قبورا موجوعة لا تحمل هوية وطن، و كما قالت العرب قديما بأن أقوى الحروب أن تحارب اشتياقك…، فنحن بعد أن أيقنا باستحالة تحقيق الغاية و بلوغ الوطن كما صوره لنا الرعيل الأول، فأصبحنا مضطرين لأن نضع حدودا لهذا العشق المخدوع، حتى لا يوغل حبه في أذيتنا، و حتى لا تكون النكبة مضاعفة و نحن نسير نحو الهاوية بسرعة مجنونة، فتخيل أيها القارئ الكريم أن قيادتنا دفعت بنا لنحارب حب الوطن و نكوي قلوبنا بأسياخ الواقع الحامية، تخيل أن يصبح عشقك هو نفسه الوجع.

          فما فعله الرئيس الروسي “بوتين” بقضيتنا خلال القمة، يمكننا أن نصفه بالعقوق السياسي و الإيديولوجي، لأن ولادة قضيتنا ما كانت لتنجح لولا أنها تمت على طرف ثوب المشروع السوفياتي – الماركسي، و “بوتين” اليوم برفضه مشاركة الدولة الصحراوية خلال القمة، يكون قد أطفئ آخر قنديل كان ينير لنا الطريق المعتم، ذلك أنه استقبل الوفد الذي كان مقررا أن يتواجد في القمة الإفريقية قبل انطلاق أشغالها، و أبلغهم أنه يتعذر على روسيا الفيدرالية القبول بمشاركة الدولة الصحراوية، و أن هذا التعذر هو بسبب القوانين الداخلية للإتحاد الإفريقي الذي يضم 54 دولة فقط، و أن هذا الإتحاد لا يصرح أمام الأمم المتحدة و مجلس الأمن بوجود دولة جديدة تحمل الرقم 55، و أنه بناءا على القانون الدولي فلا يمكن أن تشارك الدولة الصحراوية في هذه القمة، بصفتها دولة كاملة العضوية في الإتحاد الإفريقي و غير معترف بها أمميا، و أن مشاركة الدولة الصحراوية بتونس كانت سببا في فشل القمة مع اليابان، و روسيا ترفض أي محاولة لإفشال قمة موسكو.

          ما جاء به الكريملن من ذرائع كلنا نعلم أنها باطلة، و أن الواقع يقول بأن رجل روسيا الأول لا يأبه لمجلس الأمن ولا للأمم المتحدة، و آخر همومه هي الشرعية الدولية، و الدليل أنه نظم استفتاءا في إقليمي دونستيك و لوغانسك بقوة السلاح، و حسمه في نصف يوم، و هو نفسه الذي قال بأن الأمم المتحدة مؤسسة يختطفها حلف الناتو…، لهذا فسبب رفضه مشاركة الدولة الصحراوية في القمة و تراجعه عن الوعد الذي قدمه للرئيس الجزائري خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، يعود بالأساس إلى رغبته في معاقبة الجزائر التي قررت فتح التراب الجزائري على مصراعيه للشركات الصينة، التي تسببت قبل أشهر فقط للشركات الروسية في خسائر فادحة بسبب المنافسة غير الشريفة الحرب الإقتصادية الشرسة التي تشهرها الصين على دول شرق أوروبا، و رغم أن الصين تعتبر قوة معادية للولايات المتحدة الأمريكية و أكبر أعضاء البريكس…، إلا أنها في ذات الوقت هي قوة غير لطيفة عندما تتعلق بالمنافسة الإقتصادية مع الروس بشمال إفريقيا.

          سيقول المُخَلّفونَ من قيادتنا متسائلين، كيف تقول أن موسكو تريد معاقبة الجزائر و هي التي ألغت ديونا على قصر المرادية بقيمة 5.5 مليار دولار، إلى جانب أربعة دول إفريقية هي ايثوبيا و الصومال و أنغولا و ليبيا، بما مجموعه 16 مليار دولار… !!!؟، هنا نجيب المخلفون الذين أرسلوا المسحوقين في المخيمات إلى الموت في مواجهة غير عادلة مع الشيطان “يعني”، بأن أول ملاحظة يمكن الانتباه إليها هي إقرار الإدارة الروسية بوجود ديون على قصر المرادية بقيمة 5.5 مليار دولار، و الغريب أن روسيا لها ديون على جنوب إفريقيا و مصر و نيجيريا و النيجر وبوتسوانا و السودان الجنوبي و …، و لم تلغ تلك الديون رغم العلاقات القوية بين جنوب إفريقيا و موسكو، و رغم حضور هذه الدول للمشاركة في القمة بأرفع تمثيلية لها، إلا أن ذلك لم يشفع لها.

          و الحقيقة أن الرئيس “بوتين” لم يلغي أي دين روسي على أي دولة إفريقية، و إن جرى إستخدام عبارة إلغاء الديون للتمويه فقط على قرار الكريملن تجفيف كل منابع المال التي تذر على مرتزقة الفاغنر أمولا كبيرة، و طالب تلك الدول الخمسة بعدم أداء أي فواتير لشركة الفاغنر لأن العقود تم توقيعها بإسم الدولة الروسية، في محاولة منه لدفع عناصر مقاتلي الفاغنر للانقلاب على “بريغوجين”، عبر محاصرة الشركة ماليا و دفعها للإفلاس، و هذا ما يفسر أيضا تهجم النظام الجزائر إعلاميا على الإمارات العربية بعد انتهاء القمة، و عودة الوزير الأول الجزائري و التقائه بـ “شنقريحة”، حيث أطلقت المنصات الرسمية الجزائرية حملة مسعورة و شرسة على دولة الإمارات العربية، و نشرت قبل يومين في جريدة الخبر مقالا يشيطن حكام الإمارات، و وضع له كعنوان “أبو ضبي عاصمة التخلاط”، في إشارة إلى أن الإمارات تقوم بزرع الفتنة، و أنها وراء ما يحدث من اضطرابات في ليبيا و مالي و موريتانيا، لكن سبب المقال و الحملة الإعلامية هي أوامر “بوتين” للجزائر، لأن الإمارات العربية هي أكبر داعم للفاغنر و ترفض فك التعاقد مع تلك الشركة، و تستفيد من عائدات تتجاوز العشرين مليار دولار من الأمارات العربية فقط التي تكلفها بحفظ مصالحها في الدول التي بها إضطرابات عسكرية.

          و الدول الخمسة التي تم إعفائها من طرف روسيا من أداء فواتير خدمات مرتزقة الفاغنر هي نفسها الدول الذين تنشط بها الشركة بشكل كبير، و تربطهم معها بعقود سرية بملايير الدولارات، و إعفاء تلك الدول من أداء تلك الأموال فيه فضح كبير لأسرار الدول المتعاقدة مع الفاغنر سريا، و يتعلق الأمر بالجزائر التي تعاني حدوديا مع مالي و ليبيا، و إثيوبيا بسبب مشاكلها مع حركة تيغراي و ليبيا المنهارة و الصومال التي خربها التمرد و أنغولا التي يمتلك فيها الفاغنر ثكنة عسكرية متكاملة تشبه تلك التي كان يمتلكونها بالجزائر…، و هذه المعطيات ليست سرية أو محجور عليها من طرف الأجهزة السرية للدول، بل هي متوفرة في التقارير الأمريكية المنتشرة على المنصات الإعلامية الكبيرة بواشنطن، و يمكن الوصول إليها بكبسة زر…، و هذا الإلغاء ليس ميزة يمكن القياس عليها بأن تلك الدول التي تم إعفائها من أداء الفواتير، بل الأمر أعقد بكثير، لأن روسيا هددت الدول المتعاملة مع الفاغنر و طالبتها بعدم الوفاء بالالتزامات المالية معها، مقابل تصريف الخبر إعلاميا على أنه إعفاء من الديون، رغم أن روسيا في حالة حرب و في حاجة لكل دولار كي لا تتوقف معامل إنتاج السلاح بعد توقف الأنابيب عن ضخ الغاز و تراجع عائداتها، و أيضا تم تصريف الخبر إعلاميا بتلك الصيغة حتى تظهر روسيا بأنها لا تعاني اقتصاديا و أن وضعها المالي مريح جدا.

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد