Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

حسابات الربح و الخسارة في عمليات القصف التي استهدفت مدينة السمارة المحتلة في ظل افتضاح بعض خبايا حرب غزة

بـقـلـم :بن بطوش

         يبدو أن ثمة شبه يجمع الجيش الشعبي الصحراوي مع حركة “حماس”، و أن الأحداث التي ورثنا جراحها منذ المأساة التاريخية لسقوط غرناطة و إلى حرب غزة الحالية…، و التي يبدو أن إسرائيل تبيد أهلها بدعم عالمي حتى تتسلم الأرض دون شعب، كل هذه الأحداث أثبتت أن العرب يتشاركون مُوَرِّثا أحمقا، و أنه يحق للمؤرخين أن يطلقوا علينا مجانين البشرية، مرضى كل العصور، و حمقى الأمم…، منذ سقوط غرناطة و هذا المُوَرِّث العروبي، القومجي، العنتري، الرجعي، المتخلف، يغرر بنا و يخبرنا أننا نستطيع مواجهة حروب العصر الحديث بالحجارة و الصدور العارية؛ ذلك أن الأرقام التي تم الكشف عنها في حرب غزة تكفي لإدخالنا في مرحلة اكتئاب جماعي، و كأن حرب العراق تكرر نفسها…، و قد فرضت علينا الفضائيات القومجية المريضة، وجبات إخبارية متكررة يصعب بعدها التشافي، فـ “حماس” تقول أن الشهداء تجاوز عددهم الـ 9000، بينهم أزيد من 4000 طفل، فيما تقول إسرائيل أنها قتلت ما لا يقل عن 20.000، و أن الفلسطينيين بعد نهاية الحرب، سيكتشفون مدى فداحة نتائجها.

         قبل الخوض في هذا المقال، و جدتني أمام مستنقع من المعلومات، لائحة محبطة من الأخبار و التحاليل، و تمنيت أن لا أحرر هذا المقال الذي لن أخرج منه بالسلام النفسي الذي تعودت عليه، و أنا أمنحك أيها القارئ الكريم نكتار التحليل الصحفي، و نَخْب نخبه الفكرية، ذلك أن “داني دانون” ،السفير السابق لدولة إسرائيل بالأمم المتحدة، و الذي أصبح منذ السابع من أكتوبر هو المسؤول عن اللقاءات بين حكومة كبير المجرمين “نتنياهو”، و مسؤولي الحكومات الغربية، قال أن إسرائيل قدمت لمصر عرضا بقيمة 20 مليار دولار، علاوة على إلغاء كل ديونها، مقابل فتح معبر رفح لمرور الفلسطينيين، و حتى الآن  دولة مصر لم ترفض العرض لكنها لم تقبله… !!، لذلك يسود الاعتقاد بأن مسألة تجرؤ “داني دانون” على طرح المقترح أمام الإعلام، يعني بأن نظام “السيسي” يدرس إمكانية تضمين طلبات أخرى مع العرض، أو رفع قيمته المادية…

             و قبل لحظات من كتابة هذا المقال نشرت جريدة AP NEWS الإسرائيلية، بأن تل أبيب ليست قاسية، و لا تشترط على مصر استقبال مليوني لاجئ، بل فقط تريدها أن تقبل الفكرة و تستضيف جزء منهم، لأن العدد سيتم توزيعه على عدد من دول العالم بما فيها أمريكا…،  لهذا  أعتقد بأننا نحن أمة من الحمقى….

                 الإعلام الأمريكي فجَّر بعد هذا الخبر صدمة أخرى على لسان الصحفي “سيمور هيرش”، يصعب تقبلها، حيث قال أن اللقاءات التي تمت بين المسؤولين الأمريكيين مع قيادة “حماس”، كشفت أن قيادة هذه الحركة لم تكن على علم مسبق  بعملية “طوفان الأقصى”، و أن ما شاهده العالم خلال سجدة الشكر لـ “اسماعيل هنية” داخل غرفته بالفندق الفخم، كانت مجرد ردة فعل، و أن كل شيء دبره “يحيا السنوار”، السجين السابق لدى إسرائيل، الذي جرى الإفراج عنه في صفقة الجندي “جلعاد شاليط”.

           و أضاف الإعلام الأمريكي أن “حماس” حاليا غير قادرة على الخروج من الأنفاق و التعامل بشكل مباشر مع القوات الإسرائيلية التي اقتحمت جزءا من غزة، و أن  الجيش الإسرائيلي يبحث عن نقاط التهوية التي تزود الأنفاق بالأوكسجين لتدمير المولدات الكهربائية، و أنه حتى في حالة عدم قدرة إسرائيل على تدمير  تلك المولدات فإن المحروقات التي تُشغلها قد لا تكفي للصمود أيام أخرى، و أن مقاتلي “كتائب القسام” قد يصابون رفقة الرهائن بالاختناق، و أن إسرائيل تستبعد أي اتفاق لمبادلة الأسرى بالسجناء الفلسطينيين، على اعتبار أنها  اقتنعت بأن  عملية إطلاق سراح “يحيا السنوار”  كانت خطأ قاتلا، و أن السجناء الفلسطينيين جميعهم بنفس خصائص هذا الأخير.

         نصل الآن إلى القضية الصحراوية، التي أخذها الحماس من مغامرة الفصائل الفلسطينية، و قررت التجرؤ  يوم 29 أكتوبر 2023 على مدينة السمارة المحتلة، حيث قتلت مواطنا و جرحت ثلاثة آخرين، و كررت العملية للمرة الثانية يوم الأحد 05 نوفمبر2023، لكن هذه المرة لم تصب المنازل بل سقطت القذائف بعيدا عن المدينة بحوالي الخمسة كيلومترات جنوبا، كي  تجد مبررا  منطقيا لما حدث في العملية الأولى،  و توضح بأن سقوط القذائف على الحي المأهول  بالسكان المدنيين في المرة السابقة كان  بسبب خطأ  في حسابات توجيه القذيفة و الظروف المناخية و أن الهدف  الأساسي كان هو ضرب  التكنة العسكرية المتواجدة جنوب المدينة غير بعيد عن مركز البعثة الأممية…

           هذا التصعيد يجد تفسيره كذلك   في سعي القيادة الصحراوية للخروج من دائرة  الضغوط الداخلية التي تمارس عليها بسبب أن الحرب التي تخوضها منذ 3 سنوات  لا يرى لها المواطن الصحراوي أي أثر  ملموس بل  مجرد بيانات للأقصاف على الورق تجاوزت الـ 900 بيان، و  بالمقابل كان نفس المواطن شاهد على أن  جيش المحتل المغربي يجيب عن كل بيان  للقيادة بتنفيذ عمليات بواسطة مسيرات الشيطان “يعني”. سقط على لإثرها العشرات من الشهداء الصحرراويين… ، لكن بعد استهداف السمارة المحتلة الأمر تأزم أكثر،  حيث حرك المحتل أسرابه من طائرات الـ F-16 و أخذ يحرق كل شيء يتحرك فوق الأراضي المحرمة، و تقول الإحصائيات أن عدد ضحايا التمشيط العسكري الجوي في الأراضي المحرمة بلغ 134 شهيد في 6 أيام فقط، و هو رقم مهول.

          ويبدو أن تهور القيادة الصحراوية تسبب  كذلك لدولة موريتانيا في مشاكل عسكرية و دبلوماسية مع الرباط، تأكدت بعد زيارة  قائد جيش الاحتلال المغربي، “محمد أبريظ”، إلى نواكشوط، بحيث تروج أخبار على أن هذا الأخير وجه اتهامات صريحة للجيش الموريتاني بمساعدة عناصر الجيش الشعبي الصحراوي لتنفيذ عملية استهداف السمارة المحتلة.

         المحتل  المغربي – حتى الآن- يأخذ التهديدات الصحراوية على محمل الجد، و يضع نصب عينيه كل الاحتمالات بما فيها وجود مسارب تحت أرضية تسهل وصول المقاتلين الصحراويين إلى مسافة قريبة من جدار الذل و العار لجيشه، و الأخطر أن الرباط تستثمر في تورط جميع الأطراف و كأنها تشكر القيادة الصحراوية عل تهورها، و تخبرها أن كل ما فعله البيت الأصفر هو زيادة أعداد البط أمام  بندقية القناص، و أنها منحت الرباط الذريعة لاصطياد أكبر عدد من الصحراويين في الأراضي المحرمة…

           فقيادتنا لم تتعلم الدرس من نصف قرن من الصراع مع المحتل المغربي، رغم أنها اكتشفت بعد القرار 2703 لمجلس الأمن ، أن الرباط ابتلعت كل الخيارات، و لم تترك أمام قيادتنا غير خيار أخير، قد تسحبه في أي لحظة؛ و لتقريب القارئ الكريم مما حصل في مجلس الأمن و حتى يسهل على الجميع فهم التطورات، فإن الرباط بعد وقف إطلاق النار في سبتمبر 1991 دفعتنا إلى الأمل في امكانية تنظيم استفتاء و فرضت علينا الانتظار، و استدعت قيادتنا إلى الموائد المستديرة، و بينما هي تفاوضها على الحلول الممكنة و التي يمكن تشبيهها بعلبة جبن من ثمانية قطع…، كانت في كل مرة و هي تفاوضنا تلتهم قطعة أو قطعتين، إلى أن حل تاريخ الـ 30 من أكتوبر 2023، كي يُفتي مجلس الأمن في الملف، لنتفاجأ نحن الصحراويون بأن الخيارات التي أصبحت متوفرة تم دمجها جميعا في خيار واحد لا ثاني له، مع اختفاء كل الطروحات الدولية و الجهوية و المحلية و النضالية…، و نكتشف أيضا أن الرباط التهمت تدريجيا كل الخيارات و لم تترك في الملف غير خيار أخير من اقتراحها، و قالت لقيادتنا الهرمة إما القبول به أو البقاء  للأبد في اللجوء.

         المخيف في صراعنا مع العدو المغربي و مقارنته مع حرب غزة…، هو سعينا  اللامنطقي وراء تخيل  وجود إسقاطات و تقاطعات و أوجه تشابه بين هذه الحرب و ما تعرفه القضية الصحراوية، ليس في الخيار العسكري فقط كأسلوب لتحرير الوطن، بل حتى في الحلول المقترحة للقضيتين؛ فإسرائيل تسعى إلى ترحيل شعب غزة بعد خطأ “حماس” القاتل، و  بالتالي سيصبح  – في حال نجاح عملية الترحيل-   أمرا واقعا و حلا مقبولا من طرف الأمم المتحدة و مجلس الأمن، و ستتسلم إسرائيل أرض غزة على طبق من الأنفاق، خصوصا و أن الصين قدمت ضمانات لأمريكا بأن إيران لن تتحرك ضد إسرائيل بعدما حصلت طهران و بكين على  مبتغاهما من الحرب.

            كما أن “أردوغان” الذي هدد مصالح إسرائيل في تركيا، عندما رأى أن الجميع يحصل على تنازلات من أمريكا و أوروبا تعزز مصالحهم، هو الآخر جرى استرضائه من طرف أمريكا و فرنسا بمصالح داخل ليبيا…، لهذا أقول دوما أن المعسكر الشرقي ما كان على المفكرين تسميته بالمعسكر الشيوعي، بل كان يجب تسميته بمعسكر الغدر و الخيانة، و”السنوار” حين قرر إصدار الأمر يوم 07 أكتوبر 2023 للهجوم على غلاف غزة، كان عليه أن يفهم بأن من دفعوه للمغامرة يرون فيه مجرد ورقة لافتكاك المنافع و تحصيل المصالح، و أنه كان عليه بناء مدينة موازية لغزة تحت الأرض، بملاجئها و مستشفياتها و مطاعمها و مدارسها و مساجدها و شوارعها و ملاهيها لشعب غزة…، و أن لا يكتفي بممرات و سراديب تحت الأرض للمقاتلين، و ترك الشعب الأعزل تنفرد به إسرائيل و تنتقم منه.

         الحديث اليوم في الغرف المغلقة للشعب الصحراوي على مواقع التواصل تؤكد أن العملية العسكرية التي استهدفت السمارة المحتلة، لم تحظى بالاجماع حول العملية داخل القيادة نفسها، و أن قرار تنفيذها اتخذ في موريتانيا و ليس في الرابوني، و أن القيادة العسكرية الجزائرية أُبلغت بتفاصيلها قبل تنفيذها فيما غابت تلك التفاصيل عن البيت الأصفر، و المرعب أن الرباط ترفض الكشف عن نواياها و تتعامل بهدوء مع المعطيات التي جمعتها و يجري تجميعها من الميدان و من العملاء، و لا أحد من قياديينا و لا حتى القيادة العسكرية الجزائرية يعرف ما تخطط له الرباط، و الأخطر أن القيادة العسكرية في الجزائر لم تظهر أي دعم للجيش الشعبي الصحراوي بعد تبني البيت الأصفر لعمليتي السمارة المحتلة… !!

 

 

 

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد