Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

خطير … “البشير مصطفى السيد” يُحرِِّض على القيام بتفجيرات بمدن الصحراء الغربية

بقلم: الغضنفر

         انتشر خلال الأسبوع الماضي تسجيل صوتي، مُدّته دقيقتان،عبارة عن مقتطف من الخطاب  الذي ألقاه القيادي الصحراوي “البشير مصطفى السيد“، عضو الأمانة الوطنية، يوم 28 أبريل 2024، في خضم الندوات التي تم تنظيمها بمخيمات تندوف لتعميم  نتائج اجتماع الأمانة الوطنية الأخير (24-26 أبريل 2024 بالرابوني)،… التسجيل الصوتي ينطوي على تحريض واضح  الإرهاب عبر القيام بتفجيرات بمدن الصحراء الغربية،  حيث قال “البشير” (باللهجة الحسانية)  ما يلي: أنتم المتواجدون تحت أقدام الغزاة، إذا كنا نحن هنا نموت بالعشرات لكي نحقق مكسبا، فأنتم تستطيعون تحقيق المكاسب بشيء قليل، ففُرصنا نحن أقل مما تمتلكون أنتم، وإذا كنتم  تريدون المتفجرات فما شاء الله نحن عندنا موجودة، و يجب على كل رجل منكم أو مناضلة منكم أن تقوم كل ليلة بإقناع ثلاثة أو أربعة  أشخاص من أجل القيام بعمليات تفجير في السمارة و الداخلة و بوجدور و العيون … هذا إذا كنتم تريدون أن تكون الأرض المحتلة بركانا تحت أقدام الغزاة، و تُلهي العدو عن أبنائكم هنا و تشتت أفكاره و تُوزع نيران العدو بدلا من أن تكون مُركّزة على نقطة واحدة و لكي يحس العدو بأن الأرض غير آمنة و لكي لا يعرف أين سيوجه نيرانه. 

          هذا الخطاب بطبيعة الحال  كان موجها للمواطنين الصحراويين المتواجدين بالأرض المحتلة،  و الذين كان يمثلهم في  مخيمات تندوف، خلال تلك الندوة،  أعضاء الوفد الحقوقي و الإعلامي الذي تم استدعاؤهم من مدن الصحراء الغربية، و على رأسهم  الحقوقي “علي سالم التامك”، رئيس منظمة “كوديسا”،  للمشاركة في  الدورة الـ18 لمهرجان التفاهة السينمائية “FISAHARA“، الذي تم تنظيمه خلال الفترة  بين 29 أبريل و 05 ماي 2024، بالإضافة إلى حضور النشطاء الإعلاميين إلى “الندوة الإعلامية الأولى” التي جرى تنظيمها خلال أيام 2 و3 و 4 ماي، برعاية من منظمة “FRONT LINE” الإيرلندية و  مؤسسة “NOVACT” الإسبانية .

       خروج  “البشير مصطفى السيد” بهذا التصريح الخطير يحتمل أكثر من قراءة و تفسير؛ فمن الجانب النفسي فالرجل ربما دخل مرحلة الخرف السياسي و لم تعد له القدرة على استقراء ما يمكن أن ينتج عن الانخراط في  المسار العنفي الدموي؛ لأن التحريض على القيام بتفجيرات بمدن الصحراء الغربية، هي بمثابة هدية للمحتل المغربي ليّجهز على ما تبقى من العمل النضالي و الحقوقي  بالمنطقة، بمبرر محاربة خلايا إرهابية،  و  سيضرب في الصميم القضية الصحراوية و يحشرها دوليا  مع قضايا الإرهابية…  فلا  يعود هناك تفريق بين “داعش” و  القيادة الصحراوية، بما أن لغة التفجيرات و الدماء واحدة !!!

       من جانب آخر،  من خلال دعوته للصحراويين القاطنين بمدن الصحراء الغربية إلى الانخراط في الحرب على المحتل المغربي،   فوزير الوتساب “البشير مصطفى السيد”  يعترف بأن الضحايا من الجانب الصحراوي كُثُر و يؤكد بأن القيادة الصحراوية  تستعد  فعلا لإعلان وقف إطلاق النار  و بأنها تحاول تحميل الجبهة الداخلية جزءا من فشل الحرب، بعدما باتت مقتنعة بأن السنوات الثلاثة و النصف التي أهدرتها في سفك دماء الشباب الصحراوي الذي  ضحت بهم في عمليات عسكرية فاشلة ضد جيش الاحتلال المغربي، لم تعطي النتائج المرجوة منها، بل – بالمقابل – كشفت بأن الحليف الجزائري  رغم ترسانة تسليحه  الضخمة، إلا أن نظامه ليس بمقدوره اتخاذ  قرار حرب ضد المحتل المغربي نصرة للقضية الصحراوية، و كل ما يستطيعه  الحليف هو الخروج بين الفينة و الأخرى بمشاكسات سياسية و دبلوماسية  و رياضية و ثقافية ضد الرباط، تنفيسا عن أزماته الداخلية و ليس حبا في الشعب الصحراوي.

         مسألة أخرى وجب استخلاصها من خطاب “البشير مصطفى السيد” و هي  أن معظم القياديين لهم فكرة خاطئة عن واقع مدن الصحراء الغربية؛ إذ يعتقدون بأن الصحراويين بالمدن المحتلة كلهم مدينون بالولاء للقيادة الصحراوية و لفكرة استقلال الأرض، و أن التفجيرات – في حال تنفيذها- ستضر فقط بمصالح المحتل المغربي؛ فنحن لسنا بفلسطين حيث هناك مستوطنات لليهود  منعزلة عن تجمعات الفلسطينيين، إذ أن أي عملية من هذا النوع سيكون الضحية الأولى  لها هم الصحراويون؛ نظرا لأن البنية الديمغرافية  بهذه المدن بات يشكل المستوطنون المغاربة  نسبتها الكبيرة، كما أن  المصالح الاقتصادية بالمليارات تعود لعائلات صحراوية لها وزنها و وضعها الاعتباري، و بالتالي ستكون القيادة الصحراوية في مواجهة صحراوية – صحراوية.

          و بخصوص الإدعاءات التي قالها “البشير مصطفى السيد”  للتحريض على القيام بتفجيرات بمدن الصحراء الغربية،   و القول بأن من نتائجها إلهاء العدو عن المقاتلين بالجيش الشعبي الصحراوي و تشتيت أفكاره و توزيع نيرانه، فهذا كلام ينم عن تفكير سطحي  لا ينطلي  حتى على بسطاء الشعب … و يصور لنا بأننا في مواجهة جماعة و ليس دولة؛ إذ لن يكون هناك أي تشتيت لأفكار و لتركيز المحتل المغربي بسبب أنه دولة مؤسسات فعلية؛ فمن  يتكلف بقصف المقاتلين هي مُسيِّرة تابعة للجيش المغربي، أما من سيتكلف بالتفجيرات –في حال وقوعها- فهي الأجهزة الأمنية و الاستخباراتية التي يديرها “عبد اللطيف حموشي”…. و لا داعي للتذكير بسمعة الرجل الدولية في مجال مكافحة الإرهاب.

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد