Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

بداية ذوبان ثلج العلاقات بين الرباط و باريس، و الخارجية الجزائرية تحاول منع كينيا من التقارب مع المغرب

بـقـلـم:بن بطوش

         عادت هيئة دفاع الرئيس العراقي الراحل “صدام حسين”، الذي أُعدم ليلة عيد الأضحى بتاريخ 30 ديسمبر 2006، في مشهد جرح كبرياء العروبة و خدش حياء الإنسانية، لتُفجِّر خبايا صادمة هزت الرأي العام في بلاد الرافدين؛ حيث أكد “خليل الدليمي”، رئيس الهيئة، في تحقيق صحفي تحت اسم #ذاكرة_العربية أجرته قناة “العربية”، بأن عملية تنفيذ حُكم الإعدام حضره 14 شخصا بينهم قضاة و سياسيون ينتمون لحزب الدعوة الإسلامي – الشيعي… و أضاف أن العملية استغرقت 35 دقيقة و أن الراحل “صدام حسين” بالفعل رفض أن يضع على رأسه غطاءا أسودا، و قرّر مواجهة الموت و هو ينظر إلى وجوه من سيعدمونه.

           و زاد “خليل الدليمي” في كلامه بأن من أعدّ حبل المشنقة جعل مقاسه طويل حتى لا يتسبب في وفاة الرئيس السابق للعراق على الفور، و  فعلا بعد إزالة الداعم من أسفل قدمي “صدّام”،  لم يتعلق جسمه في الهواء  بل اصطدم بالأرض، و ظل واعيا و ُمكبّلا ينظر إليهم، ثم انهالوا عليه جميعا بالرفس و الركل أمام أعين القاضي الشهير، “منير حدّاد”، المشرف على تنفيذ الحُكم، ثم استل أحد الحاضرين خنجرا و طعنه 6 مرات بعنف في مناطق مختلفة من جسده، بكل انتقام.

         أوردت هذا الخبر أيها القارئ الصحراوي الكريم لعبرتين؛ أولهما لأذكرك حتى لا تُخدع بحملة الصفويين بأنهم يحبون الشعب الصحراوي و أن قدوم خبرائهم العسكريين إلى هذا الركن المنسي من العالم لدعمنا في اللجوء في حرب ظالمة ضد مُسيّرة الشيطان، هو لسواد أعيننا، و لنا في العراق و غزّة عِبرة ، لأنهم حيث يضع الشيعة أقدامهم يحل الخراب…. و الثانية لتعلم أنهم أضعف و أوهن و أجبن من التجرؤ على دعمنا مادام العدو المغربي ملتزم باتفاق “إبراهيم” و خلفه أمريكا بكل جبروتها؛ و الدليل على ما أقول أن إسرائيل قتلت من قادة إيران و سياسييها و علمائها و مخبريها و رجال أعمالها عبر العالم، لائحة تتجاوز المائة هدف، و كان مقتل “قاسم سليماني” العملية الأكثر وجعا لطهران، بينما قصف  السفارة  الإيرانية بسوريا كان طلقة الرحمة على كرامة النظام الإيراني…

          و اليوم نظام الملالي يتوسل أمريكا لتقبل بقصف استعراضي إيراني لإسرائيل في متناول القبة الحديدية،  حيث اقترح الحرس الجمهوري أن يستخدم 100 صاروخ متوسط المدى، يتم إطلاقهم من جنوب لبنان، و بعدها ستكون نفس القبة الحديدية على موعد مع وجبة ثانية من عشرات المسيّرات الانتحارية ذات التوجيه التلقائي بسرعة بطيئة و بقدرات تفجيرية ضعيفة و غير مُسندة بتشويش إلكتروني، و سيتم توجيهها كي تسقط بعضها في الأراضي غير المأهولة التي ستحددها إسرائيل بمحيط القرى و المدن الإسرائيلية… 

         صدقني أيها القارئ الكريم بأن إيران تعيش أكبر كابوس في تاريخها، لو أن الخصم المعتدي دولة مسلمة سُنّية لما ترددت طهران في هتك حرمات دفاعاتها، و قرر”خامنئي” الهجوم و هو يرتشف قهوة الصباح دون أن يرف له جفن، و لأباد الصفويون شعبها كما يفعلون يوميا في العراق و لبنان و اليمن…، و لأن الخصم إسرائيل النووية و خلفها أمريكا و بريطانيا؛ فإيران طلبت بشكل رسمي بمنحها الضوء الأخضر  للرد بمسرحية قصف القبة الحديدية لحفظ ماء وجهها أمام الرأي العام الدولي و المحلي….. و هي المسرحية التي انطلقت في الساعات القليلة الماضية. 

         ما يحصل لإيران بشكل فضائحي، الكل على وسائل التواصل الاجتماعي يُجْمٍع أنه يتكرر مع الحليف الجزائري لكن بصورة أقل إهانة، رغم كمية الإحراج التي تصدر منه…، ذلك أن ملك إسبانيا استقبل سفير الجزائر و قبل بأوراق اعتمداه، و كأن شيء لم يكن، مع العلم أن إسبانيا أنهت رسميا عملية نقل ملكية الأجواء فوق الصحراء الغربية إلى الرباط، بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة، و على الرغم من  أن إسبانيا  لم تغير موقفها الذي بسببه كانت الجزائر قد سحبت سفيرها من مدريد،  و لا تزال إسبانيا تعترف بسلطة الرباط على الصحراء الغربية بشكل نهائي و في موقف لم تبدي عليه أي ندم أو تردد.

         و حتى عودة السفير الجزائري إلى مدريد يمكن أن نرى فيه تكتيكا جزائريا يسبق الانتخابات، عطفا على التدوينات التي يخرج بها الإعلام الجزائري ليشرح لنا أن #عمي_تبون هو سيد التكتيكات الدبلوماسية و السياسية و الاقتصادية، و يمكننا أن نقرأ الحركة من الجهة الأخرى بأنها محاولة جزائرية لوقف التوتر مع الجبهة الإسبانية حتى يتفرغ قصر المرادية لما يحصل في حدود البلاد جنوبا و شرقا و غربا، حيث المحتل المغربي لا يتوقف عن الابتكار…، لكن أن يواصل الرئيس “عبد المجيد تبون” بكل الطرق و باستخدام جميع القنوات، و يوغل في استفزاز النيجر و مشاكسة بوركينافاسو و معاداة الماليين و التحريض على الموريتانيين…،لاستعطاف الإليزيه من أجل تمكينه من زيارة دولة إلى باريس قبل نهاية عهدته، في وقت تُكبِّل فيه الرباط الرئيس الفرنسي “ماكرون” بسلسلة من الشروط و ترسم له خارطة طريق و تُدرّب وزير خارجيته “سيجورني” على الالتزام بها… إن هو أراد زيارة الرباط في سبتمبر المقبل…، فهذا ما يذكرنا بكلام وزير الخارجية  الروسي “لافروف” عن هيبة و وزن الدولة و مواقفها …

         و نحن كرأي عام صحراوي لم نجد للمشهد وصفا، غير أن قصر المرادية يأس من موقف فرنسا و تعب من مسايرة الإيقاع المرتفع لدبلوماسية الرباط و أسلوبها و قوتها داخل الاتحاد الأوروبي، و أصبح قادتنا  بالبيت الأصفر في الرابوني و نحن معهم على يقين بأن القضية الصحراوية لم تعد  في ظل الظروف  الحالية من أولويات قصر المرادية و أن الحديث عنها أصبح مجرد عادة لدى حُكّام الجزائر، و لا صلة بين ذلك الحديث و بين المبادئ و الثورة و مجد الشهداء.

         أضيف لك أيها القارئ نوتة جديدة لأُكمل لك هذه المعزوفة النشاز التي تمزق أفئدتنا كشعب صحراوي، بأن ما حصل مع “عطّاف“، وزير خارجية الحليف، في نيروبي، لم يكن مجرد إهانة عابرة، بل هو مؤشر بأن  محور بريتوريا_الجزائر بالقارة السمراء، الذي كان يُشكل القلعة الخلفية  للقضية الصحراوية قد  بدأت في الانهيار؛ فبالأمس القريب قالت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا من قلب أمريكا أنها تعتقد بأن إفريقيا تضم 54 دولة فقط، و أن بريتوريا تريد النهل من التجربة الاقتصادية  المغربية، و اليوم “عطّاف” يطير على عجل إلى  كينيا، ليمنع وقوع الكارثة بعد أن سحبت نيروبي ممثلها في أرض اللجوء، و قررت وضع يدها في يد الرباط من أجل تحقيق الإقلاع الفلاحي، خصوصا و أن النظام المخزني قدّم حلولا لمشاكل كينيا في ملف الأسمدة، و عند وصول “عطّاف” إلى نيروبي، استقبله وزير الفلاحة و الغابات الكيني، و  هذا الاستقبال كان فيه رسالة واضحة بأن الشعب الكيني يبحث عن أمنه الغذائي و أن الجزائر بدبلوماسية الحقائب المكتنزة  بالدولارات لم تعد تلبي مطالب الشعب الكيني و كانت تستغل فساد الطبقة السياسية في هذا الوطن، و أن المستقبل غامض و يحتاج حلفاء أقوياء للنجاة من أزماته.

         و حين يتم وصف الرباط بأنها أصبحت قوة إقليمية في شمال إفريقيا، فنحن لا نمجد المحتل المغربي و لا نرسم له ضلا عظيما، بل ننقل  فقط تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، “سيجورني”، الذي قال عند استضافته في  أحد أهم منصات الإعلام الفرنسي الرسمي، « RFI »، بأن الرباط فرضت نفسها كقوة، و أنه وجب أخذ هذا المعطى في التعامل  مع المغرب كواقع، فيما علقت المجلة الأمريكية الشهيرة في عالم المال و التجارة، “بيزينز إنسايدر”، بأن زيارة “عطّاف” لنيروبي ليست لتعزيز العلاقات الجزائرية الكينية، بل كانت ردة فعل لمخاوف جزائرية من تقارب مغربي – كيني، يبدو أنه حصل بالفعل و تأكد و أصبح واقعا…، و هذا يعكس قوة الرباط في إقناع الأطراف البعيدة المواقف، و تليين جانبهم الدبلوماسي باستعمال ورق المصالح الإستراتيجية…، و هذا جانب تفوقت فيه الرباط و عجز عنه قصر المرادية.

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

        

 

        

 

        

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد