دروس من انتصار “غزة” و الرئيس”ترامب” في يوم تنصيبه يعلن الحرب ضد منتجي الطاقة و يهدد عرش الغاز الجزائري.
بـقـلـم:بن بطوش
وقف إطلاق النار في غزة لم يكن للغزاويين فقط، لقد اكتشفنا بعد أيام من وقف هذه الحرب الملعونة، أننا جميعنا معشر العرب و جماهير البتوت الحية من أرض المعارك و تيار الغاضبين ممن يدمنون صور المأساة…،معنيون و مستفيدون من الاتفاق، كان قرارا رحيما بقلوبنا التي شوهها إدماننا على وجع الأخبار و كأنها وجبات قهر نُرغم على تجرع مرارتها يوميا، بل و نقضي الليل معها نتكيف نفسيا مع مشاهد الأشلاء الآدمية التي ترفض أن تدفن في تربة الفايسبوك…، وسط هذا الهدوء النفسي الحذر، خرج علينا الإعلام القطري و خلفه الإعلام الشيعي يحتفلون مع الغزوايين بالنصر على الكيان الصهيوني، و عرضوا في الاحتفالات مشاهد لعدد من الغزاويين النازحين يجرون ما تبقى من متاعهم و هم عائدون إلى الأحياء حيث لا شيء يدل على النصر، فقط الخراب و الدمار.
ما ينشره الإعلام القطري و الشيعي و إعلام القومجيين العرب من نصر في غزة مرعب يدفع للذعر…، و يجعلنا نتساءل عن مقاييس الانتصارات عند القومجيين و الصفويين؛ لأنه إذا كانت مشاهد الدمار في غزة تعني النصر و مشاهد الحضارة و التنمية في تل أبيب تعني الهزيمة، فالأجدر بنا أن نحسب أنفسنا مع الحمقى و المخدّرين…، لأنه من الواجبات الأخلاقية على الإعلام القطري أن يكشف عن الصفقة التي تم توقعها بين تل أبيب و “حماس” و السلطة الفلسطينية و قطر و الولايات المتحدة الأمريكية و تركيا، و التي جعلت السياسيين في تل أبيب يمنحون حكومة بلادهم الضوء الأخضر لوقف الحرب… لأن الصفقة التي رعاها فريق الرئيس الأمريكي “ترامب” تشمل حتى التراب السوري، و يقضي الاتفاق بأن تدير السلطة الفلسطينية تراب غزة، و أن توقف ما يبقى من كتائب “حماس” رشقاتهم الصاروخية و الهجمات داخل إسرائيل، أما تراجع إسرائيل عن ابتلاع غزة فكان مقابل حصولها على المزيد من العمق داخل سوريا من جهة الجولان، و المضحك أن قضية الرهائن التي هي سبب اندلاع هذه الحرب كانت آخر نقاط التفاوض… !!
“حماس” خسرت إدارتها لغزة و خسرت كبار قادتها و قدراتها الصاروخية و ظهر خلال الحرب أنها مُخترَقة، و تبخرت مخططاتها الخاصة بالأنفاق و قتل الكيان الظالم أزيد من 40 ألف مواطن فلسطيني أعزل لا ينتمون لـ “حماس” و لا علاقة لهم بالحرب…، و من نتائج هذه الحرب أيضا تدمير كامل لقدرات “حزب الله” اللبناني و تجرأ إسرائيل على ضرب إيران في عقر دارها دون أن يهتز لها جفن…، و كل الاجتماعات التي كان قادة المخابرات الإسرائيلية يضعون خلالها خطط الحرب، كانت تعقد في قاعدة العيديد بقطر، ثم يأتي صحفي بلحية إخونجية خفيفة من عشاق مغامرات زواج المتعة في العواصم العربية ليقول، لقد هزمنا الجيش الذي لا يُقهر و يعد الأدمغة المغسولة بالصلاة في الجمعة الموالية بالمسجد الأقصى… !!
مشاهد الدمار في غزة جعلتني أحسب لـ “الهنتاتة” قرارهم عدم التورط في حرب مباشرة مع المحتل المغربي، و إن كانت منصة المقارنات لا تستقيم، لكن خوف “الهنتاتة” من التفوق التكنولوجي للرباط يعتبر شجاعة، و بالرغم من كون غربان البيت الأبيض كانوا مطالبين باحترام الاتفاق مع الحليف الجزائري و تنفيذ هجمات إستنزافية بين الفينة و الأخرى تحت عناوين الدك و الأقصاف ضد جيش الاحتلال المغربي، لكن مسيرة الشيطان “يعني” غالبا ما كانت تسبق المقاتلين و تنتظرهم عند النقطة صفر من مغادرتهم التراب الجزائر، و باقي القصة يرويها لكم أيتام الرابوني و أرامله و الأمهات المكلومات على فلذات أكبادهم و من نجى.
و الآن يمكن تصنيف محاولة “الهنتاتة” إرضاء قصر المرادية بأنه أمر من الماضي، خصوصا و أن الرئيس “ترامب” قد استلم رسميا إدارة العالم، و حسب الإعلام الأمريكي فإن الفريق الجديد للرئيس “دونالد ترامب” يبيت النية ضد الحليف الجزائري و ضد قضيتنا الصحراوية، و أن أبعد ما يمكن أن يقوم به البيت الأصفر المقهور، هو الصمود طيلة فترة حكم هذا الرئيس، و إن كانت المؤشرات تتحدث على أن الرجل سيحكم أمريكا لولايتين متتاليتين، و الدليل أن الحليف الجزائري عدّل عرضه للبيت الأبيض من المشاركة في إعمار كاليفورنيا بخمس مليارات دولار، إلى صفقات تسليح مع واشنطن بقيمة 20 مليار دولار سنويا، تمتد لستة سنوات، مما يعني أن قصر المرادية على يقين بأن هذا الرجل دخل البيت الأبيض كي يحكم لفترة طويلة جدا.
المضحك في العرض الجزائري أنه مبني على عائدات البلاد من صادرات الغاز، و الرئيس “ترامب” مع يومه الأول في الحكم أعلن رفع المنع عن التنقيب في التراب الأمريكي عن الثروات و وعد العالم بخفض فاتورة الطاقة، و أطلق العنان لآلاف الرخص من أجل إنتاج الغاز، بل الأكثر أنه أعاد تفعيل اتفاقية تصدير الغاز إلى أوروبا و التي كانت مجمدة خلال فترة حكم “بايدن”، مما يعني أنه بعد ثلاثة أشهر من الآن سينطلق مسلسل انهيار سوق الطاقة العالمي، و الرجل يعمل على إيقاف حرب أوكرانيا و هذا سيعيد الغاز الروسي إلى الأنابيب الثلاثة، و الجزائر تبني اقتصادها على سعر 120 دولار للبرميل، و السعر الحالي أقل من 80 دولار و بعد ثلاثة أشعر سيكون السعر حوالي 50 دولارا فقط…. و تلكم قصة أخرى ستزيد من طول طوابير المواطنين الجزائريين.
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك