أمريكا ترسل سفيرتها لمعاتبة النظام الجزائري و تحذير “تبون”، و غضب سعودي من قصر المرادية بسبب فيلم “حياة الماعز”
بـقـلـم:بن بطوش
رغم الصمت المريب لتل أبيب و القاهرة…،كان لنا اليقين أن الكيان الغاصب و دولة مصر مثل باقي العالم أصبحا يعاملان الجزائر كحالة ذهنية مضطربة، بأن لهذا النظام شعور وهمي بالقلق المفرط و الوسواس القهري المفضي إلى الاضطراب، لكن دولة مثل أمريكا باستراتيجيتيها و خبرائها و مستقبلييها و محلليها و شركاتها…، لا تنظر إلى مثل تلك الزلات بعين الشامت أو المتعاطف، بل ترى في النظام الجزائري أنه حالة ذهنية مضطربة و خطيرة، و هي ذات النظرة التي كشفتها وثائق ويكيليكس و كانت يخص بها البيت الأبيض نظام العقيد المغتال “معمر القذافي”…، لأن واشنطن تعرف أن النظام الجزائري ليس هو قصر المرادية، و أن العبارات التي أخرجها الرئيس “تبون” تكشف الفكر الظلامي لدولة عميقة تمتلك المال و تستثمر في الفوضى و تغرق في الوهم و الفساد…، نظام لم يستطع التعايش مع محيطه، و يعيش توثرا دائما على حدوده الغربية و الشرقية و الجنوبية، و يشتكي جيرانه الأوروبيين من سوء معاملاته…
أمريكا لم تترك الأمر يمر دون عتاب، و لم تفعل مثل روسيا و تخرج إلى وسائل الإعلام تتحدث عن إفتقار الحليف الجزائري لمقاييس الوزن و الهيبة و المواقف على الساحة الدولية…، و لم يقنعها دفاع الإعلام الجزائري عن الرئيس “تبون” و تبرئته من تلك التصريحات، و لا ما قاله القنصل الجزائري في فرنسا للجرائد الباريسية عن حدوث تحريف لتصريحات ساكن قصر المرادية، بل أرسلت سفيرتها القوية لشد أذن النظام الجزائري عبر رسالة تم تحميلها للوزير “عطاف”، مفادها أن أمريكا تتابع بقلق وضعية حقوق الإنسان في الجزائر، و أن ثروات البلاد لا يستفيد منها الإنسان الجزائري، ووجهت السفيرة الأمريكية شكرا مسموما لقصر المرادية على التعاون الأممي، و قالت أنه لا يكفي و أن على الجزائر أن تظهر حسن نواياها في إحلال السلام، و عدم نقل التوتر إلى المناطق التي تعيش ضغوطا كبيرة و قابلة للانفجار كمعبر رفح.
الدبلوماسي الأول في الجزائر “عطاف” و بعد اللقاء، إتفق مع السفيرة الأمريكية على التصريح أمام وسائل الإعلام و على شبكات التواصل، و القول بأنها كانت مقابلة دبلوماسية خالصة للتعاون الدبلوماسي على المستوى الأممي، و أنه جرى مناقشة تطورات الوضع في غزة، لكن الإعلام الأمريكي الذي سرب محتوى اللقاء، أضاف أن أمريكا نقلت إلى الجزائر غضب الرياض بسبب محتوى العمل السينمائي الذي جرى تصويره في الصحراء الجزائرية من طرف المخرج الهندي “بليسي توماس”، تحت عنوان “حياة الماعز”، و الذي يهاجم نظام الكفيل و يظهر المملكة كدولة رق و عبودية، و دمر كل الجهود التي يقوم بها ولي العهد السعودي لأجل تلميع صورة المملكة و إظهارها في توب الدولة الحديثة و المنفتحة.
قصر المرادية احتضن العمل السينمائي رغم علمه أن المخرج الهندي طرد من الأردن، بعدما صور في صحراء المملكة الهاشمية تفاصيل المشاهد الأولى للفيلم، و بعد تسرب محتوى العمل إلى الرأي العام الأردني، وقت الضجة و تمت مصادرة المشاهد التي جرى تصويرها، و طرد الطاقم الهندي من الأردن بأمر من الملك “عبد الله بن الحسين”، و توجه فريق العمل بعدها ليضع طلب التصوير في دولة الاحتلال المغربي، لكن الرباط بعد الإطلاع على مادة الفيلم رفضت منح المنتج رخصة التصوير، الذي توجه إلى الجزائر حسب جريدة “أوراس” المملوكة للمعلق الرياضي “حفيظ الدراجي”، أين وجد المنتج الترحيب و قدمت له مساعدة مالية تقدر بنصف مليون دولار، لتشجيع المنتج على تصوير باقي الأعمال السينمائية في الجزائر، و حسب نفس الجريدة فإن المخرج الهندي تفاجئ بكمية التسهيلات التي قدمت له رغم إطلاع “حميدة عياشي” مستشارة الرئيس “تبون” في الثقافة على محتوى السيناريو.
الفيلم يحكي قصة رجل هندي سافر إلى العربية السعودية من أجل البحث عن الجنة المفقودة، لكن أحد الأثرياء سلبه أحلامه بأن حوله إلى راعي أغنام، يعيش حياة الضياع و التشرد، و بدون مستقبل يهيم مع القطعان في الشعاب بحثا عن المرعى و الماء…، و هو العمل الفني – الأدبي الذي خدش صورة المملكة و جعل النظام السعودي يضع خطة مستعجلة لشراء منصة netflix الأمريكية، من أجل حذف الفيلم و إطلاق إنتاجات سينمائية لإصلاح صورة المملكة و كشف الوجه المتحضر للسعودية.
و بالموازاة مع الغضب الذي أبداه الإعلام الرسمي السعودي، فإن الرأي العام في الرياض صنف خطوة الجزائر بالسماح للمنتج الهندي لتصوير العمل بالصحراء الجزائرية، على أنها عمل عدائي يكشف حقد قصر المرادية على مملكة آل سعود، و أجمع النشطاء بأن الجزائر جزء من الحملة القذرة التي بدأت ضد العربية السعودية على منصة قناة الـ bbc البريطانية، و التي بثت قبل أسبوع وثائقي من جزأين يتحدث عن المؤامرات التي أوصلت الملك “سلمان” إلى الحكم، و جعلت الأمير “محمد بن سلمان” ولي للعهد و مدبرا للشأن الملكي و أمور البلاد، و كشفت كيف وضع الأمير القوي خطط الإقلاع لتكون المملكة السعودية بعد عشر سنوات ذات إقتصاد قوي دون الحاجة للإعتماد المطلق على إنتاج المحروقات، و أضاف النشطاء السعوديون و متتبعي الشأن في المملكة أن ما يحدث من إستهداف للعربية السعودية هو دليل على نجاح خططها، و أعطوا المثل بأن الجزائر رغم أنها دولة منتجة للغاز و البترول إلا أنها دولة ذات إقتصاد ضعيف و بنيتها التحتية مهترئة، بينما دول مثل السعودية و الإمارات و قطر…، التي لا يحكمها الجنود و لا يؤثر تيار الإخوان على قرارها السياسي…، بأنها دول ناجحة و لها رؤيا و إقتصاد قوي و قدرة كبيرة على الصمود.
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك