شاب صحراوي يدعي انتماءه إلى تنظيم يسمى “حركة أبناء الشهداء المسلحة” يهدد بأسلوب داعشي المحتل المغربي
اهتز الرأي العام الصحراوي داخل و خارج المخيمات، على وقع انتشار مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه شخص ملثم، يتكلم بلهجة حسانية ممزوجة بلغة عربية فصحى، يقدم فيه نفسه على أنه يُمثل تنظيم جديد يدعى “حركة أبناء الشهداء المسلحة”،و أنه منشق عن القيادة الصحراوية، و وجه عبر المقطع خطابا بالطريقة الداعشية يهدد فيه جيش المحتل المغربي و يدعو من خلاله كل الصحراويين المنخرطين ضمن هذا الجيش بمغادرته حقنا لدمائهم، لأنه – حسب قوله- ستقوم “الحركة” بمواجهة الجيش المغربي و أخذه على حين غرة في مواقعه بنقاط جدار الذل و العار و توجيه ضربة قاضية له.
و أضاف المتحدث في التسجيل بلغة عربية مبتذلة و هو يرفع سبابته اليمنى، في محاولة لتقليد مقاتلي “داعش”، أنه يوجه إنذارا من الدرجة الأولى إلى الجنود المغاربة الذين يتواجدون – حسب زعمه- تحت أعين هذا التنظيم المسلح الذي ينتمي إليه، و خَيَّر الجيش المغربي بين الموت أو التراجع، و قال أنه من الأفضل التراجع بدل مواجهة الموت البشع، و أن “الحركة” التي يتزعمها ليست مثل جبهة البوليساريو،و لن تقوم برعاية الأسرى بل ستُجهز عليهم في مكانهم، و أنها تعلن مناصرتها لمعتقلي “اكديم إيزيك”، و تعلن مناصرتها لحركة “حماس” في فلسطين.
و الواضح من خلال صورة المتحدث أنه يقف في مكان مقفر و لا يمكن تحديد إذا ما كان في دولة موريتانيا أو بمالي أو بأي مكان آخر، بل الأكثر أنه يظهر في يده اليمنى قفاز عسكري دأب المنقبون عن الذهب بشمال موريتانيا على استخدامه في عمليات الحفر، و يتم الحصول عليه من المنصات التجارية الصينية، لكنه لم يظهر في المقطع أي قطعة سلاح و لا أي فرد من معاونيه، و لا أي تجهيزات تفيد و تؤكد صدق خطابه.
قادنا الشك في الخطاب للتواصل مع عدة صحراويين عبر منصات التواصل داخل و خارج المخيمات، و صادفنا تواجد أقربائه الذين أكدوا لنا أن صاحب المقطع هو المسمى “محمد سالم ولد علي ولد محمد مولود”، في الأربعينات من عمره، مزداد بمخيم السمارة، معروف عنه أنه شخص منحرف مدمن مخدرات، و سبق له أن سلم نفسه لعناصر جيش الاحتلال المغربي سنة 2010 بمنطقة المحبس، في إطار بحثه عن صفة “عائد” التي خولت له بعض الامتيازات المادية، حيث استقر بمدينة العيون المحتلة لمدة خمس سنوات تقريبا، و أصبح اسمة “محمد سالم فارس” و استفاد من راتب “الكارطية” التي تحصل عليها من سلطات الاحتلال، لكن بسبب إدمانه و تراكم الديون عليه قرر العودة إلى المخيمات، قبل أن يستقر في الشهور الأخيرة بشمال موريتانيا، ضمن العمال الذين ينقبون عن الذهب.
“محمد سالم فارس” يعاني من اضطرابات نفسية نتيجة إدمانه على المخدرات و الكحول، إثر إحساسه بالضياع بين أرض اللجوء و المدن المحتلة، و أدى إفراطه في استهلاك مخدر الحشيش إلى دخوله في حالات اكتئاب و مشاكل نفسية معقدة، لذلك بعد أيام من حرب غزة تأثر بخطاب الإعلام الشيعي و قرر توجيه تهديد لجيش المحتل المغربي، و هو لا يدرك بأن مبادرته الصبيانية هاته ستورط موريتانيا التي يتواجد على ترابها و القيادة الصحراوية التي هو أحد مواطنيها في قضايا الإرهاب.
و كان الاعتقاد أن تخرج قيادتنا ببيان أو تصريح لقيادي حتى من الصفوف الخلفية…، لنفي أي صلة بينها و بين “محمد سالم فارس” الذي نصب نفسه قائدا لتنظيم مسلح، تجنبا لأي إدانة دولية يستغل من خلالها المحتل ذلك المقطع كي يشيطن القيادة و يتهمها برعاية بيضة الإرهاب، غير أنه من الواضح أن قيادتنا أرادت الركوب على الموقف، و إظهار هذا المختل عبر منصات التواصل كرجل تنظيم حقيقي، و أنه فعلا يهدد مصالح المحتل، و أنه سيلعب دور “حماس” في شمال إفريقيا، و أن موريتانيا و البوليساريو و الجزائر متفقين على الدفع به و بتنظيمه المزعوم إلى مواجهة مفتوحة مع جيش المحتل المغربي، الذي لايزال يحاربنا بمسيِّرة واحدة.
عن طاقم “الصحراءويكيليكس”
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك
تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة