Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

الرباط تتسلم لواء الأنتربول و تحصل على منصب نائب الرئيس عن قارة إفريقيا…. قراءة في خبايا الحدث و أبعاده !؟

بـقـلـم:بن بطوش

         رددت العرب قديما: “لا تسكن الريف فيضيع علمك، لأن من أراد العلا هجر القرى، فإن الحسد في الأرياف ميراث… “، اخترنا لك أيها القارئ الكريم هذه المقولة ( التي هي في الأصل وصية الإمام مالك للإمام الشافعي رحمهما الله) كمدخل لمقالنا ليقيننا أن تنظيمنا السياسي كان له رجال  حقيقيون عند ولادته، لكن بعد خمسين سنة من اللجوء في بيداء لحمادة  أصاب العُقم رحم التنظيم و  شهدت السنوات العشر الأخيرة تساقط القامات الثورية، الواحدة تلو الأخرى، كان آخر هذه القامات  الأخ “أمحمد خداد”، في الوقت الذي أصبح لنظام الاحتلال المغربي في كل مجال زمرة من المتفوقين، أضحت أسماءهم أشهر من نار على علم، و له في كل اتجاه كوادر يُقنِعون و يبدعون و يؤثرون…. و هذا يوجع قلوبنا لأن قضيتنا الصحراوية هي مرمى نشاطهم، و نحن  هنا لا نصفق لممثلي من احتل أرضنا و لا نرمي لهم الورود في ممشاهم، و لكن حالنا يدمي القلوب و يدفعنا للحديث بمحاسن الأعداء لعلنا بذلك نشخص مكمن الداء في قضيتنا، عملا  بالحكمة : “جمال النقيض بالنقيض يُعرف”… أو لعلنا نحرك القلوب الميتة في قياديينا و ندفعهم للاستثمار في صناعة الإنسان و التوقف عن إنتاج المزيد من “الهنتاتة”.

         ففي حوار خضته مع أحد قياديينا في المخيمات عبر غرفة جدال و ليس نقاش، لأن الغرف الافتراضية التي يدخلها بعض أهالينا في المخيمات، على شبكة الانترنيت، تتحول إلى ساحات للملاسنات و الكلام النابي و المشاعر الآسنة…، سألته عن السبب الذي جعل الأخ القائد “إبراهيم غالي” يقوم بعملية تدوير (recyclage) للمناصب داخل قيادة الجيش الصحراوي بين الكهول و الشيوخ، و يرفض تجديد الدماء أو حتى التوظيف في المسؤولية من خارج صندوق الرابوني…، فأجابني بكل  وقاحة و دون حياء، أن المقياس  في الاختيار هو الوطنية و الخبرة السابقة في المعارك و التاريخ النضالي، فأجبته على جوابه دون تردد: كيف يمكن للقيادة أن تقيس الوطنية عند رجل يقضي ثلاثة أرباع السنة متنقلا  بين الجزائر و مدريد و باريس و لاس بالماس، و له منزل في تندوف المدينة أو نواكشوط أو الزويرات و  كيف يستمر البعض من القادة في مناصبهم مع أن لهم تجارة و أملاك في مدينة العيون أو الداخلة المحتلتين، و أبنائهم يعيشون حياة مترفة في بأوروبا…، و كيف يقبل هؤلاء المُزحزحون عن الكراسي الجلوس على كراسي تشبهها أو تعادلها،  كيف لهؤلاء المحابون للأخ القائد أن يكونوا خبراء حرب… !؟! و هم  يلازمون مكاتبهم و لا يشاركون في معركة و لم يستطيعوا إسقاط مسيرة واحدة، التي يحاربنا بها المحتل منذ نكبة الگرگرات…؟، و قد نزعت أرواح العشرات من المقاتلين الشباب المساكين…، فاستشاط غضبا من ملاحظاتي، و اتهمني بكل بساطة بأنني عميل للمخزن و  خائن للشعب الصحراوي… !!؟

         احتفظت بذلك النقاش لنفسي و لم أعره اهتمام بما أن هذا النوع من العقلية الانفعالية مستشري بالمخيمات، إلى أن رأيت كبير الأمنيين المغاربة، “عبداللطيف حموشي”، و هو يخطب في مجمع القيادات الأمنية لدول العالم (الأنتربول) بمدينة غلاسكو بإسكتلندا، أحسست أن الفارق بين كوادر النظام المخزني و كوادر قصر المرادية كبير جدا، و عند إحداث الإسقاط مع ما تتوفر عليه قيادتنا الصحراوية، فلا يمكن حتى القياس.

          و للذين يعتقدون أنني أبالغ في الوصف عليه الحصول على كأس الشاي و الانتباه إلى الكلمات و العبارات و المعطيات القادمة، إذ يكفي أن أذكر بأن النظام الجزائري  يعاني من فساد كبير في الجهاز الأمني، إذا في ظرف ثلاثة سنوات قام بتغييرات المسؤول عنه، حيث  قام سنة 2021  بإنهاء مهام المدير العام السابق “خليفة أونيسي”،  و لم يمر على تعيينه سوى سنتين و استبداله بـ “فريد بن شيخ” الذي تم اعتقاله  سنة 2024 و إيداعه السجن بتهمة “التآمر على الدولة”، في  حين  أن المحتل المغربي ما زال إشعاعه الأمني  الدولي يزداد بريقا،  منذ تولي “عبد اللطيف حموشي”  إدارة الاستخبارات المدنية و الأمن، حيث تمكن  جهازه الأمني من الحصول على منصب نائب رئيس المنطقة الدولية للشرطة القضائية عن القارة الإفريقية خلال مؤتمر غلاسكو

        بمعنى أن الرباط سيكون على رأس الإنتربول بإفريقيا، و أن الأسرار الأمنية ستكون تحت مجهره، و الملفات الأمنية المنسية و المعقدة سيعمل على إحيائها و الإفتاء فيها بإطلاق المتابعات، ليس هذا فقط فالرباط  تمكنت من الظفر بتنظيم المؤتمر الخاص بالإنتربول خلال سنة 2025 بمراكش، و  أكيد أنه خلال الانتخابات المقبلة سيزيد من عدد كوادره في المنظمة الأمنية الأقوى في العالم، و سيواصل سيطرته على مفاصل المنظمة، و نحن نعرف أن  الكوادر المغربية متى دخلت منظمة دولية إلا و تركت بصمتها و أحكمت سيطرتها عليها…. و الكل يعرف  كذلك التحديات الأمنية العالمية، و كأن العالم يريد أن يُمكّن الرباط من القيادة الأمنية لإفريقيا، بعدما سيطر عليها اقتصاديا و غذائيا و كرويا.

         و الدليل على هذا الأمر أن  المدير المركزي للشرطة القضائية في جهاز الأمن المغربي، “محمد الدخيسي”، المُنتخب في منصب نائب رئيس الشرطة القضائية للمنظمة عن إفريقيا، تحصّل على صوت 96 مندوبا يمثلون 96 دولة عضوا في المنظمة…، و هذا رقم كبير، بمعنى أن  التجربة الأمنية للنظام المخزني تحظى بثقة كبيرة من دول العالم، و أن الأوروبيين دون استثناء صوتوا له…، و الأمر لا ينتهي هنا، فـ “محمد الدخيسي” هذا، هو نفسه المسؤول الأمني الذي كان يشغل منصب  والي الأمن في مدينة العيون المحتلة خلال أحداث “اگديم إيزيك”، و أنه من ضمن النخب الأمنية التي تعرف أسرار الملف و خفاياه،  و نحن نعرف بأن قيادتنا تعتزم  – في ظل الوضع المتدني لقضيتنا الوطنية و في ظل  القناعة التي ترسخت بأن الحرب لن تجدي نفعا مع المحتل- العودة  إلى الاستثمار في  الملفات الحقوقية، خصوصا ملف معتقلي “اگديم إيزيك”، بأن تجعل منه  محور المعركة مع المحتل المغربي خلال سنة 2025،…. تخيلوا معي حجم الإحباط؛ لأن الأمر يذكرني بالمثل القائل : “عندما يُفلس العطار يبحث في دفاتره القديمة عن ديون منسية عند بعض زبنائه”.

          العدو المغربي  كان قد حسم بشكل قبلي قضية رئاسة مجلس حقوق الإنسان، حين تمكن من وضع مندوبه لدى الأمم المتحدة في قضايا حقوق الإنسان “عمر زنيبر”، على رأس الهيئة الأممية بجنيف، و كان قد أسقط ممثل الجزائر من “مجلس السلم و الأمن الإفريقيين”، و اليوم يحكم قبضته على مكتب الأنتربول الإفريقي، و عطفا على هذه المعطيات يكون مشروع البيت الأصفر المهزوز قد أصبح قاعا صفصفا تذره الرياح، بل الأنكى أن المحتل أمامه فرصة ذهبية لمحاصرة القيادة الصحراوية و قيادات الجيش الجزائري، و نحن نعلم أن الأخ القائد “إبراهيم غالي” و معه قيادات أخرى تنتظرهم متابعات قضائية داخل إسبانيا تخص الاعتداءات الجنسية و أخرى عن التعذيب و جرائم الحرب، و المهين أن بينهم ملفات فواتير علاجه في إسبانيا و ألمانيا.

         نعود إلى كبير الأمنيين المغاربة، “عبداللطيف حموشي“، لنتحدث عن واقع الفوارق في الكوادر، كي نذكر بأنه نفسه الرجل الذي حاولت فرنسا التضييق عليه لخنق الرباط، و هو نفسه الذي عادت فرنسا لتوشحه بأعلى الأوسمة و تستعين بخبراته و خبرات جهازه في تنظيم الأولمبياد، و هو نفسه الذي أهان الجزائر و إسبانيا في فضيحة ملف نقل “بن بطوش” للعلاج بإسبانيا، ثم عادت مدريد لتراضي الرباط بتوشيحه بكل الميداليات الممكنة، و هو الذي دفع الألمان للاعتراف بتفوق الأجهزة الأمنية المغربية، و هو من جاء إليه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، “وليام بورنز” يطلب التعاون، و قبله “بومبيو” وزير الخارجية الأمريكي…، و قبلهما مدير المخابرات الهولندي…، دون أن نذكر بأنه في العديد من الدول تم استقباله من طرف رؤسائها.

          كل هذه الإنجازات التي لا يمكن أن ترتبط بالفرد  لوحده دون أن تكون هناك سياسة تفوق لدولة راهنت على صناعة كوادرها، عكس ما نراه لدينا في البيت الأصفر حيث الصراع على أشده بين “الهنتاتة”، أو ما يجري في قصر المرادية و قيادة الجيش الجزائري، حيث تسيطر عقيدة أن القادة يجب أن يكونوا سليلي جيش التحرير الذي يعاني من شيخوخة أفراده و أيضا من أميتهم، و هذه حقيقة قاسية.

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد