أربعة دول أوروبية تقرر إغلاق مكاتب تمثيليات الجبهة و وزير الخارجية الفرنسي الأسبق “دوفيلبان” يصدم الإعلام الجزائري … !!
بـقـلـم : بن بطوش
عندما نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تصريحات”موسى أبو مرزوق”، رئيس مكتب العلاقات الخارجية في حركة “حماس”، و التي قال فيها أنه ما كان ليسمح بحصول “طوفان الأقصى” يوم الـ 07 من أكتوبر لو أنه علم بأن ردة الفعل الإسرائيلية ستكون بذلك الدمار و ذلك الانتقام الأعمى،… اهتزت ثقة القومجيين في خطاب النفير الذي ألفوه من قياديي هذه الحركة التي ورطت أهل غزة في محرقة عظيمة، و زاد القيادي الغزّاوي في التوصيف على أن ما حدث كان أشبه بنزال بين مواطن عادي و الملاكم الأمريكي “مايك تايسون”، موضحا أن مجرد نجاة هذا المواطن من النزال سيكون نصرا عظيما… !!
القومجيون و تيار الممانعة اعتبروا التصريح تبخيسا للمقاومة و وقاحة في حق تضحيات الشهداء، بينما معارضو خطط “حماس” اعتبروه شهادة على خطأ الحركة و اعترافا منها بجرِّ المنطقة إلى الفوضى و الدمار، و أن على الحركة أن تترك الفلسطينيين بسلام و أن تأخذ مغامراتها و ترحل بعيدا عن غزة، و أن الإقرار بالذنب جاء متأخرا بحوالي خمسين ألف شهيد، و أن على “حماس” دفع ثمن مغامرتها و ليس مجرد الاعتراف بخطئها، لأنها هي من أوصلت قطاع غزة إلى حافة التاريخ و الجغرافيا و السياسة و الدبلوماسية.
و نحن على هذا الموقع الحر، نرى التصريح من زاوية مختلفة، لأننا نتشارك مع العرب في لوثة القومجية و كروموزوم الحمق السياسي و العسكري تحث شعارات الثورة و المقاومة و القضية العادلة…؛ فاليوم أبعد أحلام “حماس” بعد المغامرة و معهم الغزاويين هو أن لا يحدث التهجير و أن لا يسلبهم العالم المتوحش ما بقي من أرضهم، و هم مستعدون لتقديم كل الضمانات و التنازلات بأن لا يتكرر “طوفان الأقصى”، و حتى يحل السلام…، و هذا التماثل في الأحداث يجعلنا نكمل الإسقاط على القضية الصحراوية، و نقول أن القيادة الصحراوية سبقت “حماس” إلى الجنون و المغامرة، و دفعت قبل خمسين سنة بالشعب الصحراوي إلى النزوح بعيدا عن أرضه، و لعب الحليف الجزائري في عملية التهجير نفس دور إيران في “طوفان الأقصى”، بعدما أقنعت الرعيل الأول من القادة الصحراويين بأن العزة و الكرامة هما في اللجوء و ترك الوطن، حتى أصبحنا نتمنى أن ندفن موتانا في تربة الوطن الطيبة، و لا نجد لأمانينا سبيلا إلى التحقيق.
أحترم في “حماس” هذا الاعتراف بالخطأ، لكن قيادتنا لا تمتلك هذا الأدب و لا الأخلاق، و نراها تأخذها العزة بالذنب و تفجر فيه، ذلك أن آخر إبداعاتها تنظيم “أبّي بشرايا البشير” لندوة دولية بجنيف حول البيئة و الطاقات المتجددة، بينما الأخ القائد “إبراهيم غالي” في الرابوني يصدر بيانا يعدد فيه انتصارات الدولة الصحراوية التي لا يراها غيره، في وقت أعلنت فيه دول مثل هولندا و النمسا و سلوفينيا و فنلندا، أنها منعت أي نشاط مرتبط بالقضية الصحراوية و حركة البوليساريو، و أنها أبلغت التمثيليات الصحراوية بعدم قانونية تواجدهم فوق التراب الوطني لهذه الدول، و منحتهم بضعة أيام لغلق المقرات و نقل محتوياته.
هذه التطورات التي تعرفها القضية الصحراوية أوروبيا، حدثت في ظل تفجر فضيحة جديدة بإسبانيا بخصوص اختلاسات المساعدات الإنسانية الموجهة للاجئين الصحراويين، بطلاها هما ممثل الجبهة في إقليم أراغون، “يحيى ادخيل”، و ممثل الجبهة في كطالونيا “عابدين بشرايا”، حيث تم الاستيلاء على معدات طبية، جرى توفيرها عبر مساهمات المجتمع المدني الإسباني بإقليم اراغون، وتحديدا جهازان اثنان حديثان للفحص بالموجات فوق الصوتية، كان سيتم توجيههما إلى مركزين صحيين بمخيمات أهالينا بتندوف، لكن تم بيعهما لعيادتين خاصتين بالجزائر. (سنعود للموضوع عند تجميع المعطيات).
في الواقع وددت أن أسأل ممثلنا في جنيف “أبي بشرايا ” إذ كان قد استمع إلى ما جاء في مداخلة الوزير السابق للخارجية الفرنسية ” دومينيك دوفيلبان”، و الذي تم استضافته على قناة AL24 الجزائرية من أجل انتقاد الاعتراف الفرنسي بسلطة الرباط على الصحراء الغربية، و الانتقاص من زيارة وزيرة الثقافية الفرنسية “رشيدة داتي” إلى مدن الصحراء الغربية،… لكن الوزير السابق قال في مداخلته أن على الجزائر أن تتأقلم مع الوضع الجديد للصحراء الغربية و أن تتأكد بأن الاعتراف الفرنسي نهائي و لا رجعة فيه، أنه اعتراف دولة و ليس قرارا لـ “ماكرون” أو لحكومته، و أن على قصر المرادية تجهيز سياسته مستقبلا على هذا المعطى.
“دومينيك دوفيلبان” الذي كان وزيرا للخارجية الفرنسية خلال غزو العراق، ظهر في حواره منطقيا و متناغما مع سياسة قصر الإليزيه، و لم يحقق للنظام الجزائري رغبته في انتقاد سياسة فرنسا الحالية تجاه مصالح الجزائر، أو لنقول أن النظام الجزائري كان يعلم أنه لا يوجد بين القنافذ السياسيين الفرنسيين من هو أملس، لكنه أراد أن يُسمع الشعب الجزائري رأي أكثر السياسيين الفرنسيين توازنا و أقربهم إلى قلب قصر المرادية و أبعدهم عن اليسار و اليمين المتطرفين، حتى يتقبل الشعب الجزائري قرار قصر المرادية في حال حصل التواق الداخلي على إعادة العلاقات مع باريس و الرضوخ للأمر الواقع.
و لأن جنون “الهنتاتة” لا يمكن أن تعثر له على حد من المنطق، و يصعب أن يجاري أي عاقل قلة حيائهم؛ فلا استبعد أن يصدر عن قيادتنا في الرابوني بيان جديد يعتبر الاعتراف الفرنسي بسلطة الرباط على الصحراء الغربية انتصارا للشعب الصحراوي و للدولة الصحراوية، من باب أن الاستثمارات التي ستقوم بها فرنسا في المنطقة ستبقى للشعب الصحراوي عند استقلال الوطن ….
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك