Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

“سانشيز” يعود لرئاسة الحكومة الإسبانية و “إبراهيم غالي” يتوسل الجزائريين الصبر عليه و يعدهم بعدم الخذلان… !!

بـقـلـم: بن بطوش

         مرة أخرى يُظهر نظام المخزن قدرا هائلا من التبصر و القدرة على قراءة المستقبل، و المشاركة في صناعة أحداثه…، هذا النظام يجيد و يبرع في اختيار أحصنة السباق، لا يرمي بتوقعاته رجما للصدفة، و لا يترك هامشا للمفاجئة، و لا يؤمن بالتنجيم القومجي العاطفي، ذلك أنه بعد إعلان “بيدرو سانشييز” وصوله النهائي إلى الائتلاف الذي سيشكل حكومته و خروجه من حالة الجمود السياسي بإسبانيا التي وصلت شهرها الرابع، تكون الرباط قد أظهرت قدرات خيالية في مراهناتها العملية و العلمية و النفعية، و كشفت أن لديها استراتيجيين أكثر خبرة مما نتوقعه؛ فـ “سانشيز” تحول – فجأة و بقدرة قادر- إلى نجم إسبانيا الأول، و هو يُروِّض للمرة الثانية أحزاب اليسار و يضمهم إلى خططه التي تتعارض و قناعاتهم و تخالف أيديولوجياتهم و تعاكس أماني حلفائهم…، هذا الرجل أصبح خبيرا في ترويض اليسار الإسباني المريض، يسقي أهله من الماء الأجاج للبحر، ثم يعيدهم عطشى إلى دهاليز المعارضة و كأنهم كانوا في حلم، كي يبكوا في صمت خلال الليل الطويل.

         ما فعله “سانشييز” يستحق أن يُدَرَّس في علم الحكامة، و هذا ليس تضخيما لشخصه أو محاولة لجعله بطلا في رواية السياسة الإسبانية، و لكنه  لأنه عانى من أموال النظام الجزائري الذي استثمر و أغدق بجنون لإسقاطه و حجب الثقة عنه، و لتكرار سقطة “ماريانو راخوي” الذي سبقه، و بعد نجاحه في انتخابات سنة 2018 كان قد تمكن من التحالف مع أسوء أحزاب إسبانيا و أكثرهم جرأة على الوحدة الإسبانية و أشدهم  مشاكسة للملك، حزب الـ “بوديموس”، و لم يتنازل لهم كي يشكلوا معه الحكومة، بل هم من تنازلوا له، و بينما هم شركاء له في الحكومة، مرت العلاقات الإسبانية بأزمة عميقة مع الرباط بعد تفجير قضية “بن بطوش”، و أحس بأن  أعضاء الـ “بوديموس” جزء من الأزمة، فقرر أن يجعلهم حلها الأبدي، فضغط “بيدرو سانشييز”على هذا الحزب إلى المستوى الذي جعله ينسحب من الحكومة، و قبيل الموعد الانتخابي ببضعة شهور قرر إنهاء الأزمة و فتح صفحة جديدة مع الرباط و المراهنة دعم مخطط المحتل للحكم الذاتي لتحقيق التفوق الانتخابي، و هو ما أعاد أرقام الاشتراكيين إلى مستوياتها الطبيعية، و جلب لهم دعم الجالية المغربية و تحصلوا على المرتبة الثانية في الانتخابات.

         و بسبب قدرات “سانشيز” التفاوضية، تمكن من إقناع اليساريين للمرة الثانية من أجل التحالف، و هذه المرة تم التقارب بينه و بين حزب “خونتس” الكتلاني و تكتل”سومار” و جرت مياه العشق بين الفرق المتنافرة، رغم أن حزبي”خونس” و  “سومار” يحصلان على تمويلات أيضا من النظام الجزائري (حسب  ما جاء في الإعلام الإسباني)، و يشتغلان لحساب أجندات الجزائر في إسبانيا، و يدعمان قضيتنا الصحراوية، و  على الرغم من  السخاء الجزائري فـ “يولاندا دياز”، زعيمة “سومار”، لم تستطع رفض عرض “سانشييز” الذي عرف كيف  يُقلِّم أظافرها و ينزع أنيابها و يفرغ منها سموم اليسار الراديكالي.

         هذا اليسار الذي أتَّهِمُه دوما في مقالاتي أنه مخادع و غدَّار و متخن بالخيانات…، لم يقنعني يوما بأنه معسكر ينتصر للمقهورين، بقدر ما أنه معسكر لتصريف الأجندات عبر التجارة بقضايا المستضعفين، و نحن أحد هؤلاء المستضعفين المقهورين… نحن أحد الشعوب التي ترضى أن تكون جزءا من قذارة هذه الإيديولوجيا الرديئة، و لن أقبل النقاش في هذه القناعة التي ترسخت لدي؛ لأن التسريب الذي نُشر على الحسابات بمواقع التواصل و المنصات الرقمية الصحراوية، يُظهر الأخ القائد  “إبراهيم غالي” كمن يؤدي مشهدا سينمائيا يشخص فيه دور الرجل الجبان و الضعيف و المتوسل… يُذكرني بمواقف ربات البيوت اللواتي يعانين القهر و العنف من أزواجهن و يتوسلن الصفح و الغفران لأنهن عجزن عن طبخ وجبة من اللاشيء، لذلك الزوج السكير الذي لا يعرف أن ثلاجة بيته فارغة إلا من قنينات الخمر…

         و كلما أعدت المشهد شعرت بأننا تعرضنا لسرقة القرن، لقد سُلب منا المشروع الوطني، فالمقطع المُصوَّر يوضح أن قضيتنا سُرقت منا منذ وقت طويل، حين رهن قادتنا ملفها لدى ساسة قصر المرادية و عادوا إلى المخيمات يتهافتون على المنافع و تحولوا إلى تجار و مهربين و “هنتاتة”…،هذا الشعور السيء نابع من الإجابات التي نحصل عليها بعد طرح الأسئلة التي تحرق كبد كل صحراوي كريم  يوجد في بيته شهيد أو جريح أو أرملة أو يتيم…، فهو يتعذب أمام مشهد توسل الأخ “إبراهيم غالي” لأصدقائنا الجزائريين…

           كان قائدنا يتوسل  و هو يتصنع ابتسامة  صفراء و خداه متورمتان من الخجل و الضعف و المهانة و القهر،… تكلم و هو يضم كفيه إلى بعضهما و كأنه طفلة صغيرة و ضعيفة و ليس قائد شعب…، تلك الأسئلة تضع في قلوبنا كل الخوف…، و التجرؤ على طرحها يحقق المخاوف و يفقدنا الأمل نهائيا، و عما إذا كان ما أنفقناه من العمر و الأجيال هو فقط لنحصل على هذا المشهد البائس للقائد و هو يتوسل و منكسرا لحلفائنا الجزائريين ؟ و هل كان الشهيد “الوالي مصطفى السيد”، مفجر الثورة الصحراوية، سيرضى بهذا المشهد المرعب؟… و كيف أن قضيتنا لم تعد ملك لشعبها و من باع و من خان و من تنازل ؟ !!!، و لماذا يتسول  « الرئيس “ابراهيم غالي” الصبر من الجزائريين و ليس من الشعب الصحراوي ؟؟ !!!، ثم ما السبب الذي جعله يقف في هذا الموقف المحرج جدا و من طالبه بالتضرع للجزائريين هكذا و بكل إنهيار و صفاقة؟ و  بالتالي هل  طالبته القيادة الجزائرية بأمور لا يستطيعها كإيجاد مأوى للصحراويين بعيدا عن أرض اللجوء في تندوف مثلا ؟ و هل أصبح أهالينا اللاجئون  يشكلون وزنا زائدا فوق التراب الجزائري ؟ و هل تتعرض الجزائر لضغوط دولية بسبب اللاجئين و القضية الصحراوية ؟ و لماذا لا يصارحنا الأخ القائد في خطاب مكاشفة و يخبرنا ماذا يجري للقضية؟ أم أن الحليف يريد تصفيتها و كأنها شركة خاصة للجيش الجزائري لم تعد تدر الأرباح… !!؟

         حتى نتفوق على مشاعرنا و نتجاوز الإحباط الذي دفعنا إليه الأخ القائد و هو يتوسل و يستعطف كالأسير…، سنحاول تحليل المشهد الذي سُجِّل خلسة بحضور قيادات من دولة الحليف و شاركت في اجتماعه مناضلات السمر الصحراويات، و أراد الأخ القائد أن يُحمّل الحاضرين رسائل قهره  و ضعف وسيلته إلى كبير الجيش و ساكن قصر المردية، حتى نستطيع فهم ما سيترتب على هذا المشهد الفضائحي، و لأن انفراطه من الهواتف إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ذبح القضية و الشعب الصحراويين، و تحول إلى هدية لإعلام الاحتلال المغربي، و  ورقة في أيدي النظام المغربي الذي سيحمله إلى الأمين العام  و المبعوث الشخصي و كبار مجلس الأمن…، و سيصبح دليلا دامغا بأن تنظيمنا السياسي، “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب “، مجرد مقاولة جزائرية كما يروج إعلام الرباط و مثقفوه، و الشهادة الموجودة على المقطع ليست من مقاتل صحراوي أو سجين سابق أو منشق أو معارض حاقد…، بل هي من كبير القوم و قائد الدولة الصحراوية، الذي يبدو كمختطف أو رهينة لدى الجزائريين…. الأصدقاء.

         انتماؤنا و وطنتينا قبل التسريب لن تكون نفسها بعده، و الدليل أننا قبل أن نرى “إبراهيم غالي” متوسلا للجزائريين و يسألهم الصبر، كان مقاتلو الجيش الشعبي الصحراوي يظنون أنهم يخوضون حرب تحرير لوطنهم المحتل، و يخرجون مكرهين لمواجهة مسيرة القاتل المتسلسل “يعني”، و رغم أنهم يعرفون أن فرص رجوعهم من المعركة ضئيل جدا  و يقبلون بالشهادة ظنا أنها ستكون خالصة لوجه الشعب الصحراوي و قضيته… و بعد المقطع المسرب تبين أن كل الشهداء كانوا وقودا لحرب جزائرية بالنيابة ضد جيش المغرب، و أن الأخ القائد أبلغه النظام الجزائري بأن القضية فقدت كل صلاحياتها و لم تعد لديها آمال، و أن الجزائر لم تعد بحاجة لها لصعوبة تحقيقها أي هدف مع اصطفاف العالم بجانب الرباط، و لذلك الجزائريون اليوم يضغطون على البيت الأصفر ليذهب بالشعب الصحراوي إلى خلاء  آخر غير خلاء تندوف….

       المصيبة أن الأخ القائد متورط في صفقة مع الجزائريين لا علاقة لها بأهداف الثورة و مبادئها و هذا ما يجعلنا نشعر بالخيانة، و هذا ما أوجعنا، كون الغالبية العظمى بدأت تقتنع لديه أن القضية الوطنية تحتضر ، و الكل ينتظر رصاصة الرحمة من باريس التي أبلغت قصر المرادية قبل أسابيع من جلسة القرار 2703، تُعْلِمُه برفض  قصر الإليزيه مطالب سفارة الجزائر لاستخدام الفيتو من أجل منع تمرير القرار الذي يسقط الاستفتاء من مهام بعثة المينورسو و يحولها إلى بعثة لمراقبة وقف إطلاق النار فقط، و هذا المقطع المسرب  – حسب  بعض المصادر- قد يكون من لقاء مع القيادات الجزائرية مباشرة بعد جلسة أكتوبر و المصادقة على القرار 2703.

 

           لمشاهدة  مقطع الفيديو يمكن الاستعانة بالرابط التالي:

 

https://www.youtube.com/watch?v=E_HihpoZ0c0

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد