Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

النظام الجزائري بين سفر”شنقريحة” إلى الصين و زيارة “أردوغان” لقصر المرادية و حديث “تبون” عن الفوسفات … !!؟

بـقـلـم:بن بطوش

          تقول القاعدة أن من عمل بيده فهو “عامل”، و من عمل بيده و عقله فهو “صانع محترف”..، و من عمل بيده و عقله و قلبه فهو “فنان” مرهف الحس و مبدع…، و قيادتنا لم تعمل بيدها و لا بعقلها و لا بقلبها، و هذه صفات “الهنتات” التي أغفلت القاعدة ذكرها… هذا المخلوق “الهنتات” الذي سُلِّط على رقابنا ليذيقنا رشفات من كأس المآسي كلما اجتهد و حاول الإبداع، و كلما فكّر و دبّر ثم قرّر…، ذلك أن التحقيقات التي باشرتها شركة التعدين الموريتانية المالكة للقطار الذي جرى استهدافه و تضررت ثلاثة من مقطوراته، بعد خروجها عن السكة بسبب عمل تخريبي، تقود – حسب ما توصلنا به من الإخوة في دولة موريتانيا- إلى إدانة القيادة الصحراوية، و اتهامها باستهداف القطار الذي ينقل الحديد من الزويرات لتكبيد نواكشط خسائر اقتصادية،  كتكتيك للضغط على نظام “ولد الغزواني”.

          و في حال تأكدت الاتهامات و انتهت التحقيقات إلى ما يثبت تورط مقاتلي الجيش الشعبي الصحراوي في هذا العمل التخريبي، سنكون أمام وضع جديد في المنطقة، ستتحمل فيه قيادتنا كل المسؤولية الأخلاقية و الدبلوماسية و السياسية و حتى الاقتصادية فيما سيقع من تحول،   بما أن المحتل  المغربي  سيكون بين يديه  حجة و ورقة قوية لتصنيف قيادتنا في أسرع وقت كحركة إرهابية، و يجعل من قصر المرادية نظاما يرعى الإرهاب و يحتويه و يحمي بيضته، و قد يدفع بالمجتمع الدولي كي يقبل طلبه بإلغاء المنطقة العازلة بمبرر تحييد الفوضى و المخاطر التي تسببها المساحات الخارجة عن المراقبة العسكرية…

          لكن الركن الأخطر من توالي هذه الحوادث يحيلنا إلى أن الموقف الموريتاني الرسمي الذي أثار غضب النظام الجزائري و القيادة الصحراوية في الرابوني و تسبب في الحادث التخريبي، كان بسبب رفض نواكشط دعوة حضور”تمرين مركز القيادة لقدرة شمال إفريقيا” الذي نظمته الجزائر فوق ترابها،  بعد علمها بمشاركة ممثل تنظيمنا السياسي (جبهة البوليساريو) و أن اجتماعات الحلف إعلامية أكثر منها عملية، و أهدافه تتمحور حول منح الشرعية للهجوم الأخير الذي قام به الجيش الشعبي عند استهدافه لتجمع مدني بمدينة السمارة المحتلة، و أن تلك الدعوة نقلها وفد عسكري جزائري لنواكشط قبل أسبوع، و كانت مرفوقة بتهديدات جزائرية للنظام في موريتانيا، من خلال تقديم الوفد لتقارير استخباراتية تحذرها من التعاون مع الرباط، و تدعوها لتكتل عسكري مع الجزائر التي تبحث عن حلف عسكري تصرف من خلاله أجنداتها و توجهه ضد حركة الأزواد.

          ما تقوم به قيادتنا من أعمال عدائية ضد الأهداف المدنية و الاقتصادية مؤخرا، لا يمكن فصله عن القرار السياسي و العسكري الجزائري، و الدليل أن وزير العدل المغربي، “عبد اللطيف وهبي”، من جنيف قال بأن الصواريخ التي أطلقت على السمارة خرجت من الجزائر و وصف ما تقوم به هذه الأخيرة بـ “العمل الإرهابي”،غير أن قصر المرادية لم ينتبه لتلك التصريحات و تركها تمر دون تعليق و دون أن يناقشها إعلاميا، حتى لا يعمق الجدال…

         لكن ثمة من الرأي العام الجزائري من يعزي التجاهل إلى انشغال الإعلام الرسمي الجزائري بتغطية كل جوانب الزيارة التي قام بها الرئيس التركي “طيب رجب أردوغان” إلى مكة الثوار، و أن الإعلام الجزائري يرفض مناقشة أي قضية تؤثر على الزيارة و تقزم حجمها أو تحرف النقاش عنها كإنجاز جزائري كبير في عصر “تبون”، خصوصا و أن النظام راهن كثيرا على العثمانيين لإصلاح صورته  التي اهتزت خلال حرب غزة، بسبب عدم قدرة الجزائر على تقديم أي معونة للفلسطينيين عدا التحسر و المواساة، و ترويج الإعلام العربي لصورة الناقلات و هي تنقل الغاز الجزائري إلى  إسرائيل و أيضا بعدما أذاعت  قناة “الجزيرة” أخبارا تؤكد أن النظام الجزائري الذي يدعم فلسطين ظالمة و مظلومة، قرر رفض الترخيص للمسيرات الداعمة لفلسطين، و أيضا قرر إجراء مقابلات كرة القدم أمام مدرجات فارغة و دون جماهير حتى لا تخرج عن سياقها الرياضي، و تتحول الهتافات الجماهيرية إلى حملة دعم ضد الحرب على غزة.

           زيارة “أردوغان”، الأب الروحي للإخوانيين القومجيين في الأوطان العربية، يرى فيها “تبون” فتحة في جدار الأزمة السياسية الجزائرية يمكن الهروب منها من ضغوط الشارع الجزائري الذي بات محبطا من كثرة كلامه دون أفعال،و حتى الإعلام الجزائري ضخم من قراءاته الإيجابية  لزيارة “أردوغان”  و سوّق  له و كأنه الساحر الذي يحول كل شيء إلى ذهب بلمسة واحدة، لكن المعارضة الجزائرية و النشطاء و العاقلون و الحكماء الجزائريين يدركون بأن نظام بلادهم كان في حاجة إلى الرئيس التركي للعب دور الإطفائي لإخماد الغضب  الشعبي الوشيك على الانفجار الذي تسبب فيه الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون” من خلال وعوده المستحيلة التحقق.

           فحسب مراقبين دوليين، الرئيس الجزائري الذي يعيش أواخر عهدته الأولى لم يحقق سوى 03%من برنامجه الانتخابي الشهير باسم “الكونطرخطة”، و أن “غار اجبيلات” لم يشرع  بعد في إنتاج الحديد، و مصانع السيارات و الطائرات لم يظهر لها أثر، و قطار تمنراست لم تُنجز سكته، و الأسواق تعيش النذرة  في المواد الأولية و المواطن يمضي يومه يتنقل بين الطوابير…، و آخر وعوده كان مشروع التربع على عرش الفوسفات، و هذه رواية أخرى تبكي الجزائريين قبل أن تُضحِكهم، خصوصا و أن الجزائر الجديدة  تقول بأنها قررت أن  تطلق برنامجها الفلاحي لتحقيق الأمن الغذائي للمواطنين، و  أن سلطات البلاد، تحت توجيه “تبون” و “شنقريحة”، قررت التوجه إلى الصين للحصول على التكنولوجيا الفلاحية و على الأسمدة… لكن العملاق الصيني رد على الجزائر بأنه يشتغل بتكنولوجيا فلاحية إسرائيلية المنشأ، و أن حقوق تحويلها إلى الجزائر يجب شرائها من تل أبيب، و أن الصين لا تبيع الأسمدة بل هي مخصصة فقط  للفلاحة الصينية و الفائض منها يتم تخزينه.

          جواب بكين جعل النظام الجزائري يتوجه إلى الهند للاستفادة من تجربتها التي مكنتها من تحقيق النجاح و إطعام أزيد من مليار إنسان هندي دون الحاجة إلى الاستيراد، و بعد زيارة الهند طلب قصر المرادية رسميا من نيودلهي مدّه بالأسمدة و الخبرات و الحبوب المعدلة و بيعه نصف مليون طن من الأسمدة التي يمكنها أن تكفي الفلاحة الجزائرية لتحقيق الشطر الأول من البرنامج الغذائي، لكن المفاجئة أن الهند أخبرت قصر المرادية بأنها تشترى الأسمدة من الرباط التي تنتجها في منصة صناعية داخل الهند، و تحصل  منها كذلك على البذور المناسبة في إطار شراكة إستراتيجية، و أن المغرب هو من يرعي الأمن الغذائي الهندي.

          هنا قرر الرئيس الجزائري في اجتماع مع قيادة الجيش و كبار مستشاريه المرور إلى الحل الأسهل، و إنتاج الأسمدة الفوسفاتية عبر الاعتماد على الفوسفات الجزائري، و بالتالي تم توريط الرئيس الجزائري في وعد مستحيل بجعل البلاد المنتج الأول للأسمدة في العالم بعدما تأكد من أن المستقبل ليس للمحروقات، بل للاقتصاد الأخضر…، و أن الدول التي لا تحقق أمنها الغذائي لا يمكنها الحديث عن امتلاكها أسباب و أوجه القوة.

          و خلال زيارة” أردوغان” التي تأثرت باتفاق الهدنة الذي وقعه الفلسطينيون مع إسرائيل، بوساطة قطرية – مصرية، و تغييب دور القوة الضاربة التي كانت تسعى إلى لعب دور في الوساطة عبر “أردوغان”، أقرب أصدقاء “نتنياهو”،  تقرر الاكتفاء بالدعوة إلى متابعة النظام الإسرائيلي دوليا بجرائم الحرب، و توقيع اتفاقيات الدعم السينمائي…،  أما الفكرة الفوسفاتية التي  ابتكرها “تبون” فقد تم عرضها على الأتراك بتفويت مناجم الفوسفات الجزائرية للشركات التركية…، ليبقى السؤال الكبير: هل ينقد “أردوغان” صديقه “تبون” و يحقق له الوعد المستحيل؟ خصوصا إذا علمنا أن التفوق على الرباط و الشركات الأمريكية و الروسية في إنتاج الفوسفات يحتاج إلى استثمار بقيمة 20 مليار دولار !!؟ … فهل يمكن ذلك؟!!!

 

 

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

 

تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد