Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

مجلة “جون أفريك” تتطرق للتنافس القائم حاليا بين الصين و الإتحاد الأوروبي حول الصيد بمياه الصحراء الغربية

          نشرت مجلة « jeune afrique » الفرنسية، على عمودها “match de la semaine“، مقالا تحت عنوان:”بين الصين والاتحاد الأوروبي، لعبة صعبة للاستمتاع بمياه الصحراء الغربية الغنية بالأسماك”، تطرقت فيه إلى انزعاج الاتحاد الاوروبي من التقارب المغربي الصيني، و إلى  الفخ الذي أوقع فيه الاتحاد الاوروبي نفسه  بعد قرار المحكمة الأوروبية القاضي بإلغاء اتفاقيتي الصيد البحري و الفلاحة  مع المغرب.

          و كشفت المجلة الفرنسية بأن بكين تتوفر على العديد من سفن الصيد في المغرب ، و كانت تترصد لعدة سنوات أي هفوة من الاتحاد الأوروبي  تجاه  المغرب لاستغلالها من أجل  عقد اتفاقية مع هذا الأخير لمضاعفة عدد سفنها و هو الأمر الذي أثار استياء الاتحاد الأوروبي، الذي ألغت محكمة العدل التابعة له  مؤخرا الاتفاقيات مع الرباط.

          و  جاء في المقال  بأن الوضع قد يبدو متناقضا إلى حد ما؛ حيث في الوقت الذي اتخذت فيه إسبانيا وفرنسا خطوة تاريخية لصالح “مغربية الصحراء”، قررت محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي، في أكتوبر، إلغاء اتفاقية الصيد البحري التي تربط  سفن أوروبية بالمغرب، على أساس أن هذه الاتفاقية  تم توقيعها دون  استشارة و موافقة شعب الصحراء الغربية… و قد كشفت المجلة الفرنسية بأن الحُكم أثار عدم الفهم والغضب في المغرب وكذلك في أوروبا، وخاصة في إسبانيا، حيث صرح عضو البرلمان الأوروبي الإسباني، ” فرانسيسكو خوسيه ميلان مون”، في بروكسل في أكتوبر الماضي بأن “فقدان منطقة الصيد المحتملة هذه يمثل ضربة قاسية ، خاصة بالنسبة للأسطول في خليج قادس ، الذي يعاني بالفعل من تخفيضات في حصص السردين” .

             و بخصوص هذه المسألة، وردا على مخاوف أعضائه، قال الاتحاد الأوروبي، على لسان “أورسولا فون دير لاين”، رئيسة المفوضية الأوروبية،  و”جوزيب بوريل”، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي، إنه يعتزم “الحفاظ على العلاقات الوثيقة مع المغرب ومواصلة تعزيزها في جميع مجالات الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وفقا لمبدأ “الميثاق شريعة المتعاقدين”.

          و ذكّرت المجلة الفرنسية، بأن الاتفاق الذي تم إلغاؤه دخل حيز التنفيذ في عام 2019، و سمح لـ 128 سفينة تابعة للاتحاد الأوروبي  بالصيد في “المياه المغربية”ومنح تصاريح لألمانيا وفرنسا وإسبانيا وأيرلندا وإيطاليا ولاتفيا وليتوانيا وهولندا وبولندا والبرتغال، و حدد متوسط المساهمة السنوية للاتحاد بمبلغ 40,15 مليون يورو (بزيادة مبلغ 30 مليون يورو مقارنة بالمنصوص عليه في البروتوكول السابق)،  و أوضحت بأن المستفيد الرئيسي من الاتفاق، هي الجارة الأيبيرية،  التي تشغل أكثر من 90 سفينة، والتي توفر خمس إنتاجها السنوي، و هو الأمر الذي جعل رئيس  الدبلوماسية الإسبانية،”خوسيه مانويل ألباريس”،  يخرج في اليوم التالي لحكم محكمة العدل الأوروبية بتصريح يؤكد فيه بأن الحكومة الإسبانية ستواصل العمل مع الاتحاد الأوروبي والمغرب للحفاظ على “العلاقة المتميزة” مع الرباط ومواصلة تطويرها.

           المقال تطرق إلى المخاوف الأوروبية  من  دخول الصين على الخط ، خصوصا وأنه بمجرد صدور حكم المحكمة الأوروبية،  وقّع المغرب مذكرة تفاهم مع الصين في 4 يوليو 2023 و تبعتها الزيارة الخاطفة التي قام بها  “شي جين بينغ”  في 22 نوفمبر الماضي ،  و تساءلت المجلة إن كان هذا من قبيل المصادفة أن يتزامن تاريخ  توقيع مذكرة التفاهم مع الصين مع انتهاء الاتفاقية مع الاتحاد الأوروبي التي حدثت في يوليو 2023؟

          جوابا على هذا السؤال، قالت المجلة بأن المصلحة  بين المغرب و الصين لا تعود إلى عام 2023 ، لأن الصين تدير بالفعل سفنا في المغرب وقبل ثلاث سنوات، احتفلت بكين بإطلاق ثلاث سفن جديدة في المغرب تديرها شركة مقاطعة شاندونغ لصيد الأسماك في المياه البعيدة، و كشفت بأنه”لفترة طويلة أصبح المغرب منطقة الأسطول الإسباني وجهة مفضلة لشركات الصيد الصينية” ، كما يقول موقع SeafoodSource ، الذي يذكر أنه في عام 2019 ، أرسلت شركة أخرى مملوكة للدولة (China Aquatic Products Zhoushan Marine Fisheries Corp) “ثماني سفن جديدة إلى المغرب لصيد الأخطبوط والأنواع الأخرى“.

      و ختمت المجلة الفرنسية مقالها بالقول إن السلطات المغربية لا تخفي رغبتها في الانفتاح على الشركاء الآخرين و باعتبارها ثالث أكبر شريك تجاري للمغرب بحجم تجارة بلغ 7.6 مليار دولار في عام 2022، فإن الصين بمقدورها ان تجعل المغرب يستغني عن الاتحاد الأوروبي في مسألة اتفاقية الصيد البحري  و كذلك الأمر بالنسبة لروسيا التي تستعد لتوقيع اتفاقية صيد الأسماك مع المغرب لمدة أربع سنوات على الأقل، بعد الحصول على تمديد العقد الحالي.

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد