Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

تحالف عربي تركي لحفظ السلام بغزة تغيب عنه الجزائر و “شنقريحة” يطلب زيارة العربية السعودية من أجل طرح ملفات استراتيجية…

بـقـلـم:بن بطوش

         مرة أخرى نجد أنفسنا مضطرين لنثر المعطيات أمامك أيها القارئ الكريم تجنبا لأحكام القيمة، و حتى لا نتهم أننا نقودك بجهالة للانقلاب على قناعاتك، لكن رغم كل هذا التبسيط فنحن أمام حالة شاذة و غير مسبوقة و غير قابلة للشرح في السياسة الخارجية و الداخلية لدولة قطر، التي تبهرنا في كل مرة بتناقضاتها المحسوبة و الموجهة على المقاس، ذلك أننا في أوج الحرب و العدوان الإسرائيلي على شعب غزة المستضعف – و دون حياء- قررت قنوات قطر تحت مبرر القيم المطلقة و التسامح و الروح الرياضية بث النشيد القومي الإسرائيلي “هاتيكفاه”(الأمل)، بشكل مباشرة خلال مراسيم تتويج البطل الإسرائيلي “أليكس شاتيلوف”، الذي تحصل على الذهبية في بطولة العالم للجمباز المقامة بالدوحة، رغم أن القياس كان يقتضي أن يتوقف البث الحي حتى يمر العزف لأن في بثه بتلك الصفاقة قهرٌ لمشاعر أمهات الشهداء الفلسطينيين و أبنائهم و ذويهم…، في تلك المشاهد الكثير من الغلو و الاختبار لصبرهم، و هم يرون قطر تضع الذهب على صدر إسرائيلي… !!

         و بسبب الجدال الذي أثاره نقل مراسيم تتويج البطل الإسرائيلي، خرج رئيس الوزراء القطري الشيخ “محمد بن عبدالرحمن آل ثاني” في حوار قناة “الفوكس نيوز” الأمريكية يرد فيه على الانتقادات بأسلوب غريب، حيث قال أن بلاده كانت أول دولة عربية طبعت مع إسرائيل و ذلك سنة 2006، و أن العلاقة مع إسرائيل مستمرة منذ 1997 حين انخرطت قطر في علاقات تجارية مع إسرائيل، و انه بعدها  كانت زيارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي  إلى الدوحة وتلا ذلك زيارات دبلوماسية عدة…”.

         الغريب في هذا التراكم و الترابط الزمني للتعاطف الدبلوماسي و التجاري الإسرائيلي- القطري، و في هذا التوقيت الحرج تاريخيا و الذي تتصاعد فيه أسهم مرشح الرئاسة “دونالد ترامب”، و عدم فهم الدوحة لسلوك الجيش الأمريكي الذي أصبح يتحاشى استعمال قاعدة العيديد من أجل إنزال قاذفات الـB-52 الاستراتيجية، و تفضليه تخزين الأسلحة النوعية في تركيا و التي من المنتظر أن تستخدم في الحرب على الأهداف الإيرانية المرتقبة كما قال “بلينكن” في خطابه الأخير، و تحويل الأمريكيين لقاعدة العيديد إلى مركز لتموين الجيش الإسرائيلي فقط …، مما جعل سلطات قطر تستعطف الدبلوماسية الأمريكية و تستخدم ورقة التطبيع لتليين قلب البيت الأبيض.

         المثير أكثر للتساؤل أن الإعلام العربي المعارض عبر العالم لم يهاجم الدوحة، و لم يعتبر تصريحات رئيس وزرائها جريمة أخلاقية ضد الفلسطينيين كما صور لنا الإعلام الصحراوي و الجزائري على أن التطبيع بين الرباط و إسرائيل خيانة لروح الأمة العربية، بل حاول الإعلام القطري إظهار بلاده في صورة البطل الخارق الذي يجعل من التطبيع معبرا لكل نصر دبلوماسي… و تجنبا لأي ردة فعل فلسطينية منتقدة للموقف القطري، فقد نقلت صفحات قطرية على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لعدد من العمال الفلسطينيين و هم يقفون في طوابير أمام مكتب التشغيل الإسرائيلي بالمنطقة الصناعية “ميشوراودميم” ينتظرون دورهم من أجل العمل في الشركة المكلفة ببناء مستوطنات جديدة، و هي الصورة التي أرادت بها الصفحات القطرية استباق أي محاولة من الفلسطينيين لمعاتبة رئيس الوزراء القطري على تصريحات الفجة، أو التهجم على بث عزف النشيد الإسرائيلي في منافسة عالمية تستضيفها قطر.

         قطر التي كانت تقود الوساطة لوقف العدوان على أهالي غزة، قدمت كل التنازلات لدولة إسرائيل لكنها لم تنجح حتى الآن في تحقيق وقف الحرب، رغم أن الإعلام القطري صور لنا تلك الوساطة القطرية على أنها عمل سري غير مسبوق، و بالمقابل نجد أن الوساطة التي قامت بها السعودية رفقة الأردن و المغرب و مصر…، تحت غطاء الجامعة العربية أثمرت حسب قناة CNN الأمريكية، موافقة إسرائيل و أمريكا على إرسال جيش مشترك عربي – تركي لحفظ السلام في غزة، ستشارك فيه بالإضافة إلى تركيا كل من قطر و المغرب و السعودية و البحرين و الإمارات، و هذه البعثة العسكرية سيتم تكليفها بتنظيم انتخابات في القطاع لتشكيل حكومة فلسطينية موحدة، ستتحول إلى مخاطب مباشر للإسرائيليين و ستقود مفاوضات لإعلان قيام دولة فلسطين.

         أعلم أنك أيها القارئ الكريم قد تساءلت عن سبب غياب الحليف الجزائري عن هذه البعثة، رغم أن الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون” يكرر في كل حواراته أنه يتتبع القضية الفلسطينية بشكل شخصي، و أنه لن يدخر جهدا لدعم الفلسطينيين و أنه يناصرهم ظالمين و مظلومين…، و حسب ما جرى تسريبه في وسائل التواصل و غرف النقاش، فإن الجامعة العربية و الرياض راسلوا الجزائر من أجل المشاركة في هذا التحالف، لكن قصر المرادية اعتبر مشاركة تركيا كدولة غير عربية ضمنه، مبرر لتوجيه الدعوة كذلك إلى إيران و “حزب الله” من أجل المساهمة في هذه القوات التي ستتشكل.

       و حسب ذات المصدر فإن قصر المرادية يرى بأن إيران  هي الأولى بقيادة هذا التحالف، كما أضافت التسريبات أنه في لقاء دبلوماسي بين مسؤول جزائري في الخارجية و السفير السعودي بالجزائر، جرى حوار متوتر بين الطرفين بخصوص مشاركة طهران و “حزب الله”، و أن الدبلوماسي الجزائري تعامل مع السفير السعودي باستعلاء و سوء احترام، الشيء الذي أغضب ولي العهد السعودي “بن سلمان” ليقرر بعد التشاور مع أعضاء الجامعة العربية، استبعاد الجزائر من هذا التحالف حفاظا على وحدة الموقف.

         القيادة الجزائرية اعتبرت الحادث الدبلوماسي سوء سلوك من ممثلها، و لا يمثل الموقف الرسمي لسلطات البلاد، و أرسلت وفدا إلى الرياض لإصلاح الوضع، لكن الوفد لم يحضى بالاستقبال المنشود، و أبلغ وزير الخارجية الجزائري سفير الرياض بأن كبير الجيش الجزائري “شنقريحة” يريد القيام بزيارة دولة إلى العربية السعودية و هو يحمل ملفات استراتيجيه، رغم أن هذا الأخير  ليس رئيس البلاد و غير مؤهل لمناقشة الملفات الدبلوماسية و السياسة الخارجية بين البلدين، إلا أنه يرى في الرئيس “تبون” شخص سيزيد من توتير العلاقات، و باعتباره قائد الجيش و المسؤول عن مصير البلاد و العباد في مكة الثوار، فهو لا يريد أن تسوء الأمور بين البلدين أكثر، خصوصا و أنه يراهن على قوة السعودية لتحجيم دور الإمارات في المنطقة، و بالخصوص في مالي و النيجر و بوركينافاسو.

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد