قيادة الجيش الجزائري تستنفر أجهزتها بعد تسريب وثيقة عسكرية تظهر تعرض منظومة سS-300 لتشويش أخرجها من الخدمة
أكدت عدة مصادر أن الجيش الجزائري استنفر جميع أجهزته من أجل تحديد الجهة التي تسببت أو التي تقف وراء تسريب وثيقة، وصفت بـ “الشديدة الحساسية”، لأنها تكشف ضعف المنظومة الدفاعية للجيش الجزائري، التحقيق كان من أجل ترتيب المسؤوليات و معاقبة الجهة المتورطة في التسريب، و ذلك بموجب القانون الذي تم تعديله في ماي من هذه السنة، من أجل معالجة مشكل نزيف التسريبات الذي كانت تعانيه الدولة الجزائرية على جميع الأصعدة، خصوصا و أن معارضين من خارج الجزائر كثيرا من كشفوا عن حصولهم على نسخ من مراسلات حساسة المفروض أنها مصنفة ضمن اسرار البلاد، وردت بين قصر المرادية و رئاسة الحكومة، أو بين قيادات الجيش و باقي النواحي العسكرية.
الوثيقة كما هو مبين في (الصورة أسفله) ، تحمل طابع مستعجل جدا، يتأسف فيها قائد الناحية العسكرية الثالثة التي تضم بشار و تندوف على إبلاغ قادة الجيش المركزية بحادث وصفته الرسالة بالخطير، و يتعلق بتعرض منظومة الدفاع الجوي S-300 لتشويش قوي جدا تسبب في تعطيل رادارات المنظومة و إخراجها من الخدمة، حيث أصبحت المنطقة العسكرية الثالثة بدون قبة حماية صاروخية، و لا تستطيع التعرف على أنواع الأخطار العدائية العسكرية، في حالة نشوب نزاع مسلح.
و تحدد المراسلة منطقة الجنوب الغربي المتاخمة للصحراء الغربية و تحولها إلى نقطة عمياء بدون حماية، و تضيف أن المنطقة تعرضت لهجوم إلكتروني منظم و مجهول المصدر، أفقد المنظومة الدفاعية قدراتها الرادارية، و تلتمس المراسلة فتح تحقيق من القيادة العسكرية الجزائرية لفهم ما وقع و تحديد الجهة المسببة للخطر.
و عند تواصلنا مع خبراء الدفاع و الحروب في منتدى التسليح العربي، فقد تحصلنا على مجموعة من المعطيات التي تقول أن الحادث عادي جدا بالنسبة لجيش لا يزال يعتمد على نظام دفاع جوي يعتبر متخلفا، عطفا على القدرات الصاروخية التي أصبحت متوفرة، و أيضا بعد أن أتبتت تلك المنظومة عجزها في حرب كرباخ و الحرب السورية و الحرب الليبية و الحرب الأوكرانية، و أنه في حال فتح أرشيف المراسلات العسكرية الجزائرية، سيتأكد الجميع أنه ليس بحادث منفرد، بل هو حادث متكرر منذ بدأ تداريب الأسد الإفريقي، لأن الولايات المتحدة الأمريكية تفضل دوما في تداريبها السلامة العسكرية، و تعمد إلى تعطيل مثل هذه المنظومات قبل أسابيع من بدأ التمرين بالذخيرة الحية، لعدم تقتها في المنظومات الدفاعية الروسية التي يمكنها أن تتفاعل بالخطأ مع التحركات العسكرية التي تقع ضمن نطاقها الراداري.
الخبير العسكري أكد أيضا، أن الجزائر إذا لم تنوع منظومتها الدفاعية و ضلت تكتفي بنسخ تجارية روسية، فإنها ستصبح فريسة سهلة للأسلحة الأمريكية، و التي تعتبر الحرب الإلكترونية أساس عملها، كما حدث في حرب أوكرانيا بعد توصل الجيش الأوكراني بمقاتلات F-16، التي لم تتمكن رادارات الـ S-400 من رصدها و تعرض العمق الروسي إلى قصف شديد للمرة لأولى إلى حدود 20 كلم، دون أن تطلق الدفاعات الجوية الروسية صاروخا واحدا على المقاتلات الأمريكية الصنع.
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك