Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

لماذا تعاقد “شنقريحة” على شراء مقاتلات صينية رغم أنها لم تُختبر بعد في الحروب… ؟!!

بـقـلـم : بن بطوش

         الجميع استيقظ هذا الصباح و في قلبه فزع و ذعر، و عيناه على القنوات التي تتاجر بمآسي أهل غزة و يتزاحم صحفيوها في الخنادق مع المقاومة، لفضح أماكن اختبائهم تحت ذريعة السبق الصحفي و نقل البطولات…، و كلنا نبحث بين ركام الأخبار عن ماذا بعد انقضاء المهلة التي تبدو أقصر من أيام الطمث عند نساء هذا الكوكب؟… مهلة ذات أربعة أيام جرى تمديدها ليومين إضافيين، و التي فجر الإعلام الأمريكي فضيحة بخصوصها بعدما سوقتها قناة “الجزيرة”كاختراق للدوحة في هذه الحرب الظالمة، و قالت أن وساطة قطر هي من أثمرت عن هذه الهدنة، فيما الإعلام الأمريكي نشر أخبارا بأن الشركات الإسرائيلية-الأمريكية الكبرى، و التي تفتي في سياسة العالم كل صباح من واشنطن، هي من ضغطت على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بعدما تضررت مبيعاتها بسبب الحرب، و طالبته أن يتوقف عن تأجيج مشاعر الكره ضد منتجاتها عند الشعوب، و إلهاء العالم بحربه المدمرة ضد الأبرياء، و أن يترك للشركات بعض الأيام لإغراء الزبائن انطلاقا من الجمعة حيث تعلن المتاجر عن تخفيضاتها تحت مسمى الـ “Black Friday“.

         الدوحة حتى الآن لم تعلق على ما تداوله الإعلام الأمريكي و ما روجت له حسابات الخبراء بسخرية على منصة “إكس” (X)، لكونها منهمكة في الترويج لانتصارات “حماس” التي افتكت – حسب الرواية القطرية- صفقة إطلاق سراح 150 أسير فلسطيني لدى إسرائيل، مقابل 50 أسير إسرائيلي لدى “حماس”، مع العلم أن عدد الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية، حسب السلطة الفلسطينية، منذ سنة 1967 إلى الآن، يتجاوز المليون أسير، بينما “حماس” تحت قبضتها – حسب ما صرحت به تل أبيب- 230 أسير، و تقول “حماس” أن عددا من هؤلاء الأسرى الإسرائليين فارقوا الحياة تحت القصف إما بسبب الإصابة المباشرة للأنفاق بالقذائف، أو بسبب الرهاب نتيجة أصوات الانفجارات.

       و جاء في القصاصة القطرية أن لائحة الأهداف التي حققتها “حماس” في هذه الحرب كثيرة جدا، و أهمها استمرار الحركة رغم تراجع قدرات “كتائب القسّام”، و نسيت قطر أن تبث مسيرات أهل غزة و هم يحملون الأعلام البيضاء و يهتفون في الشوارع المدمرة بإسقاط “حماس”، و أن تذيع بأن مغامرة هذه الأخيرة كلفت شعب غزة أزيد من 20.000 شهيد، و أن تجيب على الأسئلة الكبيرة و الموجعة التي تقول: هل يمكن إقناع أب فقد فلذات أكباده بهذا الانتصار ؟… و هل يجوز الاحتفال بهذا النصر أمام أعين أم أُخرجت من جوف الركام وحيدة دون باقي أفراد أسرتها؟…و هل يستطيع إعلام الدوحة أن يقنع طفلا سيُكمل حياته يتيم الأبوين و بساق مبتورة و أن موت أهله كان مقابل حياة الأسرى الذين ستحررهم إسرائيل؟!!… هل تستطيع قطر أن تُخبر الفلسطينيين أن “حماس” مستمرة في التواجد لأن قيادتها تخاطب الفلسطينيين من فنادق الخمس نجوم في الدوحة و لا يعرفون عن الحرب غير ما يشاهدوه في الإعلام… !!؟

         القياس بميزان العقل كثيرا ما يفضح النوايا و يعري الأخطاء التي نكررها كعرب تعاهدنا على البؤس و نصرة قضايانا بالدماء، تعاهدنا على الشقاء، و تعاهدنا على التضحية بالأجيال لأجل انتصارات لا يمكن رؤيتها إلا من أبراج قطر و ساحات طهران…، و حتى لا تجرفنا أمواج الهدنة الأكذوبة في غزة، نعود لنفتح ملف الصفقات العسكرية الجزائرية التي وقعها كبير الجيش، “سعيد شنقريحة”، بعدما سرب الإعلام الفرنسي – عن قصد أو من دونه- أن موسكو أبلغت الجزائر بأنها لن تسلمها الطلبات العسكرية في الوقت المتفق عليه و التي كلفت قصر المرادية 17 مليار دولار،و خصوصا طائرات SU-35 و الـ SU-34، بسبب الحرب الأوكرانية التي غرق فيها جيش “بوتين” حتى أذنيه، بل و طالب الكريملن، عبر “شوغاييف ديميتري”، مدير المصلحة الفيدرالية للتعاون العسكري و التقني، من الجزائر إرسال الطائرات الجزائرية القديمة، التي سبق أن اشترتها من روسيا، من طراز SU-24M المقنبلة، بعدد 28 قطعة إلى سوريا، بعدما سحبت روسيا  من نظام الأسد كل سلاحه الجوي، على أن يتم تعويضه بالطائرات الجزائرية، التي ستتكلف بإلقاء البراميل المتفجرة و قنابل الفسفور و قذائف غاز السرين على الأطفال السوريين.  

         المفاجئة أن الروس سحبوا الأسطول الحربي  الجوي من سوريا و لم يرسلوه إلى الجبهة الأوكرانية بل تم توجيهه على عجل إلى فنزويلا، حيث من المنتظر أن تنشب حرب أمريكية – روسية بالوكالة على الحدود بين  دولة غيانا و فنزويلا، على خلفية إعلان الرئيس الفنزويلي، “مادورو”، في تدوينة له أنه قرر ضم إقليم إسكويبو، حيث الثروة الغازية و النفطية الهائلة التي عثرت عليها الشركات الأمريكية، و أعلنت فنزويلا أن خبراء روس أجروا اختبارات على الآبار في الإقليم و اكتشفوا أنه ينهب الثروة النفطية الفنزويلية، باعتبار أن إقليم إسكويبو التابع لدولة غيانا يقع على الحدود مع دولة فنزويلا، و يشترك معها في الحوض النفطي، و أن الولايات المتحدة الأمريكية أخذت تهديدات الرئيس الفنزويلي بعين الاعتبار، و قررت نشر قواتها بأعداد كبيرة هناك لحماية مصالحها الاقتصادية، و أيضا لضمان أمن دولة غيانا الحليفة لواشنطن.

         و الواضح أن روسيا تريد جر فنزويلا إلى حرب مدمرة مع جارتها غيانا لإشعال محيط  الولايات المتحدة الأمريكية، و لدفع البيت الأبيض لتذوق مرارة الحرب على الحدود و استقبال أفواج النازحين، خصوصا و أن البرازيل، أهم حلفاء أمريكا يتشارك الحدود مع الدولتين، و تجهز نفسها بقوة لدعم غيانا ضد فنزويلا، و الأكيد أن الخاسر الأكبر من هذه الحروب التي تخوضها روسيا هو النظام الجزائري، لأن كل ترسانته الحربية روسية الصنع و العقيدة، و عقوده مع الكريملن تتضمن بنود استرجاع روسيا لهذه الأسلحة في حالة الحاجة إليها، مما يورط الحليفة الجزائر في صراعات هي بعيدة عنها و لا تعنيها.

         و هذا الوضع المستجد جعل سلاح الجو الجزائري المكون من طائرات SU-30 و الـ 29MIG في وضع متخلف عن صراع التوازنات الجهوية بشمال إفريقيا و جنوب أوروبا، مع العلم أن مدريد ستتسلم الدفعة الأولى من مقاتلات الأورو- فايتر بداية السنة القادمة، و الرباط ستتسلم الدفع الأولى من مقاتلات F-16 BLOC 70، رفقة حزمة من التسليح الذكي ابتداءا من منتصف السنة القادمة، و كلها مقاتلات من الجيل الرابع و الخامس، بينما الجزائر سيبقى أسطولها الحربي يحتوي على مقاتلات الجيل الثاني، و هذا الإشكال دفع كبير الجيش الجزائري للبحث عن بدائل عملية تقلص الهوة مع الجيران.

         هذا الوضع المقلق، دفع “شنقريحة” للتوجه إلى بكين من أجل البحث عن خيارات أحسن، و تمكن من التعاقد مع الصين على طائرات مقاتلة من طراز J-10C و J-20C، الملقبة بـ “التنين الجبار” دون تحديد العدد، لكن الإعلام الفرنسي أشار إلى أن الجيش الجزائري في حاجة على الأقل إلى 30 طائرة حديثة، بعد إخراجه الأجيال القديمة من الخدمة و بسبب مشاكل تقنية في الطائرات الحديثة المتوفرة من الجيل الثاني، لكن المشكلة كون هذه المقاتلات الصينية لم تُختبر بعد في الحروب الحقيقية، و أن الصينيين قرروا إدخالها الخدمة في الجيش الشعبي الصيني، بعد تعذر حصولهم على طائرات روسية، لكنهم جعلوها، طائرات المستوى الثاني المخصصة للاستطلاع و الدعم الجوي و تحقيق السيطرة عبر الكثافة العددية، نظرا لأن بصمتها الردارية كبيرة و التي تجعل مسألة رصدها سهلة جدا بالنسبة للخصوم، و لذلك فهي بالنسبة للصينيين ليست طائرات رئيسية للحرب في ما يعرف بـ “قتال الكلاب” الجوي،DOGFIGHT،عند عمليات اعتراض طائرات العدو القوية في الجو…

          و تعاقد الجزائر على هذه الطائرات لدمجها في المنظومة العسكرية الجوية الجزائرية، خلق جدالا بين الخبراء العسكريين في المنتديات، ممن اعتبروا أن في الخطوة مغامرة كبيرة، و أن الجزائر كان أمامها خيارين أفضل أولهما؛ طائرات الرفال الفرنسية الشبحية، و طائرات الأوروفايتر (التايفون) التي يجري إنتاجها بالشراكة بين ألمانيا و بريطانيا و إيطاليا داخل مصانع شركة AIRBUS، و تعتبر المقاتلة الرئيسية داخل الإتحاد الأوروبي، و يمكن دمجها في الجيش الجزائري بسهولة، عكس المقاتلات الصينية المكونة من تكنولوجيا ثلاثية؛ فهي تضم محركات السوخوي الروسية، و لها نظام ملاحة و توجيه يعتمد على الرادارات الإسرائيلية و خوارزميات أمريكية، بينما البرمجة التواصلية صينية و التسليح صيني محض، و الجيش الجزائري لديه تكوين فرنسي – روسي، و هذا التحول قد يسبب الارتباك لسلاح الجو الجزائري، و سيحرم الجزائر من التفوق الاستراتيجي بالمنطقة، أمام السلاح  الجوي الإسباني و المغربي.

 

 

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

        

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد