Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

هل ذهب “إبراهيم غالي” إلى ايرلندا للاطّلاع على تجربتها مع الحكم الذاتي تحت سيادة التاج البريطاني… ؟!!

بـقـلـم :بن بطوش

        العداء بين أمريكا و إيران وصل نقطة مستحيلة، ذلك أن الكونغرس الأمريكي أبلغ بشكل رسمي البيت الأبيض أن هناك تهديد خطير على الأمن القومي لأعظم دولة في هذا العالم، وقدم وفد من المخابرات الأمريكية أمام صقور الكونغرس تقارير مرعبة عن تهديد حياة ملايين الأمريكيين عبر العالم، و قال رئيس لجنة الاستخبار، “مايك تورنر”، في بيان نشر على قناة CNN الأمريكية أنه “طلب من الرئيس بايدن رفع السرية عن جميع المعلومات المتعلقة بهذا التهديد حتى يتمكّن الكونغرس والإدارة وحلفائهم من مناقشة الإجراءات اللازمة للرد على هذا التهديد بشكل علني و فوري”.

        بعد هذا النقاش الأمريكي الداخلي، ظن الجميع أن الأمر يتعلق بأسلحة استراتيجية جديدة ابتكرتها موسكو، لكن بعد أيام قليلة نشرت وزارة الدفاع الأمريكية قائمة بالأهداف العسكرية التي تشكل خطرا على المصالح الأمريكية، و ضمت القائمة أسماء جنرالات طهران و قيادات من الحوثيين و أفراد جماعات إسلامية تنشط بين سوريا و لبنان و اليمن و إيران…، و كان ضمن الأسماء المستهدفة الجنرال الإيراني “إسماعيل قآاني”،الذي خلف “قاسم سليماني” على رأس “فيلق القدس”.

      و  حسب تسريبات لنشطاء من داخل إيران، فالجنرال “إسماعيل قآاني” بعد أن وجد اسمه على قائمة المحكومين بالإعدام أمريكيا، طلب من القيادة الإيرانية أن توفر له الحماية، فأفتى عليه أحد كبار مستشاري الرئيس الإيراني باستخدام التمويه عبر التجول باللباس النسوي، و تغيير مسكنه كل أسبوع و خصّصوا له بعض الحرس الشخصي، فالتقط له نشطاء إيرانيون صورة طريفة جدا عندما كان يتجول بأحد أسواق طهران رفقة حرّاسه الشخصيين، و هو يضع على رأسه وشاحا أسودا نسوي، و يضع نظارات سوداء و يتجول بين العامة دون حرج، ظنا منه أن هذا يدخل في باب التقية.

        أعجبني تفاعل الجنرال “إسماعيل قآاني” مع نصائح المرشد و مستشار الرئيس الإيراني…، و أعجبني رفضه أن يكون كسابقه “قاسم سليماني”، و تجنب المزايدات و تهديد الأمريكيين بالإبادة و لم يتوعدهم بالمسح من وجه الأرض… كانت فكرة الوشاح ذكية لأن كاميرات التي تحملها المُسيّرات لا يمكنها أن تفرق بين الرؤوس المتلحفة بالسواد، غير أن الأمريكيين حين استهدفوا “أسامة بن لادن”، مؤسس “تنظيم القاعدة”، قالوا عبر تقاريرهم أنهم استخدموا ذخيرة ذكية، جرى توجيهها إلى غرفة نومه من شرفة بيته، و أنهم أصابوه بدقة رهيبة.

    و أضاف التقرير بأن منفذي عملية اغتيال “بن لادن”  كانوا يعلمون أنه وحيد و معزول في الغرفة التي استهدفوها… “بن لادن” لم تحمه جدران المنزل و لا طبقاته و لا تواجده في حي سكني شعبي… !!، لهذا يصعب جدا وضع حياة إنسان تحت رحمة وشاح رأس أسود، إذا ما تعلق الأمر بمواجهة الذكاء العسكري الذي يتوفر عليه الجيش الأمريكي…، و الأخطر أن هذا التمويه (التقية) يثبت بأن تراب إيران مستباح أمريكيا و تعجز طهران بفيالق حرسها الثوري عن حماية قيادييها !!

        و ليت الأخ القائد “إبراهيم غالي” حين نزل ضيفا على الرئيس الإيرلندي في دبلن، عمل بفتوى المرشد و المستشار في الرئاسة الإيرانية و ارتدى اللثام الصحراوي، و لم يكشف من وجهه أمام العدسات غير عينيه، كان ذلك ليحفظ للشعب الصحراوي ماء وجهه و يصون كرامة أهالينا في أرض اللجوء و في الشتات…، و كان الموقف سيحسب له في أمجاده الرئاسية كقائد رفض فضحنا بين الأمم، و ليته ذهب في رحلة على طائرة تجارية، و لم يُحمل بطائرة رئاسية جزائرية، لكن من أفتى عليه بالذهاب بوجه مكشوف و مصافحة الرئيس الإيرلندي أمام وسائل الإعلام، كان يُبَيِّت له النيه و يسعى للتشفي فينا…؟ !!! و إليك الأسباب أيها القارئ الكريم.

        في الأصل كانت الفكرة تقتضي أن يتوجه الأخ القائد إلى إيرلندا و يلتقي برئيس البلاد للنهل من تجربة بلده في صراعها مع التاج البريطاني، و أن يُجالس كبار من بقوا من أفراد الجيش الجمهوري الإيرلندي الذي خاض حربا تحرير ضد  التاج البريطاني، لكن الإنجليز سحقوا تلك الثورات و أبادوا الإيرلنديين الذين دخلوا في حرب أهلية، انتهت بإعلانهم تأسيس دولة إيرلندا التي تتمتع بحكم ذاتي و تابعة للتاج البريطاني…

       الزيارة كانت لتنجح لو أنها  حدثت قبل 70 سنة من الآن، حين كانت حركة IRA في أوج غضبها من خيار الحكم الذاتي، و حين كانت الحرب تُدار بأسلحة تقليدية، و يكفي للتورط فيها أن تمتلك بضع مدافع و راجمات و مروحيات و كانت مضادات الطائرات السوفياتية غالبا ما تنجح في تحييد خطر سلاح الطيران و تعيد الحسم لأرض المعركة، لكن في ضل الهول التكنولوجي الغربي و إيمان الإيرلنديين بأن الحكم الذاتي أفضل من الحرب المستمرة و المجازر التي لا تتوقف ضد العرق الإيرلندي، يمكننا الحكم بأن الأخ القائد “إبراهيم غالي” يجهل التاريخ، و أن من أفتى عليه بالذهاب إلى دولة تتمتع بالحكم الذاتي لاستلهام تجربتها، غايته ليس زرع التوتر بين الرباط و دبلن، بل إرسال برقيات مستعجلة إلى الرباط و إلى الأمم المتحدة و إلى بريطانيا و أمريكا…، بأن نجاح تجربة الحكم الذاتي في إيرلندا قد يكون محفزا للقبول بها في الصحراء الغربية… !!

        المذلة الصحراوية ليست في كون رئيس دولتنا – دون علمه و بغير إرادته- تم تسخيره كطعم لإبراق العواصم المعنية بجدوى الحكم الذاتي، إذا كان على النمط الإيرلندي، و ليس لأن الرئيس الإيرلندي اعتذر للأخ القائد (حسب نشطاء صحراويين) منذ الوهلة الأولى للقائهما أنه لا يمتلك حق إصدار أوامر المساعدات المادية و الدبلوماسية و السياسية، لأن هناك جهاز معقد يخضع للتشريعات مكلف بتوجيه أموال دافعي الضرائب مرورا عبر الأمم المتحدة و هياكلها…، بل لأن الإعلام  الصحراوي و الجزائري المكلفان بتلميع زجاج سيارات و نوافذ القيادة بالرابوني، قال بأن زيارة “إبراهيم غالي”  هي اختراق دبلوماسي عظيم، و هنا  يظهر بأن جهل  هذا الإعلام  يلامس سقف الظلال؛ لأننا احتجنا إلى سويعات قليلة كي نعرف موقف إيرلندا الرسمي من استقبال الأخ القائد، حيث خرج سفير دولة إيرلندا في الرباط ليتحدث بأنه “استقبال غير رسمي”، و أن زيارة الرئيس الصحراوي لا تعني أن إيرلندا تعترف بالدولة الصحراوية أو تدعمها.

        لم تكتفي دبلن بخرجة سفيرها، بل نشرت الرئاسة في بيت الحكم الإيرلندي بيانا تتبرأ فيه مما جاء من قصاصات الإعلام الجزائري و الجنوب إفريقي و حتى الصحراوي، و قالت بالحرف أن دولة إيرلندا لا تعترف بالدولة الصحراوية و أنه ليست هناك نوايا للاعتراف مستقبلا بها… فهل ثمة مذلة أكبر من هاته و هل سبق لشعبنا الصحراوي أن أصابته إهانة أعظم من هاته… !!؟

 

الجنرال الإيراني “إسماعيل قآاني” يتجول بأحد أسواق طهران رفقة حرّاسه الشخصيين، و هو يضع على رأسه وشاحا أسودا نسوي

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد