ضغوط أممية لفرض الحكم الذاتي حلا لقضية الصحراء الغربية و المحتل المغربي يُجهِّز لگويرة لاستقبال اللاجئين الصحراويين… !!
بـقـلـم : بن بطوش
نحن نرتب فقرات مقالاتنا حسب أحرف المنطق، و وفق الحقيقة التي تهدينا كشعاع الشمس و نراها شفافة و منيرة جدا و طاهرة، لهذا نحن على هذا المنبر الحر لا نجد مشقة في أن نقول للجميل أنت جميل و إن اختلفنا معه في المبدأ و التوجه و حتى في العقيدة، لأن حكمنا إنساني و صحفي و عقلاني جدا، و أيضا لا نجد مشقة في أن نقول للقبيح الفاشل حَسِّن من وضعك و ارتقي بحالك و نظف مزاجك و طهِّر روحك…، حتى و إن كان يمثلنا و ينتسب إلى جيناتنا و يقاسمنا رغيف الصبر في المحنة…
لهذا أيها القارئ الكريم تجدنا على هذا الموقع الحر نفتح أمامك ما تحاول القيادة و زبانية البيت الأصفر الشمولي الحكم إخفاءه… نضع رهن إشارتك كمًّا من المعلومات التي لا يمكنك أن تجدها في منصة أخرى، و نفرد لك صدر الحقيقة عاريا من التحفظات، و في مختبر فكري بعيد عن حرّاس القومجية و سدنة القبلية…، نركب لك أعقد التحاليل و الأكثر جودة و مصداقية على الإطلاق، لأننا نفخر بك و بهذا الجيل من القراء الذي صنع وعيا متقدما و متفوقا حتى على أعتى “هنتاتي” البيت الأصفر، و نبلغكم أيها القراء أن ما تراسلونا به هو مصدر فخر لنا، و شهادة أننا نجحنا و إياكم في رفع وعي جيل بأكمله، نحن اليوم معكم و بكم نمثل التحول و التطور.
ثمة فقرة وجب منا إشراكها في هذا المقال، بعدما حمَّلني بعض إخواننا الليبيين رسالة و استحلفوني أن أشاركها مع الشعب الصحراوي الكريم…، و تقول الرسالة أن الشعب الليبي غاضب جدا من الشعب الصحراوي، و يتهمونه بالنكوص و التقاعس عن نجدة الليبيين، و قالوا أن الشعب الصحراوي الحالي فقد الكثير من قِيَّمه التضامنية و فقد الكثير من نخوته العروبية و الإنسانية، و أن الإنسان الصحراوي الذي شارك في الحرب القذرة للراحل “القذافي” ضد الليبيين، و استمر في إراقة الدماء الليبية الزكية في خلال الحرب الأهلية…، كانت أمامه فرصة ذهبية لغسل يديه من دماء الليبيين، بنجدة المنكوبين في إعصار “دانيال” الذي جرف مدينة درنة بأكملها، لكن تبين أن الإنسان الصحراوي تغير كثيرا، و فقد العديد من صفاته… (انتهى مقروء الرسالة).
و الواضح أيها القارئ الصحراوي الكريم، أن الغضب عند الأشقاء الليبيين لم يكن بسبب عدم فزع الصحراويين لإنقاذ و نجدة إخوانهم بمدينة درنة المنكوبة، بل السبب من إعلام الحليف الجزائري الذي ضايق الشعب الليبي و هو يمُنُّ ليلا و نهارا عليهم بالمساعدات التي قدموها لهم، و يزدرون الجهود الليبية و يتهكمون على ضعف البنى التحتية في ليبيا…، فكانت غرفة النقاش تضج بالأصوات الصاخبة أشبه بساحة خصام، تبادل فيها النشطاء الجزائريون المتعصبون و الليبيون الغاضبون كل أشكال السباب و القذف، و المحزن أن المتدخلين الليبيين كان جلهم يشكر المغاربة على رفضهم المساعدات الجزائرية، و قالوا أيضا أن المغرب رغم مأساته أرسل فريقا من الخبراء لإنقاذ ما تبقى من السدود التي صمدت أمام اختبار الإعصار، و تساءلوا كيف لم يتطرق الإعلام في الرباط إلى الأمر و لو على سبيل الإخبار… !!؟
نترك عتاب الأحبة الليبيين للشعب الصحراوي و نفتح جراح قضيتنا التي يقود المبعوث الأممي “دي ميستورا” وساطتها بين كل الأطراف، فقد عاد من الرباط بتقرير أبلغ من خلاله أعضاء مجلس الأمن أنه لم يتمكن من إحراز أي تقدم في القضية، و أن الرباط تستعد لسحب مبادرتها القاضية بمنح حكم ذاتي للمنطقة، و ستكتفي بالاعترافات الدولية التي تتواصل من الدول، و التي كان آخرها ما صرح به وزير خارجية دولة بنين “أوشلجون أجادي باكاري”، بعد زيارته للرباط أين عبر في بيان مشترك أنه لا يدعم فقط مبادرة الحكم الذاتي، بل يدعم ما أسماه الوحدة الترابية للمغرب، و المثير أن وزير الخارجية البنيني، راسل الأمم المتحدة في شخص الأمين العام الأممي، و راسل المبعوث الشخصي “دي ميستورا” يلتمس منهما أخذ موقف بينين بعين الاعتبار.
موقف دولة بنين فيه طعنة غادرة، لأنه جاء أياما قليلة بعد زيارة وزير الخارجية الجزائري “عطَّاف” إلى العاصمة بورتو نوفو، حيث قدم العديد من المساعدات المالية لهذا البلد، و أيضا أعلن من هناك أن قصر المرادية يسعى إلى تقوية الروابط الاقتصادية و الدبلوماسية و السياسية مع هذا البلد الإفريقي، و حسب الإعلام في دولة بنين فإن قصر المرادية طلب من السلطات استقبال الرئيس “إبراهيم غالي” و إجراء مباحثات معه بشأن الصحراء الغربية، كما طالب “عطّاف” بينين بموقف واضح من انقلاب النيجر، و هو الأمر الذي اعتبرته سلطات هذا البلد تدخلا في قرارها السيادي، و تم الرد على ما أسماه الإعلام البنيني بالتحرشات الجزائرية عبر إرسال وزير الخارجية “أوشلجون أجادي باكاري” إلى الرباط للكشف في بيان مشترك أن سلطات بنين تُوَحِّد الجهود و التوجهات مع الرباط، و أنها تدعم ما تسميه الوحدة الترابية للمغرب.
نعود إلى المبعوث الأممي “دي ميستورا” الذي سرَّب بعض معاونيه للإعلام الأمريكي و الفرنسي بعض معطيات زيارته الأخيرة إلى الجزائر، حيث أبلغ “عطّاف” عند لقائه، بأن حل القضية الصحراوية مستعصى و أن الشعب الصحراوي أمام خيار واحد لا ثاني له؛ و هو القبول بالحكم الذاتي، و أضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية بمعية أصدقائها، تسعى جديا لإغلاق هذا الملف نهائيا بفرض الحكم الذاتي على كل الأطراف، و زاد “دي ميستورا” بأن الرباط وضعت مهلة لقبول الطرف الصحراوي بهذا المقترح و هي تدرس – في حال انتهاء المهلة دون استجابة – خيار التراجع عنه نهائيا، في ظل ما أسمته بسيطرتها المطلقة على الصحراء الغربية و توالي الاعترافات بسيادتها المزعومة على الإقليم، و أن الرباط أبلغت الأمم المتحدة و دول مجلس الأمن و الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و روسيا، كونها خصصت منطقة لگويرة لإسكان العائدين من مخيمات اللجوء بتندوف الذين سيختارون العيش تحت حكم و علم المملكة المغربية.
و يبدو أن جل هذه التسريبات صحيحة، و تمة قصد من طرحها للنقاش في هذا التوقيت، بعدما تداولت عدة حسابات موريتانية صورا للجرَّافات التي توغلت بأزيد من كيلومتر في عمق منطقة لگويرة، و تباشر عمليات تجهيز العديد من المساحات عن طريق ربطها بالكهرباء و الماء و الصرف الصحي و تحويلها إلى مناطق قابلة للتعمير، و هي التسريبات التي تحاول القيادة الصحراوية التشويش على مصداقيتها من خلال دفع أبواقها الإعلامية و بعض المستفيدين من كعكة الدعم الذي ترصده للجبهة الداخلية، إلى الترويج بأن المحتل المغربي يعيش في أسوء حالاته على جميع الأصعدة و أن القضية الصحراوية ما فتئت تحقق الانتصار تلو الآخر، سياسيا وعسكريا، و بأن الأمين الأممي، “انطونيو غوتيريس” استدعى الأخ “ابراهيم غالي” إلى مقر الأمم المتحدة بنيويورك ، ليبلغه بأن المغرب يقترح وقف إطلاق النار، نتيجة استنزاف قوة جيش الاحتلال المغربي بسبب الهجمات المتكررة واليومية للجيش الصحراوي.
و الحقيقة المرة أن استدعاء الأمين العام الأممي للأخ القائد “إبراهيم غالي”، كان لأجل إبلاغه أن الحل الوحيد و الأخير لملف الصحراء الغربية، في ظل الظروف الدولية الراهنة، هو القبول بالحكم الذاتي، و بأن الجزائر أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية – عبر مساعد نائب وزير الخارجية “جوشوا هاريس”- عدم معارضتها لهذا الحل في حال قبول القيادة الصحراوية به، و طالبت باستشارة القيادة الصحراوية، و اشترطت الولايات المتحدة الأمريكية أن يلتقي الرئيس الصحراوي مع الأمين العام في نيويورك، بعيدا عن الضغوطات الجزائرية.
هذه التطورات جاءت بعدما وصف “دي ميستورا” الموقف الجزائري بعدم الواضح و المظلم، و أبلغ “عطّاف” أن الركن الوحيد الذي يقف حجر عثرة أمام جهود الوساطة الدولية هو موقف قصر المرادية، و أن جميع الأطراف تبدو متصالحة مع الحكم الذاتي بما فيها الشعب الصحراوي الذي التقى به في الأراضي المحتلة، و أن خوف اللاجئين من النظام الجزائري و القيادة الصحراوية هو الذي يجعلهم يجاهرون برفض الحل، و ختم المصدر بأن “دي ميستورا” أبلغ الجزائر و قيادتنا الصحراوية بأن مجلس الأمن يعتبر أن عبارة “تقرير المصير” لا ترتبط فقط بالاستفتاء الذي تبين استحالة حصوله، و بل تعني أيضا الحكم الذاتي.
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك
تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة