Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

حصول الرباط على رئاسة مجلس حقوق الإنسان بجنيف يؤكد قوة تحالفات الرباط و تواضع الأداء الدبلوماسي الجزائري… !!

بـقـلـم:بن بطوش

        خلال بث مباشر على منصة “التيكتوك” و بسبب خلاف حول توزيع مبلغ مالي، تبادل عدد من المعارضين المغاربة لنظام بلادهم، ممن يعيشون في أوروبا كلاجئين، الاتهامات بينهم، و اعترف أحدهم أنه منفذ عملية إزالة العلم المغربي من قنصلية الرباط في برلين، و أضاف في مداخلته أن العملية تقاضى بموجبها 12 ألف دولار، بينما  كشف بأن السُّلم الذي صعد عليه لإزالة العلم اشتراه القنصل الجزائري الذي خطط للعملية من ألفها إلى يائها… و هو الاعتراف الذي أراد به المتدخل إخلاء ذمته المالية أمام شركائه الذين اتهموه باختلاس 30 ألف دولار لم يقتسمها معهم، كان قد تحصل عليها  مسبقا كمنحة من أفراد ينتمون للسلك الدبلوماسي الجزائري، حتى يُوَّكل بها محام في حالة اعتقاله أو توقيف أي فرد من ضمن المنفذين، لكن بعد فرارهم و عدم التعرف على هويتهم، استولى على الـ 30 ألف دولار و لم يكشف لشركائه سوى عن الـ 12 ألف دولار التي حضروا  عملية تسلُّمها من القنصل الجزائري.

        الاعترافات لم تتوقف هنا، بل أضاف باقي المتدخلين أنهم تعرفوا  على بعضهم خلال لقاءاتهم  داخل القنصليات الجزائرية بفرنسا و ألمانيا و إسبانيا و بلجيكا…، التي كانوا يترددون عليها كلما احتاجهم السلك الدبلوماسي الجزائري لتنفيذ عمليات استفزاز ضد الرباط مقابل المال، إما عن طريق التسجيلات على منصة “اليوتيوب” أو عبر تنشيط غرف النقاش، أو لافتعال وقفة  احتجاجية في إحدى العواصم الأوروبية…، و تبادلوا اتهامات التخوين و الشتائم بخصوص اقتسام المال…، لكنهم في نهاية البث اتفقوا على أن المتهم الأكبر في هذا الخلاف هو النظام الجزائري الذي يستغلهم لصالح تحقيق غايتهم و إزعاج النظام المغربي.

        المحزن في هذه الفضيحة ليس الاعتراف و توريط قصر المرادية، بل الأساليب التي كان النظام الجزائري يسعى بها إلى مضايقة الرباط في أوروبا، أو بتعبير أدق  كشف مستوى الدبلوماسيين الجزائريين الذين يشترون سُلمًا لمعارض أو لاجئ من أجل انتزاع راية، مما يبيح لنا وصف هذا التخطيط بالصبياني و الرديء و الغبي…، و هو أشبه بما يفعله الأطفال الأشقياء حين يقرعون جرس بيت الجيران ثم يهرعون للاختباء بعيدا حتى لا يمسك بهم رب البيت أو زوجته…، و هذا الوضع يشرح سبب عجز النظام الجزائري عن منافسة العدو المغربي في الأروقة الدولية، و يشرح سر تفوق النخب المغربية…، نتيجة اختلاف الطموح و الأهداف و الوسائل.

        إذ سبق و قلنا على هذا المنبر الحر أن النظام المخزني يقوده الاستراتيجيون، و أن الأهداف التي تضعها الرباط أبعد ما تكون عن الأهداف التي نراها عند دول القارة المغبونة، و تحاكي أهداف الدول المتقدمة، ذلك أن حصول المغرب على رئاسة مجلس حقوق الإنسان بجنيف و التابع للأمم المتحدة، ليس هو الغاية في حد ذاته، بل هو مجرد محطة ضمن مخطط  يعتمده المحتل ليصل بها إلى أهداف بعيدة المدى، و أن غايته ليست عضوية مجلس الأمن غير الدائمة، بل سعيه للحصول على العضوية الدائمة بمجلس الأمن، بعد توسعته و إصلاحه المرتقب، و أن يكون المغرب هو حامل “الفيتو” الإفريقي داخل مجلس الأمن.

        نترك كل هذا جانبا و نخضع هزيمة محور “الجزائر – بريتوريا – تندوف” للتحليل و النقاش المستفيض، حتى نحدد أسباب النكسة بمجلس حقوق الإنسان و نضع الأصبع على مركب النقص داخل الدبلوماسية الجزائرية و الجنوب إفريقية، ذلك أنه كان القياس بأن تتقدم إفريقيا بمرشح وحيد حتى تضمن وحدة موقف و رأي القارة في مجمع دولي من هذا الحجم، لكن و بسبب حروب التيارات، و سيطرة الجزائر و جنوب إفريقيا على “مجلس السلم و الأمن الإفريقي”، و أيضا بسبب سيطرة الرباط و حلفائه على دواليب “الاتحاد الإفريقي”…، لم يحدث التوافق على تقديم مرشح واحد للقارة الممزقة، و قدمت الجزائر كل الدعم لبريتوريا من أجل الظفر بالكرسي ضدا على الرباط…، و الدعم الجزائري كان بلا حدود و على جميع المستويات، خوفا من حصول الرباط على الرئاسة التي ستنقلها و تحولها إلى مرجع موثوق في احترام الحريات، و سيكون على جميع الأمم الاعتراف بأن الرباط تستوفي الشروط لتصنيفها كدولة تحترم حقوق الإنسان، لأن القاعدة تقول بأنه يستحيل على الرئاسة أن تقع في يد نظام عنصري أو دموي أو ديكتاتوري…، بالمقاييس الغربية، بل تمنح كشرف و كمكافئة للدول التي تجتهد في ضمان الحريات و ترسيخ مبادئها الكونية.

        نعمق النظرة و نرفع التركيز على الأسباب التي جعلت بريتوريا تدخل سباقا تعلم  مسبقا أنها لن تفوز به، و السبب أيضا الذي يجعل بلد مثل الجزائر يراهن على حصان بطيء و ينفق عليه ثروة حقيقة، حيث عثرنا على بعض المعطيات التي تقول بأن الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا يعاني من الحصار الداخلي بسبب تورطه في حرب غزة، و أن الحفيد العاق للمناضل “مانديلا” و المقرب من قصر المرادية، حشد المرتزقة لشركة أمنية في ملك عضو نافذ داخل الحزب الوطني الحاكم، و الذي تعاقد مع تاجر ماس إسرائيلي داخل برصة الماس بتل أبيب لأجل نقل المرتزقة إلى غزة للقتال إلى جانب الجيش الإسرائيلي، و الرئيس الجنوب إفريقي بسبب هذه الصفقة النجسة، يتعرض لحملة شرسة من المنظمات الداخلية، و حتى ينجو من الحملة كان يسعى إلى رئاسة مجلس حقوق الإنسان، الذي سيناقش مباشرة بعد جلسة التصويت ملفات جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في حق الفلسطينيين، و بالتالي كانت أمام النظام الجنوب إفريقي فرصة ذهبية لغسل صورته من دماء الشعب الفلسطيني، و الظهور في ثوب من يقود العالم لإدانة إسرائيل أخلاقيا و إنسانيا و حقوقيا…

        سعي جنوب إفريقيا لرئاسة مجلس حقوق الإنسان كان فيه شيء من  استعادة الكبرياء الضائع، عكس أهداف الحليف الجزائري الذي مع الأسف و منذ تحصل على العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، لم يُقدم حتى الآن أي طلب لعقد جلسة استثنائية من أجل إدانة العدوان الإسرائيلي، و المضحك أن السفير الجزائري طلب عقد جلسة عادية لدراسة ما أسماه سعادة السفير “تكرار الهجمات الإرهابية في بحر العرب و تهديد سلاسل الإمداد التجارية”، بمعنى أنه يريد حماية التجارة الإسرائيلية من القراصنة اليمنيين الحوثيين…. و حتى أزيد من دهشتك أيها القارئ الكريم، فإن القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بلاهاي، أيدتها 13 دولة بينها إيران و المغرب و العربية السعودية و الأردن و تركيا…، و لم تؤيدها الجزائر و تونس حتى حدود كتابة هذه الأسطر، و يمكنك أيها القارئ الكريم التأكد من صدق المعلومة بزيارة صفحة المحكمة الدولية.

        ما حدث من إخفاق جنوب إفريقي و جزائري بمجلس حقوق الإنسان لا يمكن أن نراه من زاوية المتفرج، بل يعنينا و يخصنا و يؤثر فينا كشعب صحراوي، و يفرض علينا مراجعة المنطق و المعيار القيادي الذي نزن به الأحداث، لأن هذه النكسة تكشف قوة التحالفات التي يستند عليها العدو المغربي، و الخطير هو فقدان جنوب إفريقيا لدعم لندن و بركسيل خلال جلسة التصويت، و تخلي الجامعة العربية بالإجماع عن الجزائر لصالح الطرح المغربي، و إيمان موسكو بمشروع الرباط بعد تدخل من الإمارات العربية، حسب رواية الإعلام الجزائري، و الذي أذاع أن الرئيس الجزائري بعد فوز الرباط برئاسة مجلس حقوق الإنسان دعا إلى اجتماع طارئ، حضره كبار الجيش و القيادات السياسية، و انتهى بإصدار بيان يصف تحالف الإمارات مع الرباط بالأمر العدواني و المؤسف.

 

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد