بقلم: القطامي
عاد الدبلوماسي الصحراوي، “أبِّي بشرايا البشير“، ممثل الجبهة بجنيف، و المكلف بتدبير المعركة القانونية مع الاتحاد الأوروبي، ليمارس التضليل على الشعب الصحراوي، من خلال بثه مقطعا مصورا على منصات التواصل الاجتماعي، من داخل مقر المحكمة الأوروبية، لحظات بعد انتهاء جلسة الاستنتاجات التي أودعتها المحامية العامة لدى هيئة المحكمة الأوروبية، الكرواتية “تمارا جابيتا” (TAMARA CAPETA)، بخصوص الدعوى التي رفعها الاتحاد الأوروبي من أجل مراجعة الحكم الصادر عن هذه المحكمة بتاريخ 29 سبتمبر 2021، القاضي بإلغاء الاتفاقية الفلاحية بين الاتحاد الأوروبي و المغرب لكونها تشمل إقليم الصحراء الغربية.
جلسة الاستماع لاستنتاجات المحامية الكرواتية تضمنت فقرات غاية في الخطورة بالنسبة للقضية الصحراوية، و كشفت من خلال استنتاجاتها تأثرا واضحا بالحملة التي تقودها إسبانيا و فرنسا و البرتغال للإبقاء على الاتفاقيات الفلاحية مع المحتل المغربي، رغم شموليتها للمنتجات التي منشأها من الصحراء الغربية، كقول “تمارا جابيتا” بأن الاتحاد الأوروبي يعتبر بأن “المغرب هو القوة التي تدير الصحراء الغربية”، و هذا التصريح –حسب القانون الدولي- يُعطي للرباط الحق في إبرام اتفاقات دولية نيابة عن هذا الإقليم، و هي مسألة تنسف كل الكلام الذي كانت تروجه لنا قيادتنا بخصوص أن المنتظم الدولي لا زال يعتبر بأن إسبانيا هي القوة المديرة لإقليم الصحراء الغربية.
الجلسة كانت نكسة بكل المقاييس بخصوص الشعب الصحراوي، لأنها كذلك شككت في ممثل الشعب الصحراوي الذي له الحق في الترافع أمام هيئات الاتحاد الأوروبي، و اعتبرت قيادتنا الصحراوية بالرابوني مجرد ممثل لجزء من هذا الشعب الذي يطالب بالاستقلال، في حين أن تقرير المصير يتضمن خيارات أخرى، و هو ما يعني بأن هناك أجزاء أخرى من الشعب الصحراوي وجب استشارتها…. و هذه مسألة غاية في الخطورة و بداية تغيير في تعاطي الاتحاد الأوروبي مع ممثل الشعب الصحراوي؛ بمعنى آخر أن تحركات حركة “صحراويون من أجل السلام” بدأت تجد صدى لها بأوروبا…
استنتاجات المحامية العامة أظهرت أن كل ما أنفق على هيئة دفاع الطرف الصحراوي، المتكونة من عدة محامين من جنسيات مختلفة، أبرزهم المحامية النرويجية “طوني سورفون”، كانت أموالا ذهبت مع أدراج الرياح، شأنها شأن الأموال الأخرى التي كان ينفقها الدبلوماسي الصحراوي “أبّي بشرايا” على مغامراته الرومانسية في باريس و جنيف، و التي أثمرت نكسة قبل أشهر حين سوّق لنا الوهم و قال أنه سيعمل المستحيل ليمنع الرباط من الحصول على رئاسة مجلس حقوق الإنسان.
و حسب التسريبات، فقد طلب”أبّي بشرايا” 10 ملايين دولار لتنفيذ المهمة، و قال بأنه سينفقها على المصوّتين الـ 47 لتأليب مواقفهم ضد مرشح الرباط لرئاسة حقوق الإنسان، لكن في النهاية تحصلت الرباط المحتل المغربي على المنصب و بفارق كبير عن جنوب إفريقيا، و لم تتم أية عملية جرد أو محاسبة عن الأموال التي وضعت رهن إشارة هذا الديبلوماسي الصحراوي و طاقمه القانوني ، و نتيجة لهذا الفشل تعرضت قضيتنا و الملفات الحقوقية للدولة الصحراوية إلى حرب شاملة أعادتها إلى الزوايا المظلمة في رفوف المجلس و لم تعد من أولوياته.
“أبّي بشرايا” – أو لص المليون دولار- لم يحترم عقولنا كرأي عام صحراوي، و عاملنا -كما هي عادته- كجهلاء في القانون و في استقراء الأحداث التي تخص قضيتنا الوطنية، حينما حاول خداعنا في المقطع المصور بنوع من السذاجة و هو يتقمص دور المحارب الدبلوماسي الشرس، و الحقيقة أنه لم يكن سوى يدافع عن نفسه حتى لا تتم محاسبته عن هذه النتيجة الصادمة…، و الغريب أن الرجل دون حياء خرج يمارس الهواية المفضلة للبيت الأصفر، بتجميل الهزيمة التي قادنا إليها في أورقة المحكمة الأوروبية، مع العلم أنها ليست المرة الأولى التي يفشل فيها سعادة السفير و يقرر الكذب البواح أمام وسائل الإعلام على الشعب الصحراوي، و يقررالترويج للوهم، رغبة في تضليل الرأي العام الصحراوي.
و كرر في المقطع ذات العبارات التي ألفناها منه، حيث قال أن الدفاع الصحراوي نجح في الضغط على المحكمة، كي تفرض وسوما على المنتجات التي تصدرها الرباط كي تشير إلى منشئها في مدن الصحراء الغربية، و بغبائه المركب و لو أنه تجول في الأسواق الأوروبية لعثر على منتجات بحرية و فلاحية و حتى صناعية و حرفية…، كتب على علبها أو على صناديقها أسماء المدن الصحراوي كالداخلة و العيون و بوجدور… مقرونة باسم “المغرب”، و هذا إجراء تستعمله الرباط قبل شهور في إطار سياستها الداخلية لرفع المنافسة الجهوية بين الأقاليم، لكن سفيرنا الرومانسي، رأى فيها انتصارا يستحق أن يكافئ عليه بمليون دولار… !!؟
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك
تنويه: نخبركم أننا أنشأنا قناة على اليوتوب (SAHRAWIKILEAKS MEDIA)، لذلك نرجو منكم الدعم بالاشتراك في القناة