Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

أبناء الشهداء الصحراويين يباعون للكنائس الأوروبية تحت غطاء “عطل السلام”، و جنوب إفريقيا تستغني عن وزيرة خارجيتها

بـقـلـم : بن بطوش

         و كأن ثمة في البيت الأصفر من يُصِرُّ على إدرام النار في قلوبنا، و هو يسعى بنية خبيثة ليُغيِّر بنية المجتمع الصحراوي نهائيا، و الأمر لا يتعلق بفرد أو بضع أفراد، بل بمخطط شيطاني كامل؛ يُرسلون خيرة الشباب لمواجهة الموت في معارك خاسرة مع مُسيِّرة تراهم و ترصدهم من حيث لا يروها، فتنتزع أرواح من اختارته هدفا لصواريخ الجحيم، و تعيد من بقي يحمل جراحه ليعيش ما تبقى من حياته في أرض اللجوء بساق أو ذراع مبتورة …، ثم يتاجرون بأبنائهم اليتامى، فيبيعونهم للأسر غير المؤهلة لتربية الأطفال في إسبانيا و فرنسا، أو للبعثات و المبشرين في الكاتدرائيات….، تحت  مسمى “برنامج عطل السلام” و  بذريعة الحصول على مقابل يضمن لأسرهم البيولوجية بالمخيمات بعض الإعانات و المال لتأمين قوتهم، و يدفع عنهم ويلات الفقر و التشرد.

         لقد اكتوت أفئدتنا بلهيب تلك الصور المتداولة لأطفالنا الصحراويين المستفيدين من برامج النخاسة أو ما يصطلح عليه “عطل السلام”، كم كانت تلك الصور موجعة و هي توثق لجرائم تعميد فلذات أكبادنا داخل الكنائس لمنحهم صفة “إبن الرب”، حتى تحصل الأسر  الأجنبية على مباركة البابا لأجل تبنيهم ثم العبث بطفولتهم و معتقداتهم و مصيرهم…، بين الصور توجد مقاطع تُظهر نساءا و رجالا مسيحيين في خريف العمر، و هم يحتضنون أبنائنا بعنف، و كأنهم تحصلوا على جوائز ترضي أمراضهم النفسية و عقدهم المجتمعية…، أعيدوا مشاهدة الصور و المقاطع و انظروا إلى ملامح أطفالنا الفزعة و المرعوبة مما رأوه، فهم أقرب إليهم منا، و بسجيتهم الطاهرة رأوا بشاعة ملامح الرجال و النساء و هم متلهفون للحصول على الأطفال…، و كأننا أمام مشاهد من فيلم I Am Slave.

         لم أشعر بهذا الكم من الخزي قبل هذه الصور و المشاهد، إذ يمزقني هذا السؤال: كيف سنعتذر لهم حين يدركون أنهم جرى استغلال براءتهم  و تم بيعهم مقابل بضع أوراق من الأورو؟ و كيف سنشرح لهم يوم يكتب التاريخ أن  أبناء الشعب الصحراوي المسلم قد باعوا فلذات أكبادهم للكنائس و الجمعيات و الأسر النصرانية، كي تحصل القيادة الصحراوية على بعض المال تنفقه على أبناء “الهنتاتة” الذين يغرقون في الغنج بمنتجعات ماربيا و فنادق باريس؟ و كيف سنبرر لهم صمتنا أمام هذا التجارة الحرام قانونا و شرعا…؟، فلو حدث مثل هذا في دولة مسلمة من الجوار و إن كانت ذات ديموقراطية معطوبة، كتونس أو الجزائر أو موريتانيا أو حتى  في دولة الاحتلال المغربي، لأقامت جمعياتها و صحافتها و منظماتها و معارضوها و نشطاؤها و حتى تجار دينها…، الدنيا و لم يقعدوها، و لكانت نكسة وطنية بحجم الكارثة، و لرأينا بينهم  احتدام نقاش وطني يشفي غليل الموجوعين من النازلة، و لدفع المتورطون ثمن جريمتهم.

         حاولت أن لا أربط بين جرائم قيادتنا مع هذا الشعب الكريم و ما يحصل للقضية الصحراوية، لكن ما قام به “الهنتاتة” و بيعهم لحوم أفئدتنا  للجوعى و العطشى في إسبانيا و فرنسا، الذين فاتهم قطار إنجاب الأطفال في خضم حياة المادة التي يعيشونها..، لا يمكن أن يغفر و لا يمكن نسيانه، ذلك أنه قبل بضع ساعات من كتابة هذا المقال، نشر الإعلام الجنوب إفريقي أن حكومة الائتلاف الجديدة لبريتوريا، قامت بالاستغناء عن “ناليدي باندور”، وزيرة خارجية جنوب إفريقيا المقربة جدا من قصر المرادية و صديقة القضية الصحراوية، و أنه سيتم تقديمها للعدالة بعد تورطها في ملفات فساد مالي و رشاوى تحصلت عليها من مصادر مجهولة، و رغم إصرار الرئيس “”رامافوزا على إعادة استوزارها، إلا أنه جرى إبعادها نهائيا، لأن الوضع السياسي القائم في جنوب إفريقيا يؤكد أن الأمر ليس مجرد تصفية حسابات كما قالت بعض الجرائد المنتمية لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذي تنتمي إليه، و الذي خسر أغلبيته البرلمانية لأول مرة منذ 30 سنة، بل بسبب ظهور قومية جديدة في دولة جنوب إفريقيا يقودها  السياسيون من ذوي البشرة البيضاء، و هي من أوصلت “حزب التجمع الوطني الديموقراطي” الجنوب إفريقي إلى السلطة، ليتقاسم الحقائب مع “حزب المؤتمر الوطني الإفريقي”.

         و حسب ما تم تداوله على الصفحات الجنوب إفريقية للحكومة الجديدة، فإن “التجمع الوطني الديموقراطي” الذي كسر سطوة “المؤتمر الوطني” في الانتخابات الأخيرة ببريتوريا يتهم الحزب الأخير بتدمير البلاد، و نشر الفقر و الفساد في مؤسسات الدولة، بعدما تسلم دولة جنوب إفريقيا خلال فترة حكمه و هي تنعم بالمؤشرات الجيدة، و تتربع على اقتصاد إفريقيا و تنافس دول أوروبا في الإنتاجية، و يضرب بها المثل في النزاهة و الرفاهية و توفير الخدمات الجيدة للمواطنين….

         و اليوم حسب الحكومة  المنبثقة بعد فوز “التجمع الوطني الديمقراطي” فقد أصبحت جنوب إفريقيا  بسبب السياسة التي كان تنتهجها حكومات ‘المؤتمر الوطني’ تعادي نصف العالم، و لها مشاكل داخلية مستعصية و يصعب حلها، و تغرق في الديون و التضخم و الجريمة، بسبب سياسة هذا الحزب و وزيرة خارجيته المتهمة بالفساد.

         وصول اليمين في جنوب إفريقيا إلى الحكم، يؤكد أن هذه الدولة تتأثر كثيرا بالمتغيرات التي تقع في دول الصف الأمامي من العالم، لكن لنلقي نظرة بسيطة على اسم الحزب الذي كسر سطوة “حزب المؤتمر الوطني” في جنوب إفريقيا، و يتعلق الأمر بـ “التجمع الوطني الديموقراطي”، و في فرنسا أيضا فاز اليمين تحت اسم حزب “التجمع الوطني” بالجولة الأولى للانتخابات، و الذي يقوده اليميني “جوردان بارديلا”، و الحكومة في دولة الاحتلال المغربي يقودها حزب “التجمع الوطني للأحرار الذي يحسب على أحزاب اليمين، و نحن نعلم أن نجاح هذه الأحزاب و التي تحمل تشابها في الأسماء ليس صدفة، بل أملتها الظرفية الدولية و تؤكد ذكاء الناخب في هذه البلدان، و جميعها تتشارك ليس الاسم فقط بل حتى المرجعية السياسية التي تحكمها عقلية رجل الأعمال، بمعنى أن الدولة في عصر الأحزاب اليمينية تبني علاقاتها على المصالح و منطق الربح و الخسارة، و في دولة الاحتلال المغربي تحصل “التجمع الوطني” على الأغلبية لقيادة الحكومة منذ سنة 2021، بمعنى أن التغيير الحاصل و موجة اليمين في العالم سبقت إليها الرباط قبل سنوات، و أن الناخب في الرباط كان لديه الوعي السياسي الكافي ليعرف كيف يختار البرنامج الإصلاحي ـ التصحيحي الذي يتلاءم مع المتغيرات الدولية بعد مرحلة كورونا، و هذا أمر مفزع، و يؤكد أن المحتل المغربي يمتلك إستراتيجيين من المستقبل.

         نعود إلى  قيادتنا الصحراوية بالرابوني، و بالضبط لنقف خلف زجاج نافذة مكتب الأخ القائد “ابراهيم غالي”، كي نرى العالم بعينيه، حيث تبدو الحياة متوقفة و المشهد الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي للقضية، أسوء مما كان عليه قبل نصف قرن، يوم خرجنا من الصحراء الغربية نبحث عن وطن بديل كي نناضل منه…، من داخل مكتب الأخ القائد يمكننا أن  نرى النهاية التي تبدو عليها الأمور، فالحليف الجزائري مؤمن باستمرار الرئيس “تبون” الذي يساندنا من ندواته الصحفية ثم يرسل مسيراته لتقتل من خرج يسعى لقوت يومه، و فرنسا تستعد لاستقبال أول حكومة يمينية سيمنحها “ماكرون” صلاحيات القيام بما لم يستطعه، و ستتبع فرنسا واشنطن في اعتراف نراه قريبا، من خلف نوافد مكتب الأخ القائد يظهر جيشنا منهكا و يائسا و ضائعا و غير قادر على استرجاع ما ضاع منه، و هو لم ينسى بعد نكسة معبر الگرگرات الملعون، و نفس المكتب يمكنك أن تشاهد وجوه الصحراويين الشاحبة و اليائسة و يمكنك أن تسمع صوت التذمر و هم يتحدثون عن ضياع مشروع و حلم و حياة. 

       إليكم بعض الصور من برنامج عطل السلام لهذا العام، لنقف جميعا على حجم الجريمة  الدينية و الاجتماعية التي ترتكب في حق الأطفال الصحراويين :

 

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد