Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

وفاة السيناتور “جيم إينهوف” تُفقد الجزائر أكبر داعم لها بالإدارة الأمريكية و الرباط تحسم لصالحها صفقات التسلح من واشنطن .

بـقـلـم:بن بطوش

          نكتب هذا المقال و لا يزال في القلب غصة من مشاهد أطفال الشهداء و هم داخل الكاتدرائيات يتعرضون للتعميد، و لا زالت صدورنا لم تشفى من الغبن و الشقاء على ما جرى لأطفالنا بإسبانيا…، و هي المرة الأولى التي أتمنى فيها لقاء الأخ القائد “إبراهيم غالي” لأسأله عن مشاعره، و هو يرى صور فلذات أكباد الشعب الصحراوي يُنَصَّرُون أمام الرأي العام الدولي، دون أن يتحرك له جفن، و لي عتاب على “البشير مصطفى السيد” الذي كتب مرثيته و دعا إلى اجتماع عاجل لإنقاذ ما تبقى من القضية، و نسي أن يكتب و يدعو المؤلفة قلوبهم لإنقاذ الأطفال و استرجاعهم بعدما باعهم “الهنتاتة” في سوق النخاسة للوحوش المريضة، في مجتمع جمعياته تقاضي المعتدين على القطط في الشوارع و ترى الاعتداء على أطفالنا الصحراويين حرية و طبيعة إنسانية… !!

          يصعب تجاوز هذا الكم من مشاعر الحزن و الوجع و نحن لا نعلم مصير أبناء الشهداء بعدما سلمناهم للضياع؛ هم الآن يشعرون بالخذلان و بأنهم لا ينتمون لشيء في هذا الكون الفسيح عدى قضية ينتهي صوتها عند مطار وهران، هم يشعرون أن من أرسل آباءهم للموت باسم القضية هو نفسه الذي باعهم بثمن بخس باسم نفس القضية…، كيف لنا أن نطالبهم بأن يحبوا هذه القضية التي شردتهم و جعلتهم أيتاما و حولتهم إلى سلعة في سوق الإهانة؟… سيأتي يوم نسأل فيه جميعا كيف سولت لنا أنفسنا أن نقبل بهذه التجارة الحرام…؟، و لماذا تواطئنا جميعنا عليهم و سمحنا لـ”الهنتاتة” في زمن الرداءة الصحراوية بمقايضتهم، فالجميع متشاركون في الجريمة، و سنستمر في الحديث عنهم و نحن نُشهد الله أننا بريِِئون من هذه التجارة الحرام.

         قلنا في مقالنا السابق أننا نرفض الربط بين ما يحدث لقضيتنا الصحراوية و جرائم “الهنتاتة”، و لكن مع ما يجري من مستجدات تؤكد أن قضيتنا أصبحت ملعونة، و أن تجرُّؤ “الهنتاتة” على إهانة هذا الشعب سيُعجل بالعقاب…، ذلك أن كبير المدافعين عن القضية الصحراوية و قائد اللوبي الجزائري داخل الولايات المتحدة الأمريكية السيناتور “جيم إينهوف” قد فارق الحياة، و كان الوحيد الذي استطاع مواجهة اللوبي المغربي الذي كانت تقوده “هيلاري كلينتون”،زوجة الرئيس السابق “بيل كلينتون”، داخل الإدارة الأمريكية، قبل أن تخرج من دائرة الضوء و يصبح “جريد كوشنر”، زوج “إيفانكا ترامب”و ابنة الرئيس السابق “دونالد ترامب”، هو المسؤول عن الدفاع على مصالح الرباط داخل الإدارة الأمريكية….أما الآن فالرئيس السابق و الرئيس المقبل لأمريكا “دونالد ترامب” هو أول المدافعين عن مصالح الرباط، بعدما تمكن من إبعاد “جون بولتون”، أحد رموز اللوبينغ الجزائري داخل أمريكا، من منصب مستشار الأمن القومي خلال ولايته الأولى،إرضاءا للرباط، في معركة التموقعات داخل أمريكا العميقة، و التي تحدثت عنها الصحافة الأمريكية بإسهاب.

          في الواقع أن وفاة السيناتور “جيم إينهوف” لم تعلق عليها صحافة الرباط كثيرا، لأنها اعتبرتها هدية متأخرة، قناعة منها أن المغرب حسم جل معاركه مع الجزائر و القيادة الصحراوية و إسبانيا و فرنسا داخل مؤسسات الإدارة الأمريكية لصالحه و بشكل نهائي، بعد التوقيع على اتفاقية “أبراهام”، و الدليل أن السيناتور “جيم إينهوف” فشل قبل أشهر في تحويل مسار تمارين “الأسد الإفريقي” حتى لا تشمل الصحراء الغربية، مما يثبت أن الرباط أفقدته كل قدراته التأثيرية التي كان يتمتع بها خلال بداية ثمانينيات القرن الماضي، و إلى حدود بداية العشرية الأولى من الألفية الثانية، حين كان مؤثرا و كان وراء منع الكونغرس من السماح للرباط بالحصول على تسليح متقدم.

          حدث وفاة السيناتور “جيم إينهوف” المثير للجدل، جعل الإعلام الغربي و على رأسه الإعلام الفرنسي و الإسباني، يُعلق بأن الرباط بعد موته تكون قد حسمت سباق التسلح مع جارتها الجزائر لصالحها نهائيا، و أضاف هذا الإعلام أن الجزائر كانت قد وجّهت طلبا للإدارة الأمريكية عن طريق هذا السيناتور من أجل الحصول على أسلحة أمريكية، لكنه فشل في تمرير الصفقات داخل الكونغرس، لأن الحليف الجزائري بعد الحرب الروسية – الأوكرانية و أيضا بعد غضب موسكو على قصر المرادية، أصبح يعاني بشكل مزمن من مشاكل الوصول إلى سلاسل الإمداد العسكرية، …. نضيف إلى هذه المشاكل عدم إقتناع الجيش الجزائري بالأسلحة الفرنسية و الصينية و اكتفائه بصفقات تجريبية /سرية  من دول حديثة في الصناعات العسكرية؛ كالهند و البرازيل و أستراليا و باكستان، فيما مصانع الأسلحة الأمريكية فتحت و شرعت مخازنها في وجه جيش الاحتلال المغربي ، و وضعت رهن إشارته خبراتها و خبرائها، بعد التوقيع على “اتفاقية أبراهام”، و أيضا تحصلت الرباط بعد الاتفاق على البطاقة الخضراء التي تسمح لها باقتناء الأسلحة الإسرائيلية النوعية، مع نقل التكنولوجيا، كما سرب ذلك الإعلام الفرنسي في صفقة مصانع المسيرات الانتحارية.

          غير أن الإعلام الجزائري و حتى الأمريكي لم يخبرونا بكل الأسرار المتعلقة بـ السيناتور “جيم إينهوف” المثير للجدل، و الذي تقول وثائق ويكيليكس أنه يحصل سنويا على امتيازات مالية من الحليف الجزائري تتجاوز نصف مليار دولار، و كان قصر المرادية يدفع به ليخدم الأجندة المدريدية، عبر إقناع البيت الأبيض من أجل القبول بضم “الناتو” للمدينتين المحتلتين  سبتة و مليلية شمال المغرب إلى مجال نفوذه و أن يشملهم باتفاقيات الدفاع و الحماية، لكن وصول الرباط إلى إتفاق شامل مع أمريكا، جعل البيت الأبيض يرفض طلب السيناتور و أتباعه داخل اللجان التي تراقب جميع الاتفاقيات و الصفقات العسكرية و سياسية و الدبلوماسية، و يسقط المشروع من خطط الكونغرس نهائيا، و هذا سر حزن الإعلام الإسباني على وفاته، لأنه كان يخدم الأجندة الإسبانية بأموال الحليف الجزائري أو بعبارة أخرى كانت خدماته لمدريد مجانية.

          وفاة السيناتور “جيم إينهوف” بالنسبة للقضية الصحراوية لا يمكن اعتبارها مصيبة أو حدثا عظيما، كما يريد أن يُصور لنا بعض المدونين من المخيمات و من المهجر، بل هي مجرد تأكيد على أن قضيتنا تتجه بسرعة  إلى المنحدر، و السبب أنه من الصعب تكرار التجربة بالنسبة الحليف الجزائري و صناعة شخصية قوية و مؤثرة من حجم  السيناتور “جيم إينهوف” داخل الإدارة الأمريكية، بأن تكون شخصية على مقربة من القرار الأمريكي، خصوصا و أن مرشح الرئاسة “ترامب” لا يفصله عن العودة إلى البيت الأبيض غير أسابيع قليلة، و في حملته يتوعد بتطهير الحزب و الكونغرس و البيت الأبيض من معارضي سياساته، و توعد بحل “الناتو”، و الأكثر أنه يتوعد ببناء أحلاف جديدة تقوم على محاور تضم دولا صاعدة، في إشارة منه إلى أبو ظبي و الرياض و الرباط.

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد