بقلم: القطامي
بعد الجدل الكبير الذي تسبب فيه المبعوث الشخصي الأممي “ستيفان دي ميستورا”، حينما قرر قبول دعوة وزيرة خارجية دولة جنوب إفريقيا لزيارة بريتوريا و التشاور بخصوص جهوده في الوساطة، من أجل إيجاد حل للقضية الصحراوية، و بعد إعلان وزير الخارجية المغربي “ناصر بوريطة” أن تلك الزيارة “لا حدث”، و أن جنوب إفريقيا لن يكون لها أي تأثير في هذا الملف و ما ستدلي به للمبعوث الشخصي لن يغير أي شيء من طبيعة الصراع، عاد الدبلوماسي الأول في دولة الاحتلال المغربي ليعلن عبر بيان نشر على وسائل الإعلام الرسمية للرباط، بأن المغرب قرر قطع جميع الاتصالات مع المبعوث الأممي و ربط عودة الأخير لمهامه بتسريع الموائد المستديرة مع الحليف الجزائري، ووقف ما أسماه استفزازات جبهة البوليساريو في الحدود الموريتانية.
إعلان الرباط وقف الاتصال و التعاون مع المبعوث الأممي ليس موقفا جديدا على الدبلوماسية المغربية، بل الجديد هو شروط الرباط لاستئناف العمل مع المبعوث الأممي، لدرجة أن أحد النشطاء الصحراويين علق على الشروط في مواقع التواصل بالقول: “أن المحتل المغربي حكم على دي ميستورا بالفشل، و أن بوريطة لو اشترط على المبعوث الأممي أن يضع 10 ملايير دولار بين يدي الرباط، لكان أهون عليه و لعثر على قلوب ترق لحاله و تمنحه المال المطلوب، من أن يقنع الجزائر للجلوس وجها لوجه أمام المحتل المغربي بحثا عن حل لقضية الصحراء”.
نحن لا نزدري الجزائر و لا نتهم حكومة دولة جنوب إفريقيا بتوريطنا في صراع جديد…، و تحريف الأزمة من كونها أزمة حلول واقعية لتعود إلى نقطة الصفر و تصبح أزمة شخص مبعوث، و البحث عن من يخلف هذا الشيخ الذي تعامل مع الملف بقلة خبرة و ضعف حيلة، جعلته يقع في إحراج عظيم أمام المجتمع الدولي و أمام نفسه و أمام الأمين العام، خصوصا و أن الإعلام الأمريكي سرب بأن “دي ميستورا” لم يناقش الزيارة مع الأمين العام الأممي و لا مع دول مجلس الأمن، بل اتخذ القرار بشكل شخصي دون الرجوع إلى التراتبية الأممية.
هذا الوضع أقلق كثيرا الشعب الصحراوي لأنه يعني المزيد من الاحتباس، و المزيد من الانتظار للشعب الصحراوي في خلاء و شعاب تندوف، و دفع بالنشطاء لقول أن “دي ميستورا” كان ينوي الاستقالة قبل أشهر بعدما اكتشف أن الملف معقد جدا و يستحيل إيجاد مخرج للصراع بين الأطراف، و أراد القيام بخطوة تسبب له الإقالة أو تفقده المصداقية، و رأى في الدعوة التي وجهتها له بريتوريا مخرجا جيدا لوضعه و سيدفع بالأمم المتحدة إلى إقالته أو سيستقيل تحت ضغط الرباط و حلفائها.
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك
تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة