Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

النظام الجزائري يحصي خسائره السياسية في القمة العربية بجدّة و يتسبب للقضية الصحراوية في موقف أوكراني داعم للرباط

بـقـلـم : بن بطوش

        لعمري ما كنت أظن أن دولة الحليف الجزائري،… الوطن القارة، مكة الثوار و قبلة الأحرار، أرض الشهداء، بلاد الثروات و الثورات…، سيتهاوى تأثيرها بين العرب و تصبح منبوذة في مجالسهم و لا صوت لها على موائد اجتماعاتهم…، إذ لم يسبق لي، و لا أظن أن أحدا من العارفين بالشأن الجزائري و المتابعين له، سبق لهم أو لهن أن رأى النظام الجزائري يغرق في هذه العزلة و هاته الخيبة السياسية و الدبلوماسية و العرقية و الأثنية…، و ليث الجزائر انسحبت من قمة جدّة و رفضت المشاركة فيها، و طالبت برد الاعتبار و استدعت سفيرها أو جمدت عضويتها و اشترطت اعتذار الرياض،  كان أكرم لها؛ لأن ما حصل من تطورات في هاته القمة كشف أن قصر المرادية أضعف بكثير مما يروج له إعلاميا و مما يخبرنا به الرئيس “تبون” عند كل موعد مع الصحافة، و أن التمارين العسكرية التي يشرف عليها “شنقريحة” ليلا و نهارا بالذخيرة الحية، لم تضف لسمعة الجزائر غير الازدراء، حتى موريتانيا لم تعد تعير الجزائر أي اهتمام و تسعى خلف مصالحها بكل واقعية.

        قبل الخوض في الهولوكوست الدبلوماسي الذي حدث في جدّة ضد سمعة الجزائر و دورها العربي و الإقليمي، نفتح النقاش حول التسريب الصوتي المنتشر في وسائل التواصل للمعلق الرياضي “حفيظ الدراجي”، و الذي يصف فيه الشعب الصحراوي بـ “البهائم” و يتطاول على الجيل المفجر للثورة باللعنة، مستخدما عبارات حاطّة و مهينة، تؤكد بأن قرار تأسيس منتخب الصحراء الغربية من لاعبين مقيمين بالمهجر، و الذي خاض مقابلة رمزية في ملعب “مانديلا”، كان قرارا سياسيا محضا لمضايقة المحتل المغربي فقط و ليس لمناصرة الشعب الصحراوي في قضيته أو لمنح الشعب الصحراوي حقنة من القومجية الرياضية.

         هذا التوظيف المسموم لملف قضيتنا في مشكلة العداء الجزائري – التاريخي مع الرباط، يوجعنا، و يزيد من غضبنا على النظام الجزائري الذي جعل من ثورتنا الصحراوية، مع وصول “عبد المجيد تبون” إلى بيت الحكم في المرادية، قضية مصيرية للجزائر الحديثة، مما يفسر غضب الشارع الجزائري الذي نتعجب له كصحراويين، و يشرح لنا أسرار مساندتهم الخفية و المعلنة للمحتل المغربي.

        كان القياس أن تصدر قيادتنا ردة فعل تشجب فيها المعلق الرياضي” حفيظ دراجي” و تجرؤه على القضية و الشعب الصحراويين، أو أن يتفاعل قصر المرادية مع هذا التنمر و التطاول على الشعب الصحراوي حفظا لكرامة اللاجئ الصحراوي، و حرصا على روح الثورة الصحراوية المتقدة في قلب النظام الجزائري…، و نحن على هذا المنبر الحر نسأل  ذلك الزميل الصحفي  أن لا يدعمنا و أن يسحب كل مواقفه المساندة لقضيتنا، و أن يتوقف عن المن علينا و يعتذر للشعب الصحراوي على الإهانات التي تلفظ بها و جرحه كرامة شعب بأكمله.

        هذا الاندفاع الذي قام به صحفي قنوات الـ beinsports القطرية، أصبح بصمة صبغية تميز الإنسان الجزائري، لأن نفس الاندفاع هو ما يورّط نظام الحليف في مواقف متكررة و محرجة، و يجعل هذا الوطن في اصطدام متواصل و مطلق مع جميع الأنظمة و الشعوب العربية القريبة و البعيدة، و يثبت أن الإنسان الجزائري يصعب عليه التخلص من عقدة العظمة القيادية و التسلط التي يختزلها في شعار “بلد النيف” (الأنفة)، ذلك أنه في قمة جدّة حاولت الدبلوماسية الجزائرية لعب دور عرّاب عودة النظام السوري إلى الكنف العربي، لكن ولي العهد السعودي القوي كان له رأي مخالف،  حيث سحب الملف من يد قصر المرادية نهائيا، حتى أنه تجاهل النظام الجزائري في قمة القاهرة و قمة جدة التحضيريتين، و استلم رئاسة الجامعة العربية دون أن يحترم عملية نقل الرئاسة في الجلسة الافتتاحية للقمة.

         و الأكثر من هذا أن حادث غياب الرئيس “تبون” احتجاجا على التهميش السعودي للجزائر و معاملته بدونية مفرطة، لقي ترحيبا عند الإعلام السعودي الذي أجمع على أن عدم حضور الرئيس “تبون” أراح أعصاب رئيس الجامعة العربية، و خلّص القمة من بعض التوترات الهامشية، و أن اقتصار المشاركة على وزير الخارجية “عطّاف” سهّل عملية التصويت بالإجماع على التوصيات التي كان جزئها الأكبر موجه ضد دعم الحركات و التنظيمات المسلحة، و في ذلك محاولة لجعل الجزائر تصوّت عبر وزير خارجيتها من أجل دعم قرارات تدينها في دعم قيادتنا بالرابوني، و تغلق الطريق أمام أي اقتراح  جزائري مستقبلا لإدخال الدولة الصحراوية إلى الجامعة العربية تحت أي صفة أو طارئ، و بالتالي تكرار ما جرى في اجتماع الـ CAF، عندما صوّت رئيس الاتحادية الجزائرية “زطشي”،و هو في كامل قواه العقلية، على قرار منع أي هيئة لا تتوفر على العضوية بالأمم المتحدة من دخول الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. 

        مباشرة بعد انتهاء القمة العربية شنّ الإعلام الجزائري حربا غير أخلاقية على الأمير السعودي و وصفه بأقبح النعوت، خصوصا و أنه نقل رواية ضعيفة عن بعض الصحف الأمريكية غير المؤثرة، بأن “محمد بن سلمان” هاتف رئيس الوزراء الإسرائيلي سرّا بعد نهاية القمة، و طمأن الإسرائيليين بأن العودة السورية إلى الجامعة العربية ستزيد من فرص السلام مع إسرائيل و ستقلّل من التوترات الإقليمية، و أضافت أنهما ناقشا إمكانية حصول تطبيع بين  السعودية و الدولة العبرية وفق شروط جد دقيقة، أهمها حصول الرياض على برنامج نووي كثمن لهذا التطبيع، مما يعني – حسب الرواية الجزائرية- بأن التطبيع بين جدّة و طهران لن يصمد كثيرا، و أن خلافات تلوح في الأفق بسبب الصراع بين الفصائل الفلسطينية و بسبب تسليح طهران للكتائب في غزة، و أيضا بسبب الجزر البحرينية و محاولة إيران التدخل في الشأن البحريني.

        غير أن المعطيات تقول بأن ما أثار غضب الجزائر ليس فقط سحب ملف سوريا من بين أيديها، رغم أن مبادرة الأردن لعودة سوريا لا ترتبط بالأجندة الجزائرية و لا تعني وجود صراع مع قصر المرادية، بل هي مبادرة فرضتها الظروف الإنسانية لسوريا، بعد الزلزال المدمر الذي دك شمال البلاد و طرح إشكال إرسال المساعدات إلى هذا الجزء المنكوب من الوطن العربي، و اضطرار الجامعة العربية لمنح تلك المساعدات إلى تركيا التي تكلفت بإدخالها إلى سوريا، و تسببت في صراعات بين الجيش السوري و الثوار حول المستفيد منها و جرى المتاجرة بجزء منها من طرف الثوار، مما زاد من تعقيد الوضع الإنساني…

         و كان أمام الدول العربية حل وحيد لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية هو تبني الذريعة الإنسانية لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية،رغم أن نظام “بشار الأسد” أظهر عدم استعجاله و عدم تشبته بالعودة،  و الحقيقة أن الغضب الجزائري و شعور نظام الحليف بالعزلة و الإهانة كان بسبب عدم استشارة قصر المرادية، بصفته رئيس العهدة التي سبقت قمة جدّة في عملية استدعاء الرئيس الأوكراني “زيلينسيكي”، خصوصا و أن الجزائر رفضت حتى المشاركة في عملية الوساطة التي تقودها دول إفريقية بقيادة جنوب إفريقيا، حرصا من قصر المرادية على عدم إغضاب موسكو و أيضا ابتعادا من النظام الجزائري عن منطقة تحرك أمريكا و حلفائها، مما جعل الجزائر تبادر بنشر بيان تنفي خلاله علمها أو مشاركتها باستدعاء الرئيس الأوكراني، و أيضا تتبرأ من كلمته و تهجمه على الروس…

         غير أن البيان الجزائري ضد “زيلينسكي” لم تتفاعل معه الرئاسة الروسية و لا حتى علقت عليه سفارة موسكو في الجزائر، بل أثار غضب النظام الأوكراني الذي عجّل بإرسال وزير خارجيته إلى الرباط حيث أعلن دعمه المطلق لما أسماه “الوحدة الترابية للمغرب”، بعد وصول و تقديمه صكوك الاعتراف بسلطة الرباط على الصحراء الغربية، لذلك فقد هنأ خبراء جزائريون  معارضون على منصات التواصل الرباط  على الخطأ الاستراتيجي الكبير للجزائر، عطفا على الوزن الكبير الذي أصبحت تحظى به دولة أوكرانيا في الساحة الدولية و رد عليهم المغاربة عبر هشتاغ#مرحبا_باعتراف_لم_نبدل_لأجله_جهدا … !!

 

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد