عادت الدرونات – أو كما نسميها في مقالاتنا “الشيطان يعني” – لتضرب و تزهق الأرواح الصحراوية، لكن هذه المرة ليست مُسيِّرات جيش المحتل المغربي، بل هي مُسيِّرة تابعة الجيش الجزائري، التي قصفت صباح يوم الثلاثاء 28 ماي 2029، منجما يشتغل به منقبون صحراويون من المخيمات و عدد من المواطنين الموريتانيين و الأزواديين، و تسبب القصف الذي تكرر عدة مرات ، حسب شهود عاينوا تفاصيل ما حدث و وصفوه بالعدوان و الجحيم، في مقتل تسعة أشخاص ثم نقل جثتهم إلى داخل المخيمات، رغم أن بعضهم لا ينتمي إلى اللاجئين الصحراويين.
و قال بعض النشطاء ممن تداولوا الخبر أن العدد قد يرتفع ليصل إلى 15 من شهداء لقمة العيش…. كما زاد الشهود بأن المنقبين لم يتوصلوا بأي إنذار من السلطات الجزائرية التي كانت تعلم أن المنقبين يقومون بحفر مناجم سطحية بحثا عن عروق الذهب، و أن هذا النشاط الاقتصادي كان يحدث طيلة السنوات العشر الماضية على مرأى و مسمع من سلطات الدولة الجزائرية، التي لا تبدي أي معارضة على التنقيب، و أن الهجوم جاء مفاجئا و غير منتظر، و أن من استشهدوا ليسوا مقاتلين و لا أفراد تخلوا عن الخدمة العسكرية، بل هم شبان فقط يعيلون أسرا صحراوية تعاني من صعوبة الظروف الاجتماعية داخل المخيمات.
المصادر قالت بأن السلطات الجزائرية أبلغت نظيرتها الصحراوية بأن المنقبين الذين جرى استهدافهم كانوا يشكلون خطرا أمنيا بالمنطقة، و أنهم لم يستجيبوا لتحذيرات دورية عسكرية، و أن تحركهم بمنطقة أكيدي كان مشبوها، و أنه كان الأفضل لهم التواجد مع الجيش الصحراوي على جبهات القتال عوض ترك الحرب و التفرغ لنبش الأرض بحثا عن عروق الذهب.
الحادث خلف غضبا صحراويا عارما داخل المخيمات، لدرجة أن هناك أصوات تنادي بالانتقام من أفراد الجيش الجزائري، كرد فعل على الجريمة الشنيعة التي أحدثتها المسيرة في حق المنقبين العزل، و نشر عدد من الصحراويين عبر تطبيق التراسل الفوري واتساب، أن الشعب الصحراوي أصبح بين نارين، و أن المسيرات تلاحقه داخل التراب الجزائري و خارجه، و أن من أخطأته مسيرة “الشيطان يعني” التابعة لجيش الاحتلال المغربي، لن ينجوا من مسيرة الجيش الجزائري.
يحدث كل هذا و البيت الأصفر المنقوع لا يزال صامتا و لم يصدر أي بلاغ رسمي يدين فيه أو يشرح ملابسات القصف الجزائري لمنقبين صحراويين خرجوا يبحثون عن لقمة العيش و عادوا إلى ديارهم جثثا هامدة….. لنا عودة للموضوع
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك