Sahra Wikileaks Center
الصحراء ويكليكس يعمل على النهوض بالفعل الحقوقي بالمنطقة وذلك بإزالة كل شائبة عنه

الجزائر تترافع في الأمم المتحدة من أجل احترام حقوق الإنسان بالصحراء الغربية…. و الإعلام الفرنسي يرد: أين “بوعلام صنصال” ؟!!

بـقـلـم : بن بطوش

      كاد يفلقني سفير دولة الجزائر لدى الأمم المتحدة و هو يتحدث بإنجليزية غريبة من قلب مجلس الأمن بنيويورك، ليطالب المنتظم الدولي أن يراقب حقوق الإنسان بالصحراء الغربية، و أن يتم إدراج هذه الآلية ضمن مهام بعثة “المينورصو”، التي قالت الإدارة الأمريكية أن استمرار تمويلها أمريكيا فيه خيانة للرباط… !!، و وصفت المغرب بالحليف و الصديق الأكثر موثوقية لواشنطن بالمنطقة، و أضافت أن الاعتراف الأمريكي بسلطة الرباط على الصحراء  الغربية يفرض على البيت الأبيض وقف دعم هذه البعثة، التي تدفع الولايات المتحدة الأمريكية 90% من ميزانيتها.

      لم أكن الوحيد الذي أدهشه خطاب السفير “عمار بن جامع”، بل حتى المنتظم الدولي كان له نفس الملاحظات و نفس الأسئلة و يستغرب من “بجاحة” قصر المرادية الذي يريد أن يعطي دروسا في حقوق الإنسان؛ إذ علق الإعلام الفرنسي متسائلا: “كيف للجزائر أن تترافع لأجل حقوق الإنسان بالصحراء الغربية، و هي بالكاد أنهت محاكمة الصحفي “بوعلام صنصال”، ليس لأنه مول الإرهابيين أو لأنه أدخل الأسلحة إلى الجزائر أو نفذ عمليات تخريب بها أو ضبط ضمن شبكة تروج للمخدرات…، بل لأنه عبر عن رأيه فقط… !!، و قال كلاما اعتبره النظام الجزائري رأيا خطيرا يتجاوز جرم الإرهاب و الإتجار الدولي في المحرمات…، إلى زعزعة استقرار البلاد و إضعاف معنويات البشر و الحجر في مكة الثوار، و محاولة من المفكر المارق دعم العدو الكلاسيكي لكبير الجيش “سعيد شنقريحة”.

      السفير “عمار بن جامع” لم يستطع إخفاء ارتباكه و هو يتحدث عن مطالب الحليف بتحقيق شرط مراقبة حقوق الإنسان بالصحراء الغربية التي أنفق قصر المرادية المال و الزمن و الرجال لتحقيقها، دون أن يدرك ذلك في عهدة الرئيس الأمريكي الديموقراطي “باراك أوباما”،بعدما حاول قصر المرادية التأثير على الرئيس الأمريكي باستخدام أصوله، و قدم لدولة كينيا التي ينحدر منها 100 مليون دولار و منح لقبيلة LUO التي خرج منها الاقتصادي الكيني”باراك الحسين أوباما”، والد الرئيس “أوباما”هبة بـ 10 ملايين دولار، حتى يتدخل وجهاء هذه القبيلة لدى قمة هرم الإدارة الأمريكية، لأجل إقناع البيت الأبيض بأن الشعب الصحراوي مضطهد و أنه على أمريكا أن تراقب حقوق الإنسان، حتى تمنع إبادة الصحراويين… حينها تدخلت حكومة الظل في أمريكا و سحبت المشروع الذي وضعته الوزيرة “كوندوليزا رايس”، أمام أعضاء مجلس الأمن  في أبريل 2013، و كانت قاب قوسين أو أدنى أن تفرضه على الرباط.

      أما اليوم و في ظل حكم الرئيس الجمهوري “دونالد ترامب”الذي فتح مخازن الأسلحة للرباط و يسعى بكل جهده السياسي و الدبلوماسي و الاقتصادي لإرضاء المحتل المغربي، و جعله قطبا يزعج أوروبا قبل الجزائر، فلا يمكن أن نرى في كلام “بن جامع” أكثر مما رآه الإعلام الفرنسي، أو بما وصفه الصحراويون في منصات التواصل بـ “العزف النشاز”. 

      ردة فعل الإعلام الفرنسي كانت بغاية التندر و السخرية، و تساءل: كيف أن للجزائر كل هذه الجرأة و الثقة و الشجاعة…؟، ذلك أنها نفس الدولة التي أعدمت ” قرميط بونويرة” قبل أشهر، بعد أن تسلمته من تركيا، و تطالب برؤوس المعارضة عند كل لقاء دبلوماسي مع دول أوروبا، و هي نفس الدولة التي قالت التقارير الدولية أن سجونها تشبه سجون النظام السوري، و أنه لم يسبق لمعتقل أن خرج من تلك السجون التي تتحكم بها دوائر الاستعلامات في كل من ثكنة عنتر و معتقل “سركاجي” المرعب، و الذي كان يحمل اسم معتقل التعذيب “بارباروس” كي يروي ما يحدث هناك.

      و أضافت أن السفير “بن جامع” نسي أنه يمثل نظاما دمويا أصدر غيابيا أحكاما بالإعدام و السجن مدى الحياة على معارضيه، و صنف حكومة المنفى لقبايلية كحركة إرهابية لأنها تطالب بالاستقلال، و نضيف على ما قاله الإعلام الفرنسي أن “بن جامع” يمثل نظاما يسمح لقيادتنا بإنشاء أحد أكثر السجون رهبة في العالم، ليعذب و يرهب و يصمت الصحراويين…، و جعلهم يدخلون عالم العجائب كأول لاجئين ينشؤون بمخيماتهم سجونا سياسية لأجل اعتقال لاجئين يعارضونهم… !!

      نحن على هذا الموقع الحر لا نلقي باللائمة على السفير الجزائري، و نعلم أن الرجل كان يصفر في الظلام، وأنه كان يشعر بالارتباك عند قراءة ورقة خطت له ليتلوها دون تفكير، لكن عدم تطابق النص مع مشاعره أربك تركيزه، و جعله يتعرق و يخطأ التعابير أكثر من مرة، لأنه يعلم بأن تلك المطالب لن تجد لها أذان صاغية في ظل وجود “الفيتو” الفرنسي و الأمريكي و الصيني و البريطاني، و تمنُّع “الفيتو” الروسي عن خدمة الحليف بسبب التوازنات الاستراتيجية التي لا تزال تغضب موسكو، لكن الرجل كان يؤدي دوره فقط كممثل لنظامه، و لو أنه منح حرية الاختيار، لأسقط عبارة مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية من النص، لأننا مثله نعلم بأن نفس العبارة (حقوق الإنسان) التي لا يصغي لها أحد اليوم، ستستخدم غدا في ملف لقبايل لتركيع الجزائر و دفها لبيت الطاعة، عطفا على سرعة التصعيد و الخلاف مع فرنسا، خصوصا و أن التوقعات السياسية في فرنسا تقول بأن المرشح الأقرب لخلافة الرئيس الفرنسي”ماكرون” في الاستحقاقات المقبلة، أو في حال حصول انتخابات سابقة لأوانها هو “برون روتايو”، وزير الداخلية  الحالي الذي يؤجج الخلاف مع قصر المرادية.

      و الكارثة أن الحليف لا يستطيع المراهنة دائما على مواقف اليسار الفرنسي، الذي عبر قادته عن غضبهم من الجزائر بعد اللقاء الصحفي للرئيس الجزائري، و الذي قرر فيه بعث رسائل المحبة و التنازل كثيرا من أجل إرضاء “ماكرون”، لأن اليسار الفرنسي كان يراهن على انهيار العلاقات الفرنسية الجزائرية لمحاكمة “ماكرون” سياسيا و حجب الثقة عنه، و حين قرر الرئيس “تبون” خفض جناحه أمام الإليزيه و بعث عبر ذلك اللقاء الإعلامي إشارات التودد و الانصياع، رد عليه الرئيس الفرنسي بالتجاهل، و خرج الوزير “روتايو” مرة أخرى ليستفز مشاعر الجزائريين و هو يقول أن فرنسا ليس لديها خيارات تقدمها للجزائر، و أن لا حوار بين الإليزيه و المرادية دون إطلاق سراح الكاتب “بوعلام صنصال” و استرجاع الجزائر  المرحّلين ، واستخدم الوزير الفرنسي مصطلح “المجرمين” في وصف من حكم عليهم القضاء الفرنسي بالترحيل، حتى يُشعر الجزائر و الجزائريين بالإهانة و يمعن في إذلال قصر المرادية.

 

لإبداء ارائكم و مقترحاتكم

[email protected]

 

 

كما يمكنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد