Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

الخارجية الجزائرية تستنجد بنظيرتها الصحراوية للتخفيف من تبعات ورطتها مع باريس بسبب استعجالها نشر بيان تنديدي ضد فرنسا

بـقـلـم : القطامي

       كنا قد كتبنا في المقال السابق بأن الخارجية الجزائرية سحبت من موقعها الإعلامي بيانها التنديدي ضد فرنسا على إثر إبلاغها بمشروع قرار اتخذته الحكومة الفرنسية بتقديم “دعم صريح لا يشوبه أي لبس لمخطط الحكم الذاتي المغربي” ، إلا أن البيان تم نشره من جديد بعدما تبين للسلطات الجزائرية بأنه انتشر كالنار في الهشيم و أن  نسخا منه و مضمونه تم تداولهم بشكل كبير في المواقع الاجتماعية و المنابر الإعلامية، ولأن باريس  وبخت كثيرا الجزائر بسبب ارتكابها لخطأ جسيم يعتبر سابقة في الأعراف الدبلوماسية بين الدول، أن يتم إصدار بيان تنديدي، بناءا على  مضامين مراسلات تحمل طابع السرية،  و ليس على أساس قرار سيادي علني.

       في البداية القيادة الصحراوية أظهرت نضجا كبيرا في التعامل مع الأمر من خلال إحجامها عن إصدار أي بيان ، حيث أصدرت تعليمات إلى كل التمثيليات  الدبلوماسية الصحراوية عبر العالم بعدم إصدار أي تعليق أو تقديم أي تصريح بخصوص هذا الموضوع، إلا لمن تم الترخيص له بذلك من طرف الأمانة الوطنية بالرابوني، لأن القيادة  الصحراوية تدرك جيدا بأن القرار الفرنسي سيشكل خطورة كبيرة على مسار القضية الصحراوية، لأنه ينضاف إلى الاعترافين الأمريكي و الإسباني، و سيفتح الطريق أمام عدد من الدول الأوروبية التي كانت تحاول الحفاظ على علاقات متوازنة بينها و بين كل من المغرب و الجزائر من أجل الالتحاق بكوكبة المعترفين.

        غير أنه بعد مرور 24 ساعة  على البيان الجزائري،  و تحت ضغوط النظام الجزائري الذي وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه بأن أظهر نفسه كطرف رئيسي في النزاع، اضطرت الحكومة الصحراوية إلى الخروج هي الأخرى ببيان باسم وزارة الخارجية، ينهل من لغة التباكي و التنديد الفارغ من خلال التأكيد على أن اتخاذ فرنسا للموقف التصعيدي بدعمها لما يسمى خطة الحكم الذاتي يقصيها تماما من كل ما له صلة بالجهود الدولية المتعلقة بتصفية الاستعمار ، بل يضعها في خانة المحتل ويجعلها طرفاً غير مرغوب فيه بالنسبة للطرف الصحراوي، بما في ذلك مشاركتها في بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية “المينورسو”.

من جانبه، القيادي الصحراوي ” البشير مصطفى السيد”،  عضو الأمانة الوطنية ومستشار الرئيس “إبراهيم غالي”، المعروف بجرأته  و معارضته لهذا الأخير، نشر تعليقا على المستجد،  تم تداوله على الواتساب، كتب فيه ما يلي: “أداؤنا العسكري وشح بياناتنا العسكرية وتواضع تأثيرها والسيطرة الجوية المطلقة للعدو وتلاشي المقاومة بالمدن المحتلة والصورة التي تتشكل لدى الدوائر الاستعمارية عن أوضاعنا الداخلية وانحصار اختراقاتنا الدبلوماسية هي ما شجعت فرنسا،الناطقة باسم الاتحاد الأوروبي، إلى هذا الموقف العدواني ضد الشعب الصحراوي والمعادي للشرعية الدولية… موقف خطير يضاف إلى خيانة رئيس الحكومة الاسبانية في أجواء صخب الحملة الانتخابية لبايدن… خير ما في  الظروف الدولية الراهنة و ما يطبعها من حروب كبيرة و صغيرة أنها أنهت  كل مراهنة على جدوى منظمات حفظ السلام وصنعه وأطاحت كل قناع عن زيف واجهاته الحقوقية و الديمقراطية وأماطت المساحيق عن قبح و بشاعة و دموية حقيقته…إنها نهاية اللهث وراء سراب الحوار والتضليل بثبات المكاسب إن لم تُحْمَ كل يوم بالتضحيات الجسام وبالإضافات النوعية المتصاعدة“.   

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمكنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

                                 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد