Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

الرباط ترفع إيقاع مشاريعها الاقتصادية و باريس غاضبة منها بسبب صفقة قمرين صناعيين و السوق الإفريقية

 بـقـلـم : بن بطوش

         يقول الفيلسوف و المتحدث الروحي الهندي، “كريشنا مورتي جدّو”، أن ثمة من سأله يوما على سر إصراره على عبور الطريق الشاق، فأجابه الفيلسوف: “لماذا تفترض أني أرى طريقين !!؟” و أخشى أن هذا هو الوضع القائم في قضيتنا و دولتنا و ثورتنا الصحراوية؛ لأنه حين يدور النقاش و الحوار بحثا عن السبب الذي يجعل قيادتنا الهرمة تعبر أسوء السبل  و أخطرها و تتخذ أخطر القرارات و أكثرها ضررا و أشدها سوءا، أيقنّا أن البيت الأصفر المدرج بالهزائم لا يملك فخامة الاختيار بين الحلول، لأن المحتل المغربي لم يترك له خيارات، فلا أوراق سياسية بين يدي الأخ القائد  “إبراهيم غالي” يفاوض بها…، و لا مبادرات يلقي بها في معترك الأمم المتحدة ينافس بها و يتحدى مبادرة الرباط، و مع انقضاء كل سنة و خروج توصية مجلس الأمن، ينهار سقف الطموحات و الأماني داخل البيت الأصفر بعد أن انهار سقف الحلم بوطن مستقل لدى المواطن الصحراوي منذ سنوات.

         و أكاد أجزم أن جرائم قادتنا في حق هذا الشعب الكريم المهان أكبر و أعظم من جرائم المحتل و الحليف معا؛ لأن صقور البيت الأصفر و “الهنتاتة” حين يتقدمهم الأخ القائد إلى منصة الخطابة، و ليقولوا بعنترية و حماس أن النصر أصبح على مرمى رشقة صاروخية من جيشنا الذي خرج لمواجهة مسيرة الشيطان “يعني”، و لم يعد خيرة مقاتليه إلى يومنا،… عليهم أن يعلموا أنهم حين يقولون هذا الكلام فهم يرتكبون جرما عظيما، لأنهم كالطبيب الذي يخبر المريض بأن كل شيء سيكون بخير و هو يعلم أن علاجه مضيعة للوقت و الجهد و أن أيام المريض في الحياة بات معدودة…، فهل ثمة جرم أكبر و أجل من الوهم؟

         بينما كان صقور البيت الأصفر منشغلون بتدشين واحد من أعظم مشاريع الرابوني التي رأت النور بشراكة مع الصناديق السيادية الجزائرية…، و يتعلق الأمر بإطلاق نقطة مائية لتزويد الشاحنات المسؤولة عن توزيع المياه بمخيم العيون، مع العلم أن الشاحنات الصهريجية الصحراوية لا تزال تجوب شوارع ولاية تيارت لتروي ظمأ الشعب الجزائري، و بينما حدث تدشين نقطة الماء يشغل الرأي العام الصحراوي لأسبوع، كانت الرباط ترفع إيقاعها التنافسي مع دول أوروبا، و لا أبالغ في الوصف، لأن الرئيس الفرنسي أعطى الضوء الأخضر للآلة الإعلامية الفرنسية و حتى الأوروبية لتهاجم النظام المخزني، و تستخدم في هجومها لغة تدغدغ مشاعر الفرق الإسلامية و الأحزاب ذات الخلفية الإخونجية…، و تجار القضية الفلسطينية.

         فأعادت الجرائد و القنوات و المواقع الأوروبية مناقشة ما أسماه الإعلام الفرنسي “صفقة سرية” للرباط مع إسرائيل، من أجل شراء قمرين  صناعين بقيمة مليار دولار، و هي صفقة كانت الرباط قد وقعتها منذ تسعة أشهر مع المصنع الإسرائيلي، لأن المغرب بدأ الإنتاج الفعلي للمُسيِّرات من كل الأنواع، و هو في حاجة الآن إلى أقمار بنظام ربط شبكي تتلاءم مع المعطيات التقنية للدرونات التي يصنعها المغرب بتكنولوجيا إسرائيلية، و الأمر ليس كما تُروِّج له بعض المنصات الفرنسية، و هو غير مرتبط بانقضاء العمر الافتراضي للقمرين الصناعيين الذين يملكهما المحتل،  و كان قد حصل عليهما من صفقة مع شراكة “إيرباص” الفرنسية.

           لكن الإعلام الإسباني قرر السخرية من فرنسا، و نشر تفاصيل إضافية تقول أن باريس لم تغضب من الرباط لأنه رفض عرض “إيرباص” لبناء قمرين مغربيين جديدين بمواصفات تقنية تلاءم أسطول المُسيِّرات الذي سيمتلكه قريبا، بل لأن الرباط رفضت استقبال وفد من وزارة الصناعات العسكرية، و رفضت مناقشة العروض التي أحضرها الوفد الفرنسي، و زادت في التفصيل بأن الوفد كان يعتزم تقديم إغراءات للرباط للحصول على صفقات عديدة، أهمها صفقة القطار الفائق السرعة الذي سيربط بين مراكش و أگادير، و صفقة النفق المتوسطي مع إسبانيا، و صفقة بناء الملعب الكبير  بمدينة بنسليمان بالقرب من الدار البيضاء، و صفقات الطرق سيارة و صفقة الـ 180 طائرة مدنية للنقل، وصفقات لتحديث شامل في البنية التحتية بمدينة فاس و أگادير، و هي مشاريع من المقرر أن تكلف الرباط أزيد من 30 مليار دولار، قبل تنظيم كأس العالم 2030.

         الرباط لم ترفض فقط استقبال الوفد الفرنسي و مناقشة اقتراحاته، بل سرّبت عن قصد عرضا تقدمت به شركة “هواوي” الصينية/ فرع صناعة القطارات الفائقة السرعة، و قالت أن العرض الصيني يتضمن نقل التكنولوجيا إلى المغرب، لتسويقها فيما بعد بإفريقيا، و بناء خطوط فائقة السرعة بنظام ملاحة تفتقد إليه أوروبا و متوفر في أمريكا و اليابان و الصين و بعض دول الخليج…، الإعلام الإسباني لم يكتفي بتقطير الشمع على الفرنسيين، بل فتح جراح الإليزيه حين تداول تقريرا على جميع المنصات، يقول أن الرباط وقعت مع العملاق الأمريكي “بوينغ” صفقة لشراء 186 طائرة من الحجم المتوسط، و أن الرئيس الأمريكي “بايدن” قريبا سيُخرج أحد دبلوماسييه في الجزائر ليؤكد الاعتراف الأمريكي بسلطة الرباط على الصحراء الغربية (و هو ما حدث بالفعل أيام قليلة بعد نشر الخبر في الإعلام الإسباني حيث تحدثت السفيرة الأمريكية بالجزائر عن “الاعتراف الأمريكي” دون أن تعبأ لردة فعل النظام الجزائري)

           و  قال الإعلام الإسباني بأن الرباط بمباركة أمريكية عوضت فرنسا في إفريقيا بشكل نهائي، و أضافت أن باريس فقدت صفقات طباعة الأوراق المالية لمستعمراتها، و أن النيجر و بوركينافاسو و موريتانيا و مالي، قرروا طباعة أوراقهم المالية في دار السكة بالرباط، و نشروا مشاهد لوزيرة الطاقة في دولة نيجيريا و هي تستلم مولدات أرسلهم ملك المغرب إلى هذه الدولة التي غرقت في الظلام بسبب أزمة الطاقة، و لم تتحرك أي دولة لمساعدتها.

         المحتل المغربي بلغة إخواننا المصريون معلقي كرة القدم: “لعبها صح”، و عرف كيف يدخل إلى إفريقيا و يعوض فرنسا، و الرئيس الفرنسي يعلم أن الرباط بعد عودة “ترامب” إلى الواجهة سيزيد من بسط نفوذه الدولي، و خصوصا بإفريقيا، و بعد الحملة الإعلامية التي شنتها فرنسا ضد سمعة الرباط باستخدام القضية الفلسطينية، و تجريم التطبيع لتأليب الرأي العام المغربي ضد حكومة بلاده، أسرَّ “ماكرون” إلى وسائل الإعلام أنه متشبث بموعد زيارته إلى الرباط، و أنه يرى فيها مناسبة لتصحيح العلاقة بين الدولتين،…. لكن و حسب ما يلاحظ فإن الرباط لم تؤشر بعد لقبول الزيارة، و هي الزيارة (في حال حدوثها  ستكون قضيتنا الصحراوية  كبش الفداء الذي ستذبحه باريس على الأعتاب إرضاءا للرباط…. و تذكروا جيدا ما جاء في هذا المقال.     

          

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

        

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد