Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

السعودية و الأردن يهينان قصر المرادية في ملف عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وطهران تستفز العرب بزيارة إلى دمشق

بـقـلـم:بن بطوش

        ثمة تحدٍّ أطلقه البريطانيون أثار استغرابي كثيرا، جائزته 50 ألف دولار و للحصول عليها على المرشح لهذا التحدي أن يسكن لمدة 30 يوما متواصلة لوحده في قلعة “برودواي” الذي تقع على ارتفاع 300 متر عن سطح الأرض، بقرية “برودواي”؛ والبرج/القصر تحيط به مساحات خضراء تتم العناية بها بدقة عالية، حيث يبدو كزهرة ياسمين وسط حقل أخضر، يطل على مشهد غاية في الروعة يصعب وصفه، يسلب الألباب لشدة جماله… المبنى محروس بتكنولوجيا متطورة، و غرفه غير مرتبط بشبكة الإنترنيت و ليس به تغطية لخطوط و شبكات الهواتف و لا يتوفرعلى شاشة تلفاز، لكن به غرفة نوم عُدّلت لتوفير الراحة الكاملة لساكنه، و يضم مكتبة بها أندر الكتب و أثراها ثقافة، و مزود بوسائل إعاشة كاملة من طعام و شراب و تحلية…، تكفي لأكثر من 30 يوما.

       التحدي وصفه الإنجليز بالمخيف جدا لأن من ينبري له سيكون في مواجهة الوحدة القاتلة و سيكون منفصلا عن العالم، و ما زاد من استغرابي أنه لم يتطوع أحد لخوضه، و اعتبروا المكافئة غير محفّزة كثيرا… هنا تساءلت كيف أمكنهم أن يسمّوا الإقامة في ذلك القصر الفخم مع كل تلك الرفاهية #تحديا ترصد له #مكافئة من 50 ألف دولار… !!؟

       كان القياس يقتضي جعل الإقامة به مكافئة تمنح لموظف مجتهد أو لعامل خارق جعل مؤسسته تفخر به…، و تساءلت في نفسي إن  كانت تلك المجتمعات  قد أفسدها غنج الحضارة و فرط المخملية، فهم لم يجربوا تحدي العيش في خيمة بالشعاب، و قد نصبت أسفل  تاريخ الحضارة الإنسانية بـ 300 سنة، و تحيط بها الرمال المؤذية للعين و الروح من كل جانب… لم يجربوا اللجوء في الخلاء و في الشعاب… لم يجربوا يوما أن يكون أثاثهم أسمالا و حصيرا موجعة للأجساد توضع على أرض قاحلة غاضبة من  تواجد الإنسان عليها.

       هم لم يجربوا أن يكون زادهم قفة مساعدات من معلبات مسرطنة، تنفذ في الأسبوع الأول من استلامها…، لأن التحدي الحقيقي يكون بتجريب الظروف اللاإنسانية و تحملها مدى الحياة دون أن تنتظر مكافئة، و قد هجرك الأمل و من حولك صراخ لا يتوقف عن تشييع الشهداء، …. التحدي أن ترى الأجيال الجديدة حفاة عراة يتسابقون مع الخواء و اليأس في شعاب لا يعيش فيها حتى الذئاب، و أن تكون مجرد ملف في أيدي طغمة فاسدة تتسول به و تحول ما تجنيه من تجارتها بالمآسي إلى حساباتها بإسبانيا أو بنوك الحليف في الجزائر…

       أوجعني كثيرا حال أهالينا في المخيمات و أنا أرى رفاهية العيش في بلدان يصعب علينا حتى تمني الوصول إلى مستواها، لكن ثمة صور لأبناء قيادات صحراوية تؤكد أن منا من فهم قواعد اللعبة و أصبح يلعب أفضل من الجميع…، و هم أيضا وصلوا مرحلة الخوف من تحدي السكن في القصور، صدقني أيها القارئ الكريم…، هم موجودون و ما أكثرهم فاسئل “خطري ادوه” و اسأل “محمد سالم السالك” و اسأل الأخ القائد عن أبناءه.

       ننطلق في مقالنا هذا مما أعلنه التلفزيون السوري، و الذي أذاع عبر كل محطاته بأن وزير الخارجية الأردني أجرى سلسلة اتصالات هاتفية مع دول قطر و الإمارات و البحرين و عمان و الكويت و لبنان و المغرب، و أبلغهم نتائج اجتماع عمّان الرباعي، الذي حظرته كل من مصر و السعودية و العراق و الأردن، و استثنى و لم يذكر الإعلام الرسمي السوري تواصل وزير خارجية الأردن مع الجزائر و تونس.

      استثناء الجزائر و تونس تأكيد على أن الرياض و باقي دول مجلس التعاون الخليجي لا يزالون ناقمون على النظامين بهذين البلدين، و على الخصوص قصر المرادية الذي دخل في حرب أعصاب و تحمل مع الأمير “محمد بن سلمان”، الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، حيث يتعامل مع رئاسة الجزائر للقمة العربية باستخفاف، و عمد إلى استبعاد الجزائر من عملية إعادة سوريا إلى الحضن العربي، رغم أن الاجتماع لم يحسم بعد قرار عودة نظام “بشار الأسد” إلى الجامعة العربية،  التي طالبته بجملة إصلاحات من بينها تسوية الخلاف مع المعارضة و وقف الاقتتال و استرجاع اللاجئين السوريين في دول الجوار و أوروبا.

        ثمة نشطاء داخل الجزائر و خارجها تفاعلوا مع المبادرة الأردنية بوصفها أنها مبادرة سعودية بألوان المملكة الهاشمية، و أن الرياض تخفي مبادرتها خلف عمّان حتى لا تتهم بسرقتها أو محاكاتها لقمة الجزائر، و الواضح أنه فعلا المبادرة خرجت من الرياض، لكنها لم تكن ناضجة و كان فيها الكثير من الملاحظات، و تحولت بعد تطبيع العلاقات السعودية – الإيرانية إلى أجندة صفوية واضحة المعالم، و حتى لا تظهر الرياض في ثوب من يفرض الرأي الإيراني على الدول العربية، فقد تركت المبادرة لدولة الأردن التي تبنتها بمنطق أكثر وضوحا و أقل إثارة للخلافات العربية، و حتى لا يتصدع الصف العربي أكثر مما هو متفكك، فقد تضمنت المبادرة الأردنية حل الخلافات الداخلية السورية كأساس أولي سيبنى عليه باقي القرارات الممهدة لعودة النظام السوري إلى الحضن العربي.

       استبعاد الجزائر في الحقيقة لم يكن قرارا سعوديا منفردا، بل كان قرارا حضي بدعم الأغلبية داخل الاجتماع الذي عقد بالرياض و لم تحضره الجزائر، و دعمت القرار دولة مصر التي لها خلافات مع الجزائر بسبب مواقفها من سد النهضة الإثيوبي، كما انضم للتصويت معظم دول مجلس التعاون، و لم تتضمن مبادرة الأردن أي إشارة للدور الجزائري أو للمقترح الجزائري خلال القمة الأخيرة بوهران، و هو ما يؤكد وجود عزلة جزائرية داخل الجامعة العربية لم يسبق لها الحدوث منذ تأسيس الجامعة العربية.

        و كما كان متوقعا فإن الدولة الصفوية الشيعية الإيرانية، حاولت الركوب على موجة القرار العربي و كأنها من يقف وراء الاجتماعات التحضيرية لقرار عودة سوريا إلى مقعدها، و حتى تؤكد أنها اخترقت الصف العربي من كل الجوانب، فقد ظهر الرئيس الإيراني و هو يزور دمشق للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة السورية قبل 12 سنة، حيث دخلها كالفاتحين و نزل من سيارته بين أنصاره من الشيعة السوريين و هم يهتفون من حوله #يا_علي.

        و الأكثر إثارة أن الإعلام الإيراني نشر بيانا للنظام الصفوي يخص تلك الزيارة، لم يشر فيه إلى أن تلك الزيارة تاريخية فقط لإحياء الروابط و عقد الاتفاقيات، أو أنها لتهنئة سوريا على ظهور بارقة الأمل في استرجاعها وحدتها الشعبية و تهدئة أوضاعها، بل كشف البيان النوايا الحقيقية لإيران داخل سوريا، و جاء فيه أن “رئيسي” هنأ “بشار” بنصره على السوريين، و هنأه بالنصر الكبير (عودته إلى الجامعة العربية)، و الأخطر أن هذا البيان أضاف بأن رئيسي نقل توجيهات من المرشد الأعلى الإيراني،”علي خامنائي”، شخصيا إلى الرئيس “بشار الأسد”، و هنا تبدأ التساؤلات، منذ متى كان المرشد الإيراني يرسل توجيهات و أوامر إلى النظام السوري ؟ و منذ متى حصل هذا الاختراق حتى يصبح القرار السيادي السوري يؤخذ في طهران… !!؟

        الأمور ليست بالسهولة و البساطة التي يراها بها قصر المرادية، بل هي أعقد بكثير، و أن عودة سوريا ستكون إسفينا و وتدا سيدق فيما تبقى من الوحدة العربية، حتى أصبحت عودة سوريا إلى الحضن العربي تذكرنا برواية الأفعى التي أرادت إدخال الشيطان إلى الجنة في بطنها، و تكون الدول العربية أمام واقع جديد، و قد يفرض عليهم مواجهات إيديولوجية و دينية في عقر ديارهم.

 

 

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم

                                                           

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد